كوندليزا رايس ومسلسل الجذور
إلى التي تأتي وتعود حاملة حقيبة النسيان لزمن ظل عالقاً في الذاكرة العربية، إلى التي تريد شرق أوسط جديداً على حساب الأبرياء من كل الأعمار ومن كل الطوائف العربية الإسلامية وحتى النصرانية ، إلى التي نسيت كونتا كونتي بطل مسلسل الجذور الباحث عن الحرية ، حرية الزنجي يوم كانت أمريكا لا تحتضن هذا العرق المميز باللون والقوة ، نعم كان عرقاً مميزاً بالقوة لأنه ظل يبحث عن حريته وهُويته حتى حصل عليها.
أحببت الحرية وفهمتها على حقيقتها يوم تابعت مسلسل الجذور ورأيت معاناة البطل كونتا الذي كان لائباً على حريته متحدياً كل الصعاب ومرارة الهروب من مكان إلى آخر حتى يحصل على حريته.
بين عامي 78- 79 عرضت الشاشة العربية هذا المسلسل يومها أحببت هذا البطل ولولا الاسم الغريب لأطلقت اسم كونتا على ابني كرمز لإنسان جاهد وناضل بحثاً عن حريته حتى تحققت له هذه الأمنية.
ورغم مضي هذه السنوات لم أنس ولن أنسى كل مشهد من مشاهد العذاب والاضطهاد والهروب والخوف و،و،و، و
اليوم أراك تحملين حقيبتك السياسية وفي داخلها ما أملته عليك أمريكا، عدم حفظ حقوق الإنسان، عدم منح الحرية السياسية للشعب العربي، عدم التراجع عن مخططات الاستيلاء على الوطن العربي، تحقيق شروط كامب ديفيد حسب نظرية أمريكا، لا يهمك آلاف النازحين والمشردين عن ديارهم وهجرهم لبيوتهم وأراضيهم وأشغالهم وأعمالهم وقوت يومهم، مئات الجرحى يئنون ويطلقون صرخات الحياة، عشرات الشهداء بين طفل وشابة ورجل ، عائلات تحت الأنقاض لا يقدرون على انتشالهم ، قصف للبنى التحتية والبنى الفوقية تماماً كما حصل في الحرب العالمية الثانية ثم ماذا جاء بعدها ، رايس لن تموت همة شعب يريد لنفسه وأرضه الأمان كلّ الأمان، لن تتضعضع إرادة شعب فهم اللعبة على حقيقتها فلسطين فالعراق فلبنان ثم ما بعد هذه المخططات ، ما الذي سيأتي بعد هذه المجازر وهذه الدماء التي روت تراب وأرض الوطن.
أمن أجل المياه ؟ أم من أجل التوابل؟ أم من أجل الدم الأسود /النفط/ ؟ تفعلون كل هذا ليعيش شعبكم ويموت شعبنا، القضية ليست قضية نشر ديموقراطية فالديموقراطية برّاء من الحروب ومن المجازر التي تقشعر لها الأبدان، والقضية ليست قضية تدخل سياسي لحل أزمة داخلية، إنها توسعات إمبريالية ديمودموية وأنغلوأمريكية للسيطرة على الوطن العربي ومسح الهُوية العربية الإسلامية، النساء عندنا بدأت من الآن تُسمي الأجنة داخل أرحامها بأسماء الأبطال، بأسماء المجاهدين، بأسماء المناضلين الشرفاء، منذ أسبوع سيدة لبنانية جعلتموها تهجر أرضها ووطنها وبيتها باللجوء إلى سورية هذه السيدة ولدت ثلاثة توائم وأسمتهم هادي، حسن، نصر الله، فهل يموت شعب وراءه نسوة هن بهذه الإرادة من الصمود والتصدي يلدن الأولاد من أجل الشهادة والعزة والكرامة.