أفيدونا أفادكم الله..

أريد من يشرح لي هذه الكلمات (في الفقرة الثانية) مما جاء في "الكشاف":
‏‏» ‏ غير المغضوب عليهم ‏ «‏ بدل من الذين أنعمت عليهم على معنى أن المنعم عليهم‏:‏ هم الذين سلموا من غضب الله والضلال أو صفة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة وهي نعمة الإيمان وبين السلامة من غضب الله والضلال‏.‏

فإن قلت‏:‏ كيف صح أن يقع غَيْرِ صفة للمعرفة

وَلَقَد أَمُر على اللئِيمِ يَسُبني ولأن المغضوب عليهم والضالين خلاف المنعم عليهم فليس في غير إذاً الإبهام الذي يأبى عليه أن يعترف وقرئ بالنصب على الحال وهي قراءة رسول اللّه وعمر بن الخطاب ورويت عن ابن كثير وذو الحال الضمير في عليهم والعامل‏.‏

وَلَقَد أَمُر على اللئِيمِ يَسُبني

هلاّ سقت إلينا ما قبل هذا الشطر ! ففي " يسبني " شاهد لا ريب على كلام تالي ، و هو هنا " حال " من اللئيم ... .

إذا كانت " غير المغضوب عليهم بدلاً من " أنعمت عليهم " فلا محل لها من الإعراب ؛ ذلك أن " أنعمت عليهم " صلة الموصول !

سق إلي أول الكلام ، ربما أفيدك .

تحيتي .

أختى الكريمة
البيت الشاهد: ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

والجملة يسبني يبدو أنها حال، وجزاك الله خيرا ً على هذا.. ولكني أسأل هل قصد الزمخشري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لهذا العمل أن يقول إن كلمة "غير" منصوبة على الحالية.. أم ماذا قصد


- أما كلامك يا أختاه "إذا كانت " غير المغضوب عليهم بدلاً من " أنعمت عليهم " فلا محل لها من الإعراب ؛ ذلك أن " أنعمت عليهم " صلة الموصول !
"
فإن كلمة غير ليست بدلا من "أنعمت عليهم" ولكنها بدل من "الذين" في "الذين أنعمت عليهم.." ومن ثم فإن لها محلاً من الإعراب، فإن "أنعمت عليهم" جملة فعلية" "و "غير المغضوب" مفرد مضاف إلى كلمة أخرى إضافة لا يستفيد معها تعريفاً ولا غيره لأنها على ما أزعم إضافة لفظية غير محضة

وقرئ بالنصب على الحال وهي قراءة رسول اللّه وعمر بن الخطاب ورويت عن ابن كثير وذو الحال الضمير في عليهم والعامل‏.‏

في عبارته هذه يقر بأنها حال و يؤكد على ذلك بقوله أنها قراءة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لابن الخطاب و رويت عن ابن كثير ، ثم يوضح أن صاحب الحال " ذو الحال " هو الضمير في " عليهم " و في العامل " أنعمت " .

تقديري .

نعم أخي

لا أرى بأساً في كونها " صفة " و مضافة ؛ و لكن لا أراها إضافة لفظية ، بل هي معنوية أفادة التعريف ؛ فأي مشتق إليه تنتمي ؟

يرى كثير من العلماء أن " غير " تأتي وصفاً غالباً .

- ولكن إذا قلنا إنها حال يا سيدتي.. وفي نفس الوقت أنا أتفق معك على أن الإضافة هنا معنوية محضة، فقد استفادت "غير" التعريف من المعرف بعدها بالألف واللام، ومن ثم فإنها تخالف ما عليه جمهور النحويين من أن الحال يكون نكرة إلا في مواضع ..

- ثانياً أرجو توضيح هذه الجميلة "فليس في غير إذاً الإبهام الذي يأبى عليه أن يعترف "

الأخ الفاضل

رعاك الله

المقصود بالعبارة أن إبهام " غير " - لمن اعتبرها مبهمة - ليست عصية على التعريف من حيث المعنى ؛ فـ " غير الضالين " هم ذاتهم المنعم عليهم ، و بالتالي " الضالين " هم خلاف المنعم عليهم .
فتعريفها حاصل حاصل بالإضافة من جهة و من حيث المعنى من جهة ، و من قرأ على أنها حال فعلماء اللغة - و بلا خلاف - يقرون بوجود حال معرفة في مواضع .

تقديري .

شكراً لك يا أختاه على هذا الإيضاح المفيد..
وأتمنى أن تلقي بيننا بما يمكنك طرحه من إشكاليات النحو أو المعاني أو البيان.
ولك وافر الاحترام

على الرحب و السعة .