أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: === رخيـصـــة ٌ فيــــــك ===

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    المشاركات : 185
    المواضيع : 50
    الردود : 185
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي === رخيـصـــة ٌ فيــــــك ===

    رخيصة فيك !! تمتماتٌ على بوابةِ الفداء ..
    خذ يا إلهيَ من روحي ومن بدني خذ يا إلهيَ من جرحي ومن شجني
    خذ من حياتيَ ما يرضيك مرخصة ففي رضاك – إلهي- أعظمُ المننِ
    فإن رضيتَ فيا سعدي ويا بِشَري وإن سخطتَ فيا غبني ويا حزني !!
    إليك أمري وعمري و انقضا أجلي إن شئت حان.. وإن ما شئت لم يَحُنِ
    فكيف أُغلي متاعاً أنت واهبه !! لولاك ما كانت الدنيا و لم أكنِ ..
    رخيصةٌ فيك روحي حين أسكبها على رمال الفدا للدينِ و الوطنِ
    رخيصةٌ فيك أشلائي إذا انتثرت و ما تفحّم في النيران من بَدني
    رخيصةٌ فيك الآمي.. وهل شُغُلي إلا بذكرك بين الطعن و الثَخَنِ
    ودمعُ بنتي رخيصٌ.. واعتلال أبي وشوقُ أمّي في عبْراتها الهُتُنِ
    رخيصة فيك لوعاتي و مسكنتي وغربتي في فراق الأهل و السكنِ
    رخيصةٌ فيك أيام الوصال وما للنفس فيهن من حُسْنٍ ومن حَسَنِ
    رخيصة فيك أحلامٌ مدبّجة ٌ طارت رؤاها على طيفٍ من الوسنِ
    رخيصةٌ هذه الدنيا و زخرفها ولو ملكتُ بها عرشَ ابن ذي يزنِ
    إن العقيدة أغلى من جماجمنا و كلُّ أمرٍ نفيس ٍ دونها يَهُنِ !!
    أنت المجيرُ من الدنيا و جذبتها فكم تمطّت بقلب الحاذق الفطنِ !!
    يا رب حسبي من الدنيا إذا منحت شقٌ من الأرض أو شبرٌ من الكفنِ
    يا خالقي منك محيانا و مرقدنا و منك ربي نعيمُ السرِّ و العلنِ
    بعثت خيرَ عباد الله يصحبُهُ جبريلُ والصحب في صفوٍ من الزمنِ
    فأخرجتُ أمةُ التوحيد رائدةً كأنّها قبلُ لم توفضْ إلى وثن !!
    وقلت لي:"قل هو الرحمن" فانسكبت "آمنتُ بالله" في قلبي وفي أُذني
    وصنتني عن خُطا شركٍ و مُبْتَدعٍ لولاك يا فالق الإصباحِ لمْ أُصنِ !!
    فاحفظ لنا ديننا و اكشف ملمّتنا.. وصن بنا حرمة الأركانِ و السننِ
    منك اعتدادي و آمالي و مُتّكلي لعل لي منك عُقبى ظنّي الحَسَنِ
    نجيّت ذا النونِ في لجّ البحار فمن يُنجينِ إلاّك من دوامة الفتنِ ؟!!
    منك الهدى والعطا والعفو منهمرا والجبنُ والشحُّ والإعراضُ من لَدُني..
    ----------------- و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صالح بن علي العمري- الظهران

  2. #2
    الصورة الرمزية نهى فريد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    الدولة : بلدي تسكنني
    العمر : 51
    المشاركات : 1,265
    المواضيع : 61
    الردود : 1265
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    ما أجمل أن يبدأ الإنسان يومه بمناجاة رب العالمين

    أخ صالح
    سبحت في عالم ملكوني بلثم حروفك النوارانية فشكرا لك

    سيدي أستميحك العذر في طرح بعض الملاحظات وسأستفيد جدا منك إن أجبت عليها بارك الله فيك

    قرأت بعض التراكيب للمصادر ربما لم تمرعلي من قبل وأستغربها قليلا قكما في :

    مرخصة / الهـُتـُن


    *فإن رضيتَ فيا سعدي ويا بِشَـري ** وإن سخطتَ فيا غبني ويا حزني !!

    أظن أن هناك ثقل كبير في تحرك شين بـِشـِري


    * فكيف أُغلي متاعاً أنـت واهبـه !!لولاك ما كانت الدنيا و لم أكـنِ ..

    لست متأكدة ولكني توقفت في هذا البيت وأتمنى أن أخرج بفائدة منه
    أغلي الشيء حين أقدره حق قدره وهذا واجبنا نحو نعم الله علينا .. أن نغليها ونقدرها لذا أظن أن سياق السؤال غير موظف للفكرة توظيفا حسنا .


    * ومـاللنفس فيهن من حُسْنٍ ومـن حَسَـنِ
    أظن أن في ذكر مفردة ( الحـَسَنَ) حشو لا سيما وأنها بعض الحُسْنِ والكل يجزي عن البعض


    * رخيصـة فيـك أحـلامٌ مدبّـجـة
    الديباج كلمة فارسية فهل ورد يجوز أن تعمم قواعد التصريف على الألفاظ الأعجمية ؟


    * رخيصةٌ هـذه الدنيـا و زخرفهـا ** ولو ملكتُ بها عرشَ ابن ذي يـزنِ

    أظنك قصدت فيها وليس بها .


    * إن العقيـدة أغلـى مـن جماجمنـا ** و كلُّ أمرٍ نفيـس ٍ دونهـا يَهُـنِ !!

    المعنويات لا توزن مع الماديات في ميزان واحد
    نقول أن العقيدة أغلى من أرواحنا أغلى من نفوسنا ، أما من جماجمنا فهذه موازنة تخل في تصوري بالنتيجة .
    ثم إني أتساءل عن المسوغ في جزم يهون .


    * أنت المجيرُ مـن الدنيـا و جذبتهـا ** فكم تمطّت بقلب الحـاذق الفطـنِ !!

    هل يؤنث الجذب إلى جذبة؟؟
    ثم كيف يتمطى الجذب إلى قلب الحاذق الفطن الذي يفترض به الإلمام بكيفية التعامل مع الدنيا وإدبارها ؟


    * يا رب حسبي من الدنيـا إذا منحـت ** شقٌ من الأرض أو شبرٌ من الكفـنِ

    شقا / شبرا


    و منك ربي نعيـمُ السـرِّ و العلـنِ
    ما المقصود بهذا الشطر عافاك الله ؟


    * نجيّت ذا النونِ في لجّ البحـار فمـن ** يُنجينِ إلاّك من دوامـة الفتـنِ ؟!!
    هل تذكر اللجة ؟
    خطف ينجيني لا مسوغ له .

    منك الهدى والعطا والعفـو منهمـرا** والجبنُ والشحُّ والإعراضُ من لَدُني..
    منهمرا إن لم أخطئ فالواجب رفع منهمر لا نصبها

    وأخيرا هناك الكثير من المفردات التي حرك ساكنها أو سكن متحركها كضرورة
    أرى أن تجاوزها كان أمرا هينا


    عذرا أخي على تطفلي ولكن النص أعجبني فوودت أن لو أعيدت بعض الصياغات فيه لتتكامل عناصر جمالهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    سلام قولا من رب رحيم
    لا شيء هناك

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    الأخ الشاعر المتألق صالح
    هذه قصيدة قوية أخرى لك.. مليئة بالفكر والتأمل والآيمان.. أرجو أن تسجل إعجابي بها

    أختي نهى... شكرا لك على قراءتك المتأنية... سأدلي بدلوي

    الهُتُنٌ سليمة
    مدبجة سليمة
    جذبة ممكن أن تكون اسم مرة
    لج سليمة - قال الشاعر:
    ومُسْتَنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ , دَعَوْتُه
    بِمَشْبُوبَةٍ في رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ

    و أترك بقية النقاط للنقاش بينكما......

    تحياتي وإعجابي..
    ناصر

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    المشاركات : 185
    المواضيع : 50
    الردود : 185
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله أخت نهى وأخي ناصر: جزاكما الله خيرا على المداخلات المثرية..

    كما هو معلوم فهناك عدّة عناصر قد تحدّد المفردات والوجه الإعرابي لها وهو معرفة المعنى الذي يريده الشاعر ومن ذلك أيضا المناسبة، ولذلك قال الأولون "المعنى في بطن الشاعر" إذا صعب عليهم تفسير الوجه الإعرابي أو تحديد المعنى المراد.. وبحسب المعنى المراد يتحدد ويتعدد الوجه الإعرابي ويتحدد ويتعدد كذلك المعنى الذي يؤديه اللفظ.. وربما أرسل الشاعر قصيدته فحملها الناس على معانٍ شتى لم تكن واردة في ذهن القائل .. وهذا ما أشار إليه المتنبي في قوله (ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ..).. وأسئلة الأخت نهى توضيح جلي لهذه المعادلة.. وهذا ما يفتح للشعراء ألف طريق وطريق للهروب من النقد واختلاق الأعذار والذي أرجو ألا أتهم به هنا....

    القصيدة هي تمتمات على بوابة الفداء كما ورد.. وهي في الشطر الأول مشاعر تتأجج في نفس استشهاديّة لمؤمن يريد أن يفدي دينه بروحه.. فهي خطرات لحظة التفجير المثخن في العدو والإستشهاد في سبيل الله.. أمام ما أعده الله للشهداء وما يتجاذبه من صور مؤثرة لدموع أمه وتيتم ابنته وترمّل زوجه ونشيج أبيه وكذلك صورة الدنيا المتزيّنة أمامه.. وهنا محاولة للتوضيح وإلا فما أصعب على الشاعر أن يشرح قصيدته ويحدد للناس مقاصده:

    قرأت بعض التراكيب للمصادر ربما لم تمرعلي من قبل وأستغربها قليلا قكما في :

    مرخصة / الهـُتـُن

    هما وزنان صحيحان - كما أعلم- وتقدّم تعليق الأخ ناصر على الهُتُن..

    *فإن رضيتَ فيا سعدي ويا بِشَـري ** وإن سخطتَ فيا غبني ويا حزني !!

    أظن أن هناك ثقل كبير في تحرك شين بـِشـِري


    أفكر في استبدالها..

    * فكيف أُغلي متاعاً أنـت واهبـه !!لولاك ما كانت الدنيا و لم أكـنِ ..

    لست متأكدة ولكني توقفت في هذا البيت وأتمنى أن أخرج بفائدة منه
    أغلي الشيء حين أقدره حق قدره وهذا واجبنا نحو نعم الله علينا .. أن نغليها ونقدرها لذا أظن أن سياق السؤال غير موظف للفكرة توظيفا حسنا .


    كما تقدّم في المقدمة: النفس هنا في لحظة حرجة بين الإقدام والإحجام فهي مقام المقارنة بين تجاذب الدنيا والآخرة...
    القصيدة

    * ومـاللنفس فيهن من حُسْنٍ ومـن حَسَـنِ
    أظن أن في ذكر مفردة ( الحـَسَنَ) حشو لا سيما وأنها بعض الحُسْنِ والكل يجزي عن البعض


    الفرق بين الحُسن والحَسَن هو كالفرق بين الجمال والجميل، فالأول مصدر والثاني اسم فاعل وهما يجتمعان في المعنى ويفترقان..

    * رخيصـة فيـك أحـلامٌ مدبّـجـة
    الديباج كلمة فارسية فهل ورد يجوز أن تعمم قواعد التصريف على الألفاظ الأعجمية ؟


    الأخ الحبيب ناصر أجاب فأفاد جزاه الله خيرا


    * رخيصةٌ هـذه الدنيـا و زخرفهـا ** ولو ملكتُ بها عرشَ ابن ذي يـزنِ

    أظنك قصدت فيها وليس بها .


    لا مشاحّة هنا في حرف الجرّ.. فالباء مستساغ تضمينا لمعاني التلذذ بالدنيا كقوله تعالى (عينا يشرب بها ...) والمراد يشرب منها ولكن حرف الجرّ هنا يفيد معنى بلاغيا أرفع وأجمل وهو التلذذ والإستمتاع فكان المعنى عينا يشرب منها ويتلذذ بها عباد الله...



    * إن العقيـدة أغلـى مـن جماجمنـا ** و كلُّ أمرٍ نفيـس ٍ دونهـا يَهُـنِ !!
    المعنويات لا توزن مع الماديات في ميزان واحد
    نقول أن العقيدة أغلى من أرواحنا أغلى من نفوسنا ، أما من جماجمنا فهذه موازنة تخل في تصوري بالنتيجة .
    ثم إني أتساءل عن المسوغ في جزم يهون .



    الشعر ميدانه فسيح رحيب يحتمل مثل هذه المقارنات والمجازات والتشخيصات والاستعارات.. (مجرد وجهة نظر)..

    أمّا جزم يهن فأظنه جائز للضرورة الشعرية (أحتاج إلى رأي الخبراء هنا)..


    * أنت المجيرُ مـن الدنيـا و جذبتهـا ** فكم تمطّت بقلب الحـاذق الفطـنِ !!

    هل يؤنث الجذب إلى جذبة؟؟
    ثم كيف يتمطى الجذب إلى قلب الحاذق الفطن الذي يفترض به الإلمام بكيفية التعامل مع الدنيا وإدبارها ؟


    لا أرى مانع من تأنيثها لتسليط الضوء على "جذبة" الدنيا القويّة للنفوس.. ومثل ذلك شَرْبة ونَفرة ووثبة .. وغيرها..


    * يا رب حسبي من الدنيـا إذا منحـت ** شقٌ من الأرض أو شبرٌ من الكفـنِ

    شقا / شبرا


    الوجهان صحيحان في نظري.. والمعنى يكفيني من الدنيا "شبرٌ" و "شقٌ".. وقد يكونان منصوبان على المفعوليّة للفعل "منحت"....


    و منك ربي نعيـمُ السـرِّ و العلـنِ
    ما المقصود بهذا الشطر عافاك الله ؟

    المقصود النعم الظاهرة والباطنة..


    * نجيّت ذا النونِ في لجّ البحـار فمـن ** يُنجينِ إلاّك من دوامـة الفتـنِ ؟!!
    هل تذكر اللجة ؟
    خطف ينجيني لا مسوغ له .

    أجاب الأخ الحبيب ناصر.. وخطف ينجيني جائز "ليس كخطف الرهائن طبعا له أحكام مختلفة".. والقرآن مليء بمثل هذا.. كمناجاة إبراهيم العظيمة (يهدين ِ.. يشفين ِ.. يحيين ِ)..


    منك الهدى والعطا والعفـو منهمـرا** والجبنُ والشحُّ والإعراضُ من لَدُني..
    منهمرا إن لم أخطئ فالواجب رفع منهمر لا نصبها

    الوجهان صحيحان بحكم المعنى المراد.. فالرفع على الخبرية صحيح "كما تكرّمتِ..".. والنصب على الحالية هو ما أردته إيحاء بأن نعم الله تنهمر حالا ...


    وأخيرا هناك الكثير من المفردات التي حرك ساكنها أو سكن متحركها كضرورة
    أرى أن تجاوزها كان أمرا هينا

    أرجو أن يكون ما ورد صحيحا.. و أحسب أن هذا من جمال اللغة العربية ومرونتها..

    عذرا أخي على تطفلي ولكن النص أعجبني فوودت أن لو أعيدت بعض الصياغات فيه لتتكامل عناصر جمالهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    جزاك الله خير الجزاء.. وهذا من واجبات الغيرة على لغتنا وأدبنا السامي.. ولقد استفدت كثيرا من ملاحظاتك وملاحظات الأخوة هنا وهناك.... وأنا أحوجكم للتصويبات فتخصصي في الهندسة أبعدني كثيرا عن اللغة وجمالها وسلاستها.. ومن بعضنا نستفيد...

    أخوكم:

    صالح العمري



    سلام قولا من رب رحيم[/QUOTE]

  5. #5
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الحبيب صالح:

    قصيدة جديدة حافلة بالإيمان ساطعة بنور الحق داعية لكل خير.

    جزاك الله عنا كل خير.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ولعلني إذ شدني الحوار الطيب المثمر هنا أن أشارك ببعض ما أرى رغم أني مثلك أخي الحبيب صالح طالب علم تبعدني مهنة الطب والتعامل بالأدوية والمعادلات كما تبعدك الهندسة.

    لعل أشد ما شدني بداية القصيدة ولست أدري لم لم يستسغ قلبي المعنى الذي ورد هناك. وبعد تأمل رأيت أن في قولك "خذ يا إلهي" و "خذ من حياتي ما يرضيك" و "مرخصة" والتي تختلف في معناها بطبيعة الحال عن رخيصة ... أقول رأيت حينها سبب شعوري. إن فطرتي ترى أن لا أسأل ربي أن يأخذ ما يريد فهو لا ينتظر سبحانه أن آذن له فما محياي ومماتي إلا لله تعالى بيده الخير وهو على كل شيء قدير. والله غني عن العباد ولا يرضيه أن يأخذ منا الحياة بل يرضيه الطاعة والعبادة بما أمر. يقول تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً) . ويقول تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ). إن الله لا يريد من العباد أن يموتوا للموت ولا ينتظر منهم أن يرخصوا حياتهم أو يأذنوا بها بل قد قدر الموت والحياة ليبلونا ويمحص القلوب.

    أعلم أنك ما قصدت إلا هذا وأنا هنا أخي أتناول التعبير لا المقصد. كما وأرجو أن تكون كلماتي أوصلت ما أريد أن أقول.


    أمر آخر إن أذنت لي أخي الحبيب. ربما لا يضايقني في الشعر أكثر من مقولة "الضرورة الشعرية" ذلك أنها تؤدي إلى مآل خطير. أنا بالطبع أتناول الأمر هنا بعموميته وقد رأيت هذه المقولة قد لجأ إليها الكثير بما يهدد قواعد اللغة ومفرداتها وقواعد الشعر وأسسه. لقد بات يضايقني جداً أن يكتب أحدهم بما شاء ثم يدعي أن الضرورة الشعرية تسمح له بهذا ثم يبحث في شواذ اللغة والشعر عن دليل ليراه مسوغاً لما أراد. الضرورة الشعرية لا يلجأ إليها الشاعر الحقيقي إلا مرات قليلة في آلاف الأبيات في حياته ولا تتعارض مع قواعد ثابتة للغة والنحو والصرف.
    أرجو أخي أن تحتمل بوحي هنا فما أقصدك والله بهذا وما جرأني على طرحه في رحابك إلا حب كبير في الله لك وثقة بحبك وصدقك وحلمك.

    المهم هنا أجدني أشير إلى عدم استساغتي لجزم الفعل المضارع دون مسوغ وكذلك ما أشارت إليه الأخت نهى بخصوص "أغلي" وأوافقك فيما سواه.


    تحياتي واحترامي لشاعر كبير وأخ حبيب
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية سلطان السبهان شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2004
    الدولة : شمال الجزيرة !!
    المشاركات : 3,808
    المواضيع : 145
    الردود : 3808
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    تنقلت بين جمال القصيدة ومشاعرها المتدفقة إلى روح النقاش العالي ..

    هنا أطلب من الدكتور سمير أو أحد الخبراء الفصل في مسائل الضرورة الشعرية

    أو الدلالة على كتاب في ذلك ..

    ونحن نلاحظ أن كتب المتقدمين ممن كتب في الضرورة لاتغني شيئا فقد كانت

    مقتضبة جدا لمناسبة حالهم ..



    دام الجميع بخير
    ما دام أن الموت أقرب من فمي
    فمجرّد استمرار نبضي معجزة .........

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    المشاركات : 185
    المواضيع : 50
    الردود : 185
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الأخوة الكرام:

    الدكتور سمير
    والأخ سلطان آل سبهان

    وجودكما أمر أنتظره دوما فقد عودتماني على إطلالتكما الدافئة المتدفقة بمشاعر الحب والأخوّة......

    د. سمير:

    ما ذكرته هو أمر عقدي صحيح ولاغبار عليه.. ولكن القصيدة هنا قصيدة استشهاديّة.. ولقد كان يدور في خلدي دعاء أحد الصحابة حين قال في إحدى المعارك "اللهم خذ من دمي اليوم حتى ترضى".. إنها مشاعر من يريد أن يقدم قربانا لله عز وجل وهو أغلى قربان.. وهو قربان الروح التي ترفّ بين جنبيه والدم الذي يجري في عروقه... وقد ورد في الحديث الشريف: ( إن الله يقبل الصدقة، و يأخذها بيمينه، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد ) وهذا هو الأخذ المقصود.. ومن مثل ذلك قول الله عز وجل :(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فهل هذا يعني حاجة الله إلى القرض من عباده عز وجل وهو خالقهم ورازقهم سبحانه وتعالى عن هذا علوا كبيرا.. إنما المقصود نسبة هذا الأمر إليه نسبة تشريف وهذا فيه أبلغ الحث وأعظم التحفيز للصدقة التقرب إلى الله بأغلى الأشياء..

    =====

    قضيّة الضرورة الشعريّة: وجهة نظري هي أن ما وجدنا فيه شواهد مساندة من أقوال العرب التي تصلح لأن يُستشهد بها فإنه يسوغ للشاعر أن يلجأ إليه لجوء المضطر، ولا يُعاب عليه في ذلك.. بل يسعنا ما وسع غيرنا.. وأسأل الله أن يسعفني الوقت ولو لاحقا لإيراد الشواهد الشعرية التي تؤيد ما ورد في القصيدة....
    =======

    أما أغلي: فقد ورد الشرح عنها وهو أن المجاهد في مقام الموازنة بين الدنيا والآخرة فهو يتساءل مع نوازع نفسه "كيف أغلي هذه الدنيا أمام الآخرة"..

    =========
    ملاحظة أخيرة:

    أراك تعتذر وما قدمت إلا طيبا يشعّ ومسكا يتضوع.. ونحن هنا طلاب علم يتلمسون بصيصا من نور على طاولة التعلّم والتطوير.. وأحسب أن هذا أهم ما يميّز هذا المنتدى.. مع أهميّة بذل الجهد من كل عضو قبيل إيراد أي معلومة أو طرح أي ملاحظة حتى يتأكد أنها صحيحة لكي تزيد ثقتنا في منتدانا وفي المعلومات التي ترد فيه، وحتى لاتذهب الجهود في شرح ما هو معلوم بالضرورة.....

    لكم الشكر والعرفان....

    أخوكم:

    صالح العمري

  8. #8
    الصورة الرمزية نهى فريد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    الدولة : بلدي تسكنني
    العمر : 51
    المشاركات : 1,265
    المواضيع : 61
    الردود : 1265
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    ما أجمل النقاشات المثمرة

    شكرا لرحابة صدرك أخ صالخ
    ولكل من الأخوان ناصر/ العمري/ والأخيل

    لي وجهة نظر حول رأي الدكتور سمير بخصوص مقدمة القصيدة

    لا أتفق معك دكتور فأنا أرى أن في المقدمة من الروعة ما شدني كثيرا لمواصلة القراءة

    قرأت أن الإمام الحسين بن على كرم الله وجهه عندما استشهد في كربلاء
    وقبيل حز رأسه الشريف سدد له سهم مثلث أصاب كبده فما استطاع إخراجه إلا من قفاه فخرج بثلثيها وانفجر منه الدم كالميزاب فصار يملأ يديه بالدم ويخضب به لحيته وهو يقول
    إن كان يرضيك يا رب فخذ حتى ترضى خذ حتى ترضى
    ثم قال
    هكذا ألقى الله وأنا مخضب بدمي

    عندما قرأت أبيات الأخ صالح تذكرت هذه الرواية

    عذرا للإطالة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.66

    افتراضي

    قرأت القصيدة ونقدها ولا أجدني إلا مزغردا لهذا الدعاء وهذه اللحظة الصافية لرب العالمين

    شكرا للكل ....

  10. #10
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الحبيب صالح:

    الأخوة الأفاضل:

    نعم أخي هو ما قلت بهذا الخصوص فالله يسأل العبد القرض الحسن والله اشترى من المؤمنين أنفسهم (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
    ووصف الرسول عليه السلام ما يتقرب به العبد إلى ربه بالتجارة.
    ولكن أخي ما إلى ذلك رميت وما له نحوت.
    ما أردت هنا أن أقوله هو أن رضى الله تعالى لا يكون بأخذ روح العبد ولا بإصابته بالحزن والشجن فالله هو الرحمن الرحيم البر الكريم وهو أرحم بعباده من الأم بولدها والأب بابنه إذ وهب الكون جزء من مائة جزء واحتفظ بالباقي لنفسه تعالى. هذا الجزء اليسير هو كل رحمة الخلائق التي تدفع حتى البهيمة ترفق بولدها وترعاه برفق. فالله إذن لا يريد للعبد الموت ولا الأذى بل يمحصه كما أسلفنا ليميز الخبيث من الطيب. الله تعالى يرضيه التقى لا سواه. والتقى هو ما يدفع العبد إلى الجهاد بحثاً عن النصر لدين الله وحفظ أمة الإسلام لا بحثاً عن الموت فإن كان النصر فقد فاز برضى الله وإن كانت الشهادة فقد فاز برضوان الله.
    إن الخطاب هذا قد أوجد الكثير من المفاهيم غير الدقيقة ما أساء للدين أو على الأقل سمح للمغرضين والمناوئين للإسلام من الطعن في هذا الأمر مدعين أن الله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيراً - عاشق للدماء يدعو للموت ويكره الحياة والله يدعو إلى الحياة وإلى الخير والسلام. هي الكلمات التي تقال بنية سليمة ولكنها تحدث في نفوس البعض أثراً غير مقصود وهذا من الخطاب الدعوي الذي أرجو أن نعمل على تغييره ذوداً عن إسلامنا ودفاعاً عن عقيدتنا.
    ولعل من يقول كما تعودنا: لا شأن لي بهم فليقولوا ما شاءوا فأنا أؤمن بالله وأعرف أنني على الحق. أقول له لا أوافقك أخي في هذا وتذكر كيف تصرف الرسول عليه السلام بوحي ربه يوم اتهم كفار قريش أتباع محمد بأنهم ضعاف هزيلي الأجساد واهني القوى. لقد أمرهم بكشف كتفهم الأيمن وهو الذي يواجة الناظر للطائف بالكعبة كي يروا قوة أجسادهم وعضلاتهم المفتولة كرد على هذه الدعوى ودحض لهذه التهم. إننا مسؤولون أمام الله أن نذود عن دينه وندفع عن تهم المغرضون فندحض دعواهم بتوضيح المعاني واختيار الألفاظ التي توصل المعاني المحددة إلى الأفهام المحددة.
    أعلم أنني أتحدث عن أمر عقدي لا علاقة له بالشعر ولا بالأدب ولا باللغة ولكني أتحدث مع أخ رأيته داعية لله بشعره وأحرص على أن يصل ما يقصد بالشكل الذي يريد.

    بخصوص الضرورة الشعرية أقول بأنني بداية أوضحت وأوضح مجدداً بأنني يا أخي الحبيب لم أكن أقصدك أنت بما أسلفت وإنما وجدتها فرصة في رحاب ودك وتفهمك أن أطرحها أمام الجميع ولم أناقش ما لجأت إليه من ضرائر شعرية. ربما سنخصص موضوعاً تعاونياً حوارياً بخصوص الضرائر الشعرية ولكني أوضح ما قصدت على عجالة.
    الضرورة الشعرية باب قد يؤدي إلى فساد كبير للشعر واللغة إن لم يحدد إطاره ولم يلتزم منهجه. أضرب مثلاً على الضرورة الشعرية بقطع الهمز أو وصلها والضرورة تسمح بقطع الموصولة ووصل المقطوعة ولكن كيف يكون الأمر إذا وجدنا أحدهم قد وصل المقطوعة عشر مرات وقطع الموصولة خمس مرات في قصيدة بعشرة أبيات. كيف سيكون الأمر حينها؟؟ قد رأيت هذا وأشرت إليه فأغضب من كتب الأبيات علي. ماذا سيكون من أمر اللغة لو تتبع كل كاتب أو ناظم للشعر هذا المنهج فتصبح الضرورة الشعرية - والتي هي استثناء نادر للقاعدة- هي القاعدة والقاعدة استثناء؟؟
    إن معنى الضرورة الشعرية هو اللجوء إليها عند الضرورة القصوى وبما لا تمجه النفس أو لا تستسيغه الأذن. ولعل الضرورات مصنفة كما هو معلوم ما بين الحسن والقبيح. وأؤكد أن الشاعر المجيد لا يلجأ للضرورة إلا على مضض شديد ويراها منقصة لولا حرصه على معنى كبير لا يتم إلا بهذه الضرورة ولا يكون ذلك منه إلا بعد محاولات مضنية للبحث عن البديل قد تستمر أياماً بل أسابيعاً. والشاعر المجيد لا يلجأ للضرورة إلا في مرات قليلة جداً في حياته وكلما ابتعد عنها كان أدل على شاعريته وقوته. هذا هو الشكل العام لاستخدام الضرائر الشعرية والتي لا يجب أن تتعارض بالراسخ من قواعد اللغة والنحو والعروض.
    وفي مشاركتك أخي لم أتحفظ إلا على جزمك الفعل المضارع دون مسوغ ولا أزال أقول بهذا. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحياتي ومحبتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. <| أسئلة الطالبِ المُجِدّ وإجاباتِ المعلِّم أحمد |ّّّّ>
    بواسطة براءة الجودي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-04-2016, 01:59 AM
  2. فلسطيني في قلبه جراحه ....ّّّ
    بواسطة خوله بدر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 01:16 PM