حاضرة أنت في الغياب
غائبة في الحضور..
تحضرين في المطبخ ..فوق السرير..
تعبرين الدرب للاغتسال..
تجرين الخطو للصلاة..
تغيبين..تغيبين .. فليس لمثلك قرار في الزمان..
ليس لعقلك حضور في المكان..
تضيعين ..تضيعين في تهييء الطعام..
تهيء الدرس ..في تعليم الأطفال..
تغيبين طوال النهار..
تغيبين في القسم ..في الوظيف المتاح..
تتطوعين ..فأنت مقياس البدل والعطاء..
ما الذي تأخدين؟..
ما جدوى البقاء؟
ما جدوى حضورك عند غياب النساء؟
تغيبين ..حين تغيبين من يملأ كأسهن رجاء؟
تحضرين فراشة ..تحومين حول نار ..تودين الاحتراق..
ترشفين العنف والاستياء..
تمشين في السوق ..فوق السطوح..في المراعي ..
في السهول..فوق الجبال..
تنزلين الأدراج .. تجرين قنينة غاز..
تحملين حطبا..تجرين بهيمة..
مغيبة أنت..
معرضة أنت للإبتزاز..
مستخدمة أنت كآلات البيوت..
مغيبة في بحر الصمت والسكوت..
تذكرين ..
تذكرين في مقاهي الرصيف.. كمومس..كأم ولود..كشيطان..كإبليس عنيد.. كمصدر الشر والخير العميم..
تسألين ..
تسألين عن ثمن ماء " الجافيل ".. لتنظيف الثياب..
عن رغيف الصباح والمساء ..عن ثمن الجلباب والقفطان..
عن ثمن المهر الذي ستقبضين..
عن عدد المدعوين لحفل الزفاف ..عن اسم الطفل الذي ستلدين..
عن نفقة الأطفال بعد الفراق.. بعد الطلاق..
ترمين بهمك في مياه الغسيل..
تضغطين على زر التلفاز ..
تغرقين كل يوم في نعيم النعاس..
تستيقظين ..تستيقظين ..
يأخذك "روتين" السنين..
تحركين كالرحى نفس المياه..
أنت لا زلت كما كنت قبل الأربعين..
كما كنت قبل أن تولدين..
كما كنت ستأتين وتذهبين..