أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصة قصيرة بعنوان "إحساسى مات ...مات" بقلم / موسى نجيب موسى

  1. #1
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قصة قصيرة بعنوان "إحساسى مات ...مات" بقلم / موسى نجيب موسى

    إحساسـي مـات.. مــات


    في لحظة ما.. في مكان ما.. في لقاء ما.. بينه وبينها.. ولد بعد لحظات مخاض عصيبة وبعملية قيصرية جاء إلى الحياة.. من رحم الغيب أطل بوجهه الصبوح على الدنيا.. من جوف العتمة أشرق بالنور.. أبوه فقيراً لا يمتلك شيئاً في زمن لا يعترف بذلك.. أمه ترفل الحياة على أطراف أناملها.. تتمرغ على وسائد طرية.. تركت كل شئ حين اشتعلت الشرارة وتكونت البويضة في موعدها تماماً.. تناست كل شئ حينما هجم الحيوان المنوي بكارة وجدانها واخترق حصونها ثم خصّب بويضة وعيها.. كانت ترى الدنيا خضراء وأنه سوف يأتي اليوم ليجنيا معاً ثمار شقائهما.. بعد أن تسرب الخبر وملأ الدنيا كلها لم يجد بدا من الهروب فأهلها يحتقرونه وأن أطالته أيديهم سوف يمحون كل حرف من حروف أسمه من قاموس الوجود فر من أمامها وتركها وحيدة مع إحساسها الوليد / البكر تحاول أن ترعاه وتحوطه بالأمن من أي خطر محدق به.. لكنها فشلت؛ فمع أول دور سخونة هاجمت الوليد ممهورة بذلك الذي طلبها بماله الكثير مات.. مات إحساسها.

    إحساسي ميت.

    لم تصدقها حينما قالت لك ذلك.. كنت تتوهم أنها تحاول الفرار من أسر نظراتك وخاصة أنها لم تنكر أو تؤكد أن مشاعرها بعد –محب- قد تحركت قليلاً ناحيتك لكن زواجك وأولادك وخطيبها كلها أشياء جعلتها هذه المرة تكتم ولا تستسلم.. حاولت معها كثيراً.. فردت ذراعيك أمامها.. أغلقت كل طرق الهروب منك وإليك أمام وجهها.. لكنها كانت تقول لك دائماً..

    إحساسي ميت وفوق هذا فأنني محصنة نفسي جيداً.

    حينما جمعكما جلسة مصارحة بين الحصص في المدرسة التي تعملان بها بحت لها بحبك الذي اخترق كل قواعد وقوانين اللعبة الأزلية بين الرجل والمرأة.. لم تنكر أنها كانت سعيدة وهي تسمعك.. بل لا تعرف هل قصدت أم لم تقصد تعرية جزءاً صغيراً من نهدها الذي كاد أن يفر من سوتيانها المحزق؟ كأنها كانت تعلم مسبقاً أن هذا هو اليوم الذي حددته لكي تعلن لها فيه عن حبك فلبست أجمل ثيابها وتزينت وتعطرت وكأنها تهئ نفسها للزفاف عليك.. حين هاجم مشرف اليوم مجلسكما البعيد عن الأعين عنفها بشدة لتركها حصة فصل (1-1)وجلوسها معك.. كنت لا تعرف ماذا تفعل حيالها؟*****! هل كنت تثور في وجه المشرف فيكشف كل شئ؟ أم تجلس تهدهد قلبها المضطرب من ضغط كلماتك الحانية عليه.

    كيف عرفت عني كل هذا؟!وحياة مريم ابنتك تقول لي؟!

    لم تشأ أن تخبرها كيف عرفت.. لكن كل ما كان يشغلك هو ماذا عرفت؟ وهل هو صحيح أم لا؟

    يظل رفضها القاطع بان شيئا من كل هذا لم يحدث مطلقاً معلقاً على حافة أذنيك ولا تريد أن تدخله إلى عقلك.. كنت متيقناً أنها تحبك رغم علمك الأكيد أن تجربة حبها الأخير مع محب كانت قد دمرتها تماماً حتى أنك كنت تشير إلى صدرها وتحديداً إلى ذلك الجزء الذي يرقد فيه قلبها الصغير وتقول:-

    هنا يوجد قطعة من الفحم الخام.

    لا تضحك كعادتها ولا ترد عليك بل تتركك تكمل حديثك لأن ذلك يشجيها ويعذبها كثيراً ذلك العذاب الذي تعودت عليه منذ زمن.. كل يوم كانت تأتي إلى المدرسة متعبة.. خائرة.. منهكة القوى وعندما كنت تسألها عما بها كانت ترد بلا مبالاة:-

    أبداً.. لا شئ.. فقد نمت بالأمس في الرابعة صباحاً.

    حينما كنت تفغر فاك وتنطق – رغما عنك- بصيحات التعجب والاستغراب وتتساءل فيما تنفق كل هذا الوقت كانت تعاجلك:-

    كنت جالسة في السرير أفكر.. فيمن لا أعرف؟

    حين كان تصدمك ملابسها الغالية / الأنيقة وطقم الذهب اللامع الذي كانت تزين به معصميها وجيدها ويصعقك خاتم الزواج وهو يزين بنصرها الأيمن كنت تقول لها:

    هل تحبينه هو الآخر؟

    مــن؟!

    صاحب هذا الخاتم.

    كانت تنظر إليك ثم تنظر إلى الخاتم وتقول لك:-

    أحبه أو لا أحبه لم تعد تفرق... كله سواء.

    كنت تقول لها دائماً فكري في خطيبك فهو الحياة والوجود والأمل للتخلص من كل ما تعانيه الآن.. كانت تنظر إليك باستهزاء وتقول:-

    ما الأمل؟ وكيف أجده؟ لم يعد هناك أملا في حياتي !!

    تحاول أن تذكرها بالنعيم الذي ترتعفيه.. جمال تحسدها عليه البنات،ومال غير متوافر لكثيرات وشهادة عليا (بكالوريوس تربية) ومكانة كبيرة في قريتها الصغيرة لها ولخطيبها الدكتور أيضا.. عندما كنت تهم باستكمال حديثك كانت تقاطعك بحدة:-

    كل هذا لا يهم... المهم..

    رغم أنك لا تقاطع حديثهاً حتى تعرف عنها أكثر إلا أنها لا تكمل حديثها وتتركك وحيداً تنهش قلبك وعقلك الحيرة والتساؤلات.

    -ماذا تريد هي؟ ماذا تريد من حياتها؟ من وجودها؟

    دائماً كنت تعجز عن إيجاد أي إجابة لأي تساؤل من كل هذه التساؤلات فكنت تعاود الكرة مرة أخرى وتلقى بنفسك في بحرها المضطرب عل يحدث ما تتمناه منذ زمن وتحملك إحدى موجاته إلى بر الحقيقة أو ترسلك على شاطئ آمان يفسر لك لغز قلبها المحترق.

    انتهي العام الدراسي سريعاً كما بدأ وجاءت الإجازة الصيفية الطويلة المملة واقترب موعد زفافها.. عندما حل اليوم بعينه دعتك لحضور هذا الحفل.. لم تتوان لحظة في تلبية دعوتها فقد كنت تتوق لرؤيتها في ثياب الزفاف وكنت تتوق أيضاً لرؤية زوجها الذي عاد من الخارج قبل موعد الزفاف بأسبوعين كاملين. عندما حضرت حفل الزفاف وفعلت مع زوجها مثلهما فعل باقي المدعوون من أحضان وقبلات لامست يدك يدها الباردة رغم الجو الخانق في إحدى ليالي سبتمبر الحارة.. حين رمتك بنظرتها الجارحة التي اخترقت جدار قلبك حتى أدمته تأكدت وقتها أنه بالفعل إحساسها مات.. ومات منذ زمن ليس بقصير عندما قابلتها بفعل فاعلة – بعد مرور شهر كامل على زواجها وهجرة زوجها إلى البلاد البعيدة وتركها وحيدة.. صدقت أخيراً وتأكدت أكثر أن إحساسها مات بالحقيقة مات وأعادت على مسامعك جملتها القديمة:-

    إحساسي ميت.

    لم تشأ أن ترد عليها بل تركتها مع صديقتها وصديقتك الفاعلة، ولم تعرف إلى أين تذهب؟



    بقلم/موسى نجيب موسى

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    إحساسي ميت ..
    تقولها الأنثى حين يغتال الحب في قلبها ..
    هذه حقيقة .. لا جدال فيها .
    قصة جميلة ..
    يستطيع الرجل أن يعبر عن المرأة ولا يزال يسأل عن سرها ؟؟
    هنا العجب والتعجب !!

    أعرب عن إعجابي الشديد لهذا النص الأدبي الراقي وفكرته .

    تحياتي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة بعنوان"مرفأ للغياب" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-07-2006, 04:38 PM
  2. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "بائع الأحلام" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-06-2006, 10:30 PM
  3. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "جائزة الملك" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 11:10 PM
  4. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "السمكة الحائرة" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 11:09 PM
  5. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "قطة مريم" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 11:08 PM