أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: غشاوة ،،، قصة قصيرة

  1. #1
    الصورة الرمزية وائل بن يوسف العريني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 32
    المواضيع : 14
    الردود : 32
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي غشاوة ،،، قصة قصيرة

    غشاوة




    انتبه من نومه على بوق أحد السيارات ،كان متثاقلاً جداً ويحس أنه لم يأخذ كفايته من النوم ، حاول جاهداً بعينين نصف مغمضتين النظر إلى الساعة التي تتربع على المنضدة الخشبية بجانب السرير ، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة بقليل .

    هب من فراشه وقفاً يكيل الشتائم ويهذي بالسباب ، كان متأخراً على موعده مع أحد التجار أكثر من ساعة ، وبصورة سريعة ارتدى قميصه المزركش باللون السماوي و بنطاله الأسود ، وكان أثناء ذلك يبدد نظام الغرفة برمي ملابسه السابقة في أرجاء الغرفة .

    غادر الغرفة وزوجته لميس نائمة ، وبدا له إثر ثقل نومها أنها امرأة لا مبالية لا تهتم به ولا تضحي من أجله .

    نزل من السلم يأكل درجتين درجتين محاولاً اختصار الوقت اللازم ، وساعياً مع ذلك إلى عمل حركة تطير النوم من عينييه وتعطيه نشاطاً يحتاجه كثيراً .

    ركب سيارته ذات اللون البحري الجاثمة بشموخ أمام المنزل ، أدار المحرك فانطلق يهدر كغاضب يتوعد بالانتقام ، تحرك في طرقات الحي ، وما هي إلا لحظات حتى غاب في معمعة الطريق .

    # # # #

    الساعة تشير إلى الحادية عشرة ، تستيقظ لميس متعبة جداً من ليلة البارحة ، قامت مسرعة وغادرت الغرفة دون أن تلاحظ ما تعج به من فوضى سببها بالتأكيد هو الزوج .

    اجتازت الردهة المعتمة إلى غرفة سامح ذي الأعوام الأربعة ، كانت غرفة سامح متماوجة الألوان تبعث على البهجة وتريح الطفل في مثل سنه .

    كان سامح سبباً مباشراً في سهر لميس ليلة البارحة ، حيث توعك وأصابته الحمى فأردته طريحا للفراش لا يقدر على الحراك .

    كان سامح نائما ، تخرج مع أنفاسه همهمات وتنهدات تدل على أنه يعاني حرارة داخلية كانت كوخز السهام على قلب أمه ، التي عنفت نفسها على لامبالاتها – كما ترى هي – ونومها تلك السويعات القليلة بعد صلاة الفجر .

    سقطت دموع التألم من عيني الأم ، وراحت تجهز الضمادات مرة أخرى لابنها العليل ، وهي أثناء ذلك تدعو لأبي سامح أن يوفقه الله في عمله الذي ألمح له بالأمس
    # # # #
    عمرو رجل وقور يعمل في تجارة القماش ، يمقت الاستغلال والجشع ، كان قد اتفق مع أبي سامح على أن يسوّق أبو سامح جزءاً من البضاعة في مدينته ، وكان عمرو رجلاً يحرص على القماش الجيد المتلائم مع ذوق الناس واستطاعتهم .

    كان الاتفاق على أن يحصل أبو سامح على نسبة من الأرباح مع تحديد سقف أعلى للأسعار ، لكن ما كان يدور في ذهن أبي سامح كان غير الواقع ، فهو يعلم أن تلك الأقمشة شيء جديد في مدينته ، لذا فقد نوى – دون علم صاحب المال – احتكار تلك الأقمشة والحصول إثر ذلك على أرباح مضاعفة وأموال كثيرة .

    عاد أبو سامح وفي طريقه كان يستعرض شريط المستقبل في ثقة وزهو ، ولم يعلم أن المقادير تجري بيد العزيز الحكيم ، وأن شريط المستقبل الذي ينسجه هو لم يكن له وجود في كتاب الله ، أشغله التفكير وأعماه الثراء فغفل عن سيارته ، انحرفت عجلات السيارة عن الطريق إلى هوة في إحدى جانبي الطريق ، تكسرت عظامه فأصبح ملازما للفراش ،تقوم عليه لميس بالرعاية ولابنه بالتربية دون كلل محتسبة ذلك عند خالقها .

    تمت

    10/10/ 1427هـ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    سقطت دموع التألم من عيني الأم

    هذا لتعبير جميل جدا يا اخي .

    السرد يسير مع النص بانسياب سلس ، الألفاظ موحية ومعبرة ، لكن ما آخذه عليك هو النهاية التقليدية للنص التي كنت اتمنى ان تصبح على غير العادة

    دمت مبدعا

  3. #3
    الصورة الرمزية وائل بن يوسف العريني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 32
    المواضيع : 14
    الردود : 32
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل محمد بن سامي البوهي

    كم أنا ممتن لك على المداخلة والنقد
    شكرا لك على الإشادة والإفادة

    أما ما يخص النهاية فلا أخفيك أني توقفت عندها كثيرا غير راض بتقليديتها
    ولكن الفكرة تطلب التقليدية من وجهة نظري ، وقد يكون في الكلاسيكية طريقا مفيداً .
    فالمتلقي لن يرضى بأي نهاية ، والتفكير والتأمل لتحطيم الغشاوة طريق قد لا يقبل ، كما أن الاعتراف بالذنب دون سابق سبب لايقبله المتللقي أيضاً ، لذا أثبت ما قرأتَ والله المستعان

    واسلم لأخيك ومحبك
    وائل

  4. #4
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :ـ
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :ـ
    ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ) ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات – ( بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ).
    رواه مسلم
    أخي القاص / وائل بن يوسف
    تحياتي لجميل العمل

    ففي الحديث الشريف نهي عن النجش :
    وهو أن يزيد في ثمن سلعة ينادى عليها في السوق ونحوه، ولا رغبة له في شرائها، بل يقصد أن يضر غيره .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا"، وفي رواية:"من غشَّ ". [رواه مسلم].
    وكـذا النهي عن البيع على البيع:ـ
    فقد ورد النهي عنه كثيراً في الحديث، وصورته أن يقول الرجل لمن اشترى سلعة في زمن خيار المجلس أو خيار الشرط: افسخ لأبيعك خيراً منها بمثل ثمنها، أو مثلها بأنقص، ومثل ذلك الشراء على الشراء، كأن يقول للبائع : افسخ البيع لأشتري منك بأكثر، وقد أجمع العلماء على أن البيع على البيع والشراء على الشراء حرام.
    قال النووي: وهذا الصنيع في حالة البيع والشراء، صنع آثم، منهي عنه.
    أما السوم على السوم:ـ
    فهو أن يتفق صاحب السلعة والراغب فيها على البيع، وقبل أن يعقداه يقول آخر لصاحبها: أنا أشتريها بأكثر.
    أو للراغب: أنا أبيعك خيراً منها بأقل ثمناً، فهو حرام كالبيع على البيع والشراء على الشراء.
    ولا فرق في هذا بين الكافر والمؤمن، لأنه من باب الوفاء بالذمة والعهد .
    من هنا ولابد وأن أحييك وأعظم فيك مسعاك بتوضيح سنة نبينا برائع القصة وختامها .
    فما كان ربـك بظلام للعبيد .
    تقديري

  5. #5
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    العريني الحبيب

    قصتك تحمل وجهة نظر في واقع يتسارع بنا ويأخذنا من أنفسنا وآمالنا وأولادنا

    القصة ... حملت طابع السرد المتأني وفيه يضع القاص بصمته الادبية بحرفة وتلقائية

    أضيف لملاحظة الاستاذ البوهي
    أن القاص تعمد القفزات في توالي الحدث وهي لفتة قللت من الاجادة في الحبكة

    \

    بالغ تقديري

    ومحبتي
    الإنسان : موقف

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العريني..
    اهلا بك...
    للقصة اوجه بحيث يمكننا ان نتخذ من كل وجه موضوعا خاصا نكتب عنه وننقاش فيه..وعليه.
    لعل اهم ما في الامر...الازدواجية التي وجدتك قد طرحتها..في شخصية الزوجة..مع التاكيد بان الزوج لم يكن مثاليا بالطبع وهذا مايمكن ان يؤثرا سلبا على طبيعة الزوجة..والازدواجية التي لامستها هي تتحول امرأة لامبالية بالزوج الى امراة راعية له بعد ان يصاب...؟
    حيث اذا كنا قد فسرنا اللامبالاة بمضمونها الفكري..فاننا اكيد سنقف عند هذه النقطة..وسنجد بان الزوجة من خلال المعاشرة السيئة قد وصلت الى هذه الحالة..ولعل خروج الزوج بغضبه وشتائمه وحتى عدم الاكتراث للابن المريض الذي سهرت الزوجة ليلة كاملة عليه.. والفوضى التي هلفها وراءه...لعل كل هذه الامور توضح معالم اللامبالاة هذه من اين اتت..؟
    المهم..القصة بالتاكيد تحمل رسالة واضحة المعالم..والنهاية جاءت حسب سير الاحداث لكنها بلاطبع كانت متوقعة وهذا ما افقد القصة عنصر التشويق في النهاية.

    تقديري ومحبتي
    جوتيار

  7. #7
    الصورة الرمزية وائل بن يوسف العريني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 32
    المواضيع : 14
    الردود : 32
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الأخت عبلة ...

    أشكرك على مرورك الكريم وتأييد الموضوع بعرض أحاديث الرسول الكريم

    عظيم التقدير والاحترام

    الأستاذ والأخ الكريم خليل
    أقف عاجزا عن شكرك لمداخلتك الثمينة ونقدك الفذ
    ثق أنني سأحاول تلافي ذلك في النصوص القادمة إن كان ثمة

    أكرر شكري وعظيم مودتي

    الأخت الكريمة والأستاذة النبيلة جوتيار
    يمكنني أن أقول ما هكذا تورد الإبل
    يبدو أنني كنت السبب في هذا الفهم الذي ما أردته ، فلقد عرضت القصة على ثلة من النقاد من أساتذتي ففهموا تقريبا ما فهمتيه ، والذي كنت أقصده أن الغشاوة كانت على عين الزوج لا الزوجة ، والغشاوة في المعنى اللغوي هي حاجز يتوسط العين وما تراه حتى يجعلها ترى غير ما في الواقع ، وسارت القصة تلمح لتلك الغشاوة وإن كانت إلماحات سريعة قد لا يتسنى للقارئ الوقوف عليها .
    فالزوجة كانت مبالية لكن الزوج ظلمها بظنه أنها غير مبالية والشواهد ما يلي :
    يبدد نظام الغرفة ،، إذن فالغرفة كانت منظمة في اليوم السابق ، والزوج متعود أن يرمي ملابسه هكذا دائما ، لذا فالترتيب والتنظيم يأتي يومياً بعد مغادرة الزوج إلى عمله .
    رعاية الابن وعدم النوم إلا بعد الفجر هذا دليل على اهتمام الزوجة ومبالاتها .
    دعائها للزوج بالتوفيق مع ألمها على ابنها هذا دليل آخر على اهتمامها ببيتها وزوجها .
    أخيراً رعايتها للزوج مريضا مقعدا هذا هو ما أزال الغشاوة عن عين الزوج لا الزوجة كما قد يظن
    في الختام أسجل تقديري وعظيم احترامي للملحوظة النقدية القيمة

    كل الشكر والتقدير لمن شارك أو قرأ ولم يتسن له المشاركة
    تحيتي

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة ......... العازف
    بواسطة تعب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 10:13 PM
  2. فارس . كم( قصة قصيرة)
    بواسطة سعد جبر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-06-2016, 08:44 PM
  3. نــهــــاية غــصــن (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-05-2016, 08:00 AM
  4. أبــــو لــــثــــمـــة (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-11-2005, 12:07 AM
  5. بريق في عيني أمي .. (قصة قصيرة)
    بواسطة نهاد صلاح معاطي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-11-2003, 09:52 PM