أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: في صحبة ذرة الأكسجين

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 55
    المواضيع : 14
    الردود : 55
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي في صحبة ذرة الأكسجين

    في صحبة ذرة الأكسجين


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تعلَّقَ مَرْوانُ بِذَرَّةِ أكسجين طَائِرَةٍ في الهَوَاءِ وأَرَادَ أن يَعرِفَ إلى أَينَ تَذهَبُ. صَاحَت الذَّرةُ : اتْرُكْنِي يا هَذَا ؟ لِمَ تَتَعلَّقُ بي هَكَذا فَلَديَّ عَملٌ أَقُومُ بِهِ؟
    قالَ مَروانُ: وما ذاكَ العَملُ؟
    قالت الذرةُ متعجلةً: إني ذاهِبةٌ للجَهازِ التَّنفُّسيِّ للإنسانِ؟
    قالَ مَرْوانُ بَصوْتٍ وَدُودٍ: باللهِ علَيكِ يا ذَرةَ الأكسجين احْمِلينِي مَعَكِِ إلى دَاخِلِ الجَهَازِ التَّنَفُّسيِّ ..
    ظَلَّ يُلحُّ علَيها حتّى أثَّّرَ رَجاؤه فِيها فاسْتَسْلَمَتْ لِمَطْلَبِهِ.. وقالت : مَا اسْمُكَ؟
    قَالَ : مَرْوانُ ..
    قالت : اسْمَعْ يا مَرْوانُ .. لا بَأْسَ أن تَأْتِيَ مَعي .. ولكِن احْذَر فالطَّرِيقُ مَحفوفٌ بالمَخَاطِرِ .. اتفقنا؟
    قالَ مَرْوانُ فَرِحًا مَسرُورًا : اتفقْنَا.. هَيَّا بِنَا..
    انطَلَقَ مَرْوانُ في رِفْقَةِ ذَرَّةِ الأكسجين يَبْحثَانِ عنْ أَنفٍ يَدخُلانِهِ.. فلم يطُل انتِظَارُهُما كَثيرًا حتَّى أَحَسَّ مَرْوانُ أَنَّهُ يُسحَبُ إلى أَنفٍ..
    انطَلقَت ذرةُ الأكسجين صَائِحةً : اتبَعْنِي يَا مَرْوانُ ..
    فَتبِعَها علَى الفَوْرِ قائلاً: ألا تَرَيْنَ هذِهِ الأَترِبةَ التي تُلازِمُنا مُنذُ اتَّجَهنا؟؟ هل سَتدْخُلُ مَعَنا الأَنفَ؟
    قالت الذَّرةُ : لا تَشْغَلْ بَالَكَ يا مَرْوانُ فَسَتُطْرَدَ كُلُّهَا للخَارِجِ مَدْحُورَةً مَقْهورَةً ..
    قالَ مَرْوانُ مُتعجِّباً : كَيف ذلكَ ؟
    قالت الذَّرةُ : سَترَى بَعدَ قَلِيلٍ..
    دَخَلَ الاثنانِ من فَتحَةِ الأَنفِ اليُمنَى .. ولَم تُفارِقْهُما الأَتربَةُ العَالِقَةُ في الهَوَاءِ الجَويِّ .. وما إن دَخَلا حتى وَجَدا الأَنفَ مُبَطَّنًا بِغِشاءٍ مُخَاطِيٍّ كبيرٍ ووجَدا شُعَيْراتٍ كَثيرةً تَملأُ التّجوِيفَ الداخِلِي لفَتْحةِ الأَنفِ اليُمْنَى ..
    دَقَّقَ مَرْوانُ النَّظَرَ في الشَّعْرِ .. فوَجَدَ الأَترِبَةَ التي كانَت مُتَناثِرَةً في الهَوَاءِ عَالِقَةً بِهِ.. ولم تَعُدْ قادِرَةً على مُغادَرَتِهِ إلى داخِلِ الجَهَازِ التنفسيِّ .. فأَدْرَكَ أن الشَّعْرَ المَوجُودَ بالأَنفِ يَهدُفُ أَسَاسًا لِتَنقِيَةِ الهوَاءِ من الأَترِبَةِ العالِقَةِ بِهِ ..
    صاحَ مروانُ : ولَكِن ما هَذَا الغِشَاءُ المُخَاطِيُّ السَّميكُ؟
    قالت الذَّرةُ : هَذا الغِشاءُ يَعملُ علَى الْتِصَاقِ الأَترِبَةِ بِهِ فَلا تُغَادِرُهُ للدَّاخلِ كَمَا أَنَّهُ يُبطِّنُ الأَنفَ فَيَظلُّ رَطْبًا دَائِمًا .. وتَقومُ الشُّعَيراتُ الدَّمويَّةُ الموجُودةُ بِه بِكثافَةٍ بِتدْفِئَةِ الهَوَاءِ وجَعْلِ دَرجةِ حَرارَتِهِ تُناسبُ دَرجةَ حَرَارةِ الجِسمِ الدَّاخلِيَةِ حتى لا يَشعُرَ الإنسانُ بأَنَّ هُناكَ فَارِقًا بينَ الهَواءِ الذي يَتنَفَّسُه وجِسمِهِ من الدَّاخِلِ ..
    قالَ مَرْوانُ مُتعَجبًا : يَا لَهُ منْ غِشاءٍ عَظيمِ الفائِدةِ.. ولَكِن كيفَ يَشُمُّ الإنسانُ؟
    قالت الذرةُ : الشمُّ يحْدُثُ عن طريقِ الأَنفِ .. وإذا نَظَرْتَ إِلى أَعلَى ستَجِدُ ما تَبْحَثُ عنهُ ..
    نَظَرَ مَرْوانُ إلى أعلَى فأخَذَهُ ما رأَى وقَالَ متعجبًا: هل هَذا عَنكَبُوتٌ أيتُّها الذَّرةُ ؟!
    ضَحِكَت ذَرةُ الأكسجين بِصَوتٍ عالٍ وقالت : لا .. الذي تَرَاهُ أَمامَكَ ما هُو إلا الشُّعَيْراتُ الشَّمِّيةُ .. وكُلُّ عِدَّةِ شُعيراتٍ مُتصِلَةٌ في نِهايَتِهَا بِخَلِيِّةٍ شَمِّيةٍ واحِدَةٍ.. وتَتجَمعُ كُلُّ هذِهِ الخلايا في النِّهايَةِ في انتِفَاخٍ يُطْلَقُ عليهِ الانتِفَاخُ الشَّميُّ وهو مَوجُودٌ هُناكَ في نِهايَةِ الخَلايا الشَّميَّةِ .. فإذا مَرَّ الهَوَاءُ عبرَ الأَنفِ فإنَّ قَدْرًا مِنهُ يصعَدُ لأَعلَى.. فإِذا كانَ بِهِ رَائِحةٌ مُميَّزةٌ .. فإِنَّ الشُّعيراتِ الشَّميةَ تَلتَقِطُ هذِهِ الرَّائحةَ وتُرْسِلُها بِسُرعَةِ البّرْقِ إلى الخَلِيةِ الشَّميةِ .. التي تَرفعُهَا بِدَورِهَا إلى الانتِفَاخِ الشَّميِّ .. وهُناكَ تُوضَعُ في رِسَالةٍ عَاجِلَةٍ وتَطيرُ إلى المُخِّ عبرَ العَصَبِ الشَّميِّ .. وفي مَنطِقَةٍ بِالمُخِّ تُسَمَّى " قُرُونَ آمُون" يَتمُّ تَمييزُ هذِهِ الرَّائِحةِ وإِدراكُ مَصدرِها ..
    قالَ مَرْوانُ مُندَهِشاً : يا لَهُ من عملٍ مُعقَّدٍ..
    قالت الذَّرةُ : إنَّهُ عَملٌ لا يَقدِرُ على إنجَازِه بِهذِهِ الكَفَاءَةِ إِلا اللهُ تَعالَى ..
    صَاحت الذَّرةُ : تَماسَكْ يا مَرْوانُ.. سَنَهْبِطُ الآنَ داخِلَ الجِهَازِ التنفسيِّ..
    وسَحَبَ الشَّخصُ نَفَسًا عَمِيقًا أَلْقَى بِمرْوانَ وذرةِ الأكسجين إلى الداخِلِ.. ومَرَّ مَرْوانُ بأنبُوبٍ طويلٍ مَكْتُوبٍ علَيهِ " البُلْعومُ " فَتَعجَّبَ منَ الاسمِ و صَاحَ مُندهِشاً : ما البُلعومُ؟!
    قالت الذَّرَةُ : البُلعومُ جُزْءٌ مُشترَكٌ بينَ الجِهَازَيْنِ الهَضْمِيِّ والتنفسيِّ .. فعندَمَا يَمُرُّ الطَّعَامُ تَصْعَدُ الحنجرَةُ وتَهْبِطُ قَلِيلاً زائِدَةٌ لَحميَةٌ تُسَمَّى" لِسانَ المِزْمَارِ" لِتَلْتَصِقَ بها الحَنجَرَةُ الصَّاعدةُ لأَعلى عندَ البلْعِ.. فَتُغْلِقُ القَصبةَ الهوَائِيةَ حتَّى لا يدْخُلَهَا الطعامُ فيتَّجِهُ إلى "المَرِّئِ" بَدلاً مِنها.. ثُم تَهبطُ الحَنجرةُ لِتُفسِحَ الطَّريقَ لمرورِ الهَواءِ إلى القَصبَةِ الهَوائِيَّةِ ...
    قالَ مَرْوانُ : وهل نَحنُ مُتجهونَ إلى القَصبةِ الهَوائِيةِ؟
    قالت الذرةُ : نَعَم.. تِلكَ التي تلُوحُ من بَعيدٍ .. هي القَصبةُ الهَوَائيةُ ..
    قالَ مَرْوانُ : ولكن ما هذِهِ البََّوابةُ الكَبيرةُ؟
    قالت الذرةُ : إنَّها الحَنجَرةُ .. وهِيَ المَسئولَةُ عن الصَّوتِ.. وبِها تُوجَدُ الأَحبالُ الصَّوتيةُ.. فعندَمَا يَمُرُّ الهَوَاءُ بها يُحَرِّكُ الأَحْبالَ الصَّوتيةَ فَتُحْدثُ الأَصْواتَ التي نَسمَعُها حينَ نَتَكَلَّمُ .. أمَّا الجُزْءُ السُّفلِيُّ من الحنجَرةِ فيُؤَدِّيَ مُباشرةً إلى "القَصَبةِ الهوائيةِ".
    سَارَ رَكْبُ مَرْوانَ و ذَرَةُ الأُكسجين نَحوَ القَصَبةِ الهَوَائِيَّةِ .. فَوَجَدَ مَرْوانُ الهواءَ يهُبُّ من كُلِّ مَكَانٍ.. فَتساءَلَ مُتعجبًا : أَينَ نحنُ؟ هل نحنُ في صَحْرَاءَ قَفْرَاءَ .. أو في القَصَبةِ الهوائيَّةِ؟
    قالت الذَّرةُ : نحنُ في القصبةِ الهوائيةِ بالطَّبْعِ.. ولكنَّ تَيَّاراتِ الهواءِ التي تَسمعُهَا هي الهَوَاءُ الذي يَمُرُّ داخلَ الرِّئتيْنِ..
    قالَ مَرْوانُ : ولَكِن ما هَذِهِ الحَلَقَاتُ التي تَمْلأُ القَصَبةَ الهَوَائيةَ؟
    قالَت الذرةُ : هذِهِ الحَلَقَاتُ هي حَلَقاتٌ غُضْرُوفِيَّةٌ تَمْلأُ القَصَبةَ الهوائيةُ حتى تُبقِيها مَفْتوحةً على مِصراعَيْها.. لِمُرُورِ الهَواءِ دُون تَوَقُّفٍ .. تلفَّتَ مَرْوانُ حولَهُ فوجَدَ الحَلَقاتِ غيرَ كَاملَةِ الاستِدارَةِ .. وجُزْءَها الخَلْفِيَّ عَضَلِيًّا .. فَقَالَ : هل لِهذَا الأَمرِ مِن فَائِدَةٍ؟
    قالت الذرةُ : نعم ، له فائِدتَانِ عَظيمَتانِ: الأُولَى أنَّهُ يُساعِدُ القصبةَ الهوائيةَ علَى الانقِباضِ أَثناءَ الحَدِيثِ لإِخراجِ الهَواءِ عبرَ الحَنجرةِ.. فَتَهتزُّ الأَحبالُ الصَّوتِيةُ مُحدِثَةً الصَّوتَ الذي نَسمَعُهُ.. والثاني أنَها بانقِبَاضِها تُسَبِّبُ الكُحَّةَ .. وهي مُهِمَّةٌ لإِخْرَاجِ كُلِّ ما هُو غيرِ مَرغُوبٍ فِيهِ من الأَترِبَةِ والغُبَارِ الذي يَتَسَرَّبُ إِلى القَصبةِ الهَوَائِيَةِ..
    صرخَ مَرْوانُ فَجأةً وأَحَسَّ أَنَّهُ يُطرَدُ للخَارِجِ ..حتى كادَ أن يَخرُجَ مِن القَصبَةِ الهَوَائِيَةِ تمامًا.. ولكن ذَرَّةَ الأكسجين أسْرَعَتْ إِليهِ.. وهَمَست للشُّعيراتِ فَكَفَّتْ عن دَفْعِهِ للخارِجِ ..
    تقدَّمَ مَرْوانُ وهُوَ يلْهَثُ من شِدَّةِ التَّعَب وقالَ : لقد كِدتُ أَهْلَكُ..
    قالت الذرةُ : تلكَ هي الأَهدَابُ التي تُبَطِّنُ القصبةَ الهوائيةَ والتي تَدْفَعُ الغُبارَ والأَترِبَةَ التي استطاعَتْ أن تَمُرَّ من بينِ شُعَيراتِ الأَنفِ إلى الخَارِجِ .. وهي لا تَتَحرَّكُ إلا لأَعلَى فقط .. فتُلْقِي بالغُبارِ والأَتربَةِ المُتسلِّلَةِ في البلعُومِ.. إمَّا أن تُبْتَلَعَ في المَرِئِ.. أو تُطْرَدَ للخَارِجِ عن طَريقِ البَصْقِ ..
    شَكَرَ مَرْوانُ ذرةَ الأكسجين وانطلَقَ الاثنَانِ إلى داخِلِ القصبةِ الهوائيةِ ..
    قالَت الذرةُ: اعلَمْ يا مَرْوانُ أنَّ القَصبةَ الهَوائِيةَ تَتَفرعُ إلى فَرْعينِ: أَحدُهما يَتَّجهُ نحوَ الرِّئةِ اليُمنَى.. والآخَرُ نحوَ الرِّئةِ اليُسرَى..
    انطلَقَ الاثنانِ سَريعًا إلى الرِّئَةَ اليُمنَى .. فوَجَدا مِئَاتٍ من الطُّرُقِ المُنتَشِرَةِ في كُلِّ اتِّجَاهٍ .. فَتوقَّفَ مَرْوانُ مُتَحيِّرًا وقالَ : ما هذِهِ المَتاهَةُ المُحيِّرَةُ .. أَيُّ الطُّرُقِ سنَسْلُكُ ؟
    قالت الذرةُ : لا تقْلَقْ يا مَرْوانُ.. تَعالَ خلْفِي..
    تَقَدَّمت ذرةُ الأكسجين سَرِيعًا نَاحِيةَ اليَمينِ .. وتَوَقَّفَ مَرْوانُ فلم يَتْبَعْهَا .. حتى اختَفَت عن نَاظِرَيهِ تَمامًا.. وقَرَّرَ أن يَسلُكَ طَريقًَا مُختَلِفًا .. لِيكْتَشِفَ بنفْسِهِ الرِّئةَ اليُمنَي.. فَوجَدَ سَهْمًا يُشيرُ لأَعلَى "إلى الفَصِّ العُلْوِيِّ " تقدَّمَ مَرْوانُ في اتِّجَاه السَّهمِ .. فوَجَد لافتةً أُخرَى "ابتَسِمْ أنتَ في الفَصِّ الأَوْسَطِ"..
    قالَ : حَسنًا.. الرِّئَةُ اليُمنَى تَتَكَوَّنُ من ثلاثَةِ فُصُوصٍ .. أَعلى وأَوْسطِ وأسْفَلِ .. والرِّئَةُ اليُسْرَى تتكونُ من فصيْنِ فقط..
    ظَلَّ يصْعدُ حتى وَصلَ إلى القِمَّةِ وهُو يتحسَّسُ نسيجَ الرِّئَةِ فوجَدَها أَشبهُ ما تكُونُ بالإِسفنجِ .. ووَجَدَ الطَّرِيقَ الذي سَارَ فيهِ يَتَفَرَّعُ لمِئَاتٍ من الطُّرُقِ الفرْعِيَةِ الأَصْغَرِ والأضيقِ .. وظَلَّت الطرقُ تَتَفرعُ به حتّى وَصَلَ إلى شُعَيْراتٍ ضيِقَةٍ للغَايةِ لم يَستَطِعْ أن يتَجاوزَها .. فَتَوقَّفَ مَكانَهُ وأَخذَ يَرقُبُ ما يَحدُثُ أَمامَهُ..
    رأى مَلايينَ البالُونَاتِ الصَّغِيرةِ وحَوْلَ كُلِّ واحِدةٍ منها تلْتَفُّ الشُّعيراتُ الدمويةُ .. ورَأَى الدَّمَ يندَفِعُ عبرَ هذِهِ الشُّعيراتِ أحْمَرَ قَاتمَ اللَّوْنِ .. ثم ما يَلْبَثُ أن يدُورَ ويعودَ في الاتِّجاهِ المُعَاكسِ.. مُحملاً بالأكسجينِ.
    أخذَ يُحَدِّقُ فيما يَحدُثُ أَمامَهُ.. فوجَدَ صديقَتَهُ ذرةَ الأكسجين تَركَبُ كُرةً من كُراتِ الدَّمِ الحمراءِ وتسيرُ إلى خارجِ الرِّئَةِ .. نحوَ الجِسمِ فنَاداها مَرْوانُ : إلى أين؟!
    قالت الذرةُ : إلى الجِسمِ يا مَرْوانُ..
    قالَ مَرْوانُ : وكيفَ لي أَنْ أَخرُجَ منْ هُنا؟
    قالت الذَّرةُ وهي تَغُوصُ في الدَّمِ إلى القَلْبِ عبرَ الوَرِيدِ الرِّئَويِّ .. عليك أن تُلازِمَ ذرةَ ثاني أكسيد الكربون .. فهِي تتَّجِهُ للخَارجِ معَ هَوَاءِ الزَّفِيرِ .. وقد أَخْبَرتُها عن أمْرِكَ ..
    مَرَّتْ ذرةُ ثاني أكسيد الكربون إلى جِوارِ مَرْوانَ فصاحَ: انتَظِرِي .. أنا أُرِيدُ أنْ أَخْرُجَ من هنا ..
    قالَت: أَأَنتَ مَرْوانُ ؟
    قالَ : نعم ..
    فقالت الذَّرةُ : حَسَناً .. اتْبَعْنِي يا مَرْوانُ ..
    انطَلَقَتْ الذَّرةُ ومَروانُ يتْبَعُها .. حتى وصلَتْ إلى لافتةٍ تقولُ " إلى القَصَبَةِ الهَوَائيةِ " .
    فصاحَ مَرْوانُ : حَسَناً .. الآنَ عَرَفْتُ بَاقِيَ الطَّريقِ .. سنَتَّجِهُ مِنَ القَصَبةِ الهَوَائيةِ.. ثُمَّ إلى الحَنجرَةِ فالبُلعومِ.. ومنهُ إلى الأَنفِ ثم إلى الخارج..
    خَرَجَ الاثنانِ عبرَ فَتْحَةِ الأنفِ اليُسْرَى إلى الخَارِجِ.. فانْطَلَقَ مَرْوانُ في الهَوَاءِ الطَّلْقِ يَجْرِي ويَلْعَبُ .. وانطَلَقَتْ ذرةُ ثاني أكسيد الكربون إلى الهَوَاءِ .. تَبْحثُ لها عَنْ عمَلٍ جديدٍ..


    في انتظار تعليقاتكم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أيمن شمس الدين نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الاديب القاص ايمن شمس الدين

    يعجبني هذا النوع , من الادب الراقي , من ادب الاطفال , حيث يجمع بين طياته حقائق علمية , تقدم للطفل لترفع من ذائقته الادبية , وبنفس الوقت , فانها تغطي الجوانب الثقافية والعلمية , باسلوب القص الجميل المحبب , وقد نجحت في قصتك جدا , إنما من الناخية العلمية , فإن الاوكسجين الموجود في الهواء الجوي , ليس على شكل ذرات بل على شكل جزيئات , ثنائية الذرة , ترتبط فيها ذرتا اوكسجين برابطة تساهمية مشتركة , وايضا , فإن ثنائي اوكسيد الكربون يتواجد على شكل جزيئات , ولا يطلق عليها ذرات , لذلك لابد لك ايها الاديب , من تغيير المصطلحات العلمية , حيث لايجوز الخطأ فيها , وإلا فقدت القصة قيمتها .

    ذرة الاوكسجين O
    جزيء او يقال بالتأنيث جزيئة الاوكسجين O2
    جزيء او يقال جزيئة ثنائي اوكسيد الكربون CO2

    تقبل تقديري

    اخوكم
    السمان

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد صنديد مستشار الرابطة العلمي
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 992
    المواضيع : 59
    الردود : 992
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    أخي أيمن المحترم:
    سابقة أدبية تُحسب لك. و كما راق هذا الصنف من الأدب للأستاذ الدكتور السمان، فإنه راق لي جداً جداً أيضاً.
    أستاذنا السمان صحح تصحيحاً ممتازاً فيما يتعلق بجزيء الأكسجين، و أنا أشيد بالدقة التشريحية العالية عند وصف أجزاء جهاز التنفس و فيزيولوجيته؛ فقد وفقت أخي في وصف وظائف الغشاء المخاطي الأنفي و قصبات الهوائية و الأهداب المبطنة لها.
    هذا الضرب من الأدب يحمل قيمة أدبية و تربوية جمة، فانظر له كيف يميز لك بين الرئتين من حيث عدد فصوص كل منهما.
    و لن انسى أخيراً أن أشيد بالقياس الكبير للخط الذي دونت به القصة و ضبطها بالشكل بما يتماشى مع أدب الأطقال.
    تقييمي للموضوع يساوي خمسة نجوم كاملة سأضيفها إلى رصيده.
    اقتراحي لك اليوم أن تكتب جزءاً ثانياً للقصة يدخل فيه مروان برفقة جزيئة الأكسجين و لكن إلى رئة مدخن.
    دمت بخير، و وفقك الله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأستاذ أيمن شمس الدين
    تحية صباحية محمولة على جناح جزيء أوكسجين نقي ترافقه زمرة من سدنة الشكر لقلمك المبدع .
    قصة مزجت الخيال بالواقع العلمي لتكون وجبة فكرية كاملة الدسم ، لا كوليسترول تحمله بين طيات دهن الخرافة ، بل نقية من كل أنواع الأتربة الأسطورية ، تدخل دهاليز الرحلة حتى تصل لروح الفكر بجاذبية متابعة الرحلة .
    ولله في خلقه شؤون ، يا لقدرة الله ، ما أسمى إبداعه ، جلت حكمته
    أشكرك أخي الفاضل
    وإلى بقية الرحلة ونحن معك نسمع ونرى
    أخوك محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأخ الفاضل الأديب/ أيمن شمس الدين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قصة جميلة وهادفة ، أسلوب سلس ، ولغة راقية ومناسبة جداً للطفل ، الخبرات التعليمية الموجودة بالقصة تصل إلى وعي الطفل بيسر وسهولة
    لأنها تحترم عقليته ، وتخاطبه بالشكل الذي يحب ؛ فطفل اليوم يختلف كثيراً عن طفل الأمس ؛ فهو اليوم لم يعد يستقي معلوماته من حكايا جدته ، وإنما من مجال واسع رحب امامه ( خاصة في وجود الستلايت ) لذا كان وجود هذا النوع من الأدب الراقي الهادف ضرورياً وسط هذه المنافسة الشرسة والتي تخلو في كثير من الأحيان من الأهداف النبيلة .
    عمل رائع جدا يستحق الإشادة .
    تقبل تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 55
    المواضيع : 14
    الردود : 55
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    إلى الأخوة الكرام الذين أكرموني بمرورهم الكريم

    آسف جداً لتأخري في الرد على تعليقاتكم الكريمة لانشغالي قليلاً
    وأشكر لكل من أكرمني بمروره وأضاف بتعليقه ضوءاً ساطعاً يضيء لي الطريق..
    :NJ: الدكتور محمد السمان لقد كانت ملاحظتك عظيمة حقاً تنم عن وعي كبير وفهم عميق فلقد عُرضت هذه القصة على متخصصين في الطب والعلوم فأبدوا عليها ملاحظات تم تلافيها والحمد لله ولكن لم يلتفت أحد إلى جزئ الأكسجين أو ذرة الأكسجين ... لك خالص شكري وتقديري واحترامي على هذه الملحوظة البناءة وجاري التعديل إن شاء الله..
    :NJ: وأشكر كذلك الدكتور محمد صنديد على تعليقه المشجع وعلى ملاحظاته البناءة وأسأل الله أن يمكني قريباً من تنفيذ اقتراحه.. وهو القيام بهذه الرحلة إلى رئة مدخن ...
    :NJ: وأشكر كذلك الدكتور محمد الحريري على كلماته التي أعجزتي فجعلتني أقف أمامها مشدوهاً مشدوداً لجمالها لا أجد ما أقوله تعليقاً عليها.. فشكراً جزيلاً له...
    :NJ: وشكري الخاص للأستاذ الفاضل / حسام القاضي.. على تعليقه وتشجيعه وتأييده...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وأسأل الله أن يجمعنا دائماً على الخير والبر والتقوى ومن العمل ما يرضيه عنا وأن يتقبل هذه القصص مني ويجعلها في ميزان حسناتي وان ينفع بها أطفال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها...
    وجاري نشر باقي القصص تباعاً إن شاء الله فما زال لدي ست قصص لم تنشر بعد وسوف أنشرها تباعاً إن شاء الله...

    أسألكم الدعاءنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أيمن شمس الدين نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. صحبة الأخيار * بين القرآن الكريم وحديث النبي المختار *
    بواسطة محمود عبد الفتاح في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 09-01-2011, 03:31 AM
  2. أنعم بهذي صحبة الشرفاء اهداء للاخ الحبيب محسن المناور
    بواسطة حازم محمد البحيصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23-01-2010, 04:33 PM
  3. صحبة شعرية ( إخوانية )
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 13-08-2009, 02:04 AM
  4. ذرّة كوريا
    بواسطة سلاف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-10-2006, 10:13 PM
  5. 2 – ذرة الهيدروجين والعناصر الذرية
    بواسطة مصطفى بطحيش في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-09-2006, 10:47 PM