في هذه الصفحة التي سأجعل فيها حواراً بيني وبين الشعراء في أسلوب شعري متواضع وقصصي من وحي خيالي .... والتي أسميتها بعنوان " بينما " ...
واختياري لعنوان هذا الموضوع : هذا اعتزالي عن الشعراء لأن إحدى قصصي كتبتُ فيها أبياتاً فيها هذا البيت :
هذا اعتزالي عن الشعراء فاستبقوا *** لتشهدوا آخر الأبياتِ أكتُبُها
و كأسلوب جذب للموضوع لا أكثر
أول هذه القصص :
(1)
بينما كنتُ متجهاً إلى باب اليمن (*) في حاجة ملحة لي رأيتُ رجلاً من بعيد وهو يتكلم بصوت لم أفهمه لبعدي عنه .. فكلما اقتربت تبين لي أنه الشاعر البردوني وهو يقول :
متألمٌ ! ....... مم أنا متألمُ؟
حار السؤال ، وأطرق المستفهمُ
ماذا أحس ؟ وآه حزني بعضه
يشكو فأعرفه وبعض مبهمُ
بي ما علمت من الأسى الدامي
وبي من حرقة الأعماق ما لا أعلمُ
بي من جراح الروح ما أدري ، وبي
أضعاف ما أدري وما أتوهمُ ..!
فكأني حال قراءته لأبياته أتقطع من شدة ما أحس من ألم جارف منه نحوي .. فلما انتهى قلتُ له :
بل مهجتي مذبوحةٌ بوداعهم
لي رقةٌ في الروحِ كم تتألمُ
يا من يرى سيل الدموعِ تكلفاً
وصلي بها متعذرٌ ومحرمُ ...؟
ولمَ التأسفُ وحشةً عن رأفةٍ
تظمي أليس تكرماً أن يرحموا ...؟
فلقد أموتُ ولي بقايا دمعةٍ
في العينِ يا أسفي لروحي أُحْرَمُ ...؟
فضجتِ الدمعةُ من عينه .. ومسحها وقال : رحمك الله يابني ... ورعاك ..
لقد شاطرتك الحزن ... وتأكد أن لي ذكرى بك لن أنساها .. فتذكرني ..
وتركته بعد ذلك وأنا أقول :
آهٍ من الدنيا وآهْ *** عشقَ الفؤادُ بها فتاهْ
....................
(*) من أشهر أبواب صنعاء القديمة .
.....
ودمتم بخير
خالص التحايا والتقدير