شقت بسمة ناعمة شفتي طفل يتيم
طفت على سطح أحزانه كسفينة من ورق
انسابت بعذوبة مع التيار
حملتها الريح
ارتفعت بها
طارت
لامست حواشي السحاب الملتهب بذهب الأصيل
اشتعلت شوقا للنقاء
احتضنت السحاب وانهمرت رذاذا
ندى
ناداها الطين:
تعالي أيتها البسمة التائهة
عودي إلي
أنا بداية التكوين
والي المعاد
تلفتت في أجوء يتمها
هالها بؤس الوحدة ومرارة الإهمال
غادرت نجيمات المساء آسفة
يكلؤها شعور بالذنب
ملأ صدر الطفل الحزين
لام نفسه
كيف ينسى يتمه وغربته
ويحلق على متن بسمة عابرة
مادا يده لالتقاط شهاب سطع؟؟
أنصت لنداء الغابة العذراء:
أيها الإنسان
يا روح الله في قبضة طين
لا تسرف على نفسك
لا يميلن ميزانك فتخسر الروح ويضيع منك الطين
نظر في الهوة السحيقة داخل نفسه
وجد ظلما وظلامة وظلاما
جمع بقايا بسمته وهوى عائدا للأرض
ملبيا نداء الطين
منها خلقتم واليها ترجعون