المناسبة : ذكرى ميلاد !
دماؤكِ في ذمة الراحلين !
ولستُ أطيل عليكِ الروايةَ .. فالحزن آخرة المخلصين !
.
هنيئاً لعمْركِ عمراً .. ثقيلاً .. بديناً ..
" قصيراً كقامتكِ يا صغيرةْ " !
ينام على طرقات الليالي .. وفي جنَبات الظلال وحيداً
ويهبط مثل الضباب .. وحيداً
يشبّك بين الأصابعِ .. يرقب موتاً ..
يحضّره النادلون بمائدةٍ مستديرةْ
وكل المساءات باحت بأسرارها للنخيل !
فلا تنطقيها !
متى قلتِ " آهٍ " ستجتاحها رعشة من عويل !
نعم .. بتّ أعلمُ أن النساء تسوّقن بين ضلوعكِ في كل وقت !
وبعن إلى الناس ثرثرةً واشترين النفاق
وأنتِ تعيشين في الظلّ خلف قراءة كفّ النهارِ
وفنجانُ قهوتكِ قاعـُه أسود مثل نفط العراق !
أيا سدرةً من لُعاب الترابِ .. تفشّت بأوراقها غرغرينةْ !
فعاشت حزينةْ !
ومحرقةً من رماد المواجعِ ! ..
تـُفضي إليها دروب الشقاء !
أشاعوا بأن المحبة أغذيةٌ منحتها الحكومة للفقراء !
فأطعمتِ قلبكِ جداً ..
وأحببتِ جداً ..
بعاطفة ترتدي جورب الأمنيات ..
ومحفظة عـُرضة للنصوص !
وأمعنْتِ في النحو والحرف .. جداً ..
وزينتِ شِعركِ بالضمّ حيناً .. وبالكسر حيناً ..
وأشعلتِ بضعاً وعشرين بيتاً ..
وشمعةْ
هنيئاً .. هنيئاً لكِ يا صغيرة !
فبوّابة العمر لا تُخرج النازحين تباعاً ..
تماماً كأهل الجمارك في الدول العربيّةْ !
وأنت هناك
تطلّين من فجوات النوايا .. كمئذنة في غبار الحروبْ
ورأس تراوغها بندقية :
- " لماذا تنازلَتِ الشمس عن عرشها ؟ ..
وتلك الصحاري تقبّل أقدامها عند كل غروبْ ؟! "
- " لأنّ السراب دموع الإضاءةْ !! "
كلام طويل طويـــل ! كقافية تستجير من النثر !
شعبية البدء .. مكفولة العيش .. محكومة بالقراءةْ !
وتصفيق قارئ !
.