|
لا زلتُ أحيا في ربوع بلادي |
لكنني في القيدِ , في الأصفادِ |
ولقد جُعلتُ بقمقمٍ من طينةٍ |
مُزجتْ بإسمنتٍ فكان وئادي |
الشمسُ غابت ,لا أرى إشراقَها |
والليلُ باقٍ , لا أراهُ بغادي |
سجنوني في قبرٍ وجاء محققٌ |
وكأنهُ - واللهِ- يومُ حصادي |
ماذا تُكِنُّ وما تريدُ لكافرٍ؟ |
وتساهموا من ذا يشدُّ وتادي |
حَجَرٌ على فكرٍ وهدُّ عزيمةٍ |
لا الموتُ ألقى ولا الحياةُ مَعَادي |
والذنبُ كانت "فطرتي" وهي التي |
من صُنع ربي ، بِذرةً لجهادِ |
والذنبُ " أهلي " علموني أنني |
أُعطي لهذا الدينِ كلَّ ودادي |
والذنبُ أني سِرْتُ خلفَ محمدٍ |
نهجاً قويماً ، بل بهِ إسعادي |
هي رايةُ الإسلامِ تلكم شمعتي |
فبها أنيرُ حواضراً وبوادي |
خَلُّوا سبيلي كي أقومَ لمعتدٍ |
وأردُّهُ ضرباً بغير عتادِ |
فالله ينصرُ بالقلوبِ إذا بها |
جِدٌ وإيمانٌ بغيرِ كسادِ |
هذا سلاحي لا يزال مؤذناً |
حي على خيرُ الجهادِ ، يُنادي |
وهو الذي بيدي كنبض عروقي |
وبهِ سأضربُ رأسَ كلِّ مُعادي |
خَلُّوا سبيلي إن لقيتُ عدوّي |
سَيسطِّر التاريخُ منْ أمجادي |
سيجدِّدُ الذكرى بسالف أمةٍ |
عاشت وماتت نُصرةً للهادي |
سادت على الدنيا بنصرةِ دينها |
لم تنتشرْ في الكون بالإفسادِ |
خَلُّوا سبيلي إنني آتٍ لهُ |
ودعوهُ يضربُ ما يشاءُ عِنادي |
أنتم لهُ عونٌ على حاجاتهِ |
فهو الذي يحيا لطول بُعادي |
العونُ أنتم إن منعتم رآيتي |
وتركتمُ الساحات للأوغادِ |
العونُ أنتم إن تبعتم مجلسٍ |
للذلِّ قد صنعوهُ للأحقادِ |
لا خيرَ في وطنٍ بغير زنادهِ |
وأنا يموتُ مع القيودِ زنادي |
خَلُّوا سبيلي إنَّ وعدي أنني |
سأذيقهُ ضرباً بغيرِ عِدَادِ |
ويرى المماتَ ولا يرى من مهربٍ |
فتراهُ من خوفٍ يجوبُ الوادي |
ناري سأطفئها بنارٍ تلتظي |
فيهِ وتحرقهُ بغير رمادِ |
فلكم تمنيت التلاقي بيننا |
حتى وإن في ذاك , لاستشهادي |
عُلِّمْتُ أني لا أعيشُ بذلةٍ |
والموت في عزٍ هو استعدادي |
فالنصرُ أولى والشهادةُ غايتي |
في موطن الرحمن كان رُقادي |
سأقول يا ربي حملت سلاحي |
للدينِ ذلك غايتي ومُرادي |
لا زلتُ أحملُ ما استطعتُ كتابهُ |
وأنيرهُ بالحق فيك ،فؤادي |
أنا لم أنم يوما ولكن هدّني |
أن القيود تُكبلُ الآسادِ |
أطلق سراحي يا إلهي إنني |
عبدٌ لأجلك زدتُ في إنشادِ |
أطلق سراح المسلمين جميعهم |
فُكَ القيود بفضلك المعتادِ |
والبعض منهم بالقيودٍ ممتعٌ |
فحياتهُ تَبعاً لأمر قيادي |
فالنصرُ كلُ النصرِ في تحريرهم |
والذلُ إن يحيا على استعبادِ |
هذا سلاحي في يديّ أهزهُ |
خَلُّوا سبيلي فالجهادُ يُنادي |