المقامة الحمامية
بقلم أ / عبد الجليل الروحاني

قال أبو الفتح اليماني : قال ضرغام : فزعت ذات ليلة في السحر وقد كحلت مقلتيّ بنصب السهر , قمت أرنو إلى نافذة غرفتي إذ بحمامة على فننها الأملود تعزف أشجى الألحان , تنسجم من مقلتيها سيول الدموع , وجسدها يرتجف كالمفجوع !!!
اقتربت منها وقلت لها : حنانيك لقد أجريت سيولاً من المآقي , وجعلت الفؤاد الكلوم ذا احتراق !!
أقللى من النواح , فلقد أثخنت فؤادي بالجراح !
فأجابتني الحمامة قائلة: أنا الحلم الوليد, الذي اغتاله العدو العنيد , وتكالب عليه القرصان اللدود , وداس بأخمص قدميه حلمي الموعود ,وأملي الباسم المنشود و!
أنا الفتاة الأبية , التي هتك عرضها , وبيعت أرضها , وتقاسم الأعداء تركتها , فهل عرفتني أيها الفتى الأبي؟! يا سليل السؤدد العربي !
فقلت لها : لقد عرقتك ايتها الفتاة الأبية ؛ أنت فلسطين ...أنت العراق .أنت الحزن ,والأنين أنت النوى أنت الفراق ..!!!!
أنت البطلة الباسلة التي تذود عن حمى الدين المنيف , في العراق والأقصى الشريف .
أيتها الحمامة : مهما طال ليل الظلم فلابد من إشراق فجر العدالة .
ثقي بنصر الله .
لما سمعت الحمامة قولي طارت فرحة ً ثم حطت على فنن مياس تشدو أهازيج الأمل قائلة:
إن شر النفوس في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وتري الشوك في الورود وتعمى ان ترى فوقها الندى إكليلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا