أحاسيسي ومشاعري لا يمكن أن تتغير تجاه أحد حتى لو آذاني أو آلمني . صديقاتي يقلن أني حساسة أتضايق بسرعة إلا أني لا أحمل في قلبي على أحد فأنا متسامحة . إلا أن صديقاتي اعتقدن قبل سنة ونصف وحتى الآن أن هذه القاعدة انكسرت فقد نشب خلاف بيني وصديقتي روند كان بسيطا فتدخلت فتاة كنا نعتقد أنها وسيطة خير زادت الثغرة بيننا لتنتهي في لحظات غضب صداقة ثلاث سنوات متتالية على الأفراح و الأحزان. عندها كانت صدمة كبرى ليست فقط لي بل لكل صديقاتي فلا أحد يصدق أن صداقتنا انهارت فنحن كنا أكثر صديقتين متقاربتين ومتفقتين فحاولت كثير من الصديقات الإصلاح إلا أنهن فشلن فقد كانت تلك الواسطة قد ملأت قلوبنا وعقولنا على بعضنا بشكل لا تتصوروه. عندما انهارت تلك الصداقة انهرت أنا معها وتراجعت ومللت كل شيء حتى الكمبيوتر الذي كنت لا أفارقه لأكثر من يومين فارقته لأسابيع. شاءت الأقدار أن تنهار تلك الصداقة وأنا على أبواب الاختبارات الشهرية وجاء ما لم يكن على الحسبان فقد تراجع معدلي الدراسي بشكل لا يوصف وتغيرت أنا وأصبحت إنسانة لا تعرف ما تريد أو من هي لا تهتم بشيء . إنسانة الدموع حليفها والوحدة جليسها والنوم مليكها كرهت الطعام وكل شيء أصبحت أبتعد عن كل صديقاتي، أصبحت أتحاشاهن وأتعلل الحجج لألا أجلس معهن إلا أن واحدة منهن قررت أن تساعدني خصوصا بعد التراجع الذي لحق بي فقد كانت هذه صدمة كبيرة بالنسبة لي ليست فقط على هذه الصداقة بل على صداقة قبلها دامت خمس سنوات كنت قد تلقيت صدمتها خفيفة وكنت لا أزال أعيشها فاجتمعت الصدمتين لتكونا أكبر كارثة غيرتني تماما فلا أحد من صديقاتي يصدقن أني هي لارا تلك الفتاة العاقلة المتزنة المتسامحة المرحة المتفوقة التي لا تفوت حصة إلا وقد شاركت فيها أكثر من غيرها إلا أن كل هذا تبدل كما قلت لكم. كان اسم الفتاة التي قررت مساعدتي دانا وقد كانت تعرف بكل شيء عن صداقتي الأولى التي تركتني صديقتي يومها من دون أي كلمة وصداقتي الثانية التي تدمرت بفعل خلاف تافه لا نعرف كيف توسع أو حتى كيف نشب حاولت أن تصلح بيني وصديقتي روند وأقنعتني وبالفعل تواجهت مع روند وليتني لم أتواجه فقد تألمت يومها أكثر ولأول مرة في حياتي أبكي بتلك الطريقة التي وصفتها معلمتي بأنها مؤلمة فقد بدأت الحصة وأنا أحاول كفكفة دموعي إلا أني فشلت مما دعا المعلمة لإخراجي خارج الحصة فتبعتني دانا ويومها أحسستها ستبكي بسبب بكائي وكلامي وبدأت رحلات طويلة لمساعدتي على تخطي الأزمة.
انتظروا الحلقة الثانية.....
تقبلوا فائق احترامي......