|
أعيـا القـوافي بعدُ نيـل مُرادي |
وتـألُّمي وصبابتي وسُهادي |
وشربتُ من شوْقي مرارتهُ وكمْ |
يُصدي النُّفوسَ تباعدُ الأجْسادِ |
أنسى مع الأحباب أوجاعي متى |
حضروا على الشاشات في ميعادي |
وأرى بِمُغْتربي مَعـالِمَ فـرحةٍ |
فأرى بذي الأفراح وجه بلادي |
كَـدَري، يُجدّدهُ تطاولُ غُربتي |
وتعـاقُب الحفـلات والأعيادِ |
فكـأنَّما الأيـامُ تلبسُ ليلهـا |
لغـدٍ يُحيـلُ بياضَها لسـوادِ |
أمّـا الليالي حين يُطْبقُ جُنحها |
فَتَصُبُّنِي أرَقـاً يقضُّ وِسـادي |
سجْـنا بلا جُنَحٍ يراك الغُفْـلُ يا |
وطنـي وأصلَ جريمتي ميلادي |
إن كان حُبُّك من صميم مبادئي |
حَزَناً عليك لبِسْتُ ثَوْبَ حِـدادِ |
كلٌّ يراك بعـين كُرْهٍ سـائماً |
ما عمَّ بـين بنيك من أحقــادِ |
وَربَوْا بـلا وطنيـةٍ فتعـوَّدوا |
حِيَلاً لنشـر ضـلالة وفسـادِ |
لقوارب الْمَوت الأكيدِ تسابَقُوا |
يَبْغُون هجْـرك من قرىً وبوادي |
همٌّ يُغَيِّمُ صـورة الأفكـارِ |
يقطعهـا أزيـزُ سلاسـل الأصفادِ |
وملالةٌ تشكو النفـوسُ لِثقلها |
سَـأماً يثـيرُ شَماتـة الحُسّـادِ |
ليت الْمُغنّي ما شـدا لحناً ولا |
صَـدَحَ الـزَّمانُ بعشقك الْمُعتادِ |
عبثاً عجنتُ مشاعري في أحرفٍ |
وطبختُ أطيبَ مُضْغةٍ بفـؤادي |
وازَّيَّنتْ بك في الرُّبـوعِ ولاَئِمي |
فَنَحَرْتُ قُربـاناً أصيلَ جيـادي |
كمْ منْ دموعِ البائسينَ قناعتي |
مسحتْ وكم عَصَرَ النّـوى أولادي |
الْمَجْـدُ عذرٌ للمهـاجر ربَما |
ولقـد يُضِيعُ المجـدَ طـول بعـادِ |
مـا الْمُسْتَكينُ لرُكنٍ ذِلَّتـهِ كمنْ |
رَكِبَ الْمَخاطِرَ في سبيل رَشادِ |
قالوا انتهى عصر المبادئ فاتجهْ |
صوب التَّكسُّب عند ذي الأسيـادِ |
يعليك شعرك أوتفوز بشهرة |
إن الحـروف شبيهـة الأعــدادِ |
المال يرفعُ ذا الجهـالة منـزلاً |
ويُمـدُّ غـاصب سلطـة بعتـادِ |
فأجبت حسْبي أن أصور ما أرى |
شعـراً يبثُّ الـروح في الأعوادِ |
وتقـاوم اليأس الخبيث قصائدي |
في الْحـسِّ ضـدَّ تعنُّت وعنـادِ |
وأمَجِّدُ الخُلُقَ النبيلَ بأحْـرفٍ |
في النَّفـسِ تُوري النّار تحت رمـادِ |
إمّـا تقرّبَ بالْمَـودة سـائلٌ |
أسقيـه نخبـاً من دمي ومـدادي |
ولكمْ جَلبتُ ليائسٍ ريح الرّجـا |
ء فرامَ نهج الصّحو بعـد رقـادِ |
وقَهَرْتُ جهْلي بالظَّـواهِرِ حيثُما |
مَـرّتْ بِحـيٍّ أو بقلب جـمادِ |
وأنَرْتُ دَرْبَ العاشقـينَ بأنجمٍ |
فَنَسُوا الهوَى واستعذبوا إنشـادي |