بمناسبة مرور الذكرى السادسة لاستشهاد محمد الدرة أعاود نشر هذه الخواطر
.................................................. .................................................. ..........................
{{ وما أدراك ما الدرة.. }}
{محمد رامي جمال الدرة} ..ماأجمل هذا الإسم، وما أحيلاه من معنى،لو تفحصنا مضامينه،لتراءت لنا معانيه الجميلة، وألفاضه الحلوة...
ففي كلمة (محمد) كما قالها عبد المطّلب يروي هاتفه بمحمدالنبي صلى الله عليه وسلم هو محمد:ليكون محموداً في الأرض،محموداً في الســـماء،..وهذا الطفل الشـــهيد هــالَ العالمَ أجمــعَ بمرئى إستشهــاده، فأصبــح محموداً في الأرضِ
كما سيكون في السماء،تستقبله الملائكة،فتشيع روحه الطاهرة(ككلّ شهيد) من سماء إلى سماء،حتى تصل روحه إلى أعلى علّيّن-إن شاء الله تعالى - فهو محمودٌ في الأرض ..محموداً في السماء.
و(رامـــي ).. هذه التركيبة الرائعة مع (محمد)..الإسم النبوي الشريف، تنبض بالحياة والكفاح، قالها يومــاً صلى الله عليه وسلم لخاله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:وكان من أشهر رماة السهام ’’إرمِ..فداكَ أبي وأمي ,, ..وقال:’’ هذا خالي، فليرني إمرؤٌ خاله,,...
وقال عمر:- ’’علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل,,.. وهذا الشبل المحمدي ..رامي الحجارة ، بكلّ ثقة ومهارة،بكفه الصغيرة، وصدره العاري ..تهرب من أمام رميته الحجرية المقدسة مدرعات وسيارات وجنود العدو الشيطانية ، ولسان حال أمّته يقول:- ’’إرمِ (رامي)..فداك الغالي والنفيس،إرمِ رامـــي فداك الغالي والنفيس,,.
و(جمـــال )..كلمة فيها ما فيها من معاني الروعة،..روعة الحبّ الكامن ، والحريّة المنشودة، والسلام العادل..برمية الحجر، لا بغصن الزيتون في يد تتسربل منها دماء الشهداء، وتصافحها أيدي بني جلدتنا، وتشد عليها بحرارة لتوقف زحف الإستقلال المنظور، والغد المشرق ، والحيــاة الحرة الكريمة.
أمّا (الدرة)،.. وما أدراك ما الدرة؟!
’’الدرة,, هـي زينة الحياة من الجوهر النادر،غالي الثمن ،عالي القيمة،.. كما الشهيد {محمد الدرة}وأمثالـــه،.. فهم في ميزان الله ثمنـــاً للجنّــــة ـــ ألا إنّ سلعة الله غاليــة .. ألا إنّ سلعة الله الجـــنة ـــ .
و{الــدرة }من منظورهـا الثاني، فهــي درة عمـــر بن الخطاب رضـي الله عنه، حيث كانت هذه الدرة ( العصا الغليظة) كانت تنزل على رؤوس المتخاذلين الكسالى ، المتقوقعين ، المتواكلــــين على غيرهم،.. كانت تنزل على رؤوسهم .. ولسان حالها يقول:- ) السمــــاء لا تمطر ذهباً ولا فضــة )،...
ولسان حال درتنا الحديثة ،.. درة القرن الحــادي والعشرين..تنزل على رؤسنا المثقلة ، وأدمغتنا البليدة ، وعيوننا السابحة في أحلام اليقظـــة.. وأجسادنا التراخيـــة ،المتوكئة على حائطٍ منهــار من العــارِ والإنهزاميّة،.. وعلى ما تجـــود به يد ( العم ســـام ) من فتــات أرذل ما يملك من طعام،.. وأفضح ما يستر من لبــاس.
جاءت هذه (الدرة ) في الوقت المناســـب ، لتنهـــالَ على رؤوسنا جميعاً،..فلسطينيّنَ وعرب ..ومسلمين، علّــــنا نصحومن غفوتنا، وننتبه من غفلتنا، ..ونستدرك ما كان ســـوف يحيق بنــا ..مما كنّا نستـــحقْ... .
فلله درها من تركيبة ..(محمد رامي جمال الدرة).. حكمـــة تركيبتها ربّانية، أمّا وقت الكشـف عنها فكان وقتاً ذهبياً.
فهـل آن لنــا أن نستفيق تحت لطمة من هذه الدرة الفلسطينية الشهيدة ؟؟!
بقلم :إبراهيم محمود الخضور