تركته من يدي سريعا كي أبعد تلك الفكرة المجنونة, انتقلت لغرفة أخرى و تركته بعيدا عني حتى لاأضعف, عدت أنظر إليه لأهفو واشتاق و ابتعد!
تركته وحيدا, أسرعت هروبا منه و رحلت عن كهرومغناطسيته التي تلزمني مجالها!
هبطت أبحث عن هواء ليس ملوث بكهرومغناطسيته!!
ياله من ازدحام,الشوارع مزدحمة و الروح أكثر ازدحاما, الناس على وجهوهم مشاعرٌ شتى, وددت أن أمارس هوايتي الأثيرة بإمتصاص المشاعر من وجوه الناس, لكن مازالت في مجاله و لا أستطيع التفكير.
أمشي دون هدف ,لعل الهروب هدفي, لاأدري..
كشك الجرائد العتيق ..كنت أشتري منه القصص و الروايات منذ طفولتي, ظل الكشك و ذهبت طفولتي.. وقفت برهة لأستعيد صور و أفكار قديمة..
_هناك شئ محدد تودينه؟؟
نظرت للشاب الذي يسألني
_لا ,شكرا.
الزمن ترك الكشك لكن لم يترك البشر , لقد رحل العجوز ليترك أحد أبنائه..
وأيضا عندما نظرت للكشك النظرة الأخيرة وجدت أن مجال كهرومغنطاسيته لم يزل يتبعني!
عبرت الميدان سريعا و نظرت إلى برج سكني شامخ ضم بضع سنوات من طفولتي المشتتة.. عندما كبرت عدت لنفس الحي لعله يحتضنني ..لكن حتى دف الأحضان أصبح باردا..أو لعل الأطفال لا يحتاجون لحرارة كبيرة حتى يشعروا بالدفء..قلوبهم دافئة..الكبار فقط من تسري فيهم البرودة القاتلة..
مررت بمتجر الحلوى الذي كنت أفضله .. لكنني وجدته يزيد من مجاله الكهرومغناطيسي!!
عدت إلى البيت ..دخلت الغرفة و نظرت له..حقا مجالك هذه المرة غلبني!!
أمسكته و ضغطت الرقم بهدوء ..
_آلو
_أخبارك,وددت فقط أن أطمئن عليك؟
_الحمد الله بخير
_واضح أنك في مكان مزدحم
_اهه أنا ذهبت إلى ال...
قاطعته
_لايهم المهم أنك جيد
_أين أنتِ؟
_في بيتي..
_جيد..جيد
_سأتركك لما أنت فيه,وداعا
_وداعا
دائما مايخبرني بتفاصيله التي لم أطلبها لذا قاطعته لأنني لاأود سماع تفاصيل حياته التي لم يسمح لي بالدخول في مجالها!!
رن هاتفي .. وجدت اسمه!!!
رددت عليه متسائلة:
_أهناك شئ ما نسيت أن تخبرني به؟؟
_أحبك!
_أخيرا اخترقت مجالك؟!