قصيدة [ جدار ] .. شعر / نبيل مصيلحي

جــــــــــدار
***

وشيلتيني ..
جبال الدنيا فوق ضهرك
لأول مره حسيتك كأنك ليل
في أرض الغربه توهني
حصدتيني ربيع مش لاقي منه أوان
لقيت أمشير وزعبوبه
بتاخد كل شيء مني
ما خلتليش ولا ورده زرعها الضي في رحابي
وسابت لي ملامح فيَّا مظلومه .. بتندهلك
وتتحايل بمليون آهه تترجاكي نتعاتب
بلاش نخنق حمام ساكن في وجدانَّا
بلاش نجرح صباح يومنا
اللي بنضلل عليه م الريح
بلاش نلبس في عُري العند ونكابر
بلاش نكْره
بلاش ندبل في عين بكره
بلاش نبقى في يوم ضدين
بلاش نرحل في أرض التوهه .. طاوعيني
صدى صوتي رجع مكسور
دخلني يهزني بإيده .. يصحيني
يصرَّخ فيَّا بكَّاني
وشد كياني خلاني
أقوم من حلم صدقته
وعشته يادوب في طرفة عين
وبسمه فوق شفايف طفل في اللفه ..
براءته حليب .. قطفـتيها
وسيبتي بدالها صباره من الأحزان .. بترويني
بخمره مصهلله في دمي .. تسهرني ..
تحيرني في ليل ونهار
وتبني جدار ما بين صبحي اللي بيشقشق
ورايدك لِيه..
وبين نفسك / سواقي الظن والأوهام
أشوفني بواقي في مرايه من الماضي
وضهرك ليَّا فايتاني
ولمَّا الصدفه تجمعنا
باحسِّك أي شيء تاني
وما قبلتوش يكون الجي من عمري
وبردت شمس نظراتك
تلفلفني بتلج وغدر إحساسها
وتيجي وتمشي زي غروب
وبعده الليل يململني
واكون جلاد على نفسي .. أمرمط فيها ..
اعذبها ف تعاذيبي
عشان تصارحني .. تكشف لي خباياها
لقيت نفسي ما تفرقنيش
وزيِّ بالتمام نجمه بقلب بريء
وردِّتني .. وصحتني من الغفله
ومن دوامة التوهان
فشفتك دنيا مشغوله
بتاخدي م الزمن والناس
وتدِّي بسمتك لليل
وتبني جدار ما بين صبحي اللي بيشقشق
ورايدك لِيه..
وبين نفسك .
***

بتحزن ليه ووتتحسر
وصوت الفجر ف الكلمة بيتاثر
نموس الحلم بيفسر
بان الحمل دا بكرة
وانك كنت حماله
واخر الرحلة لية تنكر
بانك كنت شياله
ماهى عارفاك وكات شايفاك
وهى بتسقيك مرار كاسها
وتحجب عنك انفسها
وتعرف ليه؟
يعز عليها وهى شايفك
فارد همك على الشباك
شايلها انت ماهيش شايلاك
وكان هاين عليها تجيب مناديلها
وتمسح نقطة من عرقك على جبينك
وتدعيلك
يشد ربنا ف حيلك
مافيش غيرك تغنيلو يغنلها



سلم ابداعك وتقبل كيبورديتى

آه يا عم فوزي م الألم بتحز فيَّا سكينُه
ومين يقرا ومين يسمع مواويله
دا مواله الأنيين والآهه ودمع العين
أبيع والا أعيش فارش مناديله
***
نبيل مصيلحي

الاستاذ المصيلحي...
احيانا نتعمد ان نعتمد على بعض النماج البدائية في طرحنا..اقصد نلجأ الى بعص الصور التي هي ليست بشيء غريب على ذهن وعين المتابع..مثل الورد والحمام والليل والاحزان والعناد والتكبر..وووو.
ان هذه النماذج هي في الاصل مادة شعرية جميلة وشائعة بين الناس ..وهي مما لاشك فيه تنطوي على معاني تلامس النفس البشرية ملامسة حقة..لما اعطته من مغزاها في الماضي لكل قارئ وشاعر ومتابع لذا فمعينها لاينضب ابدا..الا في حالة الاسراف في ذكرها.
لكن وجدتك قد استخدمتها بصورة عفوية ودون تعسف لذا فهي قد جاءت ملائمة تماما لسير احداث القصيدة.
القصيدة..بلا شك..لوحة هجر ورحيل..تركت اثارها الرهيبة على صدر الشاعر.. ومع انه ينادي..في اكثر من موضع ..بعدم سلك طريق الهجر والرحيل..لانه طريق شائك مميت ومبعث للالم والاحزان..الا..ان المقابل استجابتها ضعيفة...فهو ينادي بالفرح اذا بقيا.. وهي تخلف وراءها الصبار كرمز للحزن..وهكذا تجري مجريات القصيدة الى النهاية..حاجز نفسي واخر معنوي..المعنوي..رمزية الصبار..ودلالته للحزن..والنفسي..توهم الجدار الذي يفرق صبحه عنها.
واذا ما تعمقنا اكثر في القصيدة نجد بان الشاعر نفسه يعيش حالة اشبه بالمأساة الانسانية والتي تبدأ ابدا بالمناوحة الابدية بين الفراغ والامتلاء..الحنين والهجران.. والانصراف الى المرأة والانصراف عنها.
المصيلحي...
قصيدة تخفي وراء معانيها الكثير...وليس لها الا انت لتكشف اغوارها..
عساك تقبل مرور هذا..
عساني لم افسد روعتها..

تقديري واحترامي
جوتيار

هنا ارى جدار مزين بجمال الشعر ،
أخى الفاضل ـ نبيل
شكرا لك مع تحياتى.

أخي الفاضل الدكتور / محمد عصام

شرفت بمرورك الكريم , وإطراءك الطيب
خالص ودي
نبيل مصيلحي

الرائع / جوتيار تمر

يطيب لي مرورك الهاديء بما تضيفه من فيض رؤاك
فأنت مرآة صادقة نظيفة أرى فيها نفسي
لا تحرمني من هذا المرور
خالص تحياتي
نبيل مصيلحي

الصديق نبيل
دعني أرفع القبعة للصديق / جوتيار تمر ، فقدم قراءة راقية وواعية للقصيدة ، وأمام مداخلته وقفت صامتا وسعيدا ، شكرا جو .. ، شكرا نبيل

تقديري وإحترامي لنبض الحرف بقصيدتك الرائعة
شكرا أخي الشاعر القدير ـ نبيل مصلحي

أشوفني بواقي في مرايه من الماضي
وضهرك ليَّا فايتاني
ولمَّا الصدفه تجمعنا
باحسِّك أي شيء تاني


الله يا نبيل
خُلقْ وقول
إحساسك فوق
فوق المعقول
وأنا نفسي أقول
زي كلامك
لكن يا صديق
أنت هاتفوق
أن أصلي
يا زوق
ضهري مزنوق
مربوط ف جذع
شجراية

أبص لفوق
وشي المحروق
من شمس
ملهاش ضلاَّيه
ولا حبة ميَّة
أغسل وشي
ولا عندي مشط
ولا مراية 00!!