ما زال طيفكِ في المكانْ
يُلقي عليَّ بظلِّهِِ ، وأنا أعود مجدداً ،
قلبي على قلبي ، وما في داخلي ،
يبدو جلياً للعيانْ
ما زال طيفكِ في المكانِ يقول لي :
" لا تقتربْ ، ما زلتَ تذكُرني وتهواني ،
ولو سمح الزمانْ
لرجعتَ لي ، ظناً بأن الوقت غيَّرني
وأنِّي سوف أمنحك المحبة والأمانْ
لا ، لم يئنْ بعد الأوانْ !
جفت ينابيعُ الهوى ،
يا عازفَ الألحانِ ، فاتركني أعيشُ ،
ولا تحاولْ أن تعيد عقارب الساعاتِ ،
فالماضي انتهى
كنا وكانْ " ... !
وأنا أغمغم غير مكترثٍ
بما يهذي به الطيف الجبانْ
مالي أنا والحبِّ ؟!
لي حريتي !
أغلى من الدنيا ،
وما فيها من الغيد الحسانْ
مالي أنا والحبِّ ؟!
لي سيفي المذهَّبُ والمرصَّعُ بالجمانْ !
مالي ومال الحبِّ ؟! ،
لي ملكُ القوافي ، والبحورُِ ،
ولي الحضورُ ،
ولي البساط المخمليُّ ،
وهذه الأدواتُ لي
والعرشُ لي
والتاجُ لي ، والصولجانْ ؟!
مالي أنا والحبِّ يلدغني ؟!
ولدغتهُ ، بها لا يستهانْ !
فلتغربي يا شمسَ حبي ،
واخمدي يا نارَ قلبي
ولتظللني بليلكَ ، يا دخانْ !
فأنا هنا ، مهما جرى ، مَلِكُ الكمانْ !
أنَّى مشيتُ ، يُشار نحوي بالبنانْ
لا شيء ينقصني !
سوى أن أعتلي
تلك المنصةَ ثم أبدأ بعدها عزفي
وبين أصابعي والقوسِ والأوتارِِ ،
دنيا من حنانْ ..
مُتْ يا هوى ، مُتْ يا هوى !
- صعد المغني وسْط تصفيق الحضورِ ،
وحاول الإمساكَ بالأدواتِ ، فارتعشتْ
وخانته اليدانْ !
وهوى عن الكرسيِّ ، مغشياً عليهِ ، فضج من في المهرجانْ
" ماذا جرى ؟
ماذا عساهُ حلَّ بالملك المغني ؟
لِمْ تهاوى في ثوانْ ؟ "
" ولمن يغني " ؟
- قال طيفٌ عابرٌ ومضى
وفي عينيهِ ،
تلمعُ دمعتانْ ! -