بيروت عاصمة الخلود
بيروت يا عزف الجنون على أغاريد الهدى
عزفت بكف النار أحجية تشعشع موردا
وبريشة الأنداء وجه العنفوان توردا
نظرتْ بمقلة حيرة فرأت عروبتنا سدى
جـُنـَّتْ أعاريب التخاذل، والوجوم تسيـَّدا
هذيان مملوك البلاهة بالقصور تنكـَّدا
فالعبد يمرح ذلة ويرى التصاغر مرتدى
وبمسرح الأذعان يبقى لا يفارق موعدا
ويعيش مرهون النواصي بالسيور تقيـَّدا
وكأن فطرة خلقه طـُبعت عليه تجلـُّدا
يقتات أشواك النذالة بالخنوع تعمدا
**************
بيروتُ قبـَّل عزَّها ثغرَُ الصمود توددا
بكرُ السيوف بساعد الأبطال لن تتردا
فاستنزفت عصبُ المحال وريدَ معضلة المــِدى
صمتُ الحليم مذلة ٌ =أكرمْ بمجنون بدا
ليثَ المعاني ناسجا=بغماره ثوب الفدا
كم من حليم من لظى إعصاره تاه الصدى
وعلى زبى أخلاقه =جعل المبادئ مرصدا
إن الحليم إذا استكا ن بذلة لن يُحمدا
جـُنَّ السدوف فقلتمو: ليلٌ ونجمٌ يهتدى
بشموع عجل السامريِّ رأيتموه المرشدا
حمالة الأوزار تملي ما تراه ليعبدا
والسيف أصدق بالجنون من الخنوع إذا شدا
حـُلـَلُ الفداء تزيـَّنـَتْ بـِنـُوار ِ فجر المقتدى
وتزاحمت خيلُ المزايا شامخات ِ المنتدى
تروي حمانا من صهيل الفتح معسولَ الردى
سكبت رحيق الصبر شهد الظامئين على المدى
ناداهم التاريخ لبوا ، ويح أنظمة الصدى
عقدوا أغاريد الشهادة مطلبا فوق الندى
نسجوا على نول التفاني ثوب فخر يرتدى
وتسنموا أسطورة التوراة يسبون العدا
وجه الصمود معفر طهرا يؤم المسجدا
أما الذليل فوجهه قيرٌ يجوس المعبدا
والشمعدان منارة ٌ بدماء عرب أوقدا
لن يصبح العبد الخؤون بصمت ذل سيـِّدا
بيروت يا نهد الرجولة علمينا المبتدى
بيد تـَهزِّيـْنَ الوغى ويد تجز الغرقدا
ربيت ِ عاصمة الخلودعلى جباه تـُقتدى
بيديك زيتون الحياء معطرٌ كفَّ الهدى
قالوا: قفا نبك ِ الأسى أطلال عاصفة غدا
كنسيج بيت العنكبوت حصونـُهم لن تصمدا
هذيان أمنية العبيد بنفس حيف عربدا
فأجبتـِهم : هل غادر الأحرار خزيا أو سدى
شمس برابعة النهى والفجر ضمخهم يدا
لثموا نجوم هداية والثغر كان الفرقدا
وتسربلوا بدم السمو حرير جنات الفدا
فاستقبلتـْهم باسماتُ جنان عدن مرقدا
وكواعب الأمجاد زفــَّتْ للشهيد السؤددا
عسلُ الخلود شرابـُهم وشرابـُنا مـُرُّ الصدى
ـــــــــــــــ
بصر الحرير :0 27/7/2006