[move=left]المشهد الأخير..!![/move]
تركتُ ابنتي عند أختي ، تبكيان لسفري ، لا أدري لِـمَ ..؟؟ رغم اعتيادهما على سفري دوماً مع الفرقة المسرحية ..!!
المسرح عشقي الأول ، تزوجته قبل زوجي ، أنجبته قبل ابنتيَ .. !!
أعشقها ، صارت مثَليَ الأعلى ، كلما عرضوا لها نصاً مسرحياً ، أجلس أمامها ، صامتة أسمع صوت حركاتها ، أتعلم من نبرة صوتها ، سيدة المسرح .. !!
كم ارتديت لقبها ، كان الوقوف على المسرح ، بالنسبة لي كأني أراها تمثل أمام مرآة ..
في البروفة ، كان المخرج يلوح لي إعجاباً .. !!
أتقمص الدور ، حتى يُخيلُ للجميع أنه ثوبٌ حِيكَ لي .. !!
قطار الحُلم ، كل سفر للفرقة ، هو ارتقاء لدرجة من درجات النجاح ..
نعدو خلف حلم الفوز .. !! شقاؤنا .. وجباهنا التي تتصبب عرقاً ، لا نسمح ليد سوى يد الفوز تمسحهُا ..!!
نشعر بالراحة من عناء نص ، إرهاق مشهد ، عذاب بروفات ..
لم يحن موعد عرضنا بعد ، أجلس فى أول الصفوف، أشاهد أحد النصوص لزملائي ، الذين أتوا على هودج فنهم ، يرفعون أشرعة حلمهم فوق بحار إبداعهم .. !
حولي أساتذة ، مخرجون ، نقاد ، زملاء ، جاءوا من كل صوب لنشاهد ، نقارن ، نتعلم ..
بلا أية مقدمات ...
بدأ نصٌ آخر ، لم يكن مدرجاً فى جدول العروض ..!!
ينقلب المسرح إلى مدينة ملاهٍ نارية .. !! صخب ألسنة النيران تتصاعد ، دخان يسبح فى الأجواء بلا رقابة ، صراخ الأيادي التي تدفع كل شيء أمامها ..!!
انظر هنا - هناك - هنالك ، النيران تأكل كل شىء بشراهة ..!!
أجسادٌ تشتعل ، تذوب كالشموع ..!! أجري هنا وهناك أبحث عن مهرب ، أمامى أساتذتي ، زملائي ، يحترقون كل منهم يحتضن الآخر لعله يطفئه ..!!
كلما هربتُ في اتجاه ، وجدت شمعة إنسانية تحترق ..!! تكتلوا على الباب الصغير محترقين ، كأنهم أشباحٌ تحاول الهروب ..!!
فجأة طوفان النار يتجه إلىّ جائعا فارغا فاه ..!!!!!!