أحدث المشاركات

سألوني: لمَ لم أرثِ أبى ؟» بقلم هشام النجار » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» مختارات في حب اليمن» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: عمارة يعقوبيان... مصر المهترئة تحتضر

  1. #21
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    استاذ محمود

    مرحبا وشكرا لردك
    لو كنت قرأت روايتك وقتها كنت سأعتمد على خبرتي وحساباتي وحدي
    ولن آخذ بحديثك عنها لأنك أبو العمل ..
    فطلبت قراءة من كتب عنها لعله يوضح لي الصورة
    ويعيش الانسان عمرا وعندما يزداد ثقافة يغير أحيانا بعض مفاهيمه لو كانت خاطئة ولا خطأ في هذا..
    ليس قراءة ماكتب عن روايتك يااخي يجعل الانسان يتغير ؛ فقط سنعيد التفكير في نهجكم الجديد وهو تعريه الحرف وكم الاستفادة من هذا .. وهل سيفيد ام سيفسد ..؟
    ليس لمجرد رؤية فيلم به بعض المشاهد الشاذة سيتحول الشباب الى مجموعة من الشواذ
    لست معك ياصديقي ...........
    فقد يحرق عود الثقاب مدينة ..!!
    شكرا لك ..
    مودتي

  2. #22
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أعجبتني ردود الأديبة صابرين الصباغ وليس ذلك بغريب عليها
    عندما نكتب قصة ونضع فيها رموز لمعاني فبجب أن نتخير الرمز الذي يتفق مع الأخلاقيات والدين ولا نذهب لرموز تضيع ذلك.
    عندما نريد أن نرمز لمن يبيع مبدأه وضميره مثلاً ، فيمكننا أن نرمز له بأرضٍ تتشقق أو بمصباح ينطفئ أو بذبول زهرة وغيره ويكون الخطأ أن نتخير الرمز لفتاة من فتيات الليل لنعريها ونصورها في الفراش أو غيره من الرموز التي يمكن تنظيفها واستبدالها بما يعلي القيم ويرسخ الأخلاقيات ويحفظ الأدب ، وما كان أسلوب القصة عند نجيب محفوظ بفضائحها وسوء رموزها إلا مقدمة لذلك النوع من الأدب غير المؤدب والذي يركز على الشاذ في المجتمع وتسويق الأخلاق السيئة والاستهتار بالدين وترويج الفاسد من نماذج الناس.
    لو نظرنا للرمز في السينما القديمة ودورها في الرقي بأخلاق المجتمع فسوف نجد كماً هائلاً في معظم الأفلام التي تقوم بدور هام في التربية والأخلاق. إذا أخذنا مثلاً فيلم (لعبة الست) لنجيب الريحاني لرأيناه يقارن بين الأخلاق الحميدة وبين الأخلاق الفاسدة ويظهر ذلك في نص نظيف وكلمات هادفة وكوميديا رائعة. ولنا أيضاً أن نأخذ الرمز العميق البعيد عن الإسفاف في فيلم (شباب امرأة) في صورة البغل الذي يطوف بالرحى فلم يلجأ القاص أو المخرج لرمز فاسد مع أن الفيلم كان عن امرأة لعوب توقع بالشباب.
    أما عمارة يعقوبيان فهو فيلم اختار أسوأ الرموز وأبرز طبقة فاسدة مهترئة في المجتمع وصورها على أن المجتمع كله كذلك ، فكبرت كلمة خرجت من فيه القاص الذي كتب وساء فعل من نفذ الفيلم وذلك كله سيذهب إلى سلة مهملات التاريخ حيث لا يبقى على صفحات تاريخ الشعوب إلا القيمة المطلقة التي تبنى ، وذلك هو ما يجعلنا نرنوا للأفلام القديمة بقصصها الهادفة وتنفيذها الرائع.
    دمتم جميعاً

  3. #23
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    كنت أعدت النص للحوار المثمر ووعدت بعودة لا أراها إلا تأخرت كثيراً لانشغال لا يزال ولكنه الحرص على المشاركة في هذا الحوار الراقي هو ما دفعني لأقتطع بعض الوقت فأحاوركم هنا أيها الكبار الكرام.

    ولعلني أبدأ بالاعتراف بأنني لست ناقداً فنياً ولا علاقة لي بالنقد الفني لا من قريب ولا من بعيد ، ورغم ذلك فإنني رأيت في نقد الأخ الأديب محمود الغيطاني قراءة فنية مميزة في ذاتها بمهارة وتمكن نعرفها عنه ولا أحسبنا سنتطرق إليها إلا بمدحها كدراسة نقدية مهما اختلفنا في مضامينها.

    ولعلني أضيف بأنني لم أشاهد هذا الفيلم موضوع الدراسة والحوار ولا أحسبني أراه بعد ما سمعت عنه هنا من خلال نص الأخ الكريم محمود وشهادة من نثق.

    وعليه فإنني بما قدمت أؤكد على أنني لن أدخل في منهجية النقد الفني ولا في مضمون الأخ الأديب محمود بل أستأذنكم في أن نتطرق من خلاله إلى قضايا كثيرة وعلى قدر كبير من الأهمية تمس واقعنا الحياتي ، وتؤثر في وجدان الأمة وثقافتها ومناهجها ، وأن نبين أهمية الإعلام في بناء الأعلام ونشر الأوهام و هدم الأفهام أو دورها في بناء الأمم وإحياء الذمم وتحفيز الهمم.

    ولعلني هنا أكتفي بهذه الجزئية محل الحوار هنا على أن نفتح آفاقاً أرحب لحوارات متعددة حول منهجية الإعلام ودور الأدب والفن في تشكيل الوجدان وترسيخ المفاهيم والمعتقدات.
    إن دور الفن عامة والسينما خصوصاً كان له دور كبير ومؤثر في تشكيل وجدان الأمة وإعادة تعريف المفاهيم والمعتقدات بشكل أفرز جيلاً متأثراً لا مؤثراً ، وعقلية مقلدة منبهرة لا عقلية مجددة مبهرة. لقد كانت الأفلام في عقود طويلة مضت ثم ما تبعها في عصر التلفزة من مسلسلات تأثير خطير في لعب دور التربوي ليس للأبناء فحسب بل وللآباء أيضاً بشكل خلع المرء من ماضيه وأضاعه في حاضره وأوهمه في مستقبله. وأنا أزعم ولن أبرح زاعماً بأن هذا هو أحد أهم أسباب انكسارنا كأمة إن لم يكن أهمها على الإطلاق. ومثل هذا القول لا يعني بالضرورة تحاملاً على الفن ودوره بل تأكيداً على أهميته وأهمية الالتفات إليه ليكون عامل بناء لا عامل هدم.

    أعلم أنني بهذا أفتح الأمر على مصراعيه وأخرج عن إطار الموضوع المثار ولكني ما أردت بهاذ إلا تقدمة أدخل بها لأصل الموضوع وأدعو في ذات الوقت كل مهتم بالإعلام وبالفن إلى سلسة من الحوارات التي يجب أن تطرح للنقاش الحر برؤية متعمقة لا برأي أنيق.

    أما الموضوع الذي تم تناوله هنا والتركيز عليه فهو الخلاف حول ماهية وأهمية إبراز المشاهد الجنسية الفاضحة واستخدام الألفاظ والدلالات الداعرة وتوظيف المؤثرات الفنية المثيرة لتوصيف الواقع المزعوم.
    ولقد وجدت هناك موقفين متناقضين من هذا الأمر. أما أحدهما فيقول به الأخ الكريم محمود الغيطاني بأن دور الفن "تعرية" الواقع و "كشف" المستور سعياً إلى مجتمع فاضل يدرك معضلته ويراها بأم عينيه. وهذا الرأي يقول بأن الأمر لا ضرر منه وليس بالضرورة أن يؤثر أو يفسد بل هو مما يراد به الإصلاح. وأما الآخر فيرى أن مثل هذا هو أمر هدام وفعل مشين وخطير يهدم القيم ويفسد الأمة بل ويعلم الغافل بما لم يكن يعلم ولا ينهى الفاسد عن فساده.

    وللحق ولكي ندير حواراً هادفاً يجب أن نحدد مرجعيات الحكم كي لا نجد أنفسنا أمام "حوار طرشان" كما يقال. فهل سنحكم على الأمر من جهة فنية بحتة؟؟ وفي هذه الحالة ما هي معايير الفن ومعناه واتجاهاته وأهدافه؟؟ وهل الفن معنى مجرد وقول مباح؟؟ وهل للفن هدف أم أنه مجرد هراء عابر وتسلية تافهة؟؟
    أم هل نعتمد في الحكم على منهجية التربية والمجتمع؟؟ وهنا يجب أن نجيب عن أسئلة كثيرة مثل: ما هو المجتمع الذي نتحدث عنه وما هي خصائصه ، وما هي القيم التربوية التي تطرح ، وهل القيم التربوية قيم مطلقة تصلح كلها لكل زمان ومكان ولكل شعب وكل أمة؟؟ وما هي أسس المجتمع التي يقوم عليها؟؟ ومن هم المخولين بالحكم على التربية وقيمها والمجتمع وأسسه ، وما هو الممنوع والمسموح في إطار المجتمع الواحد؟؟ ....إلخ
    أم هل نعتمد مرجعية الرأي والهوى بدعوى الحرية الشخصية وحرية الرأي والديمقراطية والإبداع وآفاق الخيال والميول؟؟ وهنا يوجد سؤال واحد فقط كما أقدر عن نتائج أن يسير كل فرد وفق هواه وحريته ورغباته دون ضابط أو التزام تجاه الآخرين.
    أم هل نعتمد الدين مرجعاً للحكم ونبحث في كتاب الله عما وضع لنا من تنظيم وضوابط باعتبار أنه رب العالمين وأنه أحكم الحاكمين ، وكوننا مسلمين أو لنقل مجتمعاً مسلما؟؟ وفي هذه الحالة هل يكون الأمر منصفاً للفن وأهله؟؟ وما علاقة الدين بالفن كما قد يسأل البعض؟؟ بل وربما يسأل بعض آخر ألم يحرم الكثير من أهل الفتوى الفن وكل تبعاته؟؟ ثم هل للدين الحق في التدخل في الفن والإبداع والحياة؟؟


    لو سألتموني رأيي فأنا أرى أن تعتمد جميع المرجعيات السابقة دون خلط مغرض بينها ، بل باستقصاء معالم كل مرجعية وفق قواعدها وضوابطها وصولاً متجرداً للحقيقة المنصفة والقاطعة.

    ولو عدت معكم إلى أصل الموضوع وأردت أن أدلي بدلوي في هذا الجب العميق أقول مستعيناً بالله وموجها حديث لأخي الكريم محمود ومؤكداً بأن التناول إنما لمضمون الفيلم لا لشخص أخي الذي أكن له كل تقدير ولا حتى لمضمون نصه الذي أكدت على تميزه وتفوقه.

    أما لو اعتبرنا مرجعية الفن البحت الذي هو مما لا ننازعك في التمكن منه والتخصص فيه بل نراك من أهل القدرة الواضحة على تداوله فدعني أسألك هذه الأسئلة التي أتمنى صادقاً أن أسمع منك أجوبة واضحة عليها:
    1- هل للفن دور؟؟ وإن كان فما هو؟؟
    2- هل الفن مقدس؟؟ وهل قبول ما يقول بات ضرورة ومسلمات؟؟
    3- هل الفن يحمل فكراً؟؟ وهل هو إلا ترجمة لما يكتب؟؟
    4- هل بالفعل يحق للفن أن يتحرر من كل قيود وأن يكشف كل مستور ليؤدي دوره؟؟ إن كان كذلك فلم لا يرتقي الفن أكثر فيبرز للمشاهد مثلا الفعل الجنسي كاملاً وعارياً منذ البداية للنهاية فهذا أمر يحدث كل ثانية وكل لحظة سواء أكان بحلالٍ أم بحرامٍ؟؟ أليس هذا أكثر تعبيراً وأوثق توضيحاً وتأثيرا؟؟
    5- وإن كان دور الفن هو تعرية المجتمع من اهترائه وكشف عوراته كي يواجهها وينصلح فلم لا يتناول الفن منذ عقود إلا المشاهد الجنسية ويتفنن في إبرازها شيئاً فشيئاً وبأساليب مبتكرة؟؟ أليس هناك مصائب أخرى في المجتمع غير المشاكل الجنسية كالتخلف العلمي والفساد المالي والأخلاقي كإخلاف العهد وغدر الصاحب وعقوق الوالدين؟؟ لماذا لا يتم التركيز الكافي على قضايا باتت تنخر في نسيج المجتمع المصري وتهوي به في مدارك التأخر والهلكة كالغش الذي بات يستشري حتى فقد المواطن ثقته بصناعة بلده ووعد جاره وصدق موظفه؟؟ ماذا عن الكثير والكثير مما يجدر أن يطرح في مثل هذا المقام؟؟

    ثم لو أنني اعتمدت مرجعية التربية والمجتمع كحكم على الأمر فدعني أستأذنك أخي بهذه الأسئلة أيضا:
    1- هل ترى بحق أن مثل هذه المشاهد لا تؤثر على الغرائز؟؟ لو كنت أنت محصناً ضدها فهل تضمن أن لا تؤثر في الشباب الذين هم جل المشاهدين لمثل هذه الأفلام؟؟
    2- هل كنت مرتاحاً نفسياً وأنت تشاهد مثل هذا الأمر؟؟ إن كان هذا فهل تكون مرتاحاً وابنتك تجلس إلى جوارك تشاهد ذات المشاهد؟؟
    3- إن كنت ترى أن دور الفن هو تجسيد الواقع بجميع أبعاده فهل كنت ستوافق أن تمثل هذه المشاهد أحدى أخواتك أو بناتك أو زوجك أو حتى قريباتك؟؟ إن كان الجواب لا كما أتوقع فهل من العدل أن ترضى من غيرك ما لا تحب من نفسك وأهلك؟؟
    4- هل في تمثيل هذه المشاهد ما يفيد الموضوع بحق؟؟ أليس في مثل هذا إلقاء العذر أمام الغافل أو الجاهل أو المتعفف كما فعل يعقوب حرصاً فنصح بنيه أن ينتبهوا لأخيهم يوسف كي لا يأكله الذئب فجاؤوه وقالوا له ببساطة قد أكله الذئب؟؟
    5- هل ترى أن من أصول التربية والتصحيح من خلال الفن أن نثير مثل هذه المشاهد الجنسية كي يدرك المجتمع أهيمة الأمر ومدى الاهتراء؟؟ أليس أهون من هذا أن يقوم الوالدان مثلاً بهذا الدور أمام أبنائهم في البيوت؟؟ هل تراهم يجرؤون؟؟
    6- أين الحياء الذي هو أحد أهم ركائز أخلاقيات مجتمعنا وهو ما يميز أخلاقنا كعرب ومسلمين؟؟ أليس في هذا تجريد المجتمع الشرقي من أخلاقياته وسماته جنوحاً للمجتمع الغربي الذي يمارس ما شاء وفق الهوى؟؟
    7- أما قيل دوماً بأن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها؟؟ فكيف إذا كانت الأم تعلم ابنتها أن تأكل بأكثر من ذلك وبأحقر من معناه؟؟ أليس في مثل هذا هدم للمجتمع لا بناء له؟؟

    ولو قلنا بمرجعية الهوى والرأي الحر فإن لي بعض أسئلة سريعة أيضاً أستأذنك مجدداً في طرحها:
    1- هل حريتك مطلقة عندك؟؟ إن كان كذلك فماذا عن حريتي؟؟ فإن كنت تراها مطلقة كذلك فماذا لو حدث تصادم بين حريتي وحريتك؟؟
    2- هل كل ما يراه المرء صواباً يصبح صواباً ثابتاً لا يتغير؟؟ ماذا لو أعدنا تقييم مفاهيمنا بنطرة أكثر مصداقية وتجرداً؟؟ هل يعز علينا أن نعترف بحق لغيرنا أم هل نخشى على أنفسنا من الاعتراف بهذا الحق؟؟
    3- هل حكم الهوى والرأي هو الحكم المنصف والمنطقي؟؟ هل يشكل ذلك التصرف بالفعل مجتمعا؟؟

    ثم أخيراً لو اعتمدنا مرجعية الدين والحكم على الفن من خلاله فهو أمر أتركه لمرة قادمة ربما لأنني قد أسهب في هذا الأمر وأستقصي أبعاده.

    إنني يا أخي الكريم أقول باختصار بأنني وإياك وجميع الأخوة يجدر بنا أن نبحث بتجرد ودون حكم مسبق على ماهية الأشياء بحور راقي يحتمل أدب الخلاف ولا يفسد الود فإما اتفقنا بحب وإما اختلفنا باحترام.

    أنتظر ردك كي أستطرد.

    لك التقدير الكبير حقا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #24
    روائي وناقد سينمائي
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : مصر
    المشاركات : 109
    المواضيع : 37
    الردود : 109
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    القديرة صابرين
    أعتذر أولا لتأخري في الردود على الاخوة، و أشكرك على الاهتمام ، بالتأكيد أنك لك خبرتك و حساباتك الخاصة، و لذلك أنت بالفعل في حاجة الى قراءة الرواية للحكم عليها من خلال ذائقتك الفنية بما أنك روائية و قاصة،
    أما عن نهجي الخاص في الكتاب و هي نهج التعرية فهو نهج أراه انا صحيحا و قد يراه الآخر خاطئا و هذا يخضع لاعتبارات ثقافية و اجتماعية مختلفة ، كما أن الأخلاقيات و القيم و السلوك و معيار العيب و الحلال و الحرام يختلف من مجتمع لآخر ، و لكني أطلب من الاخوة فقط رؤية فيلم هام ، هو من أجمل ما أبدعته السينما العالمية في العام 1998 و هو فيلم المخرج العبقري البريطاني الأصل (ستانلي كوبريك) eyes wide shut عيون مغلقة باتساع و هو أجمل ما أخرجه ستانلي كوبريك و غيره على الاطلاق في تاريخ السينما ، بالرغم من أن دعاة و حماة الأخلاق و المزايدين و المتزيدين لا بد سيهاجموا الفيلم نظرا لأنه من وجهة نظرهم داعر، و لكني لم أر في هذا الفيلم الذي شاهدته أكثر من ثلاثين مرة حتى الآن الا تحفة فنية عبقرية أخرجها ستانلي كوبريك و على الرغم من أن مساحة العري في الفيلم كانت كبيرة و ليست هينة (و حينما أقول العري هنا لا أقصد بها المايوهات أو الملابس العارية ، و لكني أقصد بها العري الكامل) و لكن بالرغم من ذلك فالفيلم لمن يعرف الفن جيدا و يعشقه و لا يرىة فيه سوى الفن فقط و ليست وسيلة للاثارة و الاستمناء سيرى أنه فيلما عبقريا و تحفة فنية.
    العزيزة صابرين
    أنا شخصيا لا أسعى على الاطلاق لتغير وجهة نظر أي انسان أيا كان؛ لأني لي قناعتي و وجهة نظري الخاصة بي و التي تعطيني شكلا من الاكتفاء
    دمتي بخير و لي عودة مع الدكتورين البحتري و سمير العمري
    تحياتي
    محمود الغيطاني

  5. #25
    روائي وناقد سينمائي
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : مصر
    المشاركات : 109
    المواضيع : 37
    الردود : 109
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    القدير الدكتور البحتري
    بدأنا حوارنا جميعا- و الذي أثاره هذا الفيلم- اعتمادا على أن الاختلاف لا بد سوف يثري الحوار و مهما كان الخلاف بيننا فهناك احترام متبادل، و لذلك فأنا أحترم وجهة نظرك تماما فيما تقوله و لكني أختلف كثيرا معه و لا أرى أنه من الممكن أن يكون مقياسا في الوقت الراهنسواء كان في الأدب أو السينما أو أي نوع من أنواع الفنون.
    الرمز يا سيدي في القصة و الأدب و الفن عموما كان اتجاها كلاسيكيا انتهى منذ أواخر الستينيات و بداية السبعينيات و لم يعد له أي وجود الآن على الاطلاق في الفن، و ما تتحدث عنه من الرمز في السينما بذبول زهرة أو غير ذلك لم يعد على الاطلاق من أساسيات السينما ، بل من الأدعى أننا حينما نراها الآن ستثير سخريتنا من هذا الفن الذي كان شديد السذاجة في تلك البدايات، و لكنها البدايات التي تكون دائما ساذجة ثم لا تلبث أن تصبح متطورة بعد فترة من النضج، كذلك اذا نظرنا الى بدايات السينما العالمية و التي كان الفضل لأمريكا في ظهور ما يسمى بالسينما و السينمائي الاول أو أبو السينما العالمية ديفيد وارك جريفيث ، فبالرغم من أن هذا الرجل أثرى و أضاف الكثير و الكثير للفن السينمائي الا أننا ننظر الآن الى أفلامه بالرغم من أهميتها أنها مجرد أفلام بدايات ساذجة و شديدة الكلاسيكية ، كانت تتناول فنيات بسيطة جدا لم تعد السينما تهتم بها الآن، فهم على سبيل المثال لم يعرفوا ما نسميه (بالكرين) أو اللقطة الاعتراضية insert shot أو ما الى ذلك من الأمور ، كذلك الحال اذا ما حاولنا القياس على الأدب فأسلوب أنطون تشيكوف و جوجول و محمود البدوي و احسان عبد القدوس و غيرهم الكثير و الكثير لم يعد أسلوبا فنيا لائقا للكتابة به الآن ، و هذا هو حال التطور دائما في كل شئ.
    أقول ذلك لأنك تحاول التمجيد من القديم و الاعلاء به في مقابل الجديد ، و كأننا بذلك نرغب في سحب السينما و الفن عموما الكثير من السنوات الى الوراء و بالتالي نحرص على الغاء أي تطور حدث فيها، سيدي تلك السينما الآن حينما نراها نضحك عليها من فرط سذاجة هؤلاء الناس في ذلك الوقت، انها من كلاسيكيات السينما التي نعرف من خلالها كيف تطور الفن السينمائي ووصل الى ما هو عليه الآن ، أعتقد أننا لا بد أن نقبل الجديد لأننا اذا لم نقبله سنظل دائما و دوما في أماكننا و لن نتحرك قيد أنملة، لا أقول بقبول الجديد لمجرد أنه جديد ، لا ، على الاطلاق و لكني أقول أنه لا بد من قبول الجديد لأن الجديد دائما ما يأخذنا في تجاه التطور و لكن من خلال عقلية قادرة على التمييز أيضا
    سيدي العزيز تقول في معرض كلامك( عندما نريد أن نرمز لمن يبيع مبدأه وضميره مثلاً ، فيمكننا أن نرمز له بأرضٍ تتشقق أو بمصباح ينطفئ أو بذبول زهرة وغيره ويكون الخطأ أن نتخير الرمز لفتاة من فتيات الليل لنعريها ونصورها في الفراش أو غيره من الرموز التي يمكن تنظيفها واستبدالها بما يعلي القيم ويرسخ الأخلاقيات ويحفظ الأدب) كيف ذلك؟ ان ما أفهمه من هذا الحديث أن الفن على عمومه انما هو رسالة توجيهية أو تعليمية و تلقينية، كيف اذن يصير فنا و نقتنع بكونه فنا اذا كان يحمل وجهة النظر تلك؟ انه بلا شك من خلال وجهة النظر تلك يتحول الى أي شئ آخر الا أن يكون فنا، فلنعتبره حكمة ما أو رسالة موجهة الى فئة ما و لكن فلنحرص وقتها على نفي صفة الفن عنه، لأن الفن لا يمكن توجيهه أو أدلجته على الاطلاق، و لقد ماتت منذ فترة طويلة فكرة الأدب أو الفن الملتزم التي قال بها جان بول سارتر، أظن أنه لا يصح أن نحيي النظريات التي عفا عليها الزمن لنعيش فيها مرة أخرى بينما نترك الآخرين يتطورون و يسبقون بينما نحن نسير في المكان و كأننا لا نتحرك، و أظن أنه لا يوجد أحد يستطيع انكار أننا بالفعل كعرب و مسلمين نسير في المكان بالرغم من أننا لا نتحرك نتيجة للكثير من الأفكار التي دائما ما نحاول احياؤها من الماضي و تطبيقها على الوقت الراهن.
    تقول سيدي (أما عمارة يعقوبيان فهو فيلم اختار أسوأ الرموز وأبرز طبقة فاسدة مهترئة في المجتمع وصورها على أن المجتمع كله كذلك ، فكبرت كلمة خرجت من فيه القاص الذي كتب وساء فعل من نفذ الفيلم وذلك كله سيذهب إلى سلة مهملات التاريخ حيث لا يبقى على صفحات تاريخ الشعوب إلا القيمة المطلقة التي تبنى )
    بالتأكيد أنا لست في معرض الدفاع عن رواية عمارة يعقوبيان لأن لي عليها بعض الملاحظات، و لكني لا أرى أن التاريخ سوف يلقي بالفيلم أو الرواية الى سلة المهملات لمجرد وجود مساحات من الجنس بل و الصدق الواقعي لما يحدث في مصر و المنطقة العربية كلها، لأنه اذا كان الأمر كذلك لكانت جميع أعمال كولن ولسون و هنري ميللر و ألبرتو مورافيا و غيرهم الكثيرين من العظماء قد تم القاءهم في سلة المهملات، و لكن فلننظر حولنا ، هل تم ذلك ؟ و هل نسينا هذه الأعمال الخالدة ، و هل ألقينا بطوق الحمامة لابن حزم الأندلسي و ديوان أبو نواس و غيرهم في سلة المهملات؟ و هل كان هؤلاء الناس(و أنا هنا أقصر حديثي على العرب فقط بهذا التساؤل) أكثر منا فهما و أفقا أوسع و قدرة على تناول الأمور بشكل أكثر صراحة منا؟
    علها الكثير من الأسئلة التي لا بد أن نطرحها على أنفسنا قبل أن نقول ما سبق أن قيل، لأننا لسنا أكثر تدينا و لا أفضل أخلاقا و لا التزاما من غيرنا و لكننا صرنا أكثر خرابا نفسيا في حقيقية الأمر بينما نحاول التماسك الظاهري لنقول أننا أكثر اتساقا و جمالا
    سيدي القدير الدكتور البحتري ، أعتذر كثيرا اذا ما كان كلامي فجا أو مفاجئا أو مخالفا -بالرغم من أني لا أراه كذلك- للعقل و العرف الجمعي و لكني أرى أنها الحقيقية التي نحاول انكارها بشتى الطرق بالرغم من أنالجميع يراها و لكننا نحن فقط الذين نحاول التعامي أو التغاضي عنها
    تحياتي الجمة و لي عودة مع الدكتور القدير سمير العمري لأجيبه عن أسئلته
    محمود الغيطاني

  6. #26
    روائي وناقد سينمائي
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : مصر
    المشاركات : 109
    المواضيع : 37
    الردود : 109
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الأخ الكريم الدكتور سمير العمري
    أعتذر لك لتأخري كثيرا في الرد عليك نظرا لنشغالي في العديد من الأمور، و نظرا لأن تساؤلاتك الجمة بمثابة المذكرة الطويلة التي تحتاج الى تفسير، و سأحاول هنا الرد عليك بما أومن به أنا و أرجو فقط ألا يكون ردي على أسئلتك صادما لك أو للبعض نظرا لأنه يمثل وجهة نظري الشخصية و رؤيتي الخاصة التي قد تختلف مع الكثيرين و بالتالي يرونها غريبة أو خارجة عن العرف الجمعي و العقلي العربي
    تقول في تعليقك(ولقد وجدت هناك موقفين متناقضين من هذا الأمر. أما أحدهما فيقول به الأخ الكريم محمود الغيطاني بأن دور الفن "تعرية" الواقع و "كشف" المستور سعياً إلى مجتمع فاضل يدرك معضلته ويراها بأم عينيه. وهذا الرأي يقول بأن الأمر لا ضرر منه وليس بالضرورة أن يؤثر أو يفسد بل هو مما يراد به الإصلاح) أنا معك في أني أرى أن الفن لا بد ان يقوم بتعرية الواقع و كشف المستور و لكن ليس الهدف من ذلك كما فهمت أنت بمعنى أن هذا الكشف و تلك التعرية يكون الهدف من ورائها اصلاح ما هو فاسد لأن الفن ليس توجيهيا أو مدرسيا أو تلقينيا ، و أنا حينما أقوم بممارسة الفن فأنا أفعل ذلك من منطلق شخصي تماما و هو فعل المتعة ، أي أني أقوم بكتابة ما أكتبه لأنه يمنحني متعة شخصية و اذا لم يكن يمنحني تلك المتعة لما قمت بممارسته على الاطلاق، كما أن هذه التعرية هي مجرد تعرية لما يدور حولنا و للمتلقي فيما بعد أن يفعل ما يبدو له صحيحيا ، اما يحاول التصحيح لما هو غير صحيح أو يتأمل ما يحدث حوله نتيجة لهذه التعرية أو يستمتع بما قرأه و يكتفي، أما أن يكون الهدف الأساس في رأسي حينما أكتب أن أصحح ما هو غير صحيح فهذا غير وارد لدي على الاطلاق.
    أما بالنسبة للعديد من التساؤلات التي طرحتها فأقول لك فيها:
    1- بالتأكيد أن للفن دور و لكن هذا الدور ليس دور تربوي أو ديني أو أخلاقي على الاطلاق ، فأنا أرى أن دور الفن هو دور جمالي في المقام الأول لتعميق المعاني الجمالية لدى الفرد، لأني حينما أقوم بتقديم أغنية أو قصة أو رواية أو فيلم سينمائي لا أهدف من وراء ذلك أن يكون لي دورا ارشاديا بقدر ما أقوم بدور جمالي و أسلوبي، أما اذا أردنا أن يكون هناك دورا ما لما نكتبه فهذا نستطيع أن نراه بصدق في المقال أو الدراسة او ما الى ذلك و ليس في الفن .
    2-أما بالنسبة لكون الفن مقدس أم لا ، فأنا أرى أنه لا بد من الغاء صفة القدسية عن العديد من الأمور و الا بات أمامنا العديد من المقدسات و ركام هائل منها و بالتالي يجد الانسان نفسه أمام غابة هائلة و متشابك من المحرمات التي لا يجب عليه تجاوزها و من ثم سيتم الغاء العقل و التفكير تماما في العديد و الكثير من الأمور، لا سيدي، لم يعد هناك ما هو مقدسا بهذا الشكل الذي تتساءل عنه ، الفن مجرد فن لك أن تتناوله و تناقشه و تقبله و ترفضه كيفما اتفق مع منظومتك الفكرية أنت .
    3- أما بالنسبة للفكر الذي يحمله الفن، فبالتأكيد أن الفن يحمل فكرا و كل ما يتم انتاجه من قبل الانسان لا بد أن يحمل فكرا لأنه لا ينشأ من الهواء الطلق، كما أنه لا يذهب الى الهواء الطلق، فأنا حينما أفكر في الكتابة عن شئ أو انتاج فنا ما فلا بد بالضرورة أني أحمل فكرا ما أرغب في طرحه و ليس معنى أني أحمل فكرا مسبقا أني لا بد أن أكون صاحب رسالة توجيهية ما، ففكري أنا خاص بي، و للمتلقي أن يتأمل فقط أو يفعل ما يشاء من خلال ما قرأه ، و لا أعتقد على الاطلاق أن هناك فنا ما لا يحمل داخله فكرا كما أنه لا يوجد فن ما لا يحمل في طياته معنى القصدية و العمدية.
    4- من وجهة نظري الشخصية أرى أن الفن من حقه أن يتخلص من كل قيود كي عبر عما يريده، و لكن ليس بالمعنى الذي قصدته أنت في تساؤلك ، لأن الفن اذا رغب في التحرر بمثل ما تقول و بالتالي يظهر لنا الفعل الجنسي بشكل كامل و متعر فنحن نستطيع تصنيفه تصنيفا آخر و بالتالي يخرج من اطار الفن السينمائي (و هذا هو محورنا الأساسي) الى محور آخر و هو أفلام البورنو التي يقف وراءها العديد من المؤسسات الضخمة في العديد من بلدان العالم ، و لكن هذه الأفلام لها جمهورها المختلف عن جمهور السينما ، كما أن هذه الأفلام في الدول التي تنتجها لها أماكنها الخاصة و لا تباع الا في الأرفف العليا من أماكن بيعها، الفن السينمائي حينما يتعرى تماما يتم تصنيفه تصنيفا آخر تماما و لكنه تصنيف موجود شئنا أم أبينا.
    5- أما عن رؤيتك بأن الفن السينمائي لم يعد يتناول سوى الأمور الجنسية فقط و ترك العديد من الأمور التي تنخر في المجتمعات و الكثير من مظاهر الفساد الأخرى ، فأنا لست معك في هذا لأن هناك العديد من الأفلام السينمائية الكثيرة التي تناوليت الكثير من القضايا الأخرى مما يدل على أن السينما لم تتوقف فقط عند حدود كل ما هو جنسي و من أمثلة ذلك نرى فيلم "ديل السمكة" للمخرج "سمير سيف" و الذي ناقش العديد من المشاكل الهامة جدا منها و أهمها بطالة الشباب في المجتمع المصري و ما الذي من الممكن أن يؤدي بهم ذلك، أليست تلك قنبلة تنخر في المجتمع المصري حتى تكاد أن تفجره؟، هل نستيع نسيان فيلم "البرئ" للمخرج "عاطف الطيب" و الذي تناول مشكلة القهر السياسي و الاعتقالات الواسعة التي تحدث من قبل السلطة تجاه المثقفين و كل من يرغب في قول رأيه و كلمته؟، و هل ننسى فيلم "كشف المستور" أيضا "لعاطف الطيب" و الذي أوضح بكل شجاعة كيف قامت الحكومة المصرية في فترة من فتراتها بتعهير المجتمع المصري تحت دعوى الوطنية و الانتماء؟ هناك العديد من الأفلام التي تناولت الكثير من القضايا و كشف الكثير من الزيف الذي يدور حولنا و لكن لأننا كمجتمع عربي عنده الكثير من الأزمات و اول هذه الأزمات و أكثرها فداحة هي أزمة الجنس فنحن لا نرى سواها دائما في كل ما يدور حولنا و كأن عقلنا الباطن دائما ما يدفعنا الى ما هو أزمة لدينا في الأساس.
    أما بالنسبة لمجموعة تساؤلاتك الأخرى :
    1- أرى بالفعل أن هذه الأفلام لا يمكن لها أن تؤثر في الغرائز لأنها مجرد أفلام فنية و لأن السينما ليست من الفنون التي تقتحم بيوت المواطنين عنوة مثل جهاز التليفزيون ، بل هل فن له خصوصيته و لا يذهب أحد اليه لرؤيته و تكلفه نفسه و الاقتطاع من قوته من أجل تذكرة السينما الا اذا كان مؤمنا و محبا لهذا الفن و بالتالي فهو ليس باحثا عن الجنس في كومة من القش ، بل هو فرد يرغب في الاستمتاع بجماليات هذا الفن الجميل، أما بالنسبة للشباب الذين يمثلون الجمهور الأساس للسينما اليوم فشبابنا سيدي بات يعرف من الأمور أكثر مما يعرفه أي انسان ، لم يعد ابني و ابنك هذا الطفل الصغير الساذج المغمض العينين الذي يجهل ما يدور داخل الغرف المغلقة، و أنا لست على الاطلاق في حجب ما نرى انه قد يضر بأبنائنا عنهم لأننا أقدر منهم وعيا و ثقافة و مقدرة على التحكم بذواتنا، لا ، فهم أيضا لهم عقليتهم و تفكيرهم الخاص الذي لا بد بالضرورة أن يختلف مع تفكيرنا نحن و تلك سمة التطور و بالتالي ليس من حقنا الحجر عليهم و اختيار ما يجب أن يرونه او يقرأونه أو او ، كل هذه قيود أعتقد ان زمانها قد انتهى منذ فترة ليست بالقصيرة ، فأنا مثلا حينما تمنع وزارة الثقافة فيلما ما أو كتابا ما تكون وزارة موهومة و ساذجة و ما زالت تعيش في القرون الوسطى لأن كل ما يتم منعه أستطيع و يستطيع الآخرون الحصول عليه و رؤيته في زمن الفضائيات و الانترنت ، وزارة الثقافة المصرية الساذجة حينما منعت فيلم شيفرة دافنشي من العرض و حينما منعت الرواية من التداول لم تستطع أن تفعل أكثر من قرار بالمنع و لكن هل تم منع ذلك بالفعل و هل لم يستطع أحد رؤية الفيلم أو قراءة الرواية؟ العكس هو ما حدث تماما ، تضاعف سعر الرواية و تم بيعها بمبلغ حوالي 80 جنيها مصريا و لاقت اقبالا منقطع النظير و تم تحميل الفيلم من على الكثير من المواقع الاليكترونية و بيعه على الأرصفة في الطرقات داخل الشوارع المصرية.
    2-أما بالنسبة لارتياحي النفسي و انا أشاهد الفيلم ، فأنا بالطبع كنت مرتاحا و انا أشاهده لأني أرى فنا ما و فيلما سينمائيا يتم تقديمه و بالتالي سأحكم عليه ان كان جيدا أم سيئا، كما أن من يشاهد فيلم بورنو يكون مرتاحا الى ذلك و من يسرق يكون مرتاحا لسرقته، سيدي أمر الارتياح من عدمه راجعا الى المنظومة التي تنطلق أنت منها، و أنا بالتأكيد سأكون مرتاحا اذا كان ولدي يوسف أو آدم معي لمشاهدة الفيلم لأني لا أقدم لهما أفلام بورنو بل أنا أجعلهما يشاهدان أفلاما سينمائية ، و اذا كان ولديّ من الممكن أن يشاهداني أقبل زوجتي و هذا أمر عادي يجب أن ننشئ أولادنا عليه بمعنى ان ننشئهما على ان القبلة ليست عيبا و أمرا يجب أن نتبرأو منه و نخفيه بل هي تعبيرا عن المشاعر الانسانية الجميلة ، فباتالي حينما يريا مشهدا تقبيليا في السينما فهو أيضا تعبيرا عن مشاعر انسانية، و انا أذكر في هذا المقام الفنان محمود حميدة حينما كان يحكي أن ابنته دخلت عليه و هو يشاهد فيلم غريزة أساسية لمايكل دوجلاس و شارون ستون، و اندهشت ابنته و تعجبت كيف أن والدها يشاهد مثل هذه الفيلم ، الا انه أجابها أليست تلك سينما و أليس هذا فيلما سينمائيا ؟ و حينما تساءلت هل اذا عرض عليه القيام بفيلم مثل هذا هل سيقبله أم لا ، أجاب عليها بالتأكيد سأقبله لأن هذا هو عملي الذي لا بد أن أقوم به.
    3-أما اذا كنت سأقبل اذا ما كانت زوجتي أو احدى بناتي أو قريباتي او ما الى ذلك ستؤدي مثل هذه الأفلام، و انت تتوقع منّي الاجابة بالنفي لست أدري لماذا، فهذا السؤال يبدو لي و كأنه سؤالا لارهابي الشخصي لأنك صادرت على الاجابة قبل أن أجيبك عليها، و هو أشبه بسؤال هل تؤمن أم لا قبل الدخول في أي نقاش و كأنه لا بد أن اكون مؤمنا قبل الدخول معك في النقاش، اذا كانت اجدى قريباتي تعمل في المجال الفني فأنا أرى ان هذا عملها الذي لا بد ان تؤديه كيفما ينبغي لها و كما يتطلب منها الدور السينمائي ما دامت و ما دمت قد ارتضيت أن تعمل بالمجال الفني، و لست أدري من أين ينشأ تعجبك، ان هذه الأفلام التي تتحدث عنها هي أفلام سينمائية و ليست أفلاما جنسية كي نرفضها و نقابلها بمثل هذه الدهشة الغريبة.
    4-اذا كانت مثل هذه المشاهد تفيد السياق الفيلمي والقصة و السيناريو فلا بد من أن يقوم بها الممثل و يحرص عليها مخرج العمل السينمائي، و انا أؤكد لك أن مثل هذه المشاهد لا يتم حشرها حشرا في السياق الفيلمي السينمائي، و تلك المشاهد التي رأيناها في عمارة يعقوبيان أيضا لم تكن محشورة كتوابل جنسية بل كانت من الضرورات في العمل السينمائي.
    5- سيدي أنت تقيس الأمور بمقياسين غير متطابقين أو متوازيين، فما يتم تقديمه في السينما له منطقه الفني الخاص و معياريته الفنية الخاصة و هو كما قلت لك ليس جنسا خالصا اذا افترضنا وجود مشاهد جنسية أو اباحية كما تسميها مجتمعاتنا، و لكن أن يقوم الوالدين بذلك أمام اولادهما فهذا يدخلنا في حوار آخ ليس له معنى على الاطلاق و يسطح الأمور و يبعدها عن المنطق.
    6-لست أدري لما نرى دائما في المجتمع الغربي كل ما هو فاسد و غير أخلاقي و و غير قيمي و نرى في ذواتنا كل ما هو عكس ذلك و كأننا من الملائكة الذين لا يفعلون كل ما هو صالح ، أنا بالطبع لا أنطلق في كلامي هذا من منطلق أني متغرب أو متفرنج أو أني أرى الغرب دائما جميلا و لامعا كما يفعل الآخرون حتى لا يتهمني البعض بذلك، و لكني أندهش من هذه الرؤية الدائمة للمجتمع الغربي الذي يحمل في طياته دائما كل الشرور بينما نحمل نحن كل ما هو خير و غير فاسد ، على أي حال تلك رؤية تختلف من مجتمع لآخر و من بيئة لأخرى و أعتقد أن الغرب قد يرى فينا أيضا ما نراه فيه.
    7- اذا كانت الأم في فيلم عمارة يعقوبيان قد دفعت ابنتها الى الرذيلة متعمدة فهذا كان لأسباب نفسية و اقتصادية و نفسية خاصة بها ، بالتأكيد نحن نرفضها و لكن هل معنى رفضنا لذلك أن مثل هذه الأمور منتفية من مجتمعاتنا العربية؟ بالتأكيد أن النظرة المتمهلة لما يدور حولنا ستؤكد لنا أن مثل هذه الأمور للأسف الشديد متفشية حولنا و في الكثير من المناطق و لكننا نحاول فقط عدم الاستماع الى مثل هذا الصخب المخيف الذي يدور حولنا.
    أما عن مجموعة أسئلتك الثالثة:
    1- بالطبع أنه ليس هناك ما يسمى بالحرية المطلقة الا اذا كنت أعيش منفردا في مجتمع خاص بي لا يتقاطع و يتماس مع الآخرين و هذا غير متحقق، و لعل أفضل من ناقش مسألة الحرية كان العبقري جون ستيوارت مل في كتابة الهام الحرية.
    2-ليس هناك ما يمكن أن نطلق عليه صوابا ثابتا أو خطأ ثابتا، فطبيعة الحياة هي التغير الدائم و التطور، و اذا لم أتغير و أتطور فأنا واقف في مكاني و عصر قديم لا أتغير و لذلك أنا أطرح هذه السؤال عليك انت ، لما تصر دائما على أن ما تقدمه السينما سواء كانت مصرية أو عالمية على كونه جنسيا و اباحيا و فاسدا بالرغم من عدم كونه كذلك أليس هذا هو الثبات بعينه في المعايير؟ أنا بالتأكيد أستطيع من وقت لآخر أن اغير مفاهيمي تبعا للثقافة و التطور المنظومي الذي أنطلق منه و جميعنا لا بد أن يفعل ذلك.
    3- سيدي في مجال الفن و غيره من الأمور لا يجب أن يكون هناك حكما للهوى، هناك فقط الحكم للعقل و المنطق و ما يتنافى مع العقل و المنطق لابد من لفظه مباشرة.
    الدكتور القدير سمير العمري ، أشكرك كثيرا على هذا الحوار الثري و الجميل و أعتذر عن تأخري في الرد عليك
    تحياتي
    محمود الغيطاني

  7. #27
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أخي الأستاذ محمود الغيطاني
    مرحباً بك بعد غيبة فقد افتقدتك صفحات الفكر في الواحة
    قرأت ردودك السابقة ووجدت أنني أختلف معك في منابع المبادئ وأصول البديهيات التي أعلمها وأسير عليها.
    لا ولن أستسيغ أبداً ياأخي العري الكامل أو الجزئي أو أي شكل من أشكاله للتعبير عن أي شيء ولا أعتبر ذلك فناً أو أي مسمى آخر. ولا أقول حتى أن ذلك ينقصه الحياء ولكنه ابتعد كثيراً ودخل دائرة الإباحية المعلنة وذلك هو ما تنفر منه الأديان والأعراف والفطرة التي تحدد لنا حركتنا في الحياة التي تختلف عن حياة المخلوقات في الغاب والبرية. عندما نزلت حواء للأرض ولم يكن معها غير آدم زوجها قامت بتغطية عورتها بورقة توت ، تلك هي الفطرة التي لا تحتاج تعليماً أو تدريباً أو معرفة.
    خرجنا إذن من موضوع الفن بتعريفاته المختلفة ووظائفه إلى دائرة أخرى للأسس والقواعد التي تحكم منظومة الحياة والفطرة.
    لك التحية كما ينبغي وأنتظر أن نلتقي في حوار آخر في موضوع آخر بإذن الله

  8. #28
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    متعة وفائدة

    حوار الكبار هنا

    لعل الله يجعل لي عودة مثمرة في بستان ودكم
    الإنسان : موقف

  9. #29

  10. #30
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 804
    المواضيع : 100
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي هل الفن يجب أن يكون خاضعا للأخلاق؟




صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. روح تحتضر....
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 25-05-2017, 07:28 PM
  2. نبضة قلبى تحتضر
    بواسطة ريتاج في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-07-2009, 11:49 PM
  3. قراءة مختلفة في فيلم عمارة يعقوبيان
    بواسطة د.مصطفى عطية جمعة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-01-2007, 05:29 PM
  4. أنين أنثى تحتضر
    بواسطة نسرين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-09-2003, 05:10 PM
  5. على صدرها مهجتي تحتضر
    بواسطة عبداللطيف محمد الشبامي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-04-2003, 05:43 AM