أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: صاحب صاحبه ..

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    Exclamation صاحب صاحبه ..

    انفتحت أبواب المصعد الفاخر فى نعومة ، و غادره المسئول البارز ، و معه اثنان من حرسه الشخصى ، و تحرك ثلاثتهم بخطوات سريعة
    – بقدر ما تسمح به صحة سيادة المسئول – تشف عن الاستعجال و التوتر فى ذلك الممر الطويل الذى يربط حجرات و أجنحة الطابق فى ذلك الفندق الفاخر فى هذه المدينة الساحلية السياحية الرائعة ..



    و توقف الموكب الثلاثى أمام باب أحد الأجنحة الفاخرة ، و التفت المسئول الى مرافقيه قائلا بحزم :

    - خليكم انتوا واقفين هنا .. و انا هادخل وحدى ..

    قال أحدهما :

    - بس يا فندم أمن سعادتك بيفر ..

    قاطعه المسئول بلهجة غاضبة :

    - مش عايز مناقشة .. أنا داخل أقابل صاحبى ، و عايز أقابله وحدى .. مفهوم ..؟..

    رفع الاثنان يديهما على الفور بالتحية العسكرية صائحين :

    - مفهوم يا فندم ..

    حدجهما المسئول بنظرة قاسية ، ثم ضغط زر الجرس المجاور للباب ، و مضت لحظات قليلة من الصمت ارتفع بعدها وقع أقدام ملهوفة من خلف الباب الذى لم يلبث أن انفتح ، و ظهر من وراءه رجل طويل القامة أصلع ، كريه الملامح معقوف الأنف ، ما أن رأى سيادة المسئول حتى هتف فى حنين :

    - صديقى .. أخيرا ..

    و ألقى بنفسه بين ذراعى المسئول الذى عانقه فى حرارة و ربت على كتفه قائلا :

    - الحمد لله ع السلامة ..

    أفسح ساكن الجناح الطريق للمسئول قائلا :

    - تفضل يا صديقى .. لن نتحدث على الباب ..

    و دلف الاثنان الى الجناح و أغلقا الباب خلفهما ، و جلسا على " أنتريه " وثير ، و قام ساكن الجناح الى الثلاجة الملحقة بالجناح و صب كأسين من الكوكتيل المعد باتقان من قبل ادارة الفندق و وضع مكعبين من الثلج فى كل كأس ، و ناول المسئول أحدهما قائلا :

    - تفضل يا صديقى ..

    تناول المسئول الكأس شاكرا ، و ارتشف منه رشفة و راح يتطلع بامعان الى صديقه ..
    كان واضحا أن هذا الصديق يمر بظروف سيئة للغاية ظهرت آثارها واضحة جلية على سحنته التى انطبعت بمسحة كآبة زادتها قبحا ، و ظهرت هالات سوداء حول العينين المحتقنتين اللتين اختفت منهما نظرة الثقة و الغطرسة و حلت محلها نظرة تشى بالتردد و الخوف و الضياع ، كما ظهر واضحا انشغال الصديق و همه فى اهماله لثيابه التى بدت " مكرمشة " و ربطة عنقه المتدلية على صدره و سترته الملقاة باهمال على مسند أحد المقاعد ..
    و بينما راح المسئول يرشف كأسه بتمهل ، تجرع صديقه كأسه دفعة واحدة فاحتقن وجهه بشدة مماحدا بصديقه لأن يقول قلق :

    - ايه الحكاية ( ايهو ) .. ؟.. أول مرة أشوفك ف الحالة دى ..

    قال الصديق فى مرارة :

    - أكاد أجن يا صديقى .. أكاد أجن ..
    - كل دا علشان شوية المشاكل اللى عندك ..؟..
    - و أية مشاكل .. اننى أشعر ان الدنيا كلها قد انهارت فوق رأسى ، و لا أدرى حقا ما أفعل ..
    - يا عم روق دمك و ماتضخمش الأمور .. هىّ دى أول مرة ..؟.. ما انتو بقالكم أكتر من 50 سنة ع الحال ده .. ايه اللى جد يعنى .. ؟ ..
    - ما جد هو أن الضغوط زادت علىّ جدا من الداخل و الخارج فى الفترة الأخيرة ..
    - ( يضحك ) .. هاااهااا .. ضغوط مين ( ايهو ) ..؟.. طب دا العالم كله واقف معاكم بالباع و الدراع ، و أولهم احنا ..
    - حقا يا صديقى .. انتم خير صديق لنا فى هذا العالم القاسى .. و صدقنى أننى عندما ضاقت بى الدنيا لم أجد سوى صدرك الحنون لألقى برأسى عليه و أبث اليه همومى ..
    - ( بتأثر ) : و أنا تحت أمرك يا صاحبى .. فضفض و هات كل اللى عندك ..

    فتح الصديق فمه ليتكلم ، و لكن التأثر غلبه فارتجفت شفتاه ، قبل أن ينفجر باكيا فى حرارة ، فنهض المسئول بصعوبة من مقعده و جلس بجواره و احتضن رأسه و راح يمسح على ظهره برفق و يهمس له بحنو بالغ :

    - سد يا حبيبى .. سد ..

    راح الصديق يبكى ثم " يتشحتف " قليلا بين ذراعى المسئول حتى هدأ ، فاعتدل جالسا و تمخط فى منديل ورقى قائلا :

    - فففففففففف ... سامحنى يا صديقى .. ففففف .. لم أتمالك نفسى ..

    ابتسم المسئول قائلا فى حنان :

    - و لا يهمك يا جدع .. دا احنا صحاب .. قوللى بقى .. ايه اللى تاعبك و مجننك قوى كده ..؟..

    تنهد الصديق بعمق و قال :

    - المصائب التى تنهال فوق رأسى منذ توليت منصبى ، و آخرها موضوع خطف الأسرى الذى استحدثه المقاومون لاسترداد أسراهم ..
    - بس انتم ما سكتوش ( ايهو ) .. سواء ف ( غزة ) أو ف ( لبنان ) .. و الطيران بتاعكم عامل شغل كويس أوى .. و ان شاء الله ربنا هاينصركم ..
    - انت تتكلم يا صديقى من مقعد المشاهد ، و لديكم مثل شعبى يقول " اللى ع الشط عوام " ..
    - قصدك ايه ..؟..
    - اذا تكلمنا عن ( غزة ) ، فسأقول لك أننى " حطيت صوابعى ف الشق منها " .. منذ عام 48 و نحن لم نتوقف عن ابادة و اذلال الشعب الفلسطينى ، حتى بعد ظهور المنظمة الارهابية ( حماس ) فى العام المشئوم 87 ..

    شعر المسئول بشئ من الملل لأن ضيفه العزيز سيبدأ فى سرد تاريخ يعرفه الصغير قبل الكبير ، و لكنه أخفى مشاعره فى أعماقه و تظاهر بالانصات و الدهشة قائلا :

    - ياااه .. 87 .. حاجة غريبة و الله ..

    تابع الضيف و كأنه لم يلحظ هذه المداخلة :

    - فعلنا معهم كل ما أمكننا فعله لقمعهم .. قتلنا .. اعتقلنا .. عذبنا .. اغتصبنا .. لم يسلم منا أحد .. أطفال .. نساء شيوخ .. شباب .. حتى الأشجار و الحيوانات .. دمرنا بيوتهم .. اغتلنا زعمائهم .. و رغم ذلك .. رغم ذلك .. هييييهييي ..

    و انفجر باكيا من جديد ، فراح المسئول يهدئ من روعه و يمسح دموعه حتى هدأ نوعا و ارتشف رشفات متتابعة من كأس الكوكتيل الذى صبه له المسئول ثم راح يتابع :

    - لم نستطع كسر شوكتهم بعد ، و ليت الأمر اقتصر عليهم .. لقد فاجئنا الشعب الفلسطينى نفسه عندما اختارهم ممثلين عنه فى انتخابات حرة نزيهة ..

    عند هذه النقطة ندت من المسئول حركة عصبية ، و التقى حاجباه فى مقت شديد ، و بدا كأنه سيقول شيئا و لكنه أطبق شفتيه و أنصت الى صديقه الذى تابع و كأنه يكلم نفسه :

    - اختار الشعب الفلسطينى خيار المقاومة .. لم ترهبه قوتنا اللامحدودة .. لم تردعه دمائه المسفوكة و أعراضه المهتوكة .. لم تخدعه ادعائاتنا و عملائنا الذين حاولوا تثبيط عزيمته سواء من داخل ( فلسطين ) أو من خارجها .. لم تخدعه ( أمريكا ) كما خدعت و تخدع غيره ..

    و بينما كان يتكلم كان المسئول يلف سيجارتين من الحشيش و ناول حداهما لصديقه الذى هز رأسه فى عنف رافضا :

    - لا .. لا .. لا أريد ..

    قال المسئول باصرار :

    - اسمع الكلام ( ايهو ) و ولع .. هو دا اللى هايروّق دمك ..
    - ( معترضا ) : أريد أن أحتفظ بصفاء ذهنى ..
    - صفاء دى تبقى خالتك .. يا بنى دا هو دا بتاع الصفاء كله .. طب انت عارف دا اسمه ايه ..؟..
    - اسمه ايه .. ؟..
    - ( ضاحكا ) : كامب ديفيد ..

    لم يتمالك الصديق نفسه من الابتسام ، فتناول " المسمار " شاكرا من المسئول و تركه يشعله له ، و سعل قليلا فى البداية ثم استرخى و غاص وسط دخان البانجو المتصاعد لدقائق قبل أن يسمع المسئول يتساءل :

    - لكن ( ايهو ) كل الكلام اللى بتحكى فيه دا العالم كله عارفه .. أنا برضه مافهمتش ايه اللى جد و خلاك ماشى تكلم نفسك كده ..

    نفث الصديق دخان الحشيش و أجاب فى مرارة :

    - ألا تتابع قناة ( الجزيرة ) يا صديقى ..؟.. لقد جائتنا فرصة ذهبية لتحطيم ( حزب الله ) و انهاء اسطورة المقاومة فى ( لبنان ) و المنطقة .. فرصة لم نكن نحلم بها ، و كنا ننبش التراب بحثا عنها بعد أن أعددنا العدة لتحقيق هذا الغرض و كان فقط ينقصنا المبرر أمام العالم ..

    هنا أطلق المسئول ضحكة ساخرة ، و قال فى دهاء :

    - مبرر ..؟.. انتوا كان ناقصكم مبرر ..؟.. من امتى ..؟.. ده انتوا عمركم ما كنتم محتاجين مبرر .. و بعدين المبررات على قفا مين يشيل ..

    و راح يقلد لهجة الرئيس الأمريكى ( بوش ) :

    - ( ايزراييل ) هاز تو ديفاين ايت سيلف .. ايفرى نيشن هاز تو ديفاين ايت سيلف .. هاااهاااهاا ..

    قالها و انفجر يقهقه ، فى حين لم يتمالك الصديق من الابتسام للمرة الثانية و هو يقول :

    - حقا يا صديقى لم نكن يوما بحاجة لمبررات لنذبح العرب .. و لم يجرؤ أحد يوما على محاسبتنا على ما نفعل ..

    و نفث دخان الحشيش ثم قال بتوتر :

    - و لكن المسألة هذه المرة ليست مسألة مبررات .. لقد كان لدينا مبررا مرموقا أمام العالم لنحطم ( حزب الله ) .. استعادة جنودنا المخطوفين .. و بناء عليه فقد اندفعنا بأقصى قوتنا " بتقلنا كما تقولون " و لم نقتصد فى ذخائرنا .. قصفنا بالصواريخ كل جسم متحرك رصدته أعين طيارينا .. نسفنا الجسور ..هدمنا البيوت على رؤوس قاطنيها .. دمرنا ( لبنان ) بالكامل ..

    قال المسئول من بين الدخان :

    - لا تنس دعمنا لكم ..

    - لا أحد ينكر أن دعمكم لنا يا صديقى كان ركيزة هامة فى خطتنا .. و لكن ما كانت نتيجة كل هذا ..؟.. عجزنا عن تحطيم ( حزب الله ) .. عجزنا عن قتل زعيمه ( حسن نصر الله ) .. عجزنا عن وقف تساقط أمطار ( الكاتيوشا ) فوق رؤوسنا فى مدننا الشمالية .. عجزنا عن التقدم لمسافة تذكر داخل الأراضى اللبنانية .. عجزنا عن تأليب اللبنانيين - مع هشاشة بنيانهم الطائفى - على ( حزب الله ) الشيعى .. عجزنا حتى عن ايقاف بث محطتهم اللعينة ( المنار ) .. عجزنا .. عجزنا .. و فى المقابل خسرنا سمعتنا التى بنيناها على مدى النصف قرن الفائت .. مقاتلو ( حزب الله ) لعبوا بنا الكرة فى ربوع ( لبنان ) و مزّقوا رجالنا اربا .. و أجبروا ( أمريكا ) على أن تتدخل لانقاذنا بوقف الأعمال العدائية .. خسائرنا الاقتصادية تقدر بعشرات المليارات .. و أمام العالم كله ظهرنا بصورة الدولة الارهابية الشرسة .. و فوق كل هذا ( يتهانف صوته ) .. السكاكين فى ( اسرائيل ) تشحذ لذبحى باعتبارى مسئولا عن هذه الهزيمة الغير مسبوقة فى تاريخنا ..

    و انفجر باكيا فى حين صاح المسئول مستنكرا :

    - هزيمة ايه اللى بتتكلم عنها ..؟.. يا صاحبى انتوا انتصرتم .. أمال تسمى تدمير ( لبنان ) و انتشار الجيش اللبنانى و قوات ( اليونيفيل ) فى الجنوب ايه ..؟..

    - ( من بين دموعه ) : كل هذا كلام فارغ نقوله أمام الكاميرات و الميكروفونات .. انما الحقائق ثابتة واضحة للجميع .. المقاومة الاسلامية فى ( لبنان ) حطمت اسطورة الجيش الذى لا يقهر ، و بالفعل يا صديقى لا أحد يمكنه نزع سلاح ( حزب الله ) و بخاصة بعد ما حدث .. أما بالنسبة لى فقد انتهى أمرى ..

    احتضن المسئول رأسه و قبله و راح يربت عليه فى حنان و يهدئ من روعه :

    - هدى نفسك ( ايهو ) .. كله هايبقى تمام باذن الله .. و اهى حرب تفوت و لا حد يموت ..

    ارتفع فى هذه اللحظة رنين جرس الباب ، فمسح الضيف دموعه و نهض يضغط زر الدكتافون المثبت على الحائط فانبعث منه صوت انثوى دافئ أن :

    - الروم سيرفس أدون .. طعام الغداء ..

    فتح الصديق الباب و أفسح الطريق للجرسونة الشابة كى تدخل السويت دافعة منضدة متحركة حفت بأشهى أصناف الطعام و لمعت عيناه بالشهوة و هو واقف يتطلع الي جسدها فى شبق و هى ترص سيرفيس المائدة ببراعة بعد أن حيّت المسئول فى خشوع ثم انصرفت بعد أن اطمأنت أن " كله تمام " ، و لا حظ المسئول أن ضيفه " مش قاعد على بعضه " منذ أن قدمت الفتاة فسأله فى خبث :

    - ايه الحكاية ( ايهو ) .. ؟.. البت عجبتك و اللا ايه ..؟..

    جفف الضيف عرقه و أجاب لاهثا :

    - صراحة يا صديقى .. الفتاة " مهلبية " ..

    ابتسم المسئول قائلا :

    - ياسلام .. غالى و الطلب رخيص .. اذا كان هو دا اللى هايريحك تبقى تاهت و لقيناها ..

    و أخرج هاتفه الخلوى ليجرى مكالمة سريعة بصوت خفيض ، و ابتسم و هو يغلق الهاتف قائلا :

    - خلاص يا سيدى .. المهلبية ع النار ..
    - ( منبهرا ) : هل تقصد ..؟..
    - ( مقاطعا ) : أيوه يا سيدى ..
    - ( متأثرا ) : حقا لم أر من هو أعظم منك كرما يا صديقى .. لكن هذا الكرم قد يثير رجالك ضدك ..
    - ( ضاحكا ) : هااهاااهااه .. ضحكتنى يا شيخ و انا ماليش نفس أضحك .. رجال مين دول ..؟.. دول نسوان بطرح .. قال رجال قال ..

    واعتدل مستطردا :

    - انت فاكرنا هنا زى عندكم .. ؟ .. لا يا صاحبى .. دى تبقى عيّلت .. أى واحد من رجالتى اللى بتتكلم عنهم دول تحت جزمتى .. ما حدش يقدر يناقشلى أمر ، و لا يرد لى كلمة .. كلهم خدامين عندى ، و مهمتهم ف الحياة انهم يخدمونى برموش عنيهم ..
    - لكن حقوقهم الد ..
    - ( مقاطعا ) : بلا حقوقهم بلا واجباتهم .. أما يبقوا بنى آدمين الأول و يعرفوا معنى كلمة ( حق ) يبقوا يطالبوا بيها ، و برضه مش هاينولوا منى لا حق و لا باطل .. حقوق آل .. يا صاحبى دول حيوانات ، مالهمش عندى غير الأكل و الشرب ، و برضه أديه لهم بمزاجى ..

    ظل الصديق ينظر مشدوها الى المسئول الذى ابتسم فى زهو و قال :

    - هىّ دى سياستى ف الشغل من ساعة ما توليت منصبى ، و لو اتهاونت لحظة واحدة مع السفلة دول مش هااخلص .. و بعدين أنا انت عايز رجالتى و ناسى يقولوا عليا انى ماعنديش رجولة و لا مجدعة علشان عزّيت عليك حتة بت مالهاش تمن ..؟.. لا .. دا انت حتى ماترضهاليش .. كده و الا ايه ..؟..

    أسرع الضيف يقول :

    - بالطبع لا أرضى لك هذا يا صديقى .. انت حقا رمز من رموز الكرم والرجولة الحقيقية فى المنطقة ..

    انتفخت أوداج المسئول فخرا و قال :

    - بينا ناكل لقمة بقى و نشرب لنا كاسين ف صحة الرجولة و المجدعة ..

    و أثناء الافتراس راح المسئول يداعب ضيفه و يطعمه بيده بكرم بالغ ، بينما الضيف لا يكاد يطيق صبرا على قدوم" المهلبية " ، و مرت الدقائق بطيئة ثقيلة الوطء ، حتى اندلع فجأة فى الطابق كله صراخ انثوى مدو جعل الضيف " يكش ف هدومه " ، بينما لم تهتز شعرة فى رأس المسئول الذى أجرى مكالمة هاتفية سريعة ثم قال لضيفه مبتسما :

    - معلهش ( ايهو ) .. يظهر البت معصلجة شوية ..
    - ( محرجا ) : لا داع اذن لل ..
    - ( غاضبا ) : ماتكمّلش .. مش أنا اللى يتقاللى كده .. أنا راجل قد كلمتى ، و أما أقولك ح تلهط م المهلبية تبقى ح تلهط م المهلبية ..

    و مال نحو ضيفه مستطردا :

    - شوف .. البت ف السويت اللى جنبنا ، و رجالتى موضّبينها لك و مكتفينها لك ، و لو عايزنى أنا نفسى أروح أمسكها لك معاهم و الله أروح .. دا انت ضيفى .. و اكرام الضيف واجب ..

    نهض الضيف و عانق المسئول بحرارة قائلا فى تأثر :

    - متشكر جدا يا صديقى .. لن أنسى كرمك و رجولتك ما حييت ..

    ربت المسئول على كتفه قائلا فى تواضع :

    - ماتقولش كده .. دا احنا صحاب ..

    و صمت لحظة قبل أن يقول بتردد :

    - بس أنا ليا عندك طلب صغيّر ..

    كان الضيف قد بدأ يخلع سرواله و هو يقول :

    - خيرا يا صديقى ..
    - الجماعة الخواجات صحابك اياهم .. زعلانين منى بقالهم فترة ، و مضيّقنها عليا ، و قاطعين عنى الميه و الهوا ، مع انى و الله يا صديقى قايدلهم صوابعى العشرة شمع .. مش عارف أرضيهم ازاى .. ؟..

    قال الضيف و قد وقف عاريا الا من ملابسه الداخلية :

    - اطمئن يا صديقى .. بمجرد عودتى سأهاتفهم ، و أعدك أن تعود الامور الى مجاريها فى أقرب فرصة ..
    - ( فرحا ) : ربنا يخليك يا رب ، و ينصرك على مين يعاديك .. ياللا بقى روح الحق المهلبية قبل ماتبرد ..

    و انطلق بعدها عائدا الى مكتبه كرئيس مجلس ادارة الفندق بينما صراخ الفتاة الجارى اغتصابها يتعالى و كأن الأرض نفسها هى التى تصرخ ثم راح الصراخ يخبو شيئا فشيئا حتى تلاشى تماما ، و عندها أخرج رئيس مجلس الادارة هاتفه ، و طلب رقم ضيفه ، و ما أن أتاه صوته اللاهث الغارق فى النشوة حتى قال مبتهجا :

    - ايه الأخبار ( ايهو ) ..؟.. عجبتك المهلبيّة ..؟.. ماشى يا عم .. أى خدمة .. و لو عايز ( أم على ) كمان أبعتها لك .. ده أنا بتاع الشرقى كله .. تحت أمرك دايما يا صاحبى بس انت ترضى .. ياللا .. لا اله الا الذى آمنت به بنو ( اسرائيل ) ..

    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    - تمت بحمد الله -

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    شريف ثابت
    أنت راااااااااااااااااااااااا ااائع بحق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    شريف ثابت
    وصاحب صاحبه
    نص بديع جميل
    اتحفتنا به
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  4. #4

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء خضر مشاهدة المشاركة
    شريف ثابت
    أنت راااااااااااااااااااااااا ااائع بحق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أشكرك جدا أختى العزيزة ( وفاء ) .. و أعتذر بشدة على التأخير ..

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح مشاهدة المشاركة
    شريف ثابت
    وصاحب صاحبه
    نص بديع جميل
    اتحفتنا به
    جزاك الله كل الخير أخى العزيز .. و أعتذر بشدة عن االتأخر فى الرد ..

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 52
    المواضيع : 14
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب شريف ثابت
    مررت كعادتي , اتابع اعماك القصصية , قرأت " صاحب صاحبه " , معجبا بقدرتك على السرد والبناء , واستخدام الرمز بشكل لافت , لتقدم رسالة .
    تقبل محبتي وتقديري
    اخوكم
    السمان
    خالص شكرى لحضرتك يا دكتور ( محمد ) على اطرائك و تشجيعك المستمر .. و أتمنى أن أحافظ على رأيك فى كل ما أخط ..
    و أعتذر بشدة على تأخرى فى الرد ..

المواضيع المتشابهه

  1. جوال ,,,,,,, لن يرد صاحبه !!!!!!
    بواسطة أبو ريان الشيخي الشريف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-08-2020, 04:49 PM
  2. ما البيت ومن صاحبه وهل تستطيع ان تساجله ؟ ولو ببيت!!؟؟
    بواسطة محمد محمد أبو كشك في المنتدى حَلَبَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11-11-2015, 07:04 PM
  3. "صاحبه اول تعليق"
    بواسطة احمدعبدالحميد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-07-2006, 06:41 PM
  4. اين صاحب النقب
    بواسطة عبد الوهاب القطب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-12-2003, 08:22 PM
  5. حب يعذب صاحبه
    بواسطة النجم الحزين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-07-2003, 03:19 PM