التهديد بالخصاء: إنني لم أسمع امرأة من مصر تهدّد ابنها بخصائه إذا لم يتَنَحّ عن أفعالِهِ الجنسيَّة، إذن فالتّأثيرات النفسيّة التي جعلها فرويد من عقدة الخصاء حسب ما كان في بلده لها أسباب أخرى، وأقدّم بما قاله الدكتورُ "مصطفى محمود" بأنّه كان لنا خَلْقٌ ما قبل أن نلتحم بالأجساد أيْ كان لنا هوية ما: "وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً"، والله عز وجل يذكّرُنا بالميثاق الذي أخذه علينا قبل أن تُخْلَقَ أجسادُنا، وقال كثيرٌ من العارفينَ: إن العبد حين يعبُدُ ربَّه فإنه يتذكَّر ما كان في قديمٍ. إن في كل ذلك –كما أعتقد- دليلاً شبه قاطع بأنه لا زال فينا ذكريات من قبل الجسد، ولو شئنا لها تسمية فهي ما قبل اللا شعور، وهي كذلك تتحكم فينا بشكل ما. والحديث النبوي يقول: يولد الإنسان على الفطرة، وما هي الفطرة؟ إنها مبادئ الإسلام الروحانية الصحيحة بغض النظر عن المسمى في اختلاف البعض معي. وذلك يتفق مع قوله تعالى في سورة الزيتون "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم* ثم رددناه أسفل سافلين" واستكمالاً لما ورد في الملحوظة المسجلة قبل في الهامش وهي في الازدهار الجنسي قبل الكمون كسببٍ من أسباب فقدان الذاكرة الطفلية والتي تقول: "إنها فترة تواجه فيها الروح بكل فطريتها جسداً حيوانياً لم يتم ترويضه: أول لقاء بينهما هي لم تعرف مداخله، وهو لا يعرف لغة يعبّر بها عن احتياجاته التي تنتجها كيميائيّة جسده" إذاً تاك الفطرة الروحية التي ورثناها هي المسئولة في المحل الأول عن تلك الآثار التي عزاها فرويد لعقدة الخصاء، وذلك ليس بمفردها، وإنما في تفاعلها مع ذلك المخلوق الذي يمثل الشيئية الآن "وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً" ذلك الجسد بمجموع كيميائياته التي تُحدِثُ توتُّراً ما يحتاج إلى إشباع، وهو في مرحلة الرضاعة حيوان صغير لا ضرر في إشباع حاجاته إلا أنه بتطور فسيولوجيته تبدأ رغبات أخرى في الظهور مثل الجنس. وعندما كانت الملامسة والنظر مناطق شهوية وهي الطريق المألوف للوليد وتتحقّق شهويّتها كلما سلك الجسد تجاه النضج. تلك التوتّرات الجسدية تطغى في كثيرين على ذكريات ما قبل اللاشعور. ولعل ذلك يفسّر تزاوج المحارم، ولكن يبقى للذكريات أثرها الذي قد يضعف كثيراً، ولكنه يبقى، ولعله النواة التي تكون من لحائها الأنا الأعلى.
"وبعد ذلك فأبواه يهوّدانه أو يمجّسانِهِ" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذن فالطفل يمارس رغباته الجسديّة.. والتي لا يسعفه القدرة العقلية على تفهّم ما يحدث غير أن فطرية الذكريات تدفعه إلى كثير من ردود الأفعال المضادة كالاشمئزاز مثلاً.. ذلك الذي يدفعه إلى الكبت أو الإنكار، ومنه إلى الآثار التي جعلها فرويد للخوف من الخصاء.. ولعل
.................................................. ........................
.................................................. ...................