قصيدة جميلة وأجدك بالفعل تمتلك الموهبة الكافية لتبشر بك شاعرا.

لعلني أوافق أخي محمد الحريري في كل ما أشار إليه وأضيف من النصح هذا:

دعنـي وشأنـي لسـت سـالٍ جرحيـا
عمري انتهـى و النـارُ تكـوي قلبيـا
بل الصواب نحويا أن تقول: لست سالياً ولا يجوز لك كسر النحو لتجبر الوزن.

قسما بربي صرت أخشى من غـدي
خـوفـي يتـيـه بقـفـر لـيـلٍ صبحـيـا
هنا وقعت في عيب القافية بعدم تواتر ألف التأسيس في هذه اللفظة ولعل المخرج سهل لا أحسبه إلا يقوي المعنى إن قلت مثلا:
خوفي يتيه بقفر ليل صباحيا

لــو قلتـهـا ستـقـول عـنــي كـاذبــاً
حتـى الجـبـالُ تـبـرّأت مــن حملـيـا
أما الأولى فقد ذهب نصب المفرد إلى غير ما أردت لها فكأنك تتهم الآخر بالكذب وليس ما أردت أنت من معنى اتهامه هو لك بالكذب والصواب هنا رفعها على الخبرية لمبتدأ محذوف وتقديره أنت.
وأما الثانية ففيها ما ذكرت من ضرورة استعمال ألف النأسيس.

أرنـــو إلــــى مستـقـبـلـي لـكـنـنـي
قـيِّـدتُ بـالأغـلالِ سـجـنـي أمـسـيـا
وهنا أيضاً ما يتعلق بألف التأسيس.

قلـبـي يـعــذبُ كـــل يـــومٍ يـصـلـبُ
و اللهِ إنـــي لـســتُ أدري جـرمـيــا
هذه أيضاً مما لا يجوز لك الوقوف عليه دون مسوغ في عروضة البيت.
والثانية تتعلق بألف التأسيس أيضا.

قـل لـي بربـكَ يــا زمـانـي مالخـبـر
لــم تشتـهـي ألـمــي لـمــاذا قتـلـيـا
أما هذه فأخالف فيها ما أفاد به أخي الحبيب محمد الحريري ذلك أن "لم" هنا استفهامية وليست الجازمة. وأما الثانية ففيها أيضاً ما يتعلق بألف التأسيس.

هـل آهتـي ليـسـت كـآهـات البـشـر
أم هـانَ عـنـدكَ يــا زمـانـي دمعـيـا
ألف التأسيس هنا مرة أخرى فأنت أما أن تلتزمها في جميع الأبيات وإما أن تدعها في جميع الأبيات والخلط بينهما يوقعك في عيب القافية الذي يدعى سناد التأسيس.


تحياتي