|
لوَّحت يا رمضانُ بالخيـراتِ |
و غمرتنا يا رائع النفحـاتِ |
بالأمس غبتَ فأدبرت أفراحنا |
و اليوم عُدتَ فمرحباً بالآتي |
أهلا بمن وافى جفاف قلوبنا |
فأحالها مـن أروع الجنـات |
ياخير شهر تصطحبه نفوسنا |
وتطير نحو النور والحسنات |
صُوموا تَصحّوا والصِّيامُ عبادةٌ |
وبهِ القيامُ محاسنُ الصَلـواتِ |
ليسَ الصِّيامُ عَنِ الطَّعامِ وشُربةٍ |
إنَّ الصِّيامَ طهـارةٌ للـذاتِ |
تندى به أرواح قـومٍ دونمـا |
يطغى لظى العصيان بالزلاتِ |
حُبس اللعين مكبلا فى ضعفهِ |
و النفس يبقى سوؤها للذاتِ |
أَقْبَلْتَ يَا شَهْرَ الصِّيَامِ تَعُودُنَا |
بِالخَيْرِ وَالإِحْسَانِ وَالبَرَكَاتِ |
قَدْ خَصَّكَ الرَّحْمَنُ فِي نَسَبٍ لَهُ |
ثُمَّ اصْطَفَاكَ بِمُحْكَمِ الآيَاتِ |
وَلِكَي يُتِمَّ عَلَيكَ نِعْمَةَ فَضْلِهِ |
وَعَدَ العِبَادَ إِجَابَةَ الدَّعَوَاتِ |
فيك الصيام فريضـة وكأنهـا |
مسك يضمخ بالهـدى آياتـي |
يا ليلة القدر المنيـر هلالهـا |
من سورة نزلـت بسعـد آت |
فيها تنـزل كـل أمـر خيـره |
أسمى وأرفع من لظى الشهوات |
والوحي مبتسم الجناح ونبضه |
بشرى تجمِّـل أنبـلَ الغايـات |
أقبلت يا رمضان شهرٌ للهُدى |
وتجددٌ في الديـن والنفحـاتِ |
فننال بالعشر الأوائل رحمـةً |
وهو الذي نرجوه في الدعواتِ |
وننال غفراناً وعتـقُ رقابنـا |
وعدٌ من الرحمنِ فيهِ نجاتـي |
يا صائماً يرجو قبولَ صيامه |
ليس الصيام مطامع الأقوات |
إن الصيام عبادة وقـراءة |
للذكر فارفع رائع الأصوات |
واطلب إلهاً يستجيب لدعوة ٍ |
ماخاب منْ صَفَّى له النيَّاتِ |
سـَأّسامرُ الأسحارَ فجرَ طلوعـِهِ |
وأُبـَارحُ الدمعاتِ كلَّ هناتــــي |
سأُحـِيلُ ليلي جنةً غنـــــاءةً |
بحرارةِ الإقبالِ في الصلـــواتِ |
ياربُّ ضلّتْ في الظلام مسيرتي |
وتحكّمتْ في خطوتي نزواتـي |
فاغفرْ لعبدٍ آبَ بعـد ضلالِـه |
غسل العيونَ بصادقِ الدمعـاتِ |
رمضانُ ذكّره فأقبـلَ طائعـاً |
وهفا بنبضِ القلـبِ للرحمـاتِ |
فاقبلْ إلهي تائبـاً مـن ذنبِـه |
واجمعْ بشهرِ الصومِ كلَّ شتاتي |