أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: العواصم الشرعية من القواصم التنظيمية

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي العواصم الشرعية من القواصم التنظيمية


    العواصم الشرعية من القواصم التنظيمية
    الكاتب: فتحي يكن
    بعد تفكير طويل في الأسباب التي تؤدي إلى تكاثر المشكلات والتداعيات، والفتن والخلافات، فضلاً عن الفشل وعدم التوفيق في نطاق الحركات الإسلامية.. تبرز قضية أساسية كبرى يمكن أن تكون وراء كل ذلك، ألا وهي (عدم الاحتكام إلى القواعد الشرعية والسنن الالهية) وبالتالي التسليم بها والنزول عندها على مستوى القيادة، كما مستوى القاعدة، امتثالاً لقوله تعالى: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرأص أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } (الأحزاب:36).
    وقد يقول قائل إن أموراً كثيرة من قضايا العمل، ومفرداته لا تقع بالضرورة ضمن دائرة النظر الشرعي، فهي ليست من أصول الدين بل من فروعه، وهي ليست من الغايات والأهداف التي جاءت بها الشريعة، وإنما هي من الوسائل..
    قد يكون هذا صحيحاً، إنما غير الصحيح أيضاً القول بعدم وجوب خضوع هذه الفروع والمسائل والفردات لمقتضيات الشريعة، تحقيقاً لاستنباط الأحكام الشرعية التي تسددها وترشدها..
    إن وجوب التقيد بالاحتكام إلى الشريعة في كل صغيرة وكبيرة، في الفروع والأصول، في الخصوصيات والكليات، في الوسائل والأهداف يتوافق مع شمولية المنهج الإسلامي لكل جوانب الحياة، وتدخله في كل شاردة وواردة، تحقيقاً للامتثال المطلق لأمر الله، والذي تشير إليه الآية الكريمة: { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب} (الشورى:10).
    إن اختيار تعبير – شيء – في دائرة الاحتكام إلى الله لا يفهم منه إلا الإطلاق والتعميم والشمول الذي يطال الوسيلة والغاية والمنهجية والآلية..
    أما التعبير القرآني في الآية الكريمة: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله }.. فإنه يؤكد على وجوب فض كل ما يختلف عليه إلى الله من خلال الحكم المبني على الدليل الشرعي الأقوى، وليس من خلال (التصويت) غير المبني على الاجتهاد الشرعي ابتداءً..
    .. وفي هذا الإطار أود أن أنقل ما كتبه الدكتور حمدي شعيب في مجلة (المجتمع) الكويتية على مدى سبع حلقات، تحت عنوان (القيادة .. والمختلفون) ما يؤيد هذا التصور حيث يشير إلى دور القيادة الواعية والتي تعتبر الركيزة الأهم، والميزان الذي بصلاحه ينتظم المجموع، ويكون التوازن الحركي والتربوي.. بين تعميق الأصول، وتوضيح الفروع، وبين المحافظة على الثوابت والمفاضلة بين المتغيرات.. وبحكمها يتم التوفيق بين الأطراف والفئات، فتتجمع حولها ومعها، ويدور الجميع مع الحق حيث دار.
    ثم يتابع فيقول: (.. ولنتأمل مغزى تلك التوجيهات التي تبني الربانية، ثم الصف من بعدها:
    - القيادة دوماً في حاجة إلى تطور وتربية: وهذا ما نلمحه من تكرار قوله سبحانه للحبيب صلى الله عليه وسلم : ( قل ) في حركة توجيهية دائمة.
    - الربانية: وهو رد كل شيء إليه سبحانه، وهذا ما نلمحه في قوله سبحانه:{قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل} وهو توجيه للرسول صلى الله عليه وسلم إلى إرجاع قضية عدد هؤلاء الفتية إلى الله سبحانه.
    - المرجعية الأولى ومصدر التلقي هو كتاب الله عز وجل: وهذا ما نلمحه من هذا الخبر الصادق الذي يأتي في وقته وفي دوره: { ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً * قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض، أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحداً } (الكهف:25 – 26)، وهكذا وببساطة يأتي الحق من مصدره، من كتابه سبحانه الذي يكون فيه فصل الخطاب في قضية الفتية، بل وفي كل قضية – فقد لبثوا ثلاثمائة سنة شمسية أو ثلاثمائة وتسع بحساب السنة القمرية، ويختم هذا الخبر الصادق بأن علم الغيب عند مالك الملك سبحانه، لا شريك له في ملكه.
    - الاعتصام بكتاب الله عز وجل: وهو ما يبرزه توجيه جل وجلاله { واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداًً } (الكهف:27) وهو توجيه إلى تلاوة كتابه سبحانه فهو الحق وفيه فصل الخطاب، وهو الأساس المتين للتربية ألإيمانية.
    - وزن الناس والأشياء يميزان السماء: كما يبدو في هذا التوجيه الرباني: { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا فلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً } (الكهف:28)، وهو توجيه للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع الذين يتجهون إلى الله، وأن يغفل ويهمل الذين يغفلون عن ذكر الله.
    - لا مجالة على حساب العقيدة: فالحق لا ينثني ولا ينحني، فمن شاء قلبه، ومن شاء رفضه: { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} والداعية يعرض فكرته كاملة غير منقوصة، مراعياً ظروف الوقت وأحوال الناس، ثم يضع الناس على الخيار، ولا يطلب ثمراً لم يحن قطافه، وليشعر أن فكرته سامية، وأن دعوته عزيزة).
    أمثلة ونماذج
    مثال رقم (1)
    عندما ننجح في مهمة، وننتصر في معركة، فهذا يعني أن الله قد أنعم علينا بنعمة التمكين، والواجب حيال ذلك أن نؤدي الشكر على هذه النعمة حتى لا نكون جاحدين لأنعم الله، وحتى نكون مستحقين لهذا العطاء، وطمعاً بمزيد منه، مصداقاً لقوله تعالى: { لئن شكرتن لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}.
    - - والشكر على نعمة التمكين يكون بمضاعفة العمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإقبال على الله امتثالاً لقوله تعالى: { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
    - - فإذا لم يتحقق هذا، بل وتحقق عكسه، فتراجع العمل، وفترت الهمة، وتعطلت لدينا عملية الحسبة، تكون النتيجة ضياع هذه النعمة، التي لم نحافظ عليها وفق القواعد المطلوبة والسنن الإلهية. وفي الأمثال: وبالشكر تدوم النعم.
    مثال رقم (2)
    عندما تتشفى في مجموعة بعض الانحرافات الشرعية، والآفات المسلكية، تكون المقتضيات الشرعية المسارعة إلى معالجتها حتى لا يستفحل أمرها، ويتعاظم خطرها (كالغيبة والنميمة والغل، والانحرافات المالية والمسلكية.. وغيرها).
    فيتوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يتوجب النصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، امتثالاً لقوله r: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان.
    فإذا لم يتحقق كل ذلك، تكون النتيجة غير مرضية حيث تحل النقمة، وتزول النعمة، وتنزل اللعنة، والتي طالت بني إسرائيل بسبب ذلك وغيره.. كما تشير الآية الكريمة: { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون(78) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون(79)} .
    مثال رقم (3)
    وعندما تتعطل التربية، ويتوقف التذكير، تجفوا القلوب، وتجف المآقي والعيون، وتَغْلُظ النفوس ولا ترق ولا تلين.. تكون مقتضيات الشرع المسارعة إلى إزالة (الران) والصداء عن القلوب التي طال عليها الأمد فقست. امتثالاً لقوله تعالى: { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين(55)} { سيذكر من يخشى(10)} .
    وعندما لا يتحقق ذلك يستفحل المرض، وتذهب الشفافية، وينعدم الإحساس بالذنب، وتفتر الهمة عن الطاعات والعبادات، ويحل محلها الإقبال على الدنيا، وتلمس الأعذار والمبررات. وصدق الله تعالى حيث يقول: { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} .
    مثال رقم (4)
    وعندما لا يكون الفهم قد وصل إلى مستوى الإدراك بأن التكليف الدعوي إنما هو تكليف رباني ومسؤولية فردية، وأن الواجب الشرعي يقتضي القيام بهذا الواجب – كائناً ما كانت الظروف والأحوال – وسواء وجد تنظيم يذكر بذلك أم لم يوجد، وسواء كان التنظيم في حالة عسر أم يسر، إقبال أم إدبار، انتصار أم هزيمة.
    عندما لا يتحقق ذلك، يحل محله الفتور والاحباط واليأس. علماً بأن مقتضيات الشرع تفترض حصول العكس، ليرفع الله البلاء والنقمة، ويتنزل بالرضى والرحمة، فيعود المسار إلى سابق انصلاقه وتتحرك عجلة العمل، ويتضاعف مستوى الإنتاج وصدق الشاعر حيث يقول:
    فإن كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم
    مثال رقم (5)
    وعندما تقع ظلامات بين الأفراد، ولا تسارع القيادة لوقف ذلك، ولتحقيق العدالة وإنصاف المظلوم وردع الظالم.. وهو واجب شرعي، أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. فقال رجل: يا رسول الله انصره إذا كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه – أو تمنعه – عن الظلم، فإن ذلك نصره رواه البخاري.
    فعندما لا يتحقق ذلك، يحل الصراع والخلاف، وينشط الشيطان بإيقاد نار الضغينة والحقد والحسد والغل.. فتقع الفتنة وتنزل المحنة. وما المحنة التي حلت بيوسف وإخوته إلا صورة مجسمة، ووسيلة من وسائل الإيضاح للاتعاظ والاعتبار { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} (يوسف:111).
    من هنا وجب على القيادة لدى وقوع ظلم ما، أن تبادر إلى الأخذ على يد الظالم حتى لا يتمادى في ظلمه، كما وجب عليها أن تعدل وتنصف، فلا تشتد على ضعيف، وتلين مع قوي، ولتكن قدوتها في ذلك الخطاب القيادي الراشد: (الضعيف فيكم عندي قوي حتى آخذ له الحق، والقوي فيكم عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق).
    مثال رقم (6)
    وعندما يقع أحد الأفراد في معصية تنظيمية، وجب الإسراع في تذكيره، بكل ما يفتح نفسه للقبول والانفعال والتجاوب، وليس بما يزيده تمرداً وإصراراً.
    إن الدخول إلى قلوب الآخرين وعقولهم يحتاج إلى حسن انتقاء (المفتاح) الذي يفتح ولا يغلق، ويحبب ولا ينفر، والذي فيه ترهيب من الله وتذكير بالله، دون أن يحمل التهديد والوعيد التنظيمي، الذي به وحده تكون ردة الفعل سلبية: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوارة، ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} (الفتح:29).
    وقول الله جل جلاله: { فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشارورهم في الأمر، فإذا عزمت بتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين} (آل عمران:159).
    ومن ثوابت الإمام الشهيد حسن البنا - في إطار معالجة هكذا مشكلات، يقول : (عندما يتورط بعض الإخوان في معارضة القيادة، وخروج على الأصول المتبعة بدافع من الإخلاص وحسن القصد، ولكنهم يخطئون الطريق.. فإن واجب القيادة حسن الظن بهم وتقدير سابقتهم في الدعوة، وخدمتهم إياها وتضحيتهم في سبيلها، فتحرص على أخوتهم وسلامة نفوسهم، ولا تؤاخذهم بقسوة، أو تعاجلهم العقوبة، أو تباعد بينهم وبين إخوانهم بإقصاء أو فصل.. وإنما تحاول معالجة الأمر بالتي هي خير. فإن عادوا إلى الجادة فيها ونعمت، وإن أبوا إلا التمرد أن
    فإن القيادة لا بد وأن تفصلهم). المذكرات: 115 – 119.
    مثال رقم (7)
    وقد يحدث: أن يصاب فرد بالعجب، ويبتلى بالغرور وحب العظمة، ونفخة الكبرياء، التي طالما استعاذ منها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. وتكون بداية هذا الداء تعامله مع (القيادة) كأقران أمثال، وعلى قاعدة (نحن رجال وهم رجال).
    وقد يكون المعني نشيطاً في دائرة العمل السياسي، متراجعاً في المجال التربوي، ومنقطعاً عن النشاط الدعوي.. مما يعطل لديه (الضوابط الشرعية) ويضعف (المكابح المسلكية).
    وما لم تتحقق مكاشفة القيادة له، ومتابعتها إياه بما يلزم من نصح وتذكير، فستكون العاقبة وخيمة عليه وعليها، وعلى المؤسسة التي ينتميان إليها..
    - - يقول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله: (لا ينفع في بناء الجماعة إلا من بَنَته القيادة بنفسها، أو بجهود الإخوان الذين يرون القيادة معهم شركة في التهذيب والتعليم. ولهذا كل فرع أنشيء بغير أسلوب القيادة لا ينفع كثيراً) المذكرات:131.
    - - ويقول أيضاً: (الأخ الذي له أساليب خاصة به، وينظر إلى القيادة (نظرة أقران) ولا يصغي لآرائها إلا قليلاً.. فإن الاعتماد عليه مخاطرة، مهما بلغ من الصلاح، لأنه حينئذ يغري الجماعة بصلاحه ويفرقها بخلافه) المذكرات:94.
    مثال رقم (8):
    وقد تكون (جماعة ما) في مواجهة معركة سياسية أو عسكرية، أو أشبه ذلك..
    والمقتضى الشرعي في هذه الحالة أن تكون على جانب كبير من (الإيمان بالله والاعتصام بحبله) وعلى تلاحم شديد (ومحبة في الله صادقة) فيما بينها، امتثالاً لقول الله تعالى: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا..}.
    أما عندما تخوض المعركة وهي (مفككة العرى) (ضعيفة الايمان) تنخرها الأمراض والانحرافات الشرعية والمسلكية، فسيكون مصيرها الفشل والخذلان لا محالة.
    - يقول الامام البنا رحمه الله: (.. وإنها – أي الحركة – إن استخدمت الساعد والسلاح وهي مفككة الأوصال، مضطربة النظام، ضعيفة العقيدة، خامدة الإيمان.. فسيكون مصيرها الفناء والهلاك) مجموعة الرسائل:134.
    - ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: (فالمعركة الحربية في الحركة الإسلامية ليست معركة أسلحة وخيل ورجال وعدة وعتاد وتدبير حربي فحسب.. فهذه المعركة الجزئية ليست منعزلة عن المعركة الكبرى في عالم الضمير، وعالم التنظيم الاجتماعي للجماعة المسلمة.. إنها ذات ارتباط وثيق بصفاء ذلك الضمير، وخلوصه، وتجرده، وتحرره من الأوهام والقيود التي تطمس على شفافيته، وتقعد به دون الفرار إلى الله!! وكذلك هي ذات ارتباط وثيق بالأوصاع التنظيمية التي تقوم عليها حياة الجماعة المسلمة، وفق منهج الله القويم، المنهج الذي يقوم على الشورى في الحياة كلها – لا في نظام الحكم وحده).
    - ويقول في موقع آخر: (فالنفس لا تنتصر في المعركة الحربية إلا حين تنتصر في المعارك الشعورية والأخلاقية والنظامية، والذين تولوا يوم التقى الجمعان في أحد إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا من الذنوب. والذين انتصروا في معارك العقيدة وراء أنبيائهم هم الذين بدأوا المعركة بالاستغفار من الذنوب، والالتجاء إلى الله، والالتصاق بركنه الركين. والتطهر من الذنوب والالتصاق بالله، والرجوع إلى كنفه من عدة النصر، وليست بمعزل عن الميدان!).
    هذه الأمثلة سيقت على سبيل الإيضاح لا الحصر، على أمل أن تراجع الحركات الإسلامية سياساتها ومنهجياتها المعتمدة في دوائر القرار التنظيمي لتكون مبنية على الرؤية الشرعية العاصمة من كل هوى وانحراف وامتثالاً لوصيته صلى الله عليه وسلم : { تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي }.


    د فتحي يكن

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 673
    المواضيع : 177
    الردود : 673
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    شعرت بالسعادة وانا اقرا هذى الكلمات لا سيما وقد تناولت توصيفا دقيقا لواقع لا الحركات الموجودة على الساحة وحسب بل واقع امتنا
    وكثير من فقهاء المسلمين قصروا فى تبيان السنن الكونية التى تحكم العلاقات بين الامم وداخلها ومن ذلك سنة التمكين وسنن المدافعة

    اخى الحبيب عدنان شرفت بما كتبت وسعدت به جزاك الله خيرا اخى الحبيب
    سيد يوسف
    سيد يوسف

  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد يوسف مشاهدة المشاركة
    شعرت بالسعادة وانا اقرا هذى الكلمات لا سيما وقد تناولت توصيفا دقيقا لواقع لا الحركات الموجودة على الساحة وحسب بل واقع امتنا
    وكثير من فقهاء المسلمين قصروا فى تبيان السنن الكونية التى تحكم العلاقات بين الامم وداخلها ومن ذلك سنة التمكين وسنن المدافعة
    اخى الحبيب عدنان شرفت بما كتبت وسعدت به جزاك الله خيرا اخى الحبيب
    سيد يوسف

    أخي الفاضل سيد يوسف

    أسعدك الله في كل وقت وحين


    لقد شخص د.فتحي يكن بكل موضوعية وحيادية وصدق الأزمة وأرسى لها حلاً

    فهل نحن بآخذون بها ؟

    نشكر لك تواجدك وبارك الله فيك

  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    أخي الفاضل

    بحق فيها الكثير من الجدية و الالتزام بخط التنظيم الدقيق و الحريص ، و لعل الأيام تأتينا بمن يستفيد بما كتب فيجني الخير لنفسه و لأمته .

    تقديري .

  5. #5
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء آل بورنو مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل
    بحق فيها الكثير من الجدية و الالتزام بخط التنظيم الدقيق و الحريص ، و لعل الأيام تأتينا بمن يستفيد بما كتب فيجني الخير لنفسه و لأمته .
    تقديري .

    أخيتي الكريمة حوراء آل بورنو


    بارك الله فيك أخيتي الكريمة


    شكراًَ لك

  6. #6
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    لعل كتب يكن من الكتب القديمة التي اقتنيها
    لكنها تتحدث عن ( حركة الإخوان المسلمين ) تحديدا
    وقد تتقاطع بعض الأمور مع قضايا أخرى
    المهم ان الحركيين في الجماعة قد يستفيدون من كتب فتحي يكن
    لكن الاطروحات المصرية لديها توجهات لتطوير منهج الحركة لاتتعلق بالاطارا لتنظيمي في لبنان
    اتابع اطروحات محمود عبدالحليم ولدي غالب ماكتب ونشر في السعودية
    واطروحات الشيخ القرضاوي
    والعزي عبدالمنعم العزي وكتب متفرقة كرسائل الشيخ حسن البنا رحمه الله
    وكتب سيد قطب ومحمد قطب وصلاح الصاوي
    في كل الحوال الحركة حركة عالمية ( لديها مشاكلها الداخلية والخارجية )
    سواء مع القيادات او مع الأفراد او مع الحكومات
    من حيث المنشأ والامتدادات
    - اتابع معك اخي عدنان
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  7. #7
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح مشاهدة المشاركة
    لعل كتب يكن من الكتب القديمة التي اقتنيها
    لكنها تتحدث عن ( حركة الإخوان المسلمين ) تحديدا
    وقد تتقاطع بعض الأمور مع قضايا أخرى
    المهم ان الحركيين في الجماعة قد يستفيدون من كتب فتحي يكن
    لكن الاطروحات المصرية لديها توجهات لتطوير منهج الحركة لاتتعلق بالاطارا لتنظيمي في لبنان
    اتابع اطروحات محمود عبدالحليم ولدي غالب ماكتب ونشر في السعودية
    واطروحات الشيخ القرضاوي
    والعزي عبدالمنعم العزي وكتب متفرقة كرسائل الشيخ حسن البنا رحمه الله
    وكتب سيد قطب ومحمد قطب وصلاح الصاوي
    في كل الحوال الحركة حركة عالمية ( لديها مشاكلها الداخلية والخارجية )
    سواء مع القيادات او مع الأفراد او مع الحكومات
    من حيث المنشأ والامتدادات
    - اتابع معك اخي عدنان

    شكراً لك أخي الصباح على قراءتك المتأنية


    بارك الله فيك

المواضيع المتشابهه

  1. توارد خواطر عبر صاروخ أرض جو إلى كل العواصم الاسلامية.
    بواسطة علي بن سويد السعدي في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-01-2009, 06:45 PM
  2. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 10:20 PM
  3. العواصم من الفتن
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-01-2006, 05:35 AM
  4. رسالة للمتظاهرين في العواصم العربية والإسلامية
    بواسطة جمال حمدان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-04-2003, 03:22 PM
  5. رسالة للمتظاهرين في العواصم العربية والاسلامية
    بواسطة جمال حمدان في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-04-2003, 08:58 PM