أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مشكلات المراهقين وعقدة الحلول

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي مشكلات المراهقين وعقدة الحلول

    مشكلات المراهقين وعقدة الحلول
    سها جلال جودت
    يبدو أنه من الصعب جداً إيجاد حلول شافية ومناسبة للمراهقين الذين يعانون من صعوبات نفسية نتيجة بيئتهم الاجتماعية أو نتيجة انجرافهم وراء مغريات الحضارة أو بسبب الفقر الذي يدفعهم إلى ارتكاب السرقة من أجل تحقيق غاياتهم التي تنجم عن تهور وطيش وعدم وعي وإدراك للخطر المحاق بهم، لأن المرشد النفسي أو الأخصائي الاجتماعي لا يملك سوى النظريات ، وهناك اختلاف كبير بين واقع النظرية وواقع الحياة المعاشة، بمعنى أوضح هناك فرق شاسع بين التطبيق والعرض النظري. فالمشكلات التي يعاني منها المراهقون متشعبة وكثيرة تختلف باختلاف بيئة الطالب وسلوك أسرته. وإذا أردنا أن نتحدث عن السلوك فإنه مجموع ما يقوم به الكائن الحي من ردود أفعال مترتبة على تجاربه السابقة وهو يتضمن الأفعال الجسمانية الظاهرة والباطنة والعمليات الفيزيولوجية والوجدانية والنشاط العقلي. وهناك جملة من العوامل العضوية والوراثية والبيئية.
    وهنا سأقتصر في بحثي على الظروف البيئية أو بمعنى أدق على الحياة الاجتماعية الداخلية التي يعيشها الطفل المراهق ، فالمراهقة لا تخرج عن إطار الطفولة أبداً، لأنه لم يملك الوعي الذهني والنضج الفكري اللذين يفتحا عليه آفاق حقائق الحياة وكيفية التعامل مع هذه الحقائق.

    وفي هذا يحتاج المراهق إلى معرفة ذاته أولاً، ومفهوم الذات من المقومات الأساسية اللازمة لفهم المراهق ليس فقط لأن الذات المتفاعلة مع العالم هي مصدر السلوك، بل لأنها البعد الداخلي الخفي والأكثر أهمية من أبعاد شخصية الناشئ ، والذات مركب من عدد من الحالات النفسية والانطباعات والمشاعر وتشمل إدراك المرء لنفسه أي انطباعاته عن جسمه وصورته عن مظهره العضوي، كما تشمل أيضاً مفهوم المرء عن نفسه أي سماته وقابليته ودوره وإمكاناته والأرضية التي يعيش عليها وتشكل اتجاهات المرء حول نفسه ومعتقداته وآرائه وقيمه ، والمراهقون يختلفون في درجة وعي ذواتهم ومقوماتها اختلافهم في استواء اتجاهاتهم وشذوذها، فبعضهم يعرف عقله وما يريد ، أما بعضهم الآخر فقد يجهل رغباته الخاصة ومعتقداته وما يريد أو ما لا يريد ، ويتبدى أثر معرفة الذات أو عدم معرفتها واضحاً في النواحي الانفعالية وما تحمله من نتائج تنعكس في مجمل حياة المراهق، فقد ينسحب المراهق من الحياة الزاخرة بسبب جهله لحقيقة مشاعره وانفعالاته ويرجع غضبه مثلاً إلى الآخر الذي أثاره وليس إلى ذاته التي لسبب ما سوّغت الانفعال وفجرت الغضب وهذا كله يؤكد أن استواء السلوك أو شذوذه يتحدد بدرجة وعي الذات والتعرف الواضح على مقومات السلوك.
    وكما قدمنا في بداية البحث أن السلوك وراثي فمن الممكن أن يرث الابن سلوك أبيه وأن ترث البنت سلوك أمها، وتتم الوراثة في عملية النقل الحسي للباطن الداخلي الذي ينمو مع الأيام ويخرج بالحياة العملية واقعاً ملموساً فيدرك المرء بوعي ذاته أنه ينقل صورة مجسدة عن صورة أهله أو أسرته.

    فالأسرة هي البناء الهرمي لسلوك أولادها كلما كان البناء متيناً كلما تصاعدت سلوكيات الأولاد نحو الأفضل من فهم ووعي وإدراك لإيجابيات الحياة .
    وإذا أردنا أن نستعرض بعض مشكلات المراهقين ونقدم لها الحلول فذلك أمر صعب وتأتي صعوبته من أن المشكلات مختلفة باختلاف سلوك المراهق المحددة ببيئته ووراثته لجينات السلوك البشري الناتجة عن ارتباطه بهذه الأسرة. ومع هذا فلقد ارتأيت أن أعرض ثلاث مشكلات لثلاث حالات عاصرت بعض ملامحها:
    1- الطفل خالد العمر 11سنة
    ماذا فعل خالد ؟
    في الأسبوع الأخير من امتحانات منتصف السنة فوجئت بمعلمة الصف تدخل غرفة الإدارة بحالة من التوتر والفزع وهي تحمل في يدها "مسدس" ، نعم لا تستغربوا "مسدس"!! فالأب شرطي.

    2-
    الطفلة رجاء العمر 12 سنة

    أشاعت بين طالبات الصف أن المعلم محمد يحبها وقد خطبها من والدها وقدم لها وردة حمراء ثم لحقها حتى وصلت البيت وطلب منها الدخول فامتنعت لكنه أقنعها أن الموضوع هام وسوف يحدث أبيها فسمحت له بالدخول بعد ذلك طلب منها أن ترقص فرقصت ولبست تنورة سوداء قصيرة لكنها حين استيقظت وجدت نفسها على الفراش ولا تدري ما فعل بها بعد أن أطعمها قطعة شوكولا.

    2- الطفل سالم العمر 12 سنة
    الهروب من المدرسة وشراء صور عارية

    نحن أمام إشكالية عقدة الحلول ، أقول عقدة الحلول لأن المشكلة لم تنته عند هذا الحد فحسب فهؤلاء لم يبلغوا سن الرشد وفي أسرهم لا يوجد الوعي الذاتي والفكري لأهمية النفس البشرية وما تعاني منه من اختلاطات نفسية وذاتية بحكم وجودهم بين أسر لا تدرك نوع الخطر المحيط بها وبأولادها لأنها منصرفة عنهم إلى شؤونها وعقم مشكلاتها ، كلمة العقم تلك تعيدني إلى استعراض واقع كل أسرة على حدة لنتبين أسباب التشوه النفسي أو بصورة أدق المعاناة الذاتية في "من أكون؟"، "من أنا؟"، "ليكن ما يكون".
    السؤال الأول :
    من أكون ؟ سؤال باطني يطرحه عقل وفكر المراهق لذلك يفكر بلفت الأنظار من حوله
    فالطفل الذي سرق مسدس أبيه ناتج عن مركب النقص الذي كان يعاني منه في سؤاله الباطني / من أكون إذا لم أفعل شيئاً يجعلني كائناً له وجود ملحوظ / فبنظره وحسب وعيه البسيط وجوده غير ملحوظ في حياة أسرته وبالتحديد والده .
    من أنا؟ سؤال رديف للسؤال الأول ، / من أنا إذا لم أثبت وجودي من خلال عنصر القوة بالانتقام / وكيف ينتقم من أبيه ، يسرق له مسدسه ، فحسب وعيه لذاته وذات أبيه هو عنصر هام لأنه من الملكيات الأمنية التي يجب الحرص عليها ليكون لردة الفعل الشوهاء التي مارسها الطفل ضد أبيه / ليكن ما يكون / لأن العقوبة المادية أصبحت مؤاخية لجسده .
    ولدى تقصي الحقيقة بسؤال المعلمة عن وضع الطالب أجابت : أنه قبل أسبوع دخل الصف وعلامات الضرب المبرح واضحة على وجهه، إذن عملية رد الاعتبار كانت نتيجة عكسية لما مارسه الأب معه من ضرب مبرح فبظنه أن الضرب يربي ، لكن النتيجة كانت على خلاف ما فكر به الأب ، بل أشد قسوة وإيلاماً .

    وأيضاً حين حاولت تقصي حالة الأسرة الثانية وجدت أن الأم هي من تحتاج إلى من ينصفها ، فالزوج خارج البلاد ومتزوج من أخرى وهي على أميتها وجهلها تترك البيت وتقضي معظم وقتها عند أهلها وإذا اجتمعت النسوة في بيتها فاضت نفسهن بالحديث عن الحب والزواج والطلاق وما إلى آخره ، فالبنت تشرب من أهلها السلوك وتحاول أن تمارسه بخيالها الجانح في نشر قصة عن علاقة المعلم بها وحبه لها كتعويض عن مركب النقص الذي تعاني منه لأنها في قرارة ذاتها تحتاج إلى وجود أبيها بينهم .
    أما المشكلة الثالثة وهي الهروب من المدرسة وشراء صور عارية بسرقة المال من جيب أبيه أو محفظة أمه فكان مرده إلى القنوات الفضائية التي كان يشاهدها هذا الطفل وإلى الأقمار الممنوعة التي لم يحرص الأب على تشفيرها أو حذفها .
    نحن أمام واقع بيئي اجتماعي فيه انكسارات خطيرة يحتاج منا إلى إعلام موظف مهمته الحرص على آداب وسلوك الطفل لنتمكن من وضع الحلول المناسبة فالمشكلات ما تزال تبحث عن حلول ، والحلول مستعصية لأنها لا تعني طفلاً فحسب بل تعني انتماء هذا الطفل إلى هذه الأسرة وما يوجد في داخلها من ممارسات تربوية وأخلاقية ، لأنه كما سبق وذكرنا السلوك وراثي وفي ختام مقالتي يقول ابن القيم في التربية: " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من الآباء وإهمالهم لهم، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً".

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأديبة سها جلال تحية
    أشكرك على موضوع يروي عطش النفس ويسد رمق الفكر بنمير واقع معاش ، هي حياتنا لماذا يحاول بعض الخلق تغطيتها بمنخل الحياء ، وهي ولاشك نحياها على مرمى أصرارنا ونعيشها بحالة فطرة .
    فمشكلة المراهقين وسمت بخجل البوح ، تحت مسميات الحرام والعيب ، فيجد المراهق نفسه تحت وطأة الضياع وعدم الاستقرار فيترجم واقعه بتمرد على العادات والتقاليد والثوابت لا لشيء ‘لا لإثبات كينونة نفسه والتحدي لإثبات شخصيته المستقلة .
    من خلال ما قرأت وجدت أن الموضوع لم يأخذ حقه من القراءة لست أدري سببا لذلك
    الأمثلة الواقعية تسند الموضوع وتجعله على نار الحقيقة
    تحية سها
    ولك صدق الوداد ووافر الشكر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الشاعر الأديب أبو القاسم
    ما ذكرته صحيح ولنعتبر هذا الموضوع مفتوحاً لطرح المزيد من الآراء والمقترحات عسى نخلص بنتيجة ترضي جميع من يحب الطفل ويعيش من اجل نموه سليماً معافى.
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

  4. #4
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأخت الفاضلة الأديبة / سها جلال جودت
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قدمت لنا موضوعاً مهماً جداً ، فهذه المشكلة ليست مشكلة المراهق وحده ؛ فهي مرتبطة بالأسرة في المقام الاول ، وهنا تكمن الخطورة حيث لا ينتبه الكثيرون لأبنائهم ، و يظنون ان مشاكلهم تحل من تلقاء نفسها ، وهكذا تتفاقم المشاكل ويصعب حلها مع الوقت .
    موضوع مهم جداً ويحتاج اكثر من قراءة .
    تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    القدير حسام القاضي
    نبحث دائماً عن حلول لتربية الطفل، نقدمها مجرد سطور ومحاضرات، والإعلام غافل عن هذه الحقيقة المرة التي يجب أن يفتح لها نوافذه الإعلامية كل المهتمين برعاية وحماية حقوق الطفل، قل لي كم مسلسلاً تلفزيونياً قدم معاناة طفل من خلال أسرة، أعتقد آن الآوان لنطالب بهذا، حين تكون الصورة مؤثرة ربما ينصلح حال الناس الواقعين بنفس الخندق المغلق .
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

المواضيع المتشابهه

  1. أنصافُ الحلول ....
    بواسطة ياسين عبدالعزيزسيف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 22-08-2012, 07:20 PM
  2. رسالة مقترحة لمن بين إخوانه وأخواته مشكلات !!
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-09-2005, 08:39 PM
  3. ارهاصات ما قبل الحلول الجاهزة
    بواسطة بن عمر غاني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-04-2004, 04:15 PM
  4. ألقي بعينيك ( الحلول)
    بواسطة معبر النهاري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-10-2003, 10:13 AM