أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قراءة ما ورائية في نص لسان الأمنيات للشاعر الشلال

  1. #1
    الصورة الرمزية حاتم قاسم شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 91
    المواضيع : 19
    الردود : 91
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قراءة ما ورائية في نص لسان الأمنيات للشاعر الشلال

    الشاعر الشلال يجدف في صحراء الأمنيات
    قراءة ما ورائية في نص لسان الأمنيات للشاعر محمد إبراهيم الحريري
    الدارسان : حسين علي الهنداوي – حاتم قاسم
    فوق ذاكرة الشعر ومن خلال الانطلاقات النفسية التي تسكن من خلالها الهواجس النفسية تتوضع ذكريات شاعر صامت يعبر بريق عينيه وصمت حاجبيه عن استجابات نفسية تشكل في قاموس الشعر نقطة انطلاق نحو المجهول ، فبين غياب ذاتية الشاعر و انسكاب مرارة الأيام على الأبيات الشعرية تقف شخصية الشاعر الشلال أبو القاسم محمد إبراهيم الحريري حيث تفجؤك المعاني النفسية الإنسانية التي شكلت شخصية هذا الشاعر 0
    وعلى الرغم من كوننا نجهل التفاصيل النفسية الشخصية لطفولة الشاعر بخصائصها الفيزيولوجية و السيكولوجية و التي انسكبت بين حارات بصر الحرير و تماهت مع أجواء بيئة حوران الندية المكشوفة كسهولها البسيطة إلا أننا نستطيع اكتشاف الأبعاد النفسية لهذا الشاعر من خلال ما يختبئ وراء كلماته من استجابات لنوازع النفس 0
    فالشاعر بين الواقع المر و التطلع الحر يقف وراء ارتكاسات نفسية شكلتها أحلام طفولية قد لا تتحقق عند الكثير من الناس و لكن الشعراء بطبيعتهم التي تبحث عن الحلم و الطفولة يجدفون في عالم الخيال بحثاً عن قضايا قد لا يكون للواقع العملي صلة بها وهنا يحضرنا في نص ( لسان الأمنيات ) قضيتان مهمتان تشكلان بعدين أساسين من أبعاد الشاعر الشلال (
    القضية الأولى : هي موقف الشاعر من ذاته التي تعيش حالة من التصادمات النفسية بسبب الواقع الإنساني المر الذي يتطلب من الشاعر أن يكون رب أسرة راعياً لمصالحها و بسبب الطموحات التي يختزلها خياله بحثاً عن حالة جديدة يستقر بها كيانه الشعري إضافة إلى مشاكسات العلاقات الإنسانية التي قد تجعل من الإنسان محطة قطارات تتصادم عليها عربات الحزن و الهم و لا يجب أن نغفل في حديثنا عن موقف الشاعر من ذاته قضية البحث عن مساحة شخصية تبرز الشاعر ذا دور فعال في هذا المجتمع الذي سحقت عجلاته طموحات الشعراء و حولتها إلى حزن معلب ينتظر مفاجأة الزمن 0
    و القضية الثانية و هي قضية تتقاطع مع الأولى بأبعادها السيكولوجية هي موقف الشاعر من المرأة هذا النصف الآخر من التفاحة التي قد تتحول في نظر الشاعر إلى دواء مر لا يحقق إلا دوراً اجتماعياً مجافياً للدور الإنساني الذي يشكل الطموحات الحقيقية بصورة عامة و الذي هو عند شاعرنا الشلال أبي القاسم الحريري يشكل الأوكسجين الذي يتنفس منه نسمات الأحلام و الطفولة الواعدة وهذا يعني أن للمرأة دور خطير في التأثير على شبكية العين الشعرية عند الشعراء بحيث تجعل صورة الحياة إما ظلاماً دامساً و إما شمساً مضيئة 0
    إذاً نحن أمام شاعر لا يشبعه نهم البحار و لا ما يختبئ في أصداف المحار فهو يتصور ذاته عنترة عصره و لكنه لا يجد عبلة عصره طموحاته يكشف عنها خيال امرئ القيس في بحثه عن اللذة الحسية التي افتقدها الشاعر الشلال ربما لطول اغترابه و بعده عن أرض الوطن هذا الإحباط النفسي الذي يسيطر على لاوعي الشاعر يجعله يلازم بكاء المعري و ينتظر نهاية مالك بن الريب مع العلم أنه يشوق إلى المرأة شوق بابن زيدون في عالم لو تقصيت أرضه لوجدت أن الأمة التي ينتسب إليها الشاعر تعيش حالة من الإحباط و هاكم ما يقوله الشاعر :
    ما بين أنت و أنتما و أنا و ذا طلل تلوح كوشم لحد رفاتها
    و إذا مفاوز غربتي أنست بها أسراب حيف تصطلي بفلاتها
    لا بحر لا ملاح أسرج وحدتي بعسى هروباً من ضنى عبراتها
    لا شط من بحر الخليل يرومني و أنا المهرب من جدار نجاتها
    ولو تمعنا النظر في ضمائر الشاعر (( أنت و أنتما و أنت )) لاكتشفنا العلاقة بين مفاوز غربته في البيت التالي و عسى تحقيق هروبه من خلال مثيولوجيا إنسانية تقف في جنازة موت فجائعية 0
    إن الشاعر ليقف أمام ذاته الموهومة واضعاً خلفه صورة المرأة المتخيلة ينظر إلى أفق إنساني و لكن بسهام نظرات حزينة
    ما بين عبلة و الهوى( هل غادر الشعراء من متردم) بوشاتها
    أرنو إلى( ولقد ذكرتك و الرماح) تبرجـت في خــدرها لصلاتها
    أوقفت غيد الصبر ذكرى (حندج )عند الغدير( قفا) على عرصاتها
    نبكي أنا و الليل مالك سائلا خطا لناظرة السها زفراتها
    ولزمت قافلة المعري ما بدا ضرٌ يندي باللمى شذراتها
    يا صاحبي تقصيا فأنا هنا في أمة كشفت قفا خفراتها
    وهذا يعني في القاموس الفرويدي أن قصيدة الشاعر هي ذاته أولاً و المرأة المتخيلة ثانياً و ليتنا نسقرئ مفردات الشاعر واحدة تلو الأخرى لنكتشف أن الشاعر قد صنع لنفسه رحماً جديدة من الحزن و البؤس و المرارة و الأسى و لكنه في الوقت نفسه ما زال لديه أمل في أن تعود خيل الحياة به من معركة الذات الصامته إلى عرس إنساني تزغرد فيه المرأة ( الوهم ) أنشودة الطفولة الجديدة أو يتوقع الشاعر أن يقف على شاطئ بحر الحياة لتخرج حوريته البحرية التي طال انتظارها خمسين عاماً 0
    ( لسان الأمنيات ) نص خرج من تنور الشاعر للتو فهو يتحدث عن قضايا عصرية
    تتقاطع مع ذات الشاعر و لكنها تلبس ثياباً من ثياب( العجاج ) تارة و ( أبي النجم العجلي ) تارة أخرى 0
    وكم هو الشاعر يعيش حالة من الاستدعاء اللاشعوري ولكنه يركب حصان شعره إلى صحراء موحشة يرتدي ثياب الشعراء الجاهليين و يقفز بحصانه بين هضاب ووديان هؤلاء الشعراء ممتشقاً سيفه و ليته حدثنا عن أمنياته وهو يركب سيارة معاصرة تنطلق بسرعة فائقة مزاحمة وحوش الصحراء التي ما تزال تسكن في أعماق شاعرنا 0
    الشاعر الشلال أو كما نحب أن نسميه نحن بـ (رؤبة العجاج ) خلع على معانيه الثياب الجاهلية و نسي أنه يعيش في عصر السرعة وهذا يعني أن مصدر أشعار و قصائد الشاعر جاءت بفعل الثقافة التي استقاها من الشعر الجاهلي و التي أتقنها أيما إتقان بحيث تستطيع أن تدعي أن شاعرنا استوعب الثقافة الجاهلية استيعاباً دقيقاً لم يغفل حتى التفاصيل التي عاشها امرئ القيس و عنترة و تجاوز ذلك إلى ثقافة شعراء جاؤوا بعد الإسلام كمالك بن الريب و أبي نواس و المعري وابن زيدون و البحتري و ليته اقتطف من بستان كل شاعر من هؤلاء الشعراء وردة و اعتصر رحيقها ثم مزج هذا الرحيق و عبأه لنا بزجاجة عطر شعرية جديدة 0
    مفردات شعرية ( فلاتها – خماص – سروات – صوافن – أثافي – وشم – شذرات
    مفاوز – 000000 )) تحمل في طياتها معاني عاشها شعراؤنا الجاهليون و الإسلاميون وكم نتمنى لو أن شاعرنا شحذ هذه المعاني بعواطفه و مشاعره التي شكلها عصره لتخرج لنا لفافات من الموت الأحمر الذي يذوقه المرء في كل يوم بفعل مرارة سوء العلاقات الاجتماعية و انعكاسها على الذات الإنسانية 0 مفردات مجردة تجعل الصور الشعرية لدى الشاعر مشاكسة أحيانا تستعصي على العلاقات الأليفة (( شفة الهموم – ثمر الخصام – غصون الأمنيات – أصوات الخيال )) استعارات حملت إلينا هم الشاعر الذاتي و شكلت لنا قضية جديدة في تناقضات العصر هذا العصر الذي يسقيك مرة بيديه كأساً حلوة و لكنه كثيراً ما يجرعك مرارة الحرمان و الحزن فيجعلك تموت في كل كأس تذوقها موتتين موتة تشكلها انعكاسات صورة الواقع المر وموتة تفرضها مشكلة البحث عن مستقبل أفضل في زمن متسارع في متطلباته 0
    أخطو فيسبقني العثار إلى الخطا فأخط ســــــطراً باعتراف جناتها
    جدران صمت تستبيك بزفـــــرة ثكلى المواجع من عسيس ولاتها
    أشتق من كلم الـــتقصي دهشــة عذراء ما جست أنين ســـماتــهـا
    و تعنست بجوى المعاني حيرة لم يدرك المكيال صاع ثقـــاتــهـا
    مرة أخرى ( لسان الأمنيات ) نص استثنائي يحتاج إلى الكشف عن أعماقه بصورة أكثر تفصيلا و أدق نظراً و أعمق رؤية فالشاعر الشلال كما يحلو لزملائه أن يسموه يحتاج إلى مخبر سيكولوجي لكشف تفاصيل ذات الشاعر هذه الذات التي وقف عندها العلماء طويلاً قراءة لقوله تعالى : ( و نفس و ما سواها ) بحيث تجد معاني جديدة و أوجه جديدة لكل ذات في كل دراسة جديدة 0

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأخ الشاعر والناقد الأدبي حسن الهنداوي
    الأخ الأديب والشاعر حاتم قاسم
    تحية :
    جلست على كرسي اعتراف أمام قضاة الأدب ، فترنحت تحت سيل أسئلتهم نواصي البوح بشوارد الذات خلجات روح اقتبستُ منها ما يفي بغرض الشهادة على سريرة سقيت ماء الجفوة ، طفولة ، فتيبست أغصان الحنان قسرا في ربيع الأمنيات، وتخضبت أكف النفس بصلصال الواقع المر الذي عايشته روح تمردت بموضوعية التعايش بين الواقع ودوافع النفس .
    حزمة أسئلة خصفت وريقات الاعتراف على هنات الماضي فجاءت كدثار اختلطت به ألوان طيف الروح فتداخلت لتشكل فسيفساء واعية لما يدور في خلد الماضي ، تنبض بصدق التحليل حينا ، وتتشابك كخيوط فلق تزين صدر الدوافع النفسية لتبيح أسرار طفولة رسمت بميسم العلقم .
    فترة لم أعشها واقعا لكنها بصمت ندبة في جبين شخصية ما ألفت سرورا إلا شابه كبح جماح مهرة الروح سوط تأنيب أو بسطار قهر ، وفصام قبل يومين عن صدر حنون شممت رائحة سعادته فذبت سكر وجد ، ولكن أنى لي ذلك الحجر الدفين بين سلطة ذكورة ، وأسياف قهر اجتماعي .
    فطفقت أبحث عن صدرها بين الأثافي والطلول ، بين الجداول والحقول
    حتى مل القلم مراس بحثي فاحالني إلى حالة من سكب حروفي آنات وجدان لتطفئ عطش الصحراء المقفرة إلا من عوسج طهر ، وقيصوم غرام يلتجأ لها بحثا عن نصف آخر يجلو عتمة ماضيه بنور يغتسل منه فجرا
    لذا أقول مرددا : لو هيئ لي ما صبوت له من صدر يحضن ضياعي لأسلت نهر عشق عذري على صفحات الخلود
    شكرا لكما
    لسان أمنياتي يحييكما
    ولكما باقة شكر وبطاقة حب
    محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. مَا لِي فِي الوُجُودِ وَطَن
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 59
    آخر مشاركة: 03-08-2015, 03:33 PM
  2. (المصيدة) نصٌّ مسرحي للشاعر: مهتدي مصطفى غالب
    بواسطة مهتدي مصطفى غالب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 30-08-2014, 07:55 PM
  3. ( اسماعيل ) نصٌّ قصصي للشاعر : مهتدي مصطفى غالب
    بواسطة مهتدي مصطفى غالب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-01-2011, 06:23 AM
  4. في الدعوة إلى نصرة الشلال : نصرة " الشلال " وجبت
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 97
    آخر مشاركة: 26-08-2007, 02:38 PM
  5. لسان الأمنيات ( معدلة)
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 24-04-2006, 05:54 PM