|
عزفت لهـا لحنـاً شجيـاً علـى وتـر |
عيوني ومن في عينهـا أرقـب المطـرْ |
حياتـي ومـا دمعـي ومـا دم مقلتـي |
الى جنبها.. يجثو لها السحـرُ والسحـرْ |
أهيـم بهـا والنفـس ترقـص كلـمـا |
أراها وإنـي اعشـق الأرض والشجـرْ |
تداعبنـي أغصانهـا فــي مـراسـمٍ |
أكون بهـا سلطـان دهـري ولا فخـرْ |
ويلثمنـي عـزف النسـيـم ببابـهـا |
يحـرك أشجانـي فنلهـو بـلا ضجـرْ |
أنـا الطفـل يـا أمـي خذينـي فإننـي |
أحـن حنيـن الليـل للنجـم والقـمـرْ |
أحـن حنيـن القفـر للهاطـل الهمـيِ |
أحـن حنيـن النحـل يلثمـه الزهـرْ |
أحن إلـى الماضـي يعيـش بحاضـري |
يُحضّرني فـي حاضـرٍ بـات يُحتضـرْ |
أنا الشمس مهما أُشعلت وهمُ شمسِهـم |
وذلّت لها الدنيا كمـا انقـادت الصـورْ |
أنـا الأصـل ألّا تُمعِنـوا خـاب رأيكـم |
وهمتم سكارى دون سُكـرٍ أيـا بشـرْ |
ولي حاجةٌ أُهدى فيُهـدي علـى يـدي |
سقيـمٌ ومقهـورٌ ومستعـجـمٌ أشِــرْ |
أسيـح وأرجـو رحمـة الله والـهـدى |
ومـازال فـي الأيـام فُسحـاً ومنتظـرْ |
وفي القلب ما في القلب من لوعة الهوى |
وفي العين ما في العين من متعة النظـرْ |
وفي النفس ما في النفس من لذة الدنـا |
وفي الروح ما في الروح من لهفة الوطرْ |
أُحـدث نفسـي قبـل نفسـك علّـهـا |
تلاقي وفائي بالوفـا خـاب مـن نكـرْ |
ولا عيـب فـي نصحـي إذا كنـتَ أولاً |
عسى النصـح يهدينـي لقولـي فأدّكِـرْ |
ففينـا صــلاحٌ أو هــلاكٌ وكلـنـا |
نُكمِّـل بعضـاً والحصـاد لمـن بــذرْ |
سلكـت دروب المجـدِ والجـدِ ثابـتـاً |
ووكلت أمري خالقي فهـو مـن نصـرْ |
فلـم أرَ مثـل الصبـر أمــا مـذاقـه |
فمـرٌ وأمـا طلعـه فـهـو كالثـمـرْ |
فصبـراً بنـي قومـي فكـلٌ لأصـلـه |
يُرَدُّ وخير النـاس لا شـك مـن شكـرْ |
وكـلٌ يـلاقـي الله فــرداً بمشـهـدٍ |
لـو اتعـظ الإنسـان فيـه لمـا كفـرْ |
فـيـا أُم لا تـبـكِ اللـقـاء فإنـنـا |
بكينا فلم نغنـمْ سـوى الهـم والكـدرْ |
وإن كان فـي عمـري مزيـداً فإننـي |
بعـز عزيـزٍ سـوف أجنـي وانتصِـرْ |
ولا حالمـاً ألقـاك يـا خيـر بقـعـةٍ |
عزفت لهـا لحنـاً شجيـاً علـى وتـرْ |
وذبـت بهـا والدمـع يجـري بمقلتـي |
وقبّلتهـا والبحـرَ والـجـوَ والحـجـرْ |
وعشـت بهـا أحلـى سنينـيَ راغبـاً |
أعود بعمـري والليالـي إلـى الصغـرْ |
إذا العمر لـم يعطِـكْ مـراداً و مقصـداً |
فنل منـه قسـراً مـا أذاع ومـا ستـرْ |
وحـاذر وحـاذر ثـم حـاذر وإنـمـا |
يشيب الفتى خوفاً ويفنـى مـن الحـذرْ |
لعينيـك يـا أمـي نسجـت قصيـدتـي |
كتبت بقلبي حجـم حبـي الـذي انتشـرْ |
ولو حدت عاد الحـب بـي يـا حبيبتـي |
وما حـدت يومـاً لا ولا راقنـي سفـرْ |
سأتـرك دمـعـي للسـيـوف لعـلـهُ |
يزيل الصدى أو يشحـذ النصـل بالعِبـرْ |
واحمـل حبـي والوفـاء وابتغـي الــ |
ـحيـاة لدينـي والوفـاة لمـن كفـرْ |
فان عشت منصـوراً وان مـت خالـداً |
ودفنـي بأرضـي جنـةً لـي ومستقـرْ |
وإلا فـلا أهــلاً ولا مرحـبـاً بـنـا |
وكـلٌ حزيـنٌ مستكـيـنٌ ومنكـسِـرْ |