|
سَألتُ الله نَصراً حيث تلقَى |
يهودُ الشّرّ أنواعَ البَلاءِ |
بني الإسلام هُبـّوا واستعينوا |
بأسْباب الجهاد على العِداءِ |
فهذا الوغدُ في ميدان ظلمٍ |
يسومُ المسلمينَ عُرى الشقاء |
ويطلبُ للقتال رجالَ عُرْبٍ |
تواروا خلفَ أبوابِ الرّياء |
ينادي للمبارزة الأعادي |
فتهربُ يَعْرُبٌ خوفَ الفَنَاء |
فأين فوارس الإسلامِ تأتي |
وتبرزُ للقتال وللفداء |
وأين جيوشنا صُرِفَتْ عليها |
دماءُ شعوبنا صَرفَ السخاء |
وهل في الأرض أطهر من بلادٍ |
تحاكي مكةً طُهْرَ البهاءِ |
أليس القدسُ مَسْرى من ينادي |
بنصر الدّين مَرفوعَ اللواء |
وثالثُ مَسْجدينِ لنا تأذَّى |
بوطءِ الرّجْسِ من قدم الرِّعَاء |
ميادينُ الكرامة قد أُعِدّت |
فما يبقى سوى شوقِ اللقاء |
فلسطينٌ تلاشت في يهودٍ |
وأقصانا أسيرالأدعياء |
ولبنان العروبةٍ قد تهاوى |
وحيداً لا مُجيرَ من الفناء |
بنو صهيون والأحلام تأتي |
بما لا يشتهي عقلُ الغباء |
من النهرين حتى نيل مصرٍ |
ومن حيفا إلى مهــدِ الضياء |
وآثارُ المدينةِ كم ينادي |
بها أهْلُ الكتابِ ذوِي المِرَاءِ |
رئيسُ الشرك في عرفٍ تربَّى |
على غدر اليهود بلا عناء |
وإن كان الزعيم لهم ينادي |
بدعم الكفر ملعونَ السّماء |
فما بوشٌ سِوى كلبٍ حقيرٍ |
فَيَحْرُسُ قرْدَهُ نسلُ الْبَغَاءِ |
ولولا الكلبُ لا افترستْ ذئابٌ |
قروداً ترتقي عصر الفَضَاء |
ولولا الكلبُ في برجٍ توارى |
رأيتَ نِعاجَه شَطرَ الشّواء |
بنو صَهيونَ منْ وَرَقٍ وليسَتْ |
سوى دعوى لأصحاب الدِّعاء |
قتلتمْ أنبياءَ الله ظلماً |
وعدواناً وعشقاً للدماء |
وبعد خلاصكُم من أرض مصرٍ |
يَضِيعُ العهدُ في تَيْهِ العَرَاءِ |
وقلتم للكليم إليك عنّا |
فكان جزاؤه شرّ الجزاء |
وما فيكم أمانٌ أو عهودٌ |
إذا لم تُرفِقُوا با لأنبياء |
ملوكَ العُرْبِ والسّادات عُجْباً |
ألا تَحْيَوْا حياةَ الكبرياء |
خُذُوا من أنبياء الله درساً |
وكفُّوا عن سَلام الأشقياء |
فهبّوا يا بني الإسلام هيا |
إلى فرضِ الجهادِ على السَّواء |
ولو أنَّ الجبالَ تدورُ حقّاً |
لدارتْ للجهادِ وللنّدَاء |
ولو أنَّ السماءَ ترى كريماً |
يحلق فوق أعداء البَقَاء |
للبّتْ للنداء وأرسلتها |
على أعدائها شُهُبَ المساء |
وإن النصرَ يأتينا سريعاً |
إذا نُصِرَ الإلهُ ولم نُرَاءِ |
تداعتْ فوقَنا أممٌ وألقتْ |
بثوبِ الذلِّ موفُورَ الغطاء |
فما يبقى لأسباب المعالي |
سوى ذكرى لأربابِ النَّقاء |
فلا إيمان في قلبٍ تولَّى |
الى أهوائهِ شطرَ الهناء |
تنادي كلَّ ثكلى في خِباها |
أيا هارونَ في زمنِ العطاء |
ويا عمرَ الأبيٍّ ألا ترانا |
وقد خَلَتِ القلوبُ من الإباء |
ويصْرخ كلَّ طفلٍ في يديه |
بقايا للبراءَة والصفاءِ |
ينادي من تولى أمرَ قومٍ |
على القرآن يحْلفُ بالوفاء |
فما كان الجوابُ سوى هجومٍ |
بصاروخِ الحماقةِ والبلاء |
أصابَ بحقدهِ أمّاً وطفلاً |
وأزهقَ روحَ شيخٍ في الفِناء |
وقبلَهُما أصابَ غراسَ أرضٍ |
بكتْ قهراً لموتِ الأصفياء |