|
قالت: "أحبك"... فانساب الفضا طُهرا |
وفاض بالعشق من أنغامها نهرا |
قالت: فؤادي سياط العشقِ تجلدُهُ |
والشوق عاتٍ بقلبي يهزمُ الصبرا |
بالقلبِ من شوقِهِ جُرجٌ يعذّبه |
وكم تمنّى لو انَّ الجُرْح لا يبرا |
ما عاد يحتمل الكتمان من زمنٍ |
باللهِ هوّن عليهِ ذلك القهرا |
|
فقلت -والكون آهات تحاصرني |
يا نجمةً طيفُها في الحلم حاصرني |
وضمّني، وبرُوحي نحوها أسرى |
قلبي الذي هام في الدنيا بلا هدفٍ |
وعاش في عبَثٍ دهراً تلا دهرا |
وهام فيه الغواني دونما كللٍ |
وخضن من أجله الإعصار والبحرا |
لما نطقتِ بها ارتجّت جوانبه |
وخِلتُهُ سجدَت دقّاتُهُ شكرا |
أسرتِه، فكأنّ الأسرَ غايتُهُ |
ما كنت أحسب قلبي يعشق الأسرا |
يا أعيُناً أسرت قلبي علانيةً |
ما كنت أحسب أن يعشقنني سرّا |
|
الكون حولي حريق، والفؤاد لظى |
لولا خطاه على الدنيا غدت عدماً |
وأصبح الخَصْبُ في أيامِهِ قفرا |
لأصبح العشق والأشواق غزوَتَهُ |
ولامتطى نحو عينيك الهوى مُهرا |
يقود فيكِ جيوشاً لا مثيل لها |
ويُحسِنُ الكرَّ في عينيكِ والفرّا |
يعيد في كونِهِ رسم ابتسامته |
وفي طريق هواه يَحْطِمُ الصخْرا |
|
لكنه فرّت الآمال من يده |
ناديت، والكون قد صُمّتْ مسامعه |
كأن في أُذْنِهِ من صرختي وقرا |
يئستُ... لكن حبّي صار يسحرُني |
هل يُبطِل اليأسُ يا مولاتيَ السحْرا؟ |
إني أحبك... والدنيا تعاندني |
وما أنا قيصرٌ فيها... ولا كسرى |
|
يا ربِّ... ما عدتُ أبغي غيرَها أملاً |
إن كنتَ قدّرتَ في الدنيا تفرُّقنا |
فاجعل تلاقيَنا يا ربِّ في الأخرى |