الصولجان

جموع غفيرة من الناس تملأ المكان , أصواتهم تعلو هنا وهناك .... بالروح والدم نفديك يا رئيس .
تعال من هنا بسرعة سوف يمر الآن حتى تراه عن قرب أرجوك بسرعة تعالت أصوات صفير الإنذار وأبواق السيارات ,
ــ هاهو أنظر اليه منذ فترة طويلة وهو لم يطل علينا ,
ــ دعنا نقترب ,
ــ ماذا تقول ,
ــ أقول دعنا نقترب ,
ــ أنه في كامل صحته , أنظر أنه يشير بيده اليسرى , أين يده اليمنى ؟
أنه يمسك كالعادة بالصولجان ,
ــ ما سر هذا الصولجان ؟
ــ لقد قلت سابقا ً أنه يحمل في داخله جواهر ثمينة تقدر بالملايين !!!
ــ أقول لك : لا .. إنه يحمل في داخله مفتاح سري لخزانة ثروته !!
ـــ هل مازلت مصراً على رأيك ؟
ــ نعم ,
أطلق ضحكة عالية وقال : أننا في العالم الثالث !!
ــ هل رأيت الرئيس في العالم الغربي يمسك صولجانً مثل هذا ؟
ــ على الإطلاق , أنه لا يملك سوى الشفرات الخاصة بإطلاق الصواريخ النووية .

الطليان المبدع...
مقارنة مجحفة بحق بين الرؤساء في لاشرق والغرب ، بغض النظر عن الانتماء العرقي والديني والى ما غير ذلك ، لكنها اتت بصورة اكثر من ملخصة للواقع الذي نعيشه ، وكأن الصولجان انما هو الخضوع للابائية التي نحن دائما نؤثث لها ، ونخضع لقوانينها ، ولاننطلق خارج اسوارها ، واما الاخر فمنطلق وها هو يعانق افاق السماء بزر ، وليس صولجان ،انهم يسخرون كل شيء من اجل الوطن ، ونحن نسخر الوطن من اجل جمع كل شيء في خزائننا ، هنا لايمكن المقارنة ابدا...

دم بخير
محبتي
جوتيار

نص كما كوب من الماء البارد في يوم قائظ

حوارات ظاهرها السذاجة وباطنها الذكاء والسخرية النابعة من القهر.

استمتعت حقا بقراءتك وهي المرة الأولى.
أتمنى أن نقرأ لك المزيد
تحياتي أخ عبد الله.

أخي جوتيار تمر

نعم هي مقارنة مجحفة , قد لاتكون معممة ولكن هي تشير الى نمط التفكير
قبل كل شيء , وهذه فقط رمزية تعبر عن الحال .

لك مني كل الود والاحترام

الطليان

الفاضلة حنان الاغا
تشرفت بمرورك
لكِ كل الاحترام والتقدير