|
ما للحقـولِ حزينـاتٌ مَغانيهـا |
كأنَّ دمعكَ يجري فـي سواقيهـا |
أين الربيعُ الذي قد كانَ يسكُنها |
أينَ الظلالُ ودفءٌ نابـضٌ فيهـا |
وأينَ طائرُهـا الغرّيـدُ كوثـرهُ |
شدوٌ يعانقُ نجمًـا فـي لياليهـا ؟ |
تحكي الصبابةُ عن قلبٍ به حُـرَق |
ٌوعن ديـارٍ بعيـداتٍ صواريهـا |
عن مقلةٍ لم يزلْ فـي جفنهـا أرقٌ |
تغفو النجومُ ولا تنفكُ تحصيهـا |
صبٌّ يعانقُ طيفًـا مـن حبيبتـهِ |
فما يطيقُ رحيـلًا عـن روابيهـا |
يا عاشقًا خذلَ الإعصارُ مركبـهُ |
خذني شراعًا وعشْ في خافقي تيْها |
إن كان حقلُك قد جفَّت منابعُـهُ |
ففي فؤاديَ نبعٌ سـوف يرويهـا |
ما أجملَ الحبَ تصريحًـا وتوريـةً |
وأعذبَ الوجدَ إيمـاءًا وتنويهـا |
حدِّث فؤادي وكن في خافقي أمَلا |
فإن تعاني مـن البلـوى أعانيهـا |
تئنُ من شغفٍ شوقًا ومـن علـلٍ |
ألقتْ عليكَ وشاحًا من مراثيهـا |
نام السرورُ فهل صحوٌ يعودُ بـه |
والنفسُ ما عادتِ الأحلامُ تُغريها |
حدِّث فؤادي إذا ما شئتَ أمنيـةً |
إني سأنسيكَ شكوى داؤها فيهـا |
لعل قلبكَ يخفـي دونمـا سبـبٍ |
عني همومًا ولكن لسـتَ تَعنيهـا |
قلبي قصيدةُ عشـقٍ راح يكتُبهـا |
حبٌ ويسكنُ دمعٌ فـي قوافيهـا |