تفرد الإسلام عما سبقه من عقائد بكونه جمع بين العقيدة والشريعة. والشريعة منهج متكامل لحركة الإنسان في الدنيا وجميع نواحي الحياة.
نزل القرآن أول ما نزل بآيات العقيدة ثم بدأ بعد ذلك في التبصير بالشريعة وقواعد الحياة والمعاملات في الدولة الإسلامية خاصة بعد الهجرة وتأسيس الدولة في المدينة. تعرض القرآن كما تعرضت الأحاديث النبوية لكل ما يحتاجه المسلم في أي زمان ومكان، فلم ينزل الإسلام لقريش وقبائل العرب فقط أو لزمن مكة والمدينة وما جاورها.
من هنا نجد أن القرآن والسنة قد واكبت الحدث في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وتجد فيها التدرج والتنوع ولعلك تجد التشدد في بعض الأحاديث والتيسير في غيرها، إن ذلك كان إشارة لمواكبة الأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية وليس تضارب في النص مثلما هاجم المستشرقين ذلك، إنها المواكبة ووضع كل نص في مناسبته التي قيل فيها لا ينفصل عنها.
ما أزعج الأخوة هنا هو الفتاوى بالقنوات الفضائية التي لا تواكب الاحداث المأساوية التي تواجهها الأمة حالياً. فليس من الملائم أن تغرق الفتاوي في تفصيلات العقيدة والأمور السطحية في الشريعة والتطبيق وتترك ما يحض على الجهاد والصبر والتوحد ودفع ولاة الأمور للدفاع عن حياض الإسلام وغير ذلك ، ليس من المناسب أن نغرق الآن في فتوى بشأن عصفور بال على أحد المصلين أثناء الصلاة فهل ينقض ذلك وضوئه من عدمه. ليس هناك أمر في العقيدة أو الشريعة يمكن أن نقول عنه أنه غير هام فكل ما فيها مهم ولكن لابد أن نواكب الحدث إذا كنا نفهم حقاً الرسالة بشموليتها بما يجعلها نعمة أنعم الله بها على الإنسان.
تقديري لكل من كتب كلمة هنا وتحياتي للجميع