خيمياء الشعوذة

سألني سائل اسمه سالم قال : هل تذكر دروس الكيمياء ؟عندها تذكرت موضوعاً قديماً نسجت عليه العنكبوت خيوطها وغلّقت الأبواب وما زال أمره مجهولاً .
كان معلم الخيمياء يقول : تنقسم الكيمياء إلى اختصاصات عديدة ، منها الكيمياء العضوية والغير عضوية والكيمياء الحيوية والكيمياء الجولوجية .... إلى أن وصل إلى كيمياء الشعوذة ، فلما سألناه عنها ، سكت فقال لا يوجد كيمياء الشعوذة ولكن زل لساني لأني كنت أفكر في حادثة قرأتها .

يا مجرم على هامان يا فهمان ؟ لا شك وأن هناك سراً ، لكن يفضحه الله ، فلما خرجت من المدرسة انطلق إلى المكتبة وبحثت في التاريخ القديم فوجدت موضوعاً يتكلم عن الثورة الفرنسية ، لكني قرأته هكذا الثروة الفرنسية وبما أنهم أثرياء فأكيد أنهم مشعوذون ، عندها تذكرت حكايات ألف ليلة وليلة ، وقصص كبيرة المشعوذات ميساء الثرية وأن لها بساطاً تطير عليه كنت اتمنى أن يكون لي مثله على الأقل يخفض من تكاليف السفر لا يهم ، المهم قررت أن أبحث عن واحدة مثلها في البلاد ، فوصلت إليها وطرقت عليها الباب فأجابتني فتاة صغيرة عمرها تقريباً 12 ربيعاً ، وبعد أن سألتني عما أريد قلت ، جئت لاستفسر عن أمر مجهول فقالت : انتظر ، فلما عادت قالت : أدخل ، ثم أوصلتني إلى باب وقالت : اطرق الباب برقة شديدة فإذا أذن لك قل عمت مساءاً أيتها الساحرة الجميلة .
غريب الذي أعرفه أن المشعوذات قبيحات لكن لنفعل ما نأمر به ، المهم أن نعرف ما هو ذلك كيمياء ؟
طرقت الباب بطرف أظفري ، فأذن لي . ومن شدة الحماسة قلت : عمت مساءاً أيتها المشعوذة الكحيلة . ياااااا إلـــــــــهي ، هل هذه مشعوذة عجباً لأمرها أنها ليست قبيحة أبداً ، بل انها شابة صغيرة عمرها تقريباً 26 صيفاً ، وقد قلت صيفاً لأنها تعيش في مجال الشعوذة ، أما عن حجرتها فكان مرتبة ونظيفة وفيها بعض أدوات الخداع البسيطة والجذابة الشكل ، لن نطيل عليكم ونعود للموضوع .

قالت : عيب عليك يا فتى ، ما هذا الكلام ؟؟ أنا ساحرة ولست مشعوذة .
قلت : اطلبك أن تسامحيني ، وقد جئت إليك لأسألك سؤالاً واحداً ، عن كيمياء الشعوذة .
قالت : أيها الفتى ، سأساعدك مقابل خدمة بسيطة صعبت علي ، قد تصعب على شاب مثلك ولكنك كما يبدو بطل فهل أنت مستعد لها .
يا إلهي ، إنها ساحرة ، وشابة جميلة وصوت رقيق مع غمزة خاطفة ، ودلع و أكملوا أنتم الباقي .... المهم سألتها : وما هو يا ساحرة ؟
قالت : هو أن تصطاد لي ظبية جميلة صغيرة ، بشرط أن تكون حية .
قلت في نفسي : شحاذة وتشترط أيضاً .
تواصل قائلةً : ثم ابشر بما يرضيك ويرضيني .
سألتها : عفواً ما اسمك ؟
قالت بمنتهى الرقة والغنج : يا شاب اسمي ميساء
آها إلى هنا اكتملت ، يا ويلي بقي البساط الطائر لكن ما سألتها عنه بل قلت من باب السخرية : ما صلة القرابة بالمشعوذة ميساء التي تطير على البساط ؟
قالت بصوت كأنه موسيقى : هههاهههاههها أنت خفيف الدم يا فتى ، وبهذه المناسبة سنؤجل طلب الظبية ، وندخل في طلبك ، لكن قبل هذا أريدك في موضوع خاص غير مكلف ولا متعب ، بل هو عندي ومريح ، لن تخسر وستكسب صدقني أتقبل عمله ؟
قلت ببلاهة : لقد تأخرت علي أن انصرف الآن ، إلى اللقاء في الغد وسأحضر معي ما طلبتيه مع موضوعك الخاص الوداع .فهربت من أمامها عجلت فقالت : انتظر لحظة ، انتظر .

فوليت الأدبار كأني لم أسمع لها ، وقد علمتني شيئاً عجز عن معلمي عنه ، لقد عرفت أخيراً ما هو كيمياء الشعوذة والسحر ، فهل عرفتموه أنتم أيضاً ؟

تبقى الملاحظة الأخيرة / هذه الحادثة وقعت في أيام جاهليتي ، لأنه من أتى ساحراً أو عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ، وأما من أتاهم ولم يصدقم لم تقبل له صلاة أربعين يوماً أسأل الله أن يقبل توبتي ويتجاوز عني، تلك الشابة إنما فعلت كيد ساحر وامرأة ، ولا يفلح الساحر من حيث أتى ..

أخي أبا القاسم:

قصة هادفة تكشف أمراً خطيراً تفشى في مجتمعنا العربي والإسلامي وأصبح عدد مريديه في ازدياد. نسأل الله لهم الهداية.

قصة مشوقة عابها الإسهاب غير المفيد في أحايين كثيرة.


تحياتي وتقديري