أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قصة قصيرة بعنوان"البنات" بقلم موسى نجيب موسى

  1. #1
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قصة قصيرة بعنوان"البنات" بقلم موسى نجيب موسى

    البنــات



    لحم البنات مر.

    هكذا قالت له بعد أن اقترب منها أكثر وأكثر وأراد أن يتذوق لحمها الشهي.

    قاطعها بشدة:-

    ليس كل البنات.

    على الأقل أنا.

    سبح في زرقة عينيها حتى وصل إلى شاطئ النن، تمدد تحت أشجار رمشها الظليلة بعدها سحب روحه وافترشها أسفل قدميه، حدد القبلة عن طريق موقع الشمس في فضاء وجودها، حاول أن يصلي في ملكوتها المفتوح لكنها نهرته بشدة وحاولت طرده من حدقة عينيها التي كادت أن تنغلق عليه وتدهسه.

    ألست من البنات؟

    قفزت فوق بساط الريح الذي لفظه منذ قليل ومر أمامها لتوه وأمرته أن يتجه بها نحو الشمس حتى تبني لنفسها عشاً من الجحيم تعيش فيه بقية حياتها المبعثرة في قلوب كثيرين.. أطاعها البساط دون نقاش واتجه بها نحو رغبتها الأخيرة.

    لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمي مر تذكر أنه أحب كثيراً، وذاق لحوم بنات كثيرات فلم يكن – حتى للبنات اللائى لم يحببهن قط – لحماً مراً بل كان حلوا وأكثر من ذلك أيضاً.

    الحب يذل البنت !!

    هكذا قالت له بعد أن حاول استمالتها بأخر قصيدة كان قد كتبها في زرقة عينيها الرائعة ونقاء صفحة خدها الرائقة.

    ليس كل البنات.

    على الأقل أنتِِ.

    هرولت داخل غابة عينيه الكثيفة حتى فاجأها الوحش الكامن فيهما فلم تستطع أن تكمل هرولتها ولم تعرف لقدمها طريقاً للعودة فتوقفت ولم تحرك ساكناً.

    ألست من البنات؟

    أنت مثل كل البنات. إن البنات يولدن بورث ثقيل يزداد هذا الإرث ثقلاً يوماً بعد يوم حتى تصل البنت إلى تفتح زهرتيها اللتين يزدان بهما صدرها وتتفتح عينيها على الآخرين بلا قيود داخلية فتصاب بالشرخ الذي يشطرها إلى نصفين.

    مرت عليك تجربتين حب هي محصلة حياتك العاطفية.

    الشمس انهارت خلف الأفق فأنهار معها عش الجحيم الذي حاولت بناؤه داخل الشمس منذ قليل وتناثرت أشلاؤهما فوق مياه البحر الممتد أمامهما بلا نهاية.

    لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمي مر.

    "رائد" اسم لن تنسيه طيلة عمرك فعلى الرغم من أنه يمت لك بقرابة وثيقة الصلة ويصغرك بعام إلا أنك أحببتيه كثيراً منذ أن توضأت عيناك بنور وجهه الصبوح، وملأت أذنيك كلمات أمك عن الاتفاق الذي جرى بين أبيك وعمك بخصوص زفافكما "رائد لـ مريم ومريم لـ رائد" نبتت مشاعرك الخضراء في أرض قلبك البكر وكلما كبر معك الحلم والمشاعر واقتربت الحقيقة.

    رائد تركك وحيدة لأنه أحب زميلته في كلية الطب.

    لم يكن المهندس "محب" يمتلك من حطام الدنيا شيئاً سوى منزلاً ريفياً بسيطاً.. مبنياً بالطوب اللبن ويقع على شاطئ الترعة التي تشق البلد من ناحية الغرب، وكان يمتلك أيضاً (حبة) مشاعر متوهجة لك وحفنة نقود لا تفي بالغرض ولا ترضي أبيك،أما قلبك فقد ركع ساجداً في محرابه وأخذ يتعبد في هيكله عله يتحرك يوماً ويجني لك السعادة من حقول الفقراء الذين لم ينس يوماً أنه واحداً منهم.

    كيف عرفت كل هذا؟!!

    البنت كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ سطوره عليه فقط الاقتراب منها و يغترف من بحر أنوثتها حتى يشبع حلمها الخالي من أي اهتمام ذكرى.

    أقول لك الكثير أم يكفي هذا؟

    كلما رأت في يده خاتم الزواج ورنت في أذنيها كلمات ابنته عندما نادت عليه ذات مرة أمامها (بابا – بابا) تحسست ذلك النتوء البارز الذي نبت في خدها الأيمن عندما قبلت زوجته في إحدى المناسبات التي جمعتهما صدفة،بعدها تهرول إلى الجبانات القريبة جداً من منزلهم وتبكي.

    لم يعد لحم البنات مراً بل أكثر مراراً.

    أسدل الليل ستائره وعم الظلام الكون ولم يكن هناك في العالم كله أي بقعة مضيئة سوى تلك البقعة التي تضمهما معاً.. يضيئها ذلك البريق اللامع الذي يشع من عينيهما.. احتضنته بشدة.. احتضنها بشدة.. ذاب جسداهما معاً وراحا في قبلة طويلة حتى فج نور الصباح.. وانفضح الأمر.



    بقلم/موسى نجيب موسى
    محمول:0103188501

  2. #2

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    موسى نجيب..
    عمل ادبي رائع بحق..لانه يتعمق في النفس البشرية ليصل منها الاغوار التي قلما تستكشف.. وهو لم يقتصر على التعمق الانثوي انما عمد الى التعمق الثنائي..وليس الحوار المستمر بين بين الاثنين الا تأكيد على ذلك.
    حيث في حديثهما دلالات كثيرة لعل ابرزها انها عرت تلك انفسهما من غطائها الخارجي لتظهر لهما كل ما يمكن ان يخالج نفس فتاة مع فتى..فتى مع فتى..سواء اكانت هذه المخالجات عاطفية ام جنسية.
    والبداية تؤكد ذلك..." ار ان يتذوق لحمها الشهي" .
    ومن اجل هذا التاكيد نجد بان كل واحد يحاول ان يسبح في اعماق الاخر ليستكشف ذهنيا ما قد يصدر من الاخر..سواء من افعال او توهيمات..او افكار...لذا نجد بان كل واحد منهما يتعمد غلق المنافذ على المقابل..فالفتاة تتعمد اغلاق كل منفذ يمكن ان يستغله ليتذوق طعم لحمها الشهي وهو يتعمد خلق اجواء تقربه لفريسته..
    سبح في زرقة عينيها حتى وصل إلى شاطئ النن، تمدد تحت أشجار رمشها الظليلة بعدها سحب روحه وافترشها أسفل قدميه، حدد القبلة عن طريق موقع الشمس في فضاء وجودها، حاول أن يصلي في ملكوتها المفتوح لكنها نهرته بشدة وحاولت طرده من حدقة عينيها التي كادت أن تنغلق عليه وتدهسه.
    لكنها الطبيعة البشرية لاتصمد امام الاهواء..لان النفس البشرية بطبعها تميل الى السوء.. وجدت هي نفسها تغوص في تفكير عميق..ولعل الرمزية التي استخدمتها بالبساط والشمس دليل على ما اقول..فالفتاة بدات تفكر..ويعرف نفسيا بان التفكير اذا ما داهم ذهن الانسان فانه يطرق عليه كل الابواب..لذا نجد في خطابها ليونة اكثر..عندما قالت لكن لحمي مر...وعندما استحضرت في فكرها بانه ذاق طعم لحوم اخرى..وكانها تخشى ان لايعجبها لحمها.
    وعندما هو تغير مسار الامور ظنا منه بانها تخشاه..ادخلها في لجة صراع اخر وهو صراع الحب ومايفعله..وكأن هو...متمرس..فادخلتها في تفكير اخر..وغاصت في اعماقه..وتاكدت من تمرسه..فالوحش ليس الا رمزا لتلك الرغبة الغريزية الشهوانية التي يمتلكها.
    ولكن لتمرسه ولقرأته النفسية الجيدة لفريسته..بدأ بنبش بعض مايثرها..وما هو معلوم ان الانثى برغم مكرها والخبث الذي تمتلكه..عاطفية جدا..ودموعها قريبة من عينيها..وقد استغل هو كل هذه الامور ليصل الى غايته..وبدأ يعري نفس الفتاة.
    ((أنت مثل كل البنات. إن البنات يولدن بورث ثقيل يزداد هذا الإرث ثقلاً يوماً بعد يوم حتى تصل البنت إلى تفتح زهرتيها اللتين يزدان بهما صدرها وتتفتح عينيها على الآخرين بلا قيود داخلية فتصاب بالشرخ الذي يشطرها إلى نصفين. ((
    هذه الكلمات بها لخص حياة الفتاة..بل الانثى..في مجتمعنا..وهذا الشرخ قلما ينكره احد لانه موجود بل مغروس في اجتماعنا..ولعله من ابرز اسباب سرعة انتشار الافكار النسائية الاخرى لدينا..لانها تجد فيها منفذا لها...(لااريد ان اطيل..لانني قد اقع في المحضور هنا).
    استطاع بحنكة متمرس ان يستدرجها..وهاي تفتح افاق ذاتها.."لم اجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا لحمي مر.." لكنه لايدع منفذا لها...بل يفتح بعض صفحات الماضي..ويذكرها بها...
    وليس استغرابها الا دليل على ما قلت سابقا من كونها تعاني الشرخ هذا..وانظر الى لغة المتمرس عندما ترد على سؤالها..كيف عرفت.."البنت كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ سطوره عليه فقط الاقتراب منها و يغترف من بحر أنوثتها حتى يشبع حلمها الخالي من أي اهتمام ذكرى.. أقول لك الكثير أم يكفي هذا؟ "
    وهنا تكمن قمة الاثارة حيث تخضع هي للواقع وتبدا باستعادة كل مر بها.."كلما رأت في يده خاتم الزواج..." لكنها لحد الان لم تزل صادمة ولحمها لم يزل كما كان منذ البدء مرا..وظن عندما سمعها تقول.." لم يعد لحم البنات مراً بل أكثر مراراً"..بأن النهاية قد تاتي على غير مايشتهيه هو.. وكان الرياح عادت تهب على عكس ما تشتهيها السفن.."
    لكنها العاصفة الاخيرة قبل الهدوء...قبل الانفضاح..
    عمل ادبي متكامل..حيث سلطت الضوء على تلك البقع التي تختفي واراء التكلسات النفسية بسبب ترسبات الاجتماع..وتعمقت فيها..حتى استطعت من فضحها..وكأن هناك مرآة عاكسة تعكس لنا ذاتيهما.
    تقديري واحترامي
    جوتيار

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "بائع الأحلام" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-06-2006, 10:30 PM
  2. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "جائزة الملك" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 11:10 PM
  3. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "السمكة الحائرة" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 11:09 PM
  4. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "قطة مريم" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 11:08 PM