أحبتي الكرام ..
هذه قصيدتي في الشهيد الشبل محمد الدرة وقد تناقلتها مواقع
على الانترنت بشكل خاطئ ( لخبط ) القصيدة ، والسبب أن
الموقع الأصلي الذي نشر القصيدة قد عطلت بعض صفحاته ،
موقع المركز الفلسطيني للإعلام
وإليكم القصيدة سليمة معافاة ..
تلبّسنا جراحاً في جراحِ
فما تجديك آهات النواحِ؟
فما للجَلْد لا يقوى حراكاً
كمثل الصقر مكسورَ الجناح؟
ولست ترى مع الأيام إلا
جراحاً دامياتٍ في اجتياح
فما يخطئْ فؤادَك من سهام
تصبْه اللاهباتُ من الرماح
سفكت لكم دماءً من يراعي
وصغت لكم معاني من جراحي
فلسطين العزيزة سامحينا
إذا مابُحَّ صوتُك من صياح
وعذراً للتخـاذل والتـواني
فما في القوم بعد اليوم صاحي
رضينا بالدنـاءة فاتشحـنا
بـذل وارتضينـا بالوشـاح
ينادي القدس بالآهات قهراً
ويعلو صوته كل النواحي
نناشدكم بني الإسلام غوثاً
فإذْ بكمُ لهوتم في الِمراح
أنرزح تحت خنـزير وقرد
ويحكمنا شراذم من سفاح؟!
أيرضيكم بأن نحيا بخوف
وتشريد وعرض مستباح؟
أراضي القدس تشكو من عدو
يقضقض في الغداة وفي الرواح
ونار الحقد قد أذكت أُواراً
لهيب حريقها في كل ساح
مُنعنا عن جهاد أو دفاع
وجُردنا .. فنحن بلا سلاح
فهم لم يرقبوا فينا ذِماماً
ولا إلّاً .. فهل من مستراح؟!
وهل من راحة ويهود تعثو
بنا هدماً وقتلاً بافتضاح؟
رأينا الراحة الكبرى بموت
فنحظى بالهناءة والفلاح
بلينا بالعدو فكان صبرٌ
ولكنْ صمتكم سُمُّ الذُّباح
على مرآكمُ كان اعتداء
مذابحُ في المساء وفي الصباح
فهذا الدرة المقتول طفلاً
تَمَطَّره رصاصٌ كالرياح
حماه أبوه بالجسم اتقاءً
من القتل الشنيع المستباح
توارى بين ( برميل ) وسور
ولكن بادروه بانتطاح
برشاشاتهم قصفوه قصفاً
يزيح الستر عن حقد صُراح
متى كان البريء يدان جرماً
فيـُهرق بالدماء على البطاح؟!
ويامن مزقوا أشلاء طفل
أكان على صغير من جُناح؟!
رماك يهودُ يارامي فأبشر
بلقيا ماتريد من امتناح
رحلتَ وثأرنا لك في ذِمام
لعل الله يؤذن بانفساح
فـيا عرباً تعاموا عـن عــدو
يكشِّر عن نيوب بالتياح
تعامَوا ثم نامُوا ثم ماتوا !
وشأنهم التفرق والتلاحي
ومن يطلبْ من العَرَب انتخاءً
كمنتظر العطايا من شِحاح
فـيا عَرَبُ استفيقوا واستعيــدوا
مكارم عزكم ذاتِ السماح
دعوا عنا الكلام بلا فعال
وعودا للعطايا بامتياح
فهل من باسل شهم همام
شكيمته كسعد أو صلاح
ألا هبوا لنصرتنا أعيدوا
كرامتنا وقوموا للكفاح
فلن نرضى لقيد الظلم حلاً
سوى حدِّ الأسنة والصِّفاح
برايات الجهاد نخوض صفاً
وخيل الله تركب في انتضاح
سندحرهم ونصليهم عذاباً
ونجعلهم كمذرور الرياح
ونسعرهم بنيران لظاها
يذاق مع اغتباق واصطباح
فسيروا للجهاد بلا توانٍ
جحافلَ حافلاتٍ في رَداح
تُبيد عدوَّنا حتى نراهم
جماجـمُهم تُهشَّم كالقِداح
فياقومي تسامَوا لا تبالوا
بصوت من هرير أو نباح
وياقومي بحبل الله شدوا
وَثاقَكمُ وجدوا بانتصاح
فإني أبصر الأجيال ترنو
لأيام تَبسَّمُ عن أقاحي
بأيام ستشرق عن شموسٍ
تَمِيْزُ لنا الخبيثَ من الصِحاح
رأيتُ النصر ياقومي قريباً
وأرقُبُه بِمُنْبَلَجِ الصباح
وتقبلوا تحيات محبكم ( أبي مالك ) .