|
زَمَانُكَ أَهْوالٌ ويَومُكَ أَحْمَرُ |
وعَيْنَاكَ مَا عَادتْ سِوى الموتِ تُبْصِرُ |
سَمَاؤُكَ نِيْرانٌ تَعَالى لَهِيبُهَا |
وبَاتَ عَلى كُلِّ الجِهَاتِ يُسَيْطِرُ |
وأَرضُكَ لَمْ تبْرحْ تُدَكُّ عداوةً |
وتُرْمَى بأَلوانِ الدَّمارِ وتُمْطَرُ |
مَنَازِلُ أَقْوامٍ عَلى الهَامِ هُدِّمَتْ |
فَصَارت قُبُورًا بِهَا الحيُّ يُقْبَرُ |
شُيوخٌ وأطْفَالٌ نسَاءٌ وفِتْيَةٌ |
تُقَامُ عَلَيهم كُلَّ يومٍ مَجَازِرُ |
جَمِيعًا غَدَوا للمُجْرِمين طَرائِدًا |
فَلا الطِّفلُ يُعْفَى ولا الشَّيخُ يُعْذَرُ |
فسَالت دِماءُ المسلمينَ غَزَارَةً |
وفَاضتْ كَمَا فَاضَتْ بِحَارٌ وأَنْهُرُ |
وضَاقت على أهلِ البلادِ بلادُهم |
وضَاقتْ بدَمْعٍ إثرَ دمعٍ مَحَاجِرُ |
ولَمَّا اسْتَفَاقَ القومُ أصْدرَ جَمعُهُمْ |
بَيَانًا يُدِينُ المُعْتدينَ ويُنكِرُ |
ويَا ليْتَهُمْ لَمَّا تَنَادوا تَفَطَّنُوا |
لِفِعلٍ ؛ لعلَّ الفعلَ يَشْفي ويُثْمِرُ |
فَيَا لَلَّهِ للأمَّةِ التي |
ذلَّتْ كَمَا ذَلَّ لِلََّيثِ جُؤْذَرُ |
ولَكنَّهُ الإيمانُ حقُّا فإنَّه |
متَى ضاعَ صارَ الغيُّ يقضي ويأْمرُ |
فيَا إخوةَ الإيمانِ هُبُّوا لِتَنْصُرُوا |
دينًا بهِ يَعْلو الرجالُ ويُنْصَروا |
ونُضُّوا وشَاحَ الذُلِّ عن كلِّ عاتقٍ |
لتَحْيَوا كِرامًا في الأنامِ وتظْهَروا |