أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حسين علي الهنداوي ///حسين علي الهنداوي

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين الهنداوي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 49
    المواضيع : 37
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي حسين علي الهنداوي ///حسين علي الهنداوي

    حسين علي الهنداوي
    محاور الدراسة الأدبية
    [size="4"]دراسة الأدب من الداخل والخارج
    مدخل
    لا يخامر الإنسان أدنى شك أن الأدب جزء من الإنسان استفرغ فيه منذ الأزل قضاياه ، وهمومه ، وآلامه ، وآماله . لكي نطلع على هذه القضايا وتلك الهموم ، ونعرف اتجاهات الأديب في استيعابها و افتراض الحلول لها لا بد لنا من فهم هذا الأدب و شرحه وتحليله و تقويمه و تقييمه .
    لقد كان الأدب في فترة من الفترات مختلطا ً بالفلسفة والدين و الأسطورة والخرافة ، ولكنه مع مرور الزمن أنفصل وكون الأدباء لأنفسهم اتجاهات مستقلة وأصبح للأديب فكره وفلسفته الخاصة في الحياة والفن .
    إن فهمنا للأدب لا بد أن يسلك طريقا ً نستطيع من خلاله إدراك ماهية هذا الأدب وتذوق عناصر الجمال فيه والاستفادة مما يطرحه هذا الأدب من آراء وحلول لمشاكل الحياة .
    وفي دراستنا للأدب لا بد من الإفادة من نظرات الدارسين العرب والأجانب وطرق شرحهم وتحليلهم للنصوص ومن ثم إصدار الحكم عليها ويعتبر ( رينيه ويليك ) و ( أوستن وارين ) في مؤلفهما (نظرية الأدب ) أن للأدب جانبين يمكن لنا من خلالهما دراسته ((الاتجاه الداخلي – الاتجاه الخارجي )).
    لقد كان الاتجاه السائد سابقا ً يعرض هذا الأدب بشكل بسيط ، ويحكم عليه من خلال مناهج وأسس جمالية تتناسب مع تطور العلوم الإنسانية في العصور التي درس فيها هذا الأدب وباعتبار أن الأزمنة والأفكار والعلوم تتطور فلا بد من البحث عن مناهج ، ومقاييس مختلفة تتناسب وهذا التطور . لقد ساهم التطور الكمي والكيفي لمناهج العلوم الحديثة في انهيار النظريات الشعرية القديمة وأنزلق الاهتمام إلى التركيز على الذوق الفردي للقارئ لأن الأدب لا يعتمد على أساس عقلاني ثابت .
    أن المناهج القديمة في علم اللغة والبلاغة والعروض يجب أن تراجع ويعاد تقريرها في مصطلحات نقدية حديثة فالعرب بلوروا نظريتهم الشعرية كما حددها الجرجاني من خلال ثلاثة عناصر الأولى تكوينية وتشمل (( شرف المعنى وصحته وجزالة اللفظ واستقامته )) والثانية جمالية وتشمل (( الإصابة في الوصف والمقاربة في التشبيه )) والثالثة إنتاجية وتشمل (( غزارة البديهة ، والفرادة )) وهي لا تختلف عن عناصر عمود الشعر عند كاسيوس لونجينوس مستشار زنوبيا في مقالته السمو حيث تنصب المادة الرئيسية عنده على مناقشة مصادر السمو البلاغي التالية (( القدرة على خلق الأفكار العظيمة – العاطفة المتأججة حسن استخدام المؤثرات والمجازات الأسلوبية والبلاغة – اختيار الكلمات ودقة الألفاظ وجمال اللغة – المقدرة الإنشائية الرفيعة )) .وقد ظهرت حديثا ً نظرات جديدة في دراسة الأدب و خاصة بعد تطور فنون القول ، وانتشار الرواية والمسرح والمقالة وأصبح ينظر إلى الأدب من خلال مقاييس جديدة تأخذ مناهجها من مختلف الأفكار الإنسانية .
    ففي أوربا ظهرت نظرات جديدة لدراسة الأدب منها :
    - منهج شرح النصوص الفرنسي .
    - التحليل الشكلي القائم على التوازي مع تاريخ الفنون في ألمانيا.
    - الحركة الألمعية للشكليين الروس وأتباعهم التشيك والبولنديين.على أنه لا يمكن لنا في دراسة الأدب أن نلغي الآراء السابقة ويفترض فينا الاستفادة منها وتسخيرها في فهم واقع الأدب حديثه وقديمه.
    ويتوخى من دارس النص أن ينظر فيه إلى العناصر الجمالية وإلى فلسفة الأثر التي تحدد مفهومات الواقع والفكر والفلسفة الحياتية وإلى فلسفة صاحب الأثر . ومكانته بين أقرانه من المبدعين ويفترض أن تذيب الدراسة الأدبية الفن بالأدب لأن النقد عملية إبداعية تكشف آفاقا جديدة غايتها ((الشرح والتعليل والتقويم )) فالشاعر والناثر يمران بمرحلتين من الإبداع (( التطلع إلى الحياة وترجمة هذا التطلع )) بينما يمر الناقد بثلاث مراحل (( التطلع إلى الحياة – التطلع إلى نفسية صاحب الأثر التطلع إلى العمل الفني )) .
    تعريف الأدب
    إن أي تفسير لأي نشاط إنساني أدبي محكوم في صحة نتائجه بمدى قربه من النفس الإنسانية أو بعده عنها،وبمدى تمثله للحقيقة و تصويرها بشكل واقعي دقيق ، و بتعبيره عن مختلف جوانبها الحياتية .
    ((و الأدب أي أدب يعكس علاقة بين الإنسان و عالمه ذلك أن العمل المنتج هو الجوهر الأساسي لهذا الإنسان و هو حقيقته و مصدر ثقافته الفنية و الفكرية . و العمل بحكم طبيعته يخلق علاقات إنتاج تعكس حقائق اجتماعية تتبدى في الفن و الأدب (1) )). لقد ولد الفن من العمل و تطور الجميل من النافع حيث بدأ الفن وجوده عندما صار العمل إنسانيا تصاحبه المعاناة الجمالية (2).و الأدب كما يقول مندور (( مجموعة من المؤلفات التي تملك الإثارة الفكرية و العاطفية (3) )) و يضيف مندور قائلا (( و الواقع أن هذا المفهوم التقليدي للأدب لم يتبلور عند العرب قط في تحديد فلسفي لهذا اللفظ … حتى إذا ابتدأت نهضتنا المعاصرة استقر الرأي على تعريف سطحي ضيق للأدب على أنه الشعر و النثر الفني ثم الأخذ من كل علم بطرف و مع ذلك فهذا التعريف لا يحدد أصولا للأدب و لا أهدافا إلا أن تكون الصنعة بينما يرى الغربيون أن الأدب يشمل (( كافة الآثار اللغوية التي تثير فينا بفضل خصائص صياغتها انفعالات عاطفية أو أحساسات جمالية )). ثم يضيف مندور قائلا ًً: (( الأدب صياغة فنية لتجربة بشرية ولا تعني التجربة الشخصية أن يكون الأديب قد عاشها )) .
    (( ومما لا شك فيه أنه ليس كل ما يكتب في اللغة تستطيع تسميته أدبا ً لأنه يدخل في علوم أرى كالتاريخ والفلسفة …إلخ (4 ) )).
    وما يمكن أن نلاحظه أن العلوم الأخرى قد أفادت من الصيغ الأدبية في عرض مادتها كي تستطيع الدخول إلى أعماق النفس الإنسانية (( بينما لا يمكن إغفال حقيقة أن الأدب هو كل عمل – تجربة – يكتب لعرض الحقيقة عرضاً جماليا ً بأسلوب فني جميل يعتمد على بلاغة و فصاحة وبيان مقصود )).
    ويضيف الدكتور محمد غنيمي هلال قائلا ً(( أما الأدب فكثير ما اختلف الباحثون في تعريفه وطال جدالهم فيه ولكن مهما يكن بينهم من خلاف فهم لا يمارون في توافر عنصرين في كل ما يصح أن نطلق عليه أدبا ً، هما: الفكرة وقالبها الفني، أو المادة والصيغة التي تصاغ فيها(5) )).
    وهذان العنصران يتمثلان في جميع صور الإنتاج الأدبي سواء أكان تصويرا ًلإحساسات الشاعر أو خلجان نفسه تجاه عظمة الكون وما فيه من جمال وأسرار الإنسانية وآمالها أم كان تعبيرا" عن أفكار الكاتب في الأنساب والمجتمع...(6))).
    ويقول الناقد الروسي بيلنسكي في معرض الحديث عن فن الكلمة والكتابة والأدب (( إن الكتابة والأدب هما من فن الكلمة كالنوع من الجنس (7) )). ذاك أن فن الكلمة مفهوم أعم وأشمل من المفهومين (( الأدب و الكتابة )). ويشير بيلنسكي إلى أن (( الأدب هو التراث الشعبي المنطوق الذي تطور تاريخيا ً وعكس الوعي الشعبي (8) )).
    (( وهو التعبير الأسمى عن فكر الشعب المتجلي في الكلمة)).
    (( ذلك أن أي شعب يعيش بوعيه الذي ليس سوى أحد الجوانب الكثيرة للروح الإنساني الكلي الواعي ذاته (9) )).
    (( ولكي يكون الأدب بالنسبة لشعب ما تعبيرا ًعن وعيه وحياته الفكرية يجب على هذا الأدب أن بكون على صلة وثيقة بتاريخ هذا الشعب وأن يفسره ويتطور تطوراً عضوياً وبدون هذا الشرط لا يمكن القول بوجود أدب عند هذا الشعب مهما كان عدد الكتب التي تصدر بلغته لأن الكتب والكتاب والقراء وحدهم لا يصنعون أدباً, ما يصنع الأدب هو روح الشعب المتجلي في تاريخه (10) )).
    ولقد تطور معنى كلمة أدب عند العرب منذ أيام ما قبل المهلهل وحنى يومنا هذا, ففي الجاهلية كانت تعني هذه الكلمة الدعوة للطعام قال طرفة بن العبد:
    نحن في المشاة ندعو الجفلى لا ترى الأدب فينا ينتقر
    وفي لسان العرب: بعير أديب ومؤدب: إذا ريض وذلل.
    قال مزاحم العقيلي:
    وهن يصرفن النوى بين عالج ونجوان تصريف الأديب المذلل
    وقد افترض المستشرق / نالينو / أن كلمة أدب استخدمت في الجاهلية بمعنى السنة وسيرة الآباء.
    أما في العصر الإسلامي فقد استخدمت كلمة أدب بمعنى خلقي تهذيبي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )).
    وفي حديث ابن مسعود: (( إن القرآن مأدبه الله في الأرض (11) )).
    وبالمعنى الخلقي التهذيبي قال الشاعر المخضرم سهل بن حنظلة الغنوي:
    لا يمنع الناس مني ما أردت ولا أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا
    أما في العصر الأموي فقد استعملت كلمة المؤدب بمعنى تعليمي فالمؤدبون هم الذين يعملون أبناء الخلفاء الأخلاق والثقافة والشعر والخطابة وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم الجاهلية والإسلام.
    وفي العصر العباسي استعملت كلمة أدب بمعنييها التهذيبي والتعليمي فقد سمى ابن المقفع رسالتين له تحملان حكماً ونصائح وسياسة ب / الأدب الصغير – الأدب الكبير /.
    وبالمعنى نفسه أفراد أبو تمام في كتاب الحماسة بابا فيه مختارات من طرائف الشعر سماه باب الأدب وكذلك باب الأدب في الجامع الصحيح للإمام البخاري ت 256ه وكتاب الأدب لابن المعتز ت 296 ه.
    وقد كان القرنان الثاني والثالث الهجريان مرتعاً لكتب الأدب التي تحوي فصولاً وأبواباً من الأخبار والشعر واللغة والبلاغة والنقد والحديث والقرآن ككتاب البيان والتبيين للجاحظ والكامل للمبرد وعيون الأخبار لابن قتيبة.... وأصبح معنى كلمة الأدب هو الأخذ من كل علم بطرف وقد شمل معناها المعارف الدينية وغير الدينية التي ترقى بالإنسان من جانبيه الاجتماعي والثقافي.
    ومن الطريف أن إخوان الصفا قد صنفوا تحت كلمة أدب جميع علوم اللغة والبيان والتاريخ والأخبار والسحر والكيمياء والحساب والمعاملات والتجارات.
    ولم يخرج ابن خلدون ت 808 ه.في تعريفه للأدب عن سابقيه من حيث كونه الأخذ من كل علم بطرف وبناء على ما سبق يمكن القول إن الأدب هو فكر الأمة الموروث والذي يعبر عنه الشاعر أو الكاتب بلغة ذات مستوى فني رفيع تنقل بشفافية موروث الأمة الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي والإنساني والحضاري ومن خلال ذلك نستطيع اعتبار الموروث منذ أيام الملك الضليل إلى يومنا هذا بجميع جوانبه الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
    الاتجاه الخارجي في دراسة الأدب
    ويضم هذا الاتجاه مجموعة من مناهج الأدب.
    1-المنهج النفسي في دراسة الأدب .
    2-المنهج الاجتماعي في دراسة الأدب.
    3-المنهج اللساني في دراسة الأدب.
    وسنفعل المنهج الأخلاقي والمنهج الأسطوري لا لأنهما لا يصلحان لدراسة الأدب ولكن لاندراجهما ضمن المناهج السابقة بشكل أو بأخر على أنه ينبغي لنا ألا ننسى أن دراسة أي نص لا بد من أن تتضافر فيه آراء المناهج السابقة مجتمعة لأن الكاتب عندما يورث لنا نصه فإنما يصدر هذا النص عن إنسان له مكوناته ومفهوماته النفسية والاجتماعية ويستعمل اللغة نفسها في شرح مفهوماته وتعليلها.
    المنهج النفسي في دراسة الأدب
    (( سيكولوجيا الأدب ))
    تعد العلاقة شديدة الاتصال بين الأدب وعلم النفس . وحسب الأدب أن يكون واضعه ومتلقيه ومحرره إنساناً حتى يغري دارسه بدراسته.
    ويقدم علم النفس المفاتيح السحرية لدراس الأدب تجربة وإبداعاً وتحليلاً ولقد استخدم المنهج النفسي في دراسة الأدب منذ القديم ومع أنه بقي غير كاف في توضيح جميع جوانب الأدب إلا أنه يبقى مفيداً في الكشف عن غوامض وخبايا العمل وصاحبه .
    يقول الدكتور محمد مندور في كتابه (( في الأدب والنقد ))ص 188:
    ((أما علاقة الأدب بالفرد فتدور حول الحاجات الإنسانية التي يمكن أن يشبعها كفن جميل وكأداة للتعبير عند الفرد . وأهم مبحث هو تحليل حاسة الجمال عند البشر والبحث عن أصولها وأهدافها المختلفة والتمييز بين مفارقاتها فهناك الشيء الجميل أو اللطيف أو الجليل ومن حيث أن الأدب تعبير جمالي نفسي فعلى علم الجمال الأدبي أن يقف عند (( نظرية انتقال المشاعر )) كأن يحب الشاعر مثلاً كلب معشوقته من أجلها)). والشعراء العرب كثيراً ما كانوا يحبون ديار محبوباتهم لأنها تمثل هذه المحبوبة.
    وما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكن الديارا
    وما وصف الأطلال عند شعراء الجاهلية إلاّ بشخصيات نوعاً من هذه النظرة (( انتقال المشاعر )) وإذا كان من اللزام على الدارس أن ينبش الكنوز المختبئة في بواطن الأدب فإن من المفيد له أن يمعن النظر في عملية الإبداع وفي المبدع نفسه والقوانين النفسية المتحكّمة بشخصيات العمل الأدبي وبالأدب نفسه وسنفصّل القول في هذه القضايا.ففي دراسة عملية الإبداع وآليتها يمكن لنا أن نشير إلى نظرية الإلهام عند أفلاطون الذي يعتبر أن المقدرة الإبداعية عند الأديب هي (( الحماسة أو الحب )) –إيروس –ويرى أن مصدر هذا الإلهام هو الوحي الإلهي حيث تدفع (( ربات الشعر )) موضوعات الشاعر له وعلى هذا فإنه يمكن للآلهة أن تنزع العقل عن الشعراء وتستخدمهم كهاناً أو سحرة ملهمين .
    وتقوم عمليّة الإلهام عنده على تذكرّ الإنسان لما رآه من صور وماهيّات في عالم المثل الذي كانت تحيا فيه النفس ومن ثمّ تقليد هذه الصور في عالم المحسوسات مما يجعل الشاعر يحسّ بالجزع والحزن الذي يعقبه شعور بالحماسة يدفع الشعر على شكل أغانٍ.وأكثر الشعراء مدانون بأشعارهم الجميلة للحماسة ولنوع من الغييبوبة لا للفن وهم يشبهون على حد قول أفلاطون كهّان الآلهة (( سيبلي )) الذين لا يرقصون إِلا إِذا خرجوا عن شعورهم وهذه الحالة تشبه حالة الوجد والشوق عند بعض فرق الصوفية في بلادنا والتي ترقص إِذا هي أتحدث بالغيب وتجاوزت الوجود وقد اتبع أصحاب المذهب الرومانسي طريق أفلاطون وترسّم خطاه وصبغوه بلون من التصّوف فعند ((فكتورهيغو)) الشاعر ساحر يسمع ويردّد ما يتلقاه من عالم الغيب بينما يرى ((شيلي))
    أن الشاعر ينقل للناس رسالة من عند الله .
    لقد كانت نظرة الرومانسيين الأوروبيين للإِلهام تلتقي مع نظرتهم للطبيعة فكلامها هبة من الله .
    ويعتبر الإمام أبو حامد الغزالي أن الإلهام كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صافٍ لطيفٍ فارغ .
    بينما يرى محي الدين بن عربي أن الإلهَام ظاهرة ممكنة الحدوث لأيّ إنسان بشروطٍ هي :
    - إيمان هذا الإنسان بقدرة القوة الخارقة /الله / .
    - كون الإنسان صافي الذهن .
    - استعداده لإدراك لطائف المعرفة .
    ولكنه أي (( ابن عربيّ )) كأفلاطون يرى أن الإلهام فيض يتلقاه الإنسان من خارج الذّات .
    ويعد ابن سينا الإلهام حدساً أو إِشراقاً يتحصل في النفس فتدرك الموجودات والمعقولات بما تستفيد ه من العقل الفعال وقد يكون الإلهام رؤيا بينما يكون الحدس متفاوتاً بين الناس ولا يمكن التوصل للعقل الفعال إِلا بالاتصال بالله و ملائكته وقد أعتبر ابن سينا الإلهام طريقة لتحصيل المعرفة من العقل الفعّال وترى الاتجاهات الحديثة وعلى رأسها ((ووردزوورث )) أن الشعر تعبير عن انفعال مستعاد بهدوء تظهر فيه غريزة إِظهار النفس ((حبّ الظهور )) وهذه الغريزة الاجتماعية ناجمة عن الرغبة في التعاطف ،والتلذذ بإِنشاء شيء جديد الشاعر كالطفل ينشئ لينفّسَ عن وجدانه الزائد . وهو أي الإلهام تألق وانجذب عند ((دي لاكروا )) و (( فيليكس )) بينما يرى (( ديكارت وبرغسون و اوستن وارين )) أن الإلهام عملية تأمّل لا شعوري ينتهي بالحدس .
    ويبدو أن الفنان كما تزعم (( أديت ستويل )) يحتفظ روحياً ونفسياً برؤياه كما يحتفظ الطفل بمباهج الكون حين تبدو له. وهو كنبي الله موسى عليه السلام يرى الإِله من خلال العلّيقة المحترقة ويرى (( لامب )) أن الفنان يحلم في اليقظة بينما يرى ((بول فاليري)) أن الملهم تستلب إِرادته فتنهال عليه الأفكار .وإِذا تجاوزنا ((لامب )) إلى ((بودلير )) نجد أن مبدأ الشعر عنده يعتمد على الطموح الإنساني إلى جمالٍ سامٍ يكمن بالحماسة وانخطاف الروح وهو أي الإلهام عند ((بالدوين )) إِشراق ذهني يأتي مما وراء الطبيعة وهذا يخالف ما قاله ((ادغار آلن بو )) من أن عملية الإلهام موجهة من الشعور ويرى (( فرويد )) أن الإلهام حالة اللاشعور – التسامي – بينما يعتبر تلميذه يونغ ان مصدر هذا الإلهام الإسقاط في اللاشعور الجمعي الذي تكوَّن ضمن بيئة معينة وتلقى مفاهيم مختلفة . لقد تحدث أرسطو عن التطهير الذي تحدثه المأساة فينا وأشار إلى الإلهام، ولكن يبقى أن نقول إِن الإلهام عملية معقدة لم يستطع الأدباء والشعراء ولا علماء النفس أن يجدوا لها التفسير النهائي وستبقى الآراء متضاربة ومختلفة حول ماهية الإلهام .فهو كالروح سر من أسرار الوجود يشع ولا نرى مصدر إشعاعه ويتحدث ولا تبصر فمه ويسري في عروقنا ولا نلمسه بأيدينا .
    إِن التفسير الخرافي الذي تبنّاه شعراء العرب سابقاً يجعلنا نؤكد أن عملية الإلهام عملية معقدة وهذا ما جعلهم ينسبون الشعر لشياطينهم حتى أنهم جعلوا بعض هذه الشياطين ذكوراً وبعضها إناثاً (( ولي صاحب من بني الشيصبان / فطوراً أقول وطوراً هو )) وقد بقيت التفسيرات الأدبية لمصدر الإلهام غامضة حتى جاء فرويد وتبنى نظرية جديدة في تفسير عملية الإلهام وما يميز نظرية فرويد هذه عن غيرها أن فرويد زعم أن أفعالنا تحفزها قوى نفسية لا نعرف الكثير عنها وأن هذه القوى الغامضة لا نستطيع التحكم بها إذ أنَّ مركز الثقل في الحياة النفسية الإنسانية هو اللاشعور ولا يمكن لنا أن نعرف هذا ((اللاشعور )) إلا من خلال تأثيره اللاحق في حياتنا وبعد فوات الأوان فالعمليات الواعية تكون واعية لفترة قصيرة ترتد بعدها إلى دائرة / اللاوعي / وهذا / اللاوعي / عالم محوط بالأسرار العميقة ويميز فرويد بين نوعين من / اللاوعي / نوع يمكن تحويله بسهولة وبشروط إنسانية إلى وعي ونوع يستحيل تحويله إلى وعي إلاّ بمعجزة كبيرة .
    وقد أفسخ فرويد مجالاً للواقع الجنسي في اللاوعي الإنساني وهذا ما أخذ ّ عليه وقد رفض ذلك تلميذاه (( يونغ وإدلر )) .
    هذا وقد قسم فرويد المناطق النفسية إلى منطقة ال/ هو / وهي مركز الثقل في حياتنا النفسية وخزّان الدافع الجنسي ومنبع الطاقات الحيوية فينا يحكم هذه المنطقة مبدأ اللذة وإِشباع الغريزة وهذه المنطقة تعادي وتكره المنطق ولا تعرف القيم الاجتماعية ولا الضوابط الخلقية تنطوي على دوافع متناقصة يمكن لها أن تتجاوز دون مشكلة غايتها إِرضاء الغرائز وهي مدمرّة في نهاية المطاف لا تهتم بسلامة الذات والآخرين .
    ومنطقة ال (أنا ) وتعتبر النظم الأول لطاقات ال(هو) والرقيب عليها تنظم الدوافع على نحو يسمح به الواقع ويرضى به المجتمع حيث تجنّب الذات النهاية المدمرة فما يسمح به الواقع يلبى وما لا يسمح به يدفع إلى أعماق ال (هو) فإذا كان عسيراً تحول إلى /عقد / ويعتبر الجزء الكبير من منطقة الأناغير واعٍ ويسمى الجزء الواعي منه/ العقل الواعي / .
    ويسند على الأنا دور الوسيط بين ((اللاوعي )) و(( العالم الخارجي ))وبين الرغبات غير المحدودة التي تقّرها الظروف والشروط الواقعية . ومنطقة الأنا الأعلى وهي المنظم الثاني لمنطقة ال((هو )) والحارس المتيقظ عليها خزان الأخلاق والمروءة والضمير الجزء الكبير منه غير واعٍ وهي قوة هامة يستنجد بها المجتمع لحماية نفسه ن النزوات والرغبات والغرائز المدمرّة والتي لا يستطيع ال (( أنا )) وحدة تدبيرها أو كبحها أو لجمها يمارس عمله من خلال ال (( أنا )) أو مباشرة يقف أمام اندفاع اللاوعي عندما لا يقره المجتمع وينمو من خلال تربية الأسرة والمربين وهو محكوم بمبدأ الأخلاق ومبدأ الثواب والعقاب، فإذا كان نشيطاً أدى إلى الإحساس بالذنب .
    هذا التقسيم الذي تبناه فرويد لاقى أستحساناً من قبل الأدباء و دارسي الأدب و ساهم بشكل كبير في فهم عملية الإبداع ورغم أن فرويد حيى بأنه مكتشف اللاوعي في الاحتفال بعيد ميلاه السبعين إِلا انه أشار إلى أن الشعراء والفلاسفة هم مكتشفو اللاوعي وما كشفه فرويد هو المنهج العلمي لدراسة اللاوعي إِن علم النفس يقول/رينيه ويليك/ و/ أوستن وارين / في كتابهما (نظرية الأدب ) ساهم في الكشف عن عملية الإبداع , وفي نبش خبايا نفس المبدع وفي الكشف عن غوامض العمل الأدبي (2) .
    وفي دراسة نفسية الكاتب يبدو أن العبقرية لدى الكاتب / الشاعر / كانت تقرن بالجنون عند الإغريق وتنسب إلى شياطين الشعر في وادي عبقر عند العرب وأصبحت حديثاً تؤوّل بالمدى الممتد من العصاب إلى الذهان فالشاعر رجل مجذوب عند البعض والموهبة تعويض عن نقص عند الكاتب على مبدأ كل ذي عاهة جبار فقد كان أبو حيان التوحيدي أعور وابن سيدة اللغوي الأندلسي أعمى وكذلك بشار بن برد وأبو العلاء المعري وربيعة الرقي وطه حسين وعبد الله البردوني وكان بيتهوفن أصم وكتيس قصيراً وبروست عصابياً وبايرون أعرج وبوب أحدب ، فالكاتب عند فرويد عصابي عنيد يصون نفسه بوساطة العمل الأدبي من الانفجار وتثير نظرية الفن كعصاب التي تبناها الكثير من المفكرين مسألة علاقة المخيلة بالاعتقاد ، فالروائي يشبه الطفل الحالم الذي يحكي لنا الحكايات فيخلط عالم الواقع بتخيل من عالم آلامه وآماله ومخاوفه ويرى أليوت أن الفنان أكثر بدائية كما هو أكثر تمدناً من معاصرية وباعتبار أنّ الكاتب عضو في مجتمعه فهو أكثر الناس تمكناً في التعبير عن أحاسيسه رغم أنه ليس أكثر الناس إِحساساً ، ويوفرّ الكتَّاب والشعراء المادة الخصبة للمحلل النفسي لأن شخصيات أعمالهم تمثل أنموذجاً يمكن دراسته والحكم عليه إِن / أوستن وارين / يعتبر الشاعر حالم يقظة يحظى بقبول المجتمع وبدلاً من أن يغير شخصيته ينمي خيالاته وينشرها (3) .
    يقول فرويد ((الفنان في الأصل رجل تحول عن الواقع لأنه لم يستطع أن يتلائم مع مطلب نبذ الإشباع الغريزي فأطلق الفنان كامل رغباته الغرامية ومطامحه الذاتية في حياة الخيال ثم وجد طريقاً للعودة من عالم الخيال إلى عالم الواقع وهو يصوغ نوعاً آخر من الواقع / العمل الأدبي / )) .
    إِن الأديب إِنسان شفّاف مشرق الروح والفكر تتميز أعصابه بحساسية دقيقة تكتشف الواقع بكل أبعاده ومعانيه وتتحسس الصعوبات التي تتوضع في حياة الآخرين سواء أكانت فكرية أم اجتماعية أم فلسفية وهو في الوقت نفسه يعشق الجمال والكمال المطلق بفطرته التي وهبها الله له وباعتبار أن الصراع قائم بين ما هو واقع / فعل _ فكر غير مرضي / وبين طموح الانسان لبلوغ الكمال المطلق فإن الأديب يرسم لنا صورة هذا الصراع ويفترض الحلول المشرقة لصورة الواقع المشّوهة. فصورة المرآة في الواقع أقل مكانة من صورتها في الأدب وكذلك صورة المعلم / كاد المعلم أن يكون رسولا / إذاً لا يقبل الواقع على ما هو عليه لأن شكل الكمال المطلق الموجود خياله وفكره .
    وتدعونا دراسة نفسية الكاتب إلى الكشف عن القوانين النفسية التي تحكم الشخصيات التي يرسمها هؤلاء الكتاب في أعمالهم ذلك أن الإنسان هو محور الأدب وهذا ما يدعونا في قراءتنا لأي نص أن نجد نموذجاً لإنسان ما يحملنا على التفكير في الأسباب التي دعت هذا الأنموذج من الناس إلى التصرف على هذه الشاكلة أو تلك ./ فدون كيشوت سير فانتس / قتل مجموعة من الأغنام وتصورها أعداء له ولما اكتشف أنها أغنام وليست بشر قال : الحمد لله الذي مسخ أعدائي أغناماً وكذلك فعل الشاعر العربي (( الراعي النميري)) المصاب بلوثة في تفكيره مع كلب وظاناً أنه لص .وأوديب تزوج أمه وقتل أباه وشهريار كان مولعاً بالزواج والقتل يتزوج كل ليلة أمرأة ويقتلها في الصباح وشخصيات قصائد نزار قباني من النساء لأن مأساة أخته وصال بقيت ماثلة أمام عينيه .
    وكثيراً ما يعكس الكاتب دوافعه النفسية على لسان شخصياته أو كثيراً ما تندفع الشخصيات بالحديث المختبئ في عمق وجدان الكاتب ذلك أن الكاتب عضو في مجتمع يستمد منه أفكاره وتؤثر فيه معطياته .
    إن شخصيات قصة / أرزاق يا دنيا أرزاق / للكاتب السعودي علوي طه الصافي هي شخصيات من صميم المجتمع تحكمها دوافع نفسية راسبة في أعماق لا وعيهم فأعظم شخصية في هذه القصة تحكمها آلام القهر والصمت والفقر وأكثر ما يبعث التناقض في حياة هذه الشخصية أن المغنّي يجمع الملايين بينما الملايين لا يجدون إلا أوراق الشجر طعاماً لهم ، وكذلك شخصية الزوج السكير في قصة / شمس صغيرة / لزكريا تامر فهو حالم يقظه يتصور الخروف جنياً يمكن أن يقدم جدار من الذهب التي وعده إياها ويمكن له بذلك أن يحل مشكلة الفقر التي تسيطر عليه وتسير حياته ، أنه رجل تحكمه ال (هو ) بما فيها من رغبات وغرائز .
    وبناءً على ذلك يمكننا أن نجمل القول بأن علم النفس دخل في صميم الأدب وأصبح مسباراً فعالاً يساهم في الكشف عن جوانب العمل الأدبي وفي نبش ذات الكاتب وتوضيح اتجاهاته وهو ضرورة هامة من ضرورات الأدب .
    المنهج الاجتماعي في دراسة الأدب
    يستمد الأدب جانبه الاجتماعي من كونه مؤسسة اجتماعية أداته اللغة التي هي نفسها من خلق المجتمع (1) .
    فالأدب ينبثق من المجتمع ويكتب له ذلك أنه يمثل الحياة تمثيلاً حقيقياً والحياة هي الحقيقية الاجتماعية التي يمكن لنا أستيارها من خلال الفكر و الأدب .
    لقد كان الأدب العربي شعراً ونثرا يمثل الحياة الاجتماعية العربية أصدق تمثيل في جميع جوانبها فقد رسم لنا الأدب الجاهلي العادات والصور الاجتماعية بشكل واضح حتى أنه يمكن القول إننا لم نتعرف على صور المجتمع العربي الجاهلي إلا من شعره والمتصفح لدواوين الشعراء الجاهليين يجد قيماً وأنماطاً من السلوك تتحدث عن الشجاعة والبطولة والكرم ونصرة المظلوم وحماية المرآة والثأر والانتقام وغيرها . مما جعلهم يقولون بحق (الشعر ديوان العرب ) وهذا ينقض ما زعمه الدكتور طه حسين في كتابه ( في الشعر الجاهلي ) من أن الشعر الجاهلي لا يمثل الحياة الجاهلية . وكذلك كان الأدب الإسلامي والعباسي وأدب عصر الدول المتتابعة مع تطور في الموضوعات والأغراض والمضامين . لقد كان الشاعر العربي بصفته عضواً في مجتمعه منغمساً في وضعه الاجتماعي ويتلقى فيه نوعاً من الاعتراف ، لأنه يخاطب جمهور القبيلة .وفي المجتمع البدائي لا يمكن فصل الشعر عن اللهو والسحر والشعائر .
    لقد كان للشعر الجاهلي كما يقول الدكتور عبد المجيد رزاقط (( بعض نشاط الإنسان الجاهلي في مواجهة الحياة ، فهو مرتبط بالدين والعمل والعلاقة بالآخر والمحيط ، ولعل ارتباطه بالدين والعمل هو الذي جعله نوعاً من الفناء فهو إنشاد وحداء وليس نظماً أو قولاً )) .
    ويضيف الدكتور عبد المجيد قائلاً : (( لقد كان السائد لدى الشعراء الجاهليين أن الشعر يصدر عن وحي أو عن إلهام شياطين تسكن وادي عبقر ومما قيل في هذا الصدد قول أحدهم :
    وقافية عجت بليل روية تلقيت من جو السماء نزولها
    وقول الآخر :
    ولي صاحب من بني الشيصبان فطوراً أقول وطوراً هوه
    ومن ذلك ما يقول امرؤ القيس :
    تخبرني الجن أشعارها فما شئت من شعرهن اصطفيت
    أما عبد الله بن رواحة فقد كان يرى في الشعر أنه شيء يختلح في صدره فينطق به لسانه.
    هذه النظرة إلى مصدر الإلهام الشعري – ايحاءات شياطين رغم سذاجتها تدل على مفاهيم اجتماعية زرعها المجتمع في فكر الشاعر فهي من صنع المجتمع وتعبر عن خليقته الثقافية القائمة على التفسيرات الغيبية الخيالية المسطحة ، إن الماركسيين رغم اعتمادهم على المحسوس والواقع في نظراتهم الفكرية إلا أنهم لا يدرسون الأدب وصلاته في المجتمع من خلال الواقع وما يفرزه من الراهن وفي مجتمع المستقبل الخالي من الطبقات كما يتخيلونه ونقدم للأدب نقد تقويمي تقييمي قائم على معايير غير أدبية بل معاييرهم إيديولوجية خلقية وهم بذلك لا يتصلون بالمجتمع المعاصر لهم بل بالمجتمع القائم في أفكارهم سواء تحقق أم لم يتحقق واقعياً .
    إن الأعمال الأدبية تمدنا بالوثائق الاجتماعية والأديب في هذه الأعمال ينقل لنا الحقيقة ضمن إطارها التاريخي الاجتماعي يقول دي بونالد (( الأدب تعبير عن المجتمع )) فهو يعكس الحياة بجميع صورها ويعبر عنها من جميع جوانبها والأصول الاجتماعية للأديب تمارس دوراً رئيسياً في المسائل التي يثيرها سواء أكان في مركزه الاجتماعي /كخادم للبلاط / أو في فراغه الاجتماعي حين يكون ممثلاً لصورة المجتمع التي ترتسم في أعماقه من خلال ممارساته وعلاقاته البسيطة والمعقدة . إن ولاء الأديب وعقيدته تمثلان المجتمع بأشكاله .سواء أكان ولاؤه حقيقياً ودفاعاً عن قضايا اجتماعية أو كان صورياً مدافعاً قيه عن البلاط دافناً لنظرته الحقيقية للوجه الآخر للمجتمع .
    إن جميع الأدباء على الإطلاق يستمدون تجاربهم من المجتمع متأثرين به وفي الوقت نفسه يفرغون هذه التجارب في المجتمع ويؤثرون فيه لأنهم يعيدون صنع هذه الصورة الاجتماعية بالشكل والوجه الذي يرغبون .
    ويعتقد / توماس وارثون / أول مؤرخ حقيقي للشعر الإنجليزي (( أن الأدب فضيلة تخصه وهي التسجيل المخلص لسمات العصر والحفاظ على أفضل تمثيل للأخلاق و أفضل تعبير عنها )) لقد كان الأدب العربي رصيداً حقيقياً للحياة الاجتماعية العربية بكل أبعادها و أشكالها
    إِن الأدب كما يقول محمود أمين . العالم ليس ألا موقفاً أجماعياً يحمل في طياته مضموناً ما ويعتبر العالم (( أن الثورة في الأدب هي تنمية الرؤية الموضوعية للواقع الإنساني وتوكيد لقيم الحرية والمساواة وإعلان إنسانية الإنسان وتنمية طاقاته المبدعة للمشاركة في تغيير الحياة وتجديدها )) إننا كما يقول عباس السعدي (( نفهم إجتماعية مضمون الأدب انطلاقاً من اقتناعنا باجتماعية الأديب )) . (( إن الأدب إبداع ذاتي فردي ، ولكن ذاتيته لا تنفي اجتماعيته )) .
    ولطالما وقع البرجوازيين في مغالطة حين دعوا إلى / لا اجتماعية / للأدب زاعمين أن ذلك يلغي فردية الأديب مع أن الأدب البرجوازي هو أدب اجتماعي بمعنى من المعاني لأنه يكرس سيطرة طبقة على حساب طبقات أخرى .
    إن صراع السلبي مع الإيجابي في الأدب هو صراع اجتماعي بين المرفوض والمقبول وهو مضمون اجتماعي يسعى الأديب إلى إبرازه وهذا لا يعني وضع الأدب ضمن خطوط مسيسة تلزم الخطوط الواضحة لصراع الحياة فالأدب لا يؤدي دوره الاجتماعي إلا حين يعكس بصدق الحياة في صلاتها وعلاقاتها الجوهرية ذلك أن الالتزام نفسه في الأدب ينبثق من الرؤية الاجتماعية والتاريخية .
    إن أية نظرة متفحصة للأدب بجميع أشكاله وقوالبه تعزز انتمائية هذا الأدب للمجتمع الذي عاش فيه بحيث لا تخرج هذه النظرة الأدبية عن القضايا التي عاشها الأديب وتأثر بها ، وإن فهم الأديب المتعمق للحياة هو نوع من الادراك الحقيقي لقوانين الحياة والمجتمع.
    إن واقعية الأدب وإجتماعيته تأتي من خلال انخراط الشاعر أو الكاتب في قضايا أمته الاجتماعية ولو أدى به ذلك إلى الصدام مع المفاهيم الاجتماعية فالأدب كما يقول نزار قباني : (( عملية صدامية .... عملية استشهاد على الورق والشعر هو الناس هو الشارع)) ثم يضيف قائلاً : (( القصيدة ليست مجرد عملية تطريب أو تخدير يسمعها الإنسان العربي في أمسيته ثم يعود إلى حالته الأولى .... ووظيفة الشعر أن يحرض الإنسان على نفسه ولا شعر حقيقي دون تحريض )) (2).
    (( لقد كانت المرآة كطرف اجتماعي عند نزار كما يقول (( المرآة أرض خصبة ووسيلة من وسائل التطوير والتحرير وأنا أربط قضيتها بقضية التحرير الاجتماعي للرجل والمرآة على السواء)) (4) .
    بينما يرى أدونيس أن (( مدى حركة الشاعر العربي محدوداً جداً . محدود بالسطح الاجتماعي وبالسطح السياسي )) لأنه يعتقد أن (( الشعر نقيض للواقع المؤسس المجمد المباشر المبتذل المكرر الذي لا يساعد في الكشف عن حقيقة العالم أو عن أسرار الحياة الإنسانية )) (5) .
    والناظر إلى صفحات المجلات والجرائد كما يقول إدونيس (( يرى في معظمها دماء المثقفين تسيل من كل جهة أي أنك لن تجد فيها سوى الاهاجي والشتائم والنقد الجارح والتشويه بمختلف أنواعه )) . وهذا يعني أن الأدباء والمثقفين بعيدون كل البعد عن المفرزات الاجتماعية العربية التي هي لب القضية الأدبية التي تستمد منها المعاناة والتجربة. إن أي أدب لا ينتمي إلى معطيات مجتمعه محكوم عليه بالفشل سلفاً لأن مادة الأديب هي المجتمع منه يغرف وفيه يصب وحتى عند من ينظرون إلى الأدب نظرة حداثية نجد كما يقول الدكتور غالي شكري أن (( النخبة تختار جزيرة مهجورة حتى تتجنب شر القتال )) .
    وأي أدب يتجنب شر الصدام والقتال الاجتماعي ليس إلا أطرأ وهمية بل هو هذر كلام لا طائل تحته لأن الأدب روحه المجتمع . وما تزال الفجوة كبيرة وخطيرة بين الحداثيات العربية والقاعدة العريضة من القراء الذين لم يعودوا يجدون المضامين الاجتماعية التي تتحدث عن قضاياهم العامة والخاصة)) (7).
    إن الحداثة الحقيقية كما يراها غالي شكري (( ثورة في المجتمع والفكر والفن )). وليس المبدع فيها إلا : (( إنساناً ثورياً لأنه يدرك أن الحداثة تجربة ورؤيا متناقصان مع الذوق السائد والوجدان السائد والعقلية السائدة ويدرك أن الفكر ينفصل عن الجمال )) (8) .
    إن مقولة منتغمري بلجيون : (( الكاتب داعية غير مسؤول)) (9) . غير صحيحة لأنه حقيقة داعية مسؤول عما يقوله فهو يستمد من المجتمع حيث يقوم برفض أو تصويب أو تجديد قضايا تعيش واقع الإنسان فتبني الكاتب لرأي ما أو نظرية ما إنما يكون من خلال قناعات قائمة على أسس عميقة يفهمها هذا الكاتب حق فهمها ويوضحها لقرائه من خلال شفافية أدبية واعية ولا يحكم على مسؤولية الكاتب كما يقول أليوت إلا من ((خلال النية المعلنة والتأثير التاريخي لهذه النية المعلنة)) (10) .
    إن الأدب كما يقول مندور (( ضرورة حياتية تشبع في حياة الناس حاجات ملحة لا تقل خطورة عن الحاجات المادية)) (11). ولذا كان من واجبات الأديب أن يساهم في تنظيم الإنتاج العام وتنمية وتحقيق العدالة )) .
    لقد احتدم الصراع بين فردية الأدب واجتماعيته عند البعض وبين وظيفته الجمالية والحياتية ، وهل الأدب هروب وحياد أم هل هو رأي والتزام تجاه القضايا الاجتماعية ؟ لقد قاد هذا الصراع أصحاب الشعر الغنائي للنظر إلى الفن على أنه المعبر عن النفس البشرية وما حديث الأديب عن العالم الخارجي والطبيعة إلا لأنه ينعكس ويتلون بألوان ومع أما نسلم أن أحد جوانب الأدب التعبير عن النفس البشرية فإننا نرى أن هذه النفس نفسها تحفل بالموضوعات الاجتماعية .
    المنهج اللساني في دراسة الأدب
    المطلّع على تاريخ الأمم السابقة يجد أمه حافل بالدراسات اللسانية كما يقول الباحث اللساني الإنكليزي / روبنز / فقد أسترعت الظاهرة اللغوية (( صوتاً وتركيباً ودلالة )) انتباه الإنسان ، فالحضارة الهندية بحثت في مجال الصوتيات اللغوية منذ أربعة آلاف سنة على يد / بانيني / واليونان استفادوا من بحوث الإغريق اللغوية التي قدمها أفلاطون وأرسطو والمدرسة الرواقية ولا سيما في المجال الدلالي البلاغي . والصينيون واليابانيون ساهموا في هذه الدراسات على يد اللساني / هياكاوا / في كتابه اللسانيات الشرقية والعرب ساهموا في التحويل الكبير في مسيرة لتراث اللغوي العالمي بما خلّفوه من تراث لغوي يضم :
    - كتب النحو والشروح التي تناولته (( نحويّات )) .
    - كتب التجويد وفق قراءة القرآن (( صوتيات )) .
    - كتب البلاغة (( دلاليات )) .
    - كتب الفلسفة والمنطق .
    - كتب التفاسير القرآنية والنبوية .
    - كتب دواوين العرب الشعرية والنثرية وشروحها .
    - كتب الموسوعات المعرفيّة / الجاحظ – ابن حزم / .
    - كتب المعاجم واللغة .
    - كتب التاريخ .
    وقد حفل التراث اللغوي العربي بركامٍ معرفيٍ تناثر في تاريخ الحضارة العربية .
    ذلك أن العرب القدماء أرادوا تفسير الظاهرة اللغوية كما فسروا الظواهر الإنسانية والطبيعية خدمة للنص القرآني . ومما يسترعي الانتباه حديثاً أن التطور قد شمل بحوث اللسانيات الحديثة تهتم بالأصوات اللغوية والتراكيب النحوية ، والدلالات والمعاني اللغوية ، وعلاقة اللغات البشرية بالعالم الفيزيائي من خلال دراسة عملية تستخدم المقاييس التالية ومن خلال ملاحظة الظواهر اللغوية والتجريبية ( الاستقراء المستمر ) ، وبناء نظريات لسانية كلية وضبط هذه النظريات ومن ثم ضبط الظواهر اللغوية واستعمال النماذج والعلائق الرياضية .
    وللسانيات فروع متعددة كل منها يختص بناحية جزئية :
    فاللسانيات النظرية : تبحث في النظريات اللغوية الحاضرة والماضية من خلال (( الصوتيات الفيزيولوجية النطقية و الصوتيات الفيزيائية و الصوتيات السمعية الدماغية)) والنحويات أو علم التراكيب المتضمن (( بناء الجملة – بناء الكلمة – التقديم والتأخير في العناصر اللغوية )) والدلاليات أو علم المعنى الذي يشمل ((علم المعنى الخاص والعام وعلى بنية الدلالة في الدماغ وعلم التعرف على اللغة عندما تختزن في الدماغ وعلم التعرف على اللغة عندما تختزن في الدماغ دون معرفتها وعلم فهم اللغة عندما تختزن في الدماغ مع فهمها وعلم المشترك والترادف .... )) .
    واللسانيات الانثروبولوجية : وتبحث في صلة اللغة بأصل الإنسان لأنها عضو بسيولوجي إنساني .
    واللسانيات التطبيقية : وتبحث في التطبيقات الوظيفية التربوية للغة من أجل تعليمها والمنهجية لتقنيات تعليم اللغة (( أصول تدريس مناهج تدريس )) .
    واللسانيات الاجتماعية : وتبحث علاقة اللغة بالمجتمع لأن اللغة ظاهرة اجتماعية تتفق عليها الجماعات وتعكس عادات وتقاليد وثقافة اجتماعية .
    واللسانيات البيولوجية : وتبحث في علاقة اللغة بالدماغ ومقارنتها بالبنية الادراكية عند الحيوان والتطور اللغوي البيولوجي عند الأطفال .
    واللسانيات الرياضية : وتبحث في اللغة كظاهرة حسابية مركبة صوتاً وتركيباً ودلالة ومنظمة بحيث يمكن وضعها في أطر رياضية لإثبات ما قاله / تشومسكي / من أن اللغة آلة مولدة قادرة على توليد ما لا نهاية له من الرموز اللغوية بطرق محددة .
    واللسانيات الحاسوبية : التي تستعمل الكمبيوتر من أجل الدقة والسرعة في البحوث اللغوية والترجمة اللغوية ولقد استرعى انتباه دارسي الأدب استعمال اللغة من قبل اللسانيين وأدركوا أنه يمكن لهم أن يستفيدوا منها في مجال الدراسة الأدبية وإذا كان اللجوء إلى المنهج الاجتماعي والنفسي في مواجهة التجربة الإبداعية خارج عن طبيعة الأدب فإن الإستعانة باللسانيات يأتي من داخل الأدب بعد أن استطاعت هذه المباحث أن تحقق تطورات كبيرة في القرن العشرين فالموضوع المدروس في هذا المنهج هو اللغة الإنسانية التي توظف في الأدب توظيفاً جمالياً .
    وأداة الدراسة هي لغة المفاهيم والمصطلحات فاللساني يستخدم اللغة في دراسة اللغة استخداماً خاصاً فيحلل ويركب ويشرح ويفسر ويحكم ويستقريء ويستنتج ويخرج بحقائق تتصل بجوانب اللغة لإقامة نظام يستوعب هذه الأشكال كلها ويجعل أمر وجودها ممكناً ضمن نظام لغوي ، ودارس الأدب لسانياً يشرح ويفسر ويحلل ويوازن لإقامة نظام أدبي يحكم أنتاج هذه النصوص أو ما يسمى بنظرية الأدب الداخلية أو الشعرية .
    وتبدو اتجاهات أصحاب المنهج اللساني في دراسة الأدب تسير في منحيين :
    1- استلهام الأنموذج اللساني كلياً أو جزئياً على اعتبار أن الأدب شكل من أشكال الممارسة اللغوية المتميزة بسيادة الوظيفة الجمالية لاستخلاص النظام الذي يحكم النصوص الأدبية في فن من الفنون .
    وفي بحث ناقد الأدب عن النظام الأدبي الخاص بأدب أمة ما يفترض فيه أن يبدأ من دراسة الإنشاءات الأدبية الفردية / نصوص مختلفة / ثم يضعها تحت عناوين الأجناس الأدبية ثم يستنبط الأعراف والقوانين والمعايير والقيم والضوابط التي تحكم إنتاجها والتي تشكل النظام الأدبي / الشعري / ففي دراستا لمجموعة قصص لكاتب من الكتاب نكتشف النظام الأدبي الذي يحكم إنتاج القصة لديه وفي دراستنا لما أنتجه كتاب القصة في بلد من البلدان نكتشف النظام الأدبي الذي يحكم القصة في ذلك البلد .
    ويمكن أن نأخذ مستوى من مستويات اللغة ونستلهمه جزئياً كاستلهام المستوى النحوي وتطبيقه على المسرح والقصة ( فالجملة في اللغة العربية تتألف من فعل وفاعل ومفعول به وظرف وجار ومجرور ومنصوبات ) ويمكن استلهام ذلك في المسرحية . فالعمل المسرحي هو الفعل والشخصية التي تؤدي هذا العمل هي الفاعل والشخصيات المتأثرة بالعمل هي المفعول به والمحتوى الزماني والمكاني هما ظرفا الزمان والمكان والحوافز والغايات هي المفعول لأجله والمؤكدات هي المفعول المطلق .
    2- توظيف المصطلح اللساني في دراسة الأدب باعتبار أن الأدب فن لغوي (( إنشاء لغوي)) فإنه بوسع دارس الأدب أن يستخدم المصطلح اللساني في وصفه لهذا الإنشاء بمستوياته المختلفة وأن يصغ توظيفاً أفضل لمختلف وجوه العمل الأدبي وأن يستخدم معطيات هذا التوظيف في تحديد ما يجعل الأدب أدباً بشكل عام أو يفسر جمالية وجه من وجوهه فدارس الأدب يستطيع أن يصف لسانياً المستويات التالية من العمل الأدبي :
    (( المستوى المعجمي _ الصوتي _ الوظيفي الصوتي _ الصرفي _ الدلالي _ النحوي _السياقي الإنشائي )) .
    يقول د. رضوان قضماني في مقاله / ملامح في الشعر العربي الحديث في سورية / مجلة الموقف الأدبي عدد / 217 – 219 / 1989 ص 219 (( الشعر ممارسة لغوية إبداعية تتم بقوانين أدبية اجتماعية تاريخية تقوم على التعامل مع منظومة اللغة نفسها لتجعل منها منظومة إبداع وتتجلى عبقرية الشاعر في الإمساك بتلك القوانين التي تدير الكلام وتتحكم به والنظرة اللسانية إلى الشعر لا تفصل بين الدلال والمدلول أو بين الشكل والمادة أو بين العبارة والمحتوى بل ترى في الشعر عملاً تتحقق فيه وظائف اللغة الثلاث (( الوظيفة المرجعية _ والوظيفة الإيديولوجية _ والوظيفة الشعرية )) دون فصل لأن النص الشعري علاقة غير منفصمة كما يؤكد / لوتمان (1) / )) .
    ويضيف د . قضماني (( أن الوظيفة المرجعية ترتبط بالواقع والعلاقة مع الواقع مفتاح الدخول إلى الشعر والعلاقة اللسانية جزء من الواقع المادي والوظيفة الإيديولوجية أدراك واع لذلك الواقع وللعلاقة اللسانية دور إيديولوجي جلي فعندما تتحول العلاقة اللسانية / الخبز / إلى رمز ديني تتحول إلى علامات إيديولوجية (2) )) .
    وبما أن اللغة هي الواقع المباشر للفكرة وأن العلاقة اللسانية هي اتحاد بين الدال والمدلول فإن الشعر هو اتحاد بين الدال والمدلول (( اللغة والفكرة )) اللتين تحققان الوظيفتين المرجعية والإيديولوجية وتلتقيان عند الوظيفة الشعرية .فالنظر في بنية الشعر العربي في سوريا في قصائد الثمانينات يدفعنا إلى التوقف عند المستوى الوظيفي الذي يبحث في الكلمة وظيفتها في اللغة _ في الشعر _ من خلال السياق .( التراكيب _ تراكيب القصص الشعري التي تمليها ضرورة المونولوج حيث تتزاوج صيغة المتكلم مع المخاطب مع الغائب لتتحد في صيغة دلالية _ تراكيب قصيرة ومستقلة ... كل منها صورة فنية قائمة بذاتها ) .
    وتراكيب تضفي على النص الشعري حساسية خطابية (( شعر التحريض )) حيث يسود فيها النداء والتمني والمستوى الصوتي القائم على الإيقاع الذي يجمع الوزن والقافية فالشعر في جانبه الصوتي تطبيق منظومة وزنية إيقاعية منظومة لسانية (3) )) .
    إن توظيف المصطلح اللساني في دراسة الأدب تدفع بالدارس أن يفتح آفاقاً جديدة الإطلاع على جوانب النص الأدبي وتفتح أمام القارئ عوالم جديدة يكتشف من خلالها أفق تجربة الأديب الخاصة وآفاق تجارب الشخصيات التي أستلهمها هذا الأديب .
    فالواقع الأدبي يشير إلى أن للغة أهمية عظيمة في فهم الأدب لأنها من مكوناته الأساسية وهي أداته التي من خلالها يمكن للأدب أن يرسم تجارب الحياة فاستعمال الأديب لصيغة الفعل المضارع في عمل أدبي ما له دلالة تتعلق بواقع العمل وشخصية الأديب استعمال ضمير المتكلم أو المخاطب أو الغائب له دلالة خاصة والإكثار من استعمال صيغة الحال أو الأسماء له دلالات مهينة . وإنه لمن نافلة القول أن ندّعي أن دراسة الأدب لسانياً تكفي في فهم غوامض النص الأدبي وإن كانت ضرورية في تسليط اضاءات على ذلك النص .
    تفضلوا بزيارة مدونتي

    hosn955.maktoobblog.com

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    دراسة رائعة

    أستاذي حسين :

    استمتعت جدا بالقراءة

    شكرا لمجهودك

    وبإنتظار روائعك دوما

    تقبل خالص إحترامي وتقديري

المواضيع المتشابهه

  1. خلافة علي بن أبي طالب-المستشار الأدبي: حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-06-2016, 01:04 PM
  2. قصة قصيرة( الضبع) /حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 08:41 PM
  3. ما علينا / للشاعر حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 22-08-2006, 03:12 PM
  4. هذه الشام لا تقولي كفانا / حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-08-2006, 08:15 PM
  5. إعادة تشكيل الموقف من الشاعر / حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-06-2006, 05:38 PM