أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء

    قراءة في كتاب
    "النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء"
    للدكتور عدنان علي رضا النحوي*


    بقلم الدكتور محمد بنعزوز*


    هذا الكتاب مقسّم إلى مقدّمة وأربعة أبواب :
    ـ الباب الأول بعنوان : " رسالة الأدب بين نهجين وحضارتين..يتألف من تمهيد وخمسة فصول.
    ـ الباب الثاني بعنوان : " الشعر بين الهدم والبناء والشاعر بين الناقد والجمهور " يتكوّن من ثلاثة فصول.
    ـ الباب الثالث بعنوان : " القواعد الأساسية في النقد ( النصح ) الأدبي " يحتوي على تمهيد وخمسة فصول.
    ـ الباب الرابع بعنوان " نماذج من النقد الأدبي " يضمّ فصلين فقط.
    يورد المؤلف في مقدمة كتابه الظروف والدوافع التي دعته لتأليف كتاب في النقد الأدبي المعاصر، وأهمها المفاجأة التي صادفها بعد ما نشر بصحيفة " الجزيرة السعودية " قصيدة يرثي فيها الأستاذ الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا ـ رحمه الله ـ يقول : " وفوجئت بعد أحد عشر يوماً بالصحيفة ذاتها في عددها ( 5114) بتاريخ : 15/1/1407هـ الموافق 29/9/1986م تنشر مقالاً لكاتب رمز لاسمه " بابن جنّي " ينقد القصيدة ويهاجم قائلها بأسلوب بعيد عن أدب النقد واستغرق هذا الهجوم صفحتين كاملتين من هذه الجريدة اليومية. وفوجئت كذلك حين رأيت المقالة خالية من النقد العلمي أو أسلوبه، بعيدة عن قواعده وأسسه، لا أعرف من هو " ابن جنّي " ولا حرصت على الردّ عليه. ولكن تلطّف عدد من الأساتذة الأدباء فكتبوا ردودهم إلى الصحيفة ولكنّ الردود لم تنشر "(1)
    أما الدوافع الأخرى فتتلخص في دافعين بارزين هما:
    أ*. الأدب الواهي والنقد المتفلّت اللذان تمتلئ بهما صحفنا ومجلاتنا.
    ب*. اضطراب مفهوم الأدب والنقد والأدب الإسلامي في أذهان الكثيرين.
    أما التمهيد الذي يلي المقدمة فيركز فيه المؤلف على الخطوط العريضة للنظرية العامة للدعوة الإسلامية التي يسعى إلى تأصيلها من خلال ما كتبه من كتب في الأدب والنقد والدعوة والفكر، ويؤكد أن كتابه هذا مكمل " لهذه السلسلة من الكتب التي تشرح هذه النظرية العامة للدعوة الإسلامية والنهج الذي يقوم عليها وينطلق منها "(2)
    تتكون هذه النظرية من ركنين أساسين وأربعة أسس وثمانية عناصر:
    الركنان الرئيسان هما : المنهاج الربّاني والواقع.
    الأسس الأربعة هي : الإيمان والتوحيد، منهاج الله، الواقع، الممارسة الإيمانية.
    العنصر الأول من العناصر الثمانية هو الأسس الأربعة نفسها التي سبق ذكرها.
    العنصر الثاني هو : النهج الإيماني للتفكير.
    العنصر الثالث هو : التخطيط العام.
    العنصر الرابع هو : النهج والتخطيط لكلّ ميدان.
    العنصر الخامس هو : الإعداد والتدريب والتخطيط لهما.
    العنصر السادس هو : التقويم.
    العنصر السابع هو : ميزان المؤمن.
    العنصر الثامن هو : بناء المؤسسات الإيمانية.
    ثمّ تتوالى العناصر مع نموّ ميادين الدعوة.
    والأدب كما يقول النحوي : " ميدان من ميادين الإسلام والدعوة الإسلامية. ينطلق الأديب المسلم من الركنين الرئيسين:
    المنهاج الرباني والواقع. ثمّ يلتزم الأسس الأربعة في عطائه ومسيرته "(3)
    ويُفضّل المؤلف أن يُسمّي النقد الأدبي على ضوء هذه النظرية العامة "بالنصح الأدبي أو الفني ". ويمكن إدخاله ضمن العنصرين السابقين السادس والسابع :" التقويم، وميزان المؤمن " الذي يُفصِّل الميزان اللازم لإنزال الناس منازلهم من أدباء وغيرهم "(4)
    الباب الأول من الكتاب ( رسالة الأدب بين نهجين وحضارتين ) هو في الأصل ـ باستثناء التمهيد ـ بحث قُدِّم في الملتقى الدولي للأدب الإسلامي في مدينة وجدة من يوم الأربعاء ( 2/4/1415هـ إلى يوم الجمعة 4/4/1415هـ الموافق 7/9/1994-9/9/1/1994م ).
    يستعرض المؤلف بإيجاز في التمهيد الذي قدّم به لهذا الباب تاريخ النقد الأدبي ومذاهبه واتجاهاته في الغرب وعند المسلمين، ويدعو في آخره إلى بناء نظرية للنقد الأدبي الإسلامي حتى لا نظلّ مستهلكين لا غير لما يصلنا من الغرب دون أدنى تمحيص أو تحقيق.
    يتحدث في الفصل الأول من هذا الباب عن نهجين للفكر والأدب في تاريخ البشرية، ويتعلق الأمر في الحقيقة بموجه ومجرى أساسي يظهر أثره في جميع ما يصدر عن الإنسان من أقوال وأفعال ألا وهو المعتقد أو العقيدة. والعقيدة إما إيمان أو كفر، والإيمان والكفر نهجان وسبيلان معبران عن عقلية الإنسان ونفسيته وسلوكه وتصرفاته.
    ويعرض في الفصل الثاني العوامل الرئيسة التي أثّرت في الأدب ورسالته في الغرب وأهمها : الفلسفة اليونانية والوثنية والنصرانية المحرفة، ودور اليهود بنظرتهم المادية للحياة، دون أن ننسى عاملاً آخر كان له أثر في الفكر الأوربي ألا وهو الإسلام وحضارته في المشرق والمغرب، والذي تعزز بالنهضة الفكرية في الأندلس، وبتقدّم العثمانيين في شرق أوربا الذي كان له تأثير واسع فدخلت في الإسلام شعوب كثيرة مثل البوسنة والهرسك وألبانيا وغيرها.
    وفي الفصل الثالث يُلقي الضوء على رسالة الأدب كما ظهرت في العالم الغربي وفي روسيا نهجاً وحضارة وأثرها في واقع المسلمين.
    وهذه الرسالة كما يبين المؤلف هي ثمرة فلسفتين سيطرتا على أوروبا وهما الفلسفة المادية والمثالية، ومنها ينبثق الأدب وتتحدد رسالته ومن خلالهما تبرز الكثير من المذاهب والاتجاهات الأدبية في أوروبا التي ظهر لها أثر وصدى في البلاد الإسلامية بفعل عوامل مختلفة أهمها: الاستعمار وما ترتب عنه من تبعية وتقليد واستلاب وذوبان في بعض الأحيان.
    وفي الفصل الرابع يعرض رسالة الأدب الإسلامي نهجاً وحضارة، والمتمثلة في الإيمان والتوحيد باعتبارهما متكاملتين في الحياة في جميع ميادينها، وفي الواقع الذي نعيشه اليوم يقول : " من هذين الركنين ـ المنهاج الرباني والواقع الذي يُدْرس من خلال منهاج الله ـ تحدد مفهوم الأدب في مسيرة النبوة الخاتمة وهي تبلغ منهاج الله وتمارسه في الواقع البشري. وتحددت رسالته وأهدافه ليكون أعمق أدب في بعده الإنساني، وأغنى أدب في امتداده العالمي، ولتكون رسالته هي رسالة الأدب في الأرض "(5)
    بعد هذا يقوم الكاتب بتعداد المجالات التي يمكن أن تدخل ضمن هذه الرسالة وأهمها التحرر من التبعية الفكرية والأدبية والمنهجية للغرب وللشرق وبناء نظرية للأدب والنقد الإسلاميين.
    وفي الفصل الخامس يُفصّل القول في الأدب وحضارة الإيمان ليبلور به ما قدّمه في الفصل السابق المتعلق برسالة الأدب الإسلامي إلى المساهمة في تحقيقها، وهي تُبْنى على التصوّر الإسلامي للإنسان والكون والحياة، التصوّر الذي ينطلق من حقيقة أنّ الإنسان خليفة الله في الأرض وأنّه مطالب بعمارتها بالخير والنماء وفقاً لأوامره سبحانه وتعالى كما جاء بها القرآن والسنّة.
    ينتقل الدكتور عدنان النحوي بعد ذلك إلى الباب الثاني " الشعر بين الهدم والبناء والشاعر بين الناقد والجمهور " ويتألف من ثلاثة فصول.
    الفصل الأول بعنوان " الشعر بين الهدم والبناء " يتحدث فيه عن قضية الشعر الحر والحداثة، تساءل في البداية عن مصدر هذا الشعر في أدبنا. وأكّد أن أتباعه وروّاده عندنا مجرّد مقلدين ومتبعين للغربيين لا غير. وأن هذا المصطلح ومعناه لم يكونا معروفين في ثقافتنا الأدبية من قبل وأنه نتاج خالص لمجتمع مخالف لنا تماماً هو المجتمع الغربي يقول : " الشعر الحرّ نُقل نقلاً عن الغرب بتصوّره الفكري، وبشكله ونماذجه وبانفلاته من الشكل والكلمة والمعاجم، ومن المنطق والعقل ودخوله في تيه مظلم " (6)
    أما القضية الثانية في هذا الفصل فهي قضية الشعر العمودي، كيف التبس معناه على الكثيرين، حدد المؤلف هذا المعنى بعدما عرض باختصار شديد آراء النقاد الأقدمين الذين درسوا هذا الموضوع من أمثال الآمدي والقاضي الجرجاني والمرزوقي. يقول : " فالشعر العمودي هو الشعر الملتزم بخصائص فنية تتعلق بالمعنى واللفظة والصياغة وغير ذلك، وليست قضية الوزن والقافية ووجودهما من قضايا الشعر العمودي … لأنها قضية الشعر كلّه في اللغة العربية "(7)
    وقد عرض النحوي هذه القضية ليجلو اللبس عن أذهان الكثير من المهتمين بالأدب وليبين لهم أن الشعر العمودي ليس مقابلاً للشعر الحرّ وليس فقط هو الشعر الموزون المقفى.
    أما القضية الثالثة والأخيرة التي يدرسها في هذا الفصل فهي قضية التجديد والنمو والتطور في الشعر بالخصوص والتي يحمل لواءها أنصار الحداثة، وتعني عندهم هدم كلّ ما هو قديم كالتراث واللغة والدين.
    يتصدى الدكتور النحوي للردّ عليهم وتفنيد آرائهم، وقد سبق له أن كشف أهدافهم في كتابيه " الحداثة في منظور إيماني " و" تقويم نظرية الحداثة وموقف الأدب الإسلامي منها " يقول : " فالشعر العمودي الذي يحمل الخصائص الفنية التي سبق ذكرها، هو شعر حقيقي أصيل، غني الطاقة، قادر على النمو والإبداع، قادر على المساهمة في البناء، بناء الأدب بناء الحضارة، بناء الحياة الإنسانية الكريمة، وبناء الأمة وعزتها الإيمانية وحمل رسالتها، وما يسمّى بالشعر الحر كلمات لا جذور لها في الأمة ولا في لغتها ولا في رسالتها، فهي كلمات تائهة تهدم ولا تبني "(8)
    يختم الكاتب هذا الفصل بقصيدة شعرية طويلة من إبداعه تقع في خمسة وأربعين بيتاً عبّر من خلالها عمّا قدّمه نثراً في جميع فقرات الفصل. فعرض آراء الحداثيين وردوده عليها التي تتفق والرؤية الإسلامية للشعر. والقصيدة بحقّ تنظير شعري للشعر الإسلامي، وفي الوقت نفسه تجسيد لهذا التنظير من خلال صورها وصيغها ونظمها وتركيبها ومضمونها وأخيلتها.
    وفي الفصل الثاني يناقش قضية موضوع الشعر بين الناقد والجمهور، ويؤكد فيه بالخصوص على دور الجمهور في العملية الإبداعية وفي العملية النقدية كذلك، ويشير إلى العوامل الخارجية المؤثرة على كلّ من المبدع والمستمع أو القارئ ومنها : الإلقاء والموضوع ومستوى الجمهور الثقافي والسياسة وأثر القوى الأجنبية.
    في الفصل الثالث يتحدث عن أدب غير المسلمين وموقف الأدب الإسلامي منه. وأعطى أمثلة بمجموعة من الشعراء في القديم وفي العصر الحالي، من بينهم أمية بن أبي الصلت في عهد النبوة، و أشار إلى عدد من شعراء الشام النصارى.
    هؤلاء يَتّفقُ بعض شعرهم مع التصور الإسلامي إلا أن موقف الدارسين للأدب الإسلامي من شعرهم مختلف، فبعضهم يعتبر شعرهم شعراً إسلامياً وبعضهم يرفض وصفه بالإسلامي، وصاحبنا الدكتور عدنان النحوي يعترف بإيجابية شعرهم وصلاحه، إلا أنه لا يعدّه من الأدب الإسلامي، فيقول : " نرى أنّ أدب غير المسلمين لم يستكمل خصائص الأدب الإسلامي الذي ندعو له ولا الأدب الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ولا الأدب الذي أمرنا الله ورسوله أن نجاهد به المشركين، ما دام أصحابه لم يدخلوا الإسلام، وما دام هذا الأدب لا يمثّل نهجاً ممتدّاً في أدبهم ولا رسالة ممتدّة في حياتهم "(9)
    يقسم المؤلف في هذا الفصل الأدب عامة من حيث علاقته بالإسلام إلى خمسة أقسام:
    1- الأدب الملتزم بالإسلام.
    2- الأدب الحيادي الذي لا يصادم الإسلام ولا يتبنّاه.
    3- أدب غير المسلمين الذي يعرضون في أدبهم بعضاً من حقائق الإسلام.
    4- " أدب " الفاسقين الذي يجهرون بفسقهم في " أدبهم ".
    5- " أدب " الكافرين والمشركين الذي يجهرون بكلمة الكفر صريحة في "أدبهم".
    وهذا التقسيم أراه موفقاً لأنه ينسجم مع طبيعة الأدب الإسلامي ووظيفته، ويتفق مع مبادئه وغاياته، ثمّ إنّ الكاتب لمَّا وضع كلمة الأدب بين قوسين بالنسبة للفاسقين والكافرين فليقول بأنّه ليس أدباً حقّاً، وحقيقة ذلك أن الأدب الحقيقي هو الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق ويحثّ على الفضائل ويُقوّم اعوجاج النفس، ويكوّن الوجدان تكويناً سليماً.
    أما الباب الثالث ( القواعد الأساسية في النقد " النصح الأدبي" ) فيتناول فيه بالدرس صُلب الموضوع الذي من أجله صنّف مؤلفه، وقد قدّم له بتمهيد قصير حدّد فيه الأسس التي يراها ضرورية لقيام نظرية نقدية في الأدب الإسلامي وهي:
    أولاً : القواعد الثابتة في الأمة وجذور الحقّ الضاربة في تاريخها.
    ثانياً : المفهوم المحدّد لأهمّ القضايا الأدبية والفنية.
    ثالثاً : الموضوع الأدبي وولادة النص الفني له والعوامل المؤثرة في ولادته وانطلاقه.
    رابعاً : عناصر النقد ( النصح ) التي تتعلق بالنص والتي تساهم في بناء الجمال الفني له.
    خامساً : عناصر النقد ( النصح التي تتعلق بالأديب المنتج صاحب النص.
    سادساً : عناصر النقد ( النصح ) التي تتعلق بالأديب الناقد ( الناصح ) والتي تساهم في إبراز خصائص النص الفنية والجمالية ودوره ومنزلته.
    يتألف هذا الباب من خمسة فصول تحلل العناصر الستة المذكورة.
    يتحدّث الفصل الأول عن القواعد الثابتة في الأمة وجذور الحقّ الضاربة في تاريخها ويحددها في ثلاث ثوابت :
    الثابت الأول : العقيدة الإسلامية.
    الثابت الثاني : اللغة العربية.
    الثابت الثالث : ما أقرته العرب في لغتها من قواعد للنقد، وما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلّم من نقده للشعر وهو يستمع له من حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وغيرهم، وما جاء في السنة وما تنزّل به القرآن الكريم في سورة الشعراء وما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الصحابة في الشعر أو النثر أو الأدب عامة مما ينبع من منهاج الله وخصائص اللغة العربية "(10)
    يقول معلقاً على هذه الثوابت : " ولما كانت هذه الثوابت الثلاث تمثّل قواعد متميزة لا تتوافر لدى أيّ أمّة أخرى كان الأدب الإسلامي، الأدب الملتزم بالإسلام، أدباً متميزاً ببعده الإنساني والعالمي " (11)
    الفصل الثاني بعنوان : " المفهوم المحدد لبعض القضايا الفنية والأدبية " وهذه القضايا هي :
    1- مفهوم الأدب والفنّ والأدب الملتزم بالإسلام.
    2- مفهوم الشعر.
    3- بناء الموضوع الأدبي وولادة النص الفني والعوامل المؤثرة في ذلك.
    4- الجمال والجمال الفني ونظريته.
    5- الملحمة في الأدب الملتزم بالإسلام.
    6- المصطلحات الأدبية والنقدية.
    7- الأدب والإعلام.
    خصص المؤلف الفصل الثالث للحديث عن عناصر النقد ( النصح ) المتعلقة بالنصّ والتي تساهم في بناء الجمال الفني، وهذه العناصر هي :
    1- الصياغة الفنية.
    2- الأسلوب والجنس الأدبي والشكل.
    وهذه الجوانب الفنية والشكلية تدخل في نطاق المشترك الإنساني التي تعتمدها كلّ الآداب مع تفاوت في التوظيف والإتقان إلا أن المطلوب من المبدع المسلم أن يحافظ على الحدود الموضوعية بين الأجناس التعبيرية مع مراعاة الأعراف الأدبية.
    خُصص الفصل الرابع للعناصر التي تتعلق بالأديب صاحب النص، بعقيدته ونيته التي تعدّ حافزاً للإبداع والعطاء، وقدراته وطاقاته وموهبته أي لا بد من توافر الأديب المسلم على عنصرين مهمين هما : الإسلامية والأدبية، أن يكون مسلماً مخلصاً لإسلامه وأن يكون ذا قدرة فنية على التعبير الأدبي.
    يتناول الفصل الخامس العناصر المتعلقة بالأديب الناقد ( الناصح ) وأهمها بعد الإيمان والإسلام أن ينفي عن نفسه الجهل والهوى وأن يتبرّأ من العصبيات الجاهلية التي تشلّ الطاقة وتقتل الموهبة وتفسد بين الناس وتقطع الروابط الإيمانية.
    لذلك فالكاتب يقترح استبدال كلمة النقد بكلمة النصح الأدبي حتى يدرك الناقد أن عمله نصح خالص لله مبرّأ من الهوى، وليس تجريحاً وظلماً وافتراء، وكذلك ليكون هذا العمل بناءً لا هدماً(12)
    ومن هذه العناصر ضرورة التفاعل مع النص الذي يدرسه " حتى يدخل إلى أغوار النص من ناحية وأغوار صاحب النص من ناحية أخرى "(13)
    يختم المؤلف هذا الباب بفكرة يُجلِّي من خلالها العلاقة بين النقد والنصح فيقول بأن " النصح هو أعلى درجات النقد وأسماها وأزكاها " (14)
    من هنا يتبين لنا أن النقد عامة غير النصح، وأن النصح غاية النقد الملتزم بالإسلام.
    أما الباب الرابع والأخير فيقدّم في بعض النماذج من النقد الأدبي من خلال فصلين اثنين.
    يتعلق الفصل الأول بقصيدة المؤلف التي يرثي فيها د. عبد الرحمن رأفت الباشا ـ رحمه الله ـ والتي أثارت من سمّى نفسه بابن جنّي فأخذ يرمي الشاعر ومن سلك نهجه بسهام نقده اللاذع فانبرى للردّ عليه مجموعة من الدارسين والنقاد وهم د. محمد مصطفى هدارة ود. عبد الباسط بدر والأستاذ محمد حسن بريغش، فكلمة ابن جني والردود النقدية عليها هي المادة الأساسية في هذا الفصل بتحليله لقصيدته مع الرد على ابن جني.
    الفصل الثاني أنموذج للنقد الأدبي حلّل فيه المؤلف قصيدة كعب بن زهير ( البردة ) على ضوء ما قدمه من مقترحات في كتابه هذا.
    تتجلى أهمية هذا الكتاب في حرصه على تقديم النماذج والأمثلة والخروج بالتنظير من دائرة التجريد إلى حقل التطبيق.
    هذه قراءة عجلى وعرض سريع وتعليق موجز على هذا الكتاب القيم المفيد الذي يسعى من خلاله صاحبه إلى وضع الأسس وإرساء الدعائم لنقد أدبي إسلامي متميز ينهل من معين القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولعل دراسة متأنية لمخبوء أفكاره ومكنون معانيه تسهم في تحريك عجلة النقد في أدبنا الإسلامي خطوات إلى الأمام.



    --------------------------------------------------------------------------------

    * مجلة الأدب الإسلامي المجلد الخامس ـ العدد العشرون ـ 1419هـ ص : 62 .

    * كاتب وأديب مغربي .

    (1) النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء، ص: 9 .

    (2) المصدر نفسه صفحة 13 .

    (3) المصدر نفسه ص 15 .

    (4) المصدر نفسه ص 15 .

    (5) المصدر نفسه ص45-55 .

    (6) المصدر نفسه ص 86 .

    (7) المصدر نفسه 90 .

    (8) المصدر نفسه ص 99-100 .

    (9) المصدر نفسه ص 122 .

    (10) المصدر نفسه ص130 بتصرف قليل .

    (11) المصدر نفسه ص 130 .

    (12) المصدر نفسه ص 157 .

    (13) المصدر نفسه ص 158 .

    (14) المصدر نفسه ص 161 .
    اللهم يا من تعلم السِّرَّ منّا لا تكشف السترَ عنّا وكن معنا حيث كنّا ورضِّنا وارضَ عنّا وعافنا واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    شكرا لك اخي عطية على هذه الجوهرة
    وشكرا للعملاقين
    الدكتور عدنان علي رضا النحوي
    و الدكتور محمد بنعزوز

    ليت شعراء التفعيلة و الحداثة يعرفون من أين و كيف جاءتا
    ليتهم يعرفون
    و ليتهم يعرفون أنهم يقلدون الغرب و يسبحون في مائه العكر و هم لا يشعرون .

    تحياتي

  3. #3
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
    شكرا لك اخي عطية على هذه الجوهرة
    وشكرا للعملاقين
    الدكتور عدنان علي رضا النحوي
    و الدكتور محمد بنعزوز

    ليت شعراء التفعيلة و الحداثة يعرفون من أين و كيف جاءتا
    ليتهم يعرفون
    و ليتهم يعرفون أنهم يقلدون الغرب و يسبحون في مائه العكر و هم لا يشعرون .

    تحياتي

    ليت ...
    بارك الله فيك أخي محمد
    ودمت بألف خير

  4. #4
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    دائما يتحفنا الأستاذ عطية العمري بكل ما هو مفيد ،

    نشكرك على هذا الموضوع المميز .

    أحتاج العودة إليه لقراءة ثانية .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    الأستاذ عطية العمري وجهد مشكور في عرض قيم أشبه بعنونة توضيحية لمحتوى كتاب قيم في النقد يسعى للتأسيس لنقد أدبي إسلامي.

    بوركت وهودك الرائعة أستاذنا الكريم

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    دائما يتحفنا الأستاذ عطية العمري بكل ما هو مفيد ،

    نشكرك على هذا الموضوع المميز .

    أحتاج العودة إليه لقراءة ثانية .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بارك الله فيكِ أخت نادية
    ودمتِ بألف خير

  7. #7
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    الأستاذ عطية العمري وجهد مشكور في عرض قيم أشبه بعنونة توضيحية لمحتوى كتاب قيم في النقد يسعى للتأسيس لنقد أدبي إسلامي.

    بوركت وهودك الرائعة أستاذنا الكريم

    دمت بألق
    بارك الله فيكِ أخت ربيحة
    ودمتِ بألف خير

المواضيع المتشابهه

  1. دية المرأة بين الفقه القديم و المعاصر
    بواسطة ياسرحباب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-05-2017, 06:19 PM
  2. النظام والبناء القبلي-المستشار الأدبي-حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-05-2016, 06:18 PM
  3. في فلسفة باب الإعراب والبناء .. من "اللباب علل البناء والإعراب" للعكبري
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 11:22 AM
  4. الدرس الثاني : الإعراب والبناء
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-01-2008, 01:16 PM