عندما تتكاثف الرؤى، وتتعانق الأفكار، حينها قد يضيء في قلوبنا الأمل، يحذونا إلى فجر مشرق بعد ظلام الليل الذي نعيشه.
ويحدث العكس عندما تختلف الرؤى، وتتناطح الأفكار، فحينها يمتد الليل الحالك إلى أبعد مما نتصور، ويظل يطاردنا من بيت إلى بيت ومن حارة إلى حارة.
ويا للأسف، فالليل لا زال حالكاً خانقاً لرقاب " المساكين" ، هو ليل تنبعث عنه ومنه وحوش الظلام الهائمة، تبحث عن فريستها ، في عيون مثقلات بالهم والحزن.
وكان لي اللقاء مع إحدى هذه الوحوش الكاسرة، كشرت عن نابيها لتخيفني ، فلما وجدتني لا أبالي استشاطت غضباً ، ثم قفزت تلك القفزة المروعة لتطبق بفكيها على رقبتي ، ولأحاول الفكاك ولا جدوى.