أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الكويت: منارات ثقافية

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 135
    المواضيع : 48
    الردود : 135
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الكويت: منارات ثقافية

    الكويت: منارات ثقافية

    كتب: أحمد فضل شبلول

    لم أعاصر صدور مجلتي الرسالة والثقافة في مصر، ولكن عاصرت صدور مجلة العربي "الكويتية"، فوجدتُ أنها مجلة عصرية تجمع بين ألوان شتى من المعرفة والثقافة التي تسهم في التكوين للثقافي لمن يحرص على اقتنائها، فارتبطتُ بها في وقت مبكر، وحتى الآن.
    وقد قادتني "العربي" للتعرف على الألوان الثقافية المختلفة والزاهية التي تزخر بها دولة الكويت الشقيقة، سواء تلك المرتبطة بنشاط الدولة، أو المرتبطة بجهود مؤسسات وأفراد من أبناء الشعب الكويتي.
    لن أتحدث في هذه العجالة عن جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي تتجلى أروع إصداراته في السلسلة الشهرية منتظمة الصدور "عالم المعرفة"، والمجلة رفيعة المستوى ذائعة الصيت "عالم الفكر"، وجريدة الفنون، وغيرها من السلاسل الثقافية المؤلَّفة والمترجمة.
    ولن أتحدث عن المهرجان السنوي الثقافي المتميز "مهرجان القرين" الذي حضرت جانبا من فعالياته آخر العام الماضي، عندما كرَّم الشيخ جمعة الماجد، صاحب مركز جمعة الماجد للتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكأن القرين يمجد التراث العربي في شخص الماجد.
    ولن أتحدث عن فعاليات ثقافية أخرى كثيرة، تُقام في دولة الكويت، أو منارات ثقافية رسمية أخرى.
    ولكن دعوني أتحدث عن مؤسسة ثقافية كويتية عملاقة جعلت من الشعر ـ فنِّ العربية الأوَّل ـ تخصصها الفريد، هي مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري التي خرجت إلى الوجود عام 1989.
    ومنذ هذا التاريخ، وهي تقدم المزيد والمزيد من الخدمات الفريدة للشعر والشعراء على مستوى الوطن العربي، بل امتدت خدماتها أيضا إلى الشعر والشعراء العرب، خارج الوطن العربي. ويكفي أن نشير فقط إلى معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الذي صدر ورقيا (في سبعة مجلدات فخمة) ثم إلكترونيا (في أسطوانة واحدة)، وله إدارة مستقلة داخل المؤسسة، فضلا عن إدارة الجائزة التي تُمنح كل سنتين لأفضل قصيدة عربية، وأفضل ديوان شعري عربي، وأفضل دراسة نقدية عن الشعر العربي (من بين المتقدمين لنيل هذه الجائزة رفيعة المستوى ماديا ومعنويا) بالإضافة إلى تكريم الشعراء الكبار الأحياء في فن العربية الأول، وقد وقع اختيار المؤسسة هذا العام على الشاعرة المعروفة د. سعاد الصباح، لتكريمها في دورة شوقي ولامارتين التي ستقام في العاصمة الفرنسية باريس في نهاية أكتوبر / تشرين أول القادم.
    وقد كرمت المؤسسة من قبل شعراء عرب كبارا، نذكر من بينهم شاعر الإسكندرية الكبير عبد العليم القباني.
    وأخيرا تضيف المؤسسة، شريانا جديدا، أو رئة جديدة، أو جناحا جديدا، أو إدارة جديدة إلى إداراتها المتميزة، هي مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
    ودعوني أذكر بعض التفاصيل عن هذه المكتبة المتخصصة في الشعر العربي، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم كله.
    لقد ولدت فكرة إنشاء هذه المكتبة في وعي أمين عام المؤسسة الكاتب المسرحي المعروف عبد العزيز السريع، فعرضها على صاحب المؤسسة الشاعر العربي الكويتي عبد العزيز سعود البابطين الذي تحمس لها تحمسا كبيرا، وتبناها بالرعاية والتمويل اللازمين، حتى تحولت الفكرة إلى كيان مادي ملموس على أرض الكويت، فضلا عن الكيان الرقمي الذي يسبح في الواقع الافتراضي داخل نسيج شبكة الإنترنت العالمية.
    وقد افتتحت المكتبة رسميا مساء السبت 6/4/2006 وكنت من المحظوظين الذين حضروا افتتاح هذا الصرح الجديد الذي أوقف نشاطه فحسب، على خدمة الشعر العربي: قديمه وحديثه.
    وتهدف هذه المكتبة إلى:
    العمل على جعل دولة الكويت مركزا ثقافيا تهوي إليه أفئدة طلاب المعرفة من كل مكان.
    تجميع شتات التراث الشعري العربي، بكل أنواعه وأشكاله، وصونه وتوثيقه في مكان ذي صبغة علمية.
    التعامل الأمثل مع المادة الشعرية المحفوظة، وتجهيزها بالسبل كافة التي تيسر استرجاع المعلومات بسرعة وسهولة لتوفير وقت الباحث وجهده.
    إنشاء مركز بحثي خاص بالشعر العربي لتوثيقه ودراسته، حيث لم يظفر الشعر حتى الآن بما يستحقه من الجمع والتوثيق والتحليل.
    الرعاية الكاملة للشعر والشعراء، والعمل على تفعيل دور الشعر العربي في ساحة الوجود الوطني عن طريق إسهام المكتبة في إحياء المناسبات الوطنية والقومية والإنسانية.
    توطيد علاقات التعاون المتبادل بين المكتبة وغيرها من مواطن الإشعاع الثقافي ومراكز البحث العلمي والأكاديمي، بما يخدم مسيرة الشعر العربي بصفة خاصة، والثقافة العربية بصفة عامة.
    تنمية الحس الشعري لدى الأجيال الجديدة، واستمرار التواصل مع الأصيل من الشعر.
    تفعيل دور اللغة العربية، والحفاظ على خصائصها التي جاءت عليها في أمهات الكتب، كمرجع أساسي للدارسين والهواة على حد سواء.
    وقد تم تزويد المكتبة بأحدث التقنيات العصرية، ليتسنى للزائر الحصول على الفائدة التي يرتجيها بأيسر السبل وأسهلها, وأغزرها معلومةً.
    وتتوزع أقسام المكتبة على النحو التالي:
    السرداب: يحتوي على مسرح مجهز بأحدث التقنيات ذات المواصفات العالية، ويتسع لنحو أربعمائة شخص، جُهز لتقام عليه الندوات والأمسيات والعروض التراثية الأصيلة المصاحبة لبعض الأنشطة الثقافية. وقد زُود المسرح بغرفة خاصة للترجمة، وقاعة لاستقبال الضيوف.
    أما الدور الأرضي ففيه القاعة الرئيسية، والفهرس الآلي الذي يمكِّن المستخدم من البحث آليًّا عن جميع أنواع المصادر والمعلومات الموجودة في المكتبة من: كتب ودوريات وأطروحات ومخطوطات ومراجع. فضلا عن مكتب الخدمة المرجعية التي تهدف لإرشاد الزوَّار إلى مصادر المعلومات المطلوبة. وهناك ركن الصحف والمجلات الصادرة حديثا، وبنك المعلومات العربي "آسك زاد AskZad "، ومعرض للوثائق والمخطوطات. وإصدارات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
    بالإضافة إلى غرفة الوسائل السمعية والبصرية، التي تتيح مشاهدة الندوات والملتقيات الشعرية والثقافية عبر شبكة الإنترنت.
    ونظرا لوجود البعد الرقمي في أنشطة المكتبة، فقد تم تحويل شرائط V.H.S إلى D.V.D ، وشرائط الكاسيت إلى C.D.
    كما يوجد قاعة خاصة بالإنترنت، وهي مزودة بأحدث أجهزة الكمبيوتر المتصلة بقواعد البيانات المحلية والعالمية وشبكة الإنترنت.
    وقد حرصت المكتبة على أن تشمل خدماتها الجميع بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، من ضعاف البصر، فقدمت لهم أحدث برنامج إلكتروني، وهو برنامج "إبصار" الذي يمكنهم من استخدام الإنترنت بسهولة ويسر.
    أيضا يوجد مركز التصوير والنسخ، والديوانية، وهي مجلس مفتوح يلتقي فيه الشعراء والمثقفون، بالإضافة إلى الكافتيريا والمصلى.
    أما الدور الأول من المكتبة فيحتوي على: كتب الشعر العربي، ودواوينه المطبوعة، والرسائل الجامعية، وركن خاص للقراءة، والبحث الآلي، ومكتب الخدمة المرجعية.
    أما الدور الثاني فيضم: مكتبة عبد الكريم سعود البابطين، وقسم الدوريات، وقسم المخطوطات: ويضم فهارس المخطوطات، وركن الاسترجاع النصي لها. فضلا عن الكتب النادرة والطبعات القديمة من مختلف المصادر. وركن خاص بمكتبة جمعية "النجاة الأهلية". وركن خاص للقراءة، وآخر للبحث الآلي، ومكتب الخدمة المرجعية.
    الدور الثالث والأخير يضم الإدارة والموظفين القائمين على توفير كل ما تتطلبه المكتبة من مستلزمات مهنية وفنية وإدارية وتقنية.
    وفضلا عن الأدوار السابقة، هناك مدخل خاص في المكتبة يؤدي إلى الأقسام الفنية، حيث تتم جميع العمليات الفنية اللازمة للكتب من تزويد وفهرسة آلية.
    لقد بلغ عدد إجمالي الكتب في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي ـ حتى تاريخ الافتتاح (في شهر أبريل الماضي) ـ حوالي اثنين وسبعين ألف كتاب، عدا الدوريات والأوعية الإلكترونية. (ولا تزال المكتبة تستلم المزيد من الكتب والدوريات).
    وتستخدم المكتبة نظام ديوي العشري المعرَّب في عمليات تصنيف أوعية المعلومات المتوافرة بها.
    ومن مجموعات المكتبة: مجموعات مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وهي المجموعة الرئيسية، وتضم: المراجع العربية القديمة والحديثة وكتب الشعر والأدب العربي. وبلغ عددها ـ حتى تاريخ الافتتاح ـ حوالي أربعة وخمسين ألف كتاب تضم في جنباتها نوادر المطبوعات والأشعار وروائع القصيد. وبعض منها من المترجمات عن لغات أخرى.
    يوجد أيضا الكتب النادرة في طبعاتها القديمة، ما بين (1834-1955م) ومنها ما هو مطبوع بطباعة حجرية قديمة. كما يوجد بعض الكتب المطبوعة بطريقة برايل مثل:"علم العروض"، و"مختارات من الشعر العربي الحديث".
    أما عن الدوريات: فهناك مجموعات كاملة من الدوريات النادرة القديمة والحديثة التي تخدم مجال الشعر والأدب العربي، المتوقف منها والمستمر في الإصدار.
    وبالنسبة للمخطوطات: تضم المكتبة مجموعة نادرة من المخطوطات الأصلية والمصورة الخاصة بالشعر العربي واللغة العربية والبلاغة.
    وتضم المكتبة على رفوفها أكثر من ألفي رسالة جامعية متخصصة بالشعر العربي. مثل رسالة "المرأة في الشعر الجاهلي" للدكتور أحمد محمد الحوفي، التي يرجع تاريخ مناقشتها إلى عام 1952.
    كما تحتوي المكتبة على مجموعة من الكتب المسموعة بالإضافة إلى تسجيلات بالفيديو وأشرطة الكاسيت والـ DVD التي تحتوي على أشعار بأصوات الشعراء، بالإضافة إلى الندوات الشعرية المصورة، حيث يجد الزائر تسجيلا لجميع الندوات والدورات الخاصة بمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري, وقد تم توفير قاعة لهذا النوع من أوعية المعلومات تم تجهيزها بأحدث التقنيات وتهيئتها لمساعدة الباحث على تحقيق أقصى استفادة ممكنة.
    أيضا هناك إصدارات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري التي تضم كامل إصدارات المؤسسة من كتب ودواوين ومعاجم، ومجموعات مكتبة عبد الكريم سعود البابطين التي أهداها إلى مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، والتي تحتوي على أكثر من مائة ألف مجلد من كتب ودوريات ومخطوطات، حيث أمضى عبد الكريم أكثر من أربعين عاما في جمعها من داخل الوطن العربي وخارجه.
    أما فيما يتعلق بالبعد الرقمي فقد حرصت المكتبة على توفير مجموعة كبيرة من قواعد البيانات الخاصة بالشعر والأدب العربي سواء عبر شبكة الإنترنت، أو على شكل أقراص مدمجة مثل: معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين في طبعته الثانية الذي يضم تراجم ومختارات لعدد من الشعراء العرب يمثلون مختلف المدارس الفكرية والفنية، يصل عددهم إلى (1946) ألف وتسعمائة وستة وأربعين شاعرا معاصرا.
    كما قامت المكتبة بتوفير مجموعة من الكتب الإلكترونية التي تخدم مجال الشعر العربي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بلغ عددها أكثر من ستمائة كتاب إلكتروني.
    فضلا عن الدوريات الإلكترونية حيث تشترك المكتبة في بنك المعلومات "أسك زاد" AskZad الذي يعد أول بنك معلومات عربي، ويحتوي على ما يقارب الخمسمائة دورية مكشفة لخمس سنوات سابقة.
    وبالإضافة إلى كل ما سبقـ فإن صور كثير من شعراء العربية المعاصرين تزين جدارن المكتبة في جميع أدوارها.
    لقد أنشئت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي لتكون زادا ومنهلا للراغبين في التعمق بالعلوم الشعرية والمعرفية، لذلك فقد حرصت إدارة المكتبة على توفير كل ما من شأنه أن يحقق هذا الهدف وتلك الغايات العلمية السامية، بل تحولت المكتبة في جزء منها إلى مكتبة رقمية تعتمد على مجموعة من الخوادم (servers) وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام.
    لقد أصبحت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي منارة ثقافية جديدة، تُضاف إلى المنارات الثقافية الكبرى والمتعددة على أرض الكويت الشقيقة، يسطع نورها وخدماتها على كل أنحاء وطننا العربي، بل خارج وطننا العربي أيضا.

    أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية

  2. #2
    الصورة الرمزية سارة محمد الهاملي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 535
    المواضيع : 14
    الردود : 535
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأديب أحمد فضل شبلول

    لك جزيل الشكر على هذا العرض عن إحدى المنارات الثقافية في العالم العربي. وللحق فدولة الكويت قد ساهمت في النهضة الثقافية الأدبية والمسرحية في دول الخليج العربية. رائع أن يكون المال في خدمة الأدب والشعر وكل ما من شأنه الارتقاء بالإنسان. أرجو من الله أن تكرس أموال هذه الأمة لخدمتها وخدمة الإنسان ومستقبله على هذه الأرض.

    تقبل تحياتي وتقديري.

  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. منارات
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 13-01-2006, 06:30 PM
  2. اليوم : بدء بث محطة تلفزيونية المانية من الكويت بالعربية
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-03-2005, 08:36 AM
  3. الى عقلاء الكويت...
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-04-2004, 12:21 AM
  4. من الذي أغرى صدام على غزو الكويت ؟
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 04-10-2003, 09:53 PM
  5. لجنة محامين لمقاضاة «من يسيء إلى الكويت» في وسائل الإعلام
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-04-2003, 03:15 AM