أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: ثـــــــلج .. ثـــــــلج

  1. #1
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي ثـــــــلج .. ثـــــــلج


      ثلج .. ثلج




      كنت قد قررتُ النوم مبكرا هذا المساء ، فأطفأتُ كل المصابيح الكهربائية ، وأغلقتُ جميع النوافذ ، وأسدلتُ الستائر الرمادية الموردة بألوان الحديقة.
      هي من اختارت هذا اللون .. ضحكت في نفسي
      عندما فكرتُ بأنها لو سمعتْ كلمة لون في هذا السياق ، فستنبري شارحة لي أن الرماديّ ليس لونا !
      على أي حال ، لم أكن أحب الرماديّ لأنه ينتسب إلى الرماد ، والرماد حياد .. إلا أنها كانت ستقول أن الرماد هو نحن !
      اقترحتُ عليها أن تكون الستائر إما قاتمة مورَدة أو فاتحة مورَدة ، إلا أنها أقنعتني أن غرفة النوم تحتاج إلى الانسجام والتناغم لا للتباين والتضاد ، فاقتنعتُ بالحياد .
      تنبهتُ إلى أن الظلام يعم المكان ، ولا من ضوء إلا ما يخترق قماش الستائر من وميض البرق. الليلة عاصفة ، ومطر خفيف كالرذاذ ، أو كالإبر الرفيعة يهمي بصمت ، ويجف بعضه بفعل الريح القوية ،قبل وصوله إلى الأرض . فشل الرعد والبرق في استمطار المزيد من ماء السماء .. ربما أبلغتهما الأرض بأنها ارتوت وما بها حاجة للمزيد .. أصوات الأوراق الدائمة الخضرة تؤلف لحنا غابيا تنبعث لموسيقاه رائحة التراب المترع ماء ، مختلطة بعبق أشجار الغابة الحرجية التي تحتضن مجموعة من البيوت الجبلية المتناثرة هنا وهناك في هذا الشمال البارد طقسا والدافىء روحا.
      أضأت شمعة فتأرجحت ذبالتها بفعل خيوط من الريح تسربت من بعض الشقوق ، وتلمست طريقي نحو السرير ، فجلست ونظرت إلى الجدار خلفي ، وتسربت روحي إلى أوقات موغلة في الماضي ، مليئة بالأحداث المفرحة والمؤلمة ، العائلة والحب والحرب وأنواع السلام المقترحة ، البطولات الزائفة والتضحيات الصامتة ..تذكرت جدتي التي كانت تقضي في بيتنا شهرا من كل عام وتتركنا بعد انقضائه مع أحمال من الدهشة نُفرِح بها أنفسنا لبقية العام .. كنا نتحلق حولها لتبتدع لنا أشكالا وهمية لحيوانات مختلفة بإسقاطات الضوء والظل على الجدار أحيانا وعلى صفحة ملاءة بيضاء أحيانا أخرى .
      كنت ما أزال أنظر للجدار فاستللت نظراتي من صلبه ، وكونت بكفيّ شكلا ، ثم أطلقت ضحكة كبيرة وأنا أرى حمارا يركض على الجدار .
      فكرت فيها كثيرا ، تلك الغائبة الحاضرة ، ستأتي غدا ، وسأنام الآن .
      أغمضت عيني ّ ، وأرخيْت العنان لجموح الفكر يجتاز تضاريس الوعي إلى مفازات اللاوعي الممتدة ، يغرق في امتداداتها اللانهائية .لم أدر كم من الوقت مرَ عندما تسرب إلى عينيّ ضوء عجيب مخترقا جفنيّ المطبقيْن ، فحاولت فتحهما ولم أر إلا الحلكة . ظننت أنني أحلم ، فأطبقتهما من جديد ، في اللحظة التي رن فيها جرس الهاتف قربي ، فحملت السماعة وأنا مغمض العينيْن ، وجاءني صوتها الأبح الجذاب .. ماذا تفعل ؟؟
      قفزت واقفا ، فوقعت عيناي على الستائر الموردة وذلك الضوء الأبيض من خلفها يخترق مسام النسيج فيضيء ورود الحدائق فيها .
      أسرعتُ إلى النافذة الكبيرة التي تحتل الجدار كاملا ، أزحت الستائر ، لأرى المشهد ،
      التقاء السواد بالبياض ، هو لقاء دون امتزاج ولا تدرج ، لقاء يفصل بينهما فيه حاجز رقيق ، ستارة رمادية موردة .
      فتحت النافذة ، وأنا أقف في المنطقة الفاصلة ، حيث الأسود في الداخل يهبط على جسدي من الخلف ، والضوء الخارجي ينير مني الملامح ويعشي العينين . أسكتتني الدهشة وأنا أنظر إلى الأشجار تحت النافذة وقد كون البياض منها تكوينات نحتية هائلة ، بتفاصيل غير مألوفة .. كنت مأخوذا ما زلت بتلك اللحظة الهاربة من فوضى الحياة وضجيج العاصفة الليلية وحلكة الغرفة .. كنت وحيدا متوحدا لا يشاركني هذه الروعة إلا صوت بوم مختف بين الأغصان يقول لي تمتع ! تأمل! استمع لهذه الموسيقا الصامتة
      حكمة البوم ، نعم .. وصوت أنفاسي ، وخفق قلبي ..
      هدوء .. هدوء.. لم يقطعه إلا صوت فيروز يعزف عليه لحنا يتصاعد من هاتفي المحمول .. ( تلج تلج عم بتشتي الدني تلج وال ....... )
      تراجعت مأخوذا بكل ما حوته اللحظة ، وتناولت المحمول ، وسمعت صوتها ينطلق بفرح تغشاه نبرات عصبية غاضبة : أيها المجنون !! أغلق الهاتف الأرضي وهيا !
      افتح الباب !!



      حنان الأغا
      عمان
      25-10-2006

    • #2
      الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
      في ذمة الله

      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : محارة شوق
      العمر : 64
      المشاركات : 3,523
      المواضيع : 160
      الردود : 3523
      المعدل اليومي : 0.54

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الاغا مشاهدة المشاركة

      ثلج .. ثلج

      كنت قد قررتُ النوم مبكرا هذا المساء ، فأطفأتُ كل المصابيح الكهربائية ، وأغلقتُ جميع النوافذ ، وأسدلتُ الستائر الرمادية الموردة بألوان الحديقة.
      هي من اختارت هذا اللون .. ضحكت في نفسي
      عندما فكرتُ بأنها لو سمعتْ كلمة لون في هذا السياق ، فستنبري شارحة لي أن الرماديّ ليس لونا !
      على أي حال ، لم أكن أحب الرماديّ لأنه ينتسب إلى الرماد ، والرماد حياد .. إلا أنها كانت ستقول أن الرماد هو نحن !
      اقترحتُ عليها أن تكون الستائر إما قاتمة مورَدة أو فاتحة مورَدة ، إلا أنها أقنعتني أن غرفة النوم تحتاج إلى الانسجام والتناغم لا للتباين والتضاد ، فاقتنعتُ بالحياد .
      تنبهتُ إلى أن الظلام يعم المكان ، ولا من ضوء إلا ما يخترق قماش الستائر من وميض البرق. الليلة عاصفة ، ومطر خفيف كالرذاذ ، أو كالإبر الرفيعة يهمي بصمت ، ويجف بعضه بفعل الريح القوية ،قبل وصوله إلى الأرض . فشل الرعد والبرق في استمطار المزيد من ماء السماء .. ربما أبلغتهما الأرض بأنها ارتوت وما بها حاجة للمزيد .. أصوات الأوراق الدائمة الخضرة تؤلف لحنا غابيا تنبعث لموسيقاه رائحة التراب المترع ماء ، مختلطة بعبق أشجار الغابة الحرجية التي تحتضن مجموعة من البيوت الجبلية المتناثرة هنا وهناك في هذا الشمال البارد طقسا والدافىء روحا.
      أضأت شمعة فتأرجحت ذبالتها بفعل خيوط من الريح تسربت من بعض الشقوق ، وتلمست طريقي نحو السرير ، فجلست ونظرت إلى الجدار خلفي ، وتسربت روحي إلى أوقات موغلة في الماضي ، مليئة بالأحداث المفرحة والمؤلمة ، العائلة والحب والحرب وأنواع السلام المقترحة ، البطولات الزائفة والتضحيات الصامتة ..تذكرت جدتي التي كانت تقضي في بيتنا شهرا من كل عام وتتركنا بعد انقضائه مع أحمال من الدهشة نُفرِح بها أنفسنا لبقية العام .. كنا نتحلق حولها لتبتدع لنا أشكالا وهمية لحيوانات مختلفة بإسقاطات الضوء والظل على الجدار أحيانا وعلى صفحة ملاءة بيضاء أحيانا أخرى .
      كنت ما أزال أنظر للجدار فاستللت نظراتي من صلبه ، وكونت بكفيّ شكلا ، ثم أطلقت ضحكة كبيرة وأنا أرى حمارا يركض على الجدار .
      فكرت فيها كثيرا ، تلك الغائبة الحاضرة ، ستأتي غدا ، وسأنام الآن .
      أغمضت عيني ّ ، وأرخيْت العنان لجموح الفكر يجتاز تضاريس الوعي إلى مفازات اللاوعي الممتدة ، يغرق في امتداداتها اللانهائية .لم أدر كم من الوقت مرَ عندما تسرب إلى عينيّ ضوء عجيب مخترقا جفنيّ المطبقيْن ، فحاولت فتحهما ولم أر إلا الحلكة . ظننت أنني أحلم ، فأطبقتهما من جديد ، في اللحظة التي رن فيها جرس الهاتف قربي ، فحملت السماعة وأنا مغمض العينيْن ، وجاءني صوتها الأبح الجذاب .. ماذا تفعل ؟؟
      قفزت واقفا ، فوقعت عيناي على الستائر الموردة وذلك الضوء الأبيض من خلفها يخترق مسام النسيج فيضيء ورود الحدائق فيها .
      أسرعتُ إلى النافذة الكبيرة التي تحتل الجدار كاملا ، أزحت الستائر ، لأرى المشهد ،
      التقاء السواد بالبياض ، هو لقاء دون امتزاج ولا تدرج ، لقاء يفصل بينهما فيه حاجز رقيق ، ستارة رمادية موردة .
      فتحت النافذة ، وأنا أقف في المنطقة الفاصلة ، حيث الأسود في الداخل يهبط على جسدي من الخلف ، والضوء الخارجي ينير مني الملامح ويعشي العينين . أسكتتني الدهشة وأنا أنظر إلى الأشجار تحت النافذة وقد كون البياض منها تكوينات نحتية هائلة ، بتفاصيل غير مألوفة .. كنت مأخوذا ما زلت بتلك اللحظة الهاربة من فوضى الحياة وضجيج العاصفة الليلية وحلكة الغرفة .. كنت وحيدا متوحدا لا يشاركني هذه الروعة إلا صوت بوم مختف بين الأغصان يقول لي تمتع ! تأمل! استمع لهذه الموسيقا الصامتة
      حكمة البوم ، نعم .. وصوت أنفاسي ، وخفق قلبي ..
      هدوء .. هدوء.. لم يقطعه إلا صوت فيروز يعزف عليه لحنا يتصاعد من هاتفي المحمول .. ( تلج تلج عم بتشتي الدني تلج وال ....... )
      تراجعت مأخوذا بكل ما حوته اللحظة ، وتناولت المحمول ، وسمعت صوتها ينطلق بفرح تغشاه نبرات عصبية غاضبة : أيها المجنون !! أغلق الهاتف الأرضي وهيا !
      افتح الباب !!

      حنان الأغا
      عمان
      25-10-2006


      الأديبة الصادقة والفنانة المبدعة والإنسانة الرائعة : حنان


      زيارة أولى للترحيب بك وبلوحتك القصصية المدهشة


      مصطفى
      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

    • #3
      الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
      أديبة وفنانة

      تاريخ التسجيل : Nov 2006
      الدولة : jordan
      المشاركات : 1,378
      المواضيع : 91
      الردود : 1378
      المعدل اليومي : 0.22
      من مواضيعي

        افتراضي

        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
        الأديبة الصادقة والفنانة المبدعة والإنسانة الرائعة : حنان
        زيارة أولى للترحيب بك وبلوحتك القصصية المدهشة
        مصطفى
        ___________________
        ما أسعدني بردك
        وتعلم أنك دائما على الرحب والسعة حيث يوجد لي حرف
        شرفتني بحضورك ، وبكلماتك
        د. مصطفى عراقي
        تحياتي لك

      • #4
        الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
        تاريخ التسجيل : Jul 2005
        الدولة : نبض الكون
        العمر : 57
        المشاركات : 12,545
        المواضيع : 378
        الردود : 12545
        المعدل اليومي : 1.84

        افتراضي

        ثلج .. ثلج

        نص أستدعاني ... متلهفا ً

        لاواصل القراءة على مكث

        وها أنا أكررها وفي كل مرة أعقب فأرى تعقيبي لايليق

        قد أضع قريبا ً بعض رؤيتي ... علني أوفيه حقه ... هذا النص المدهش
        الإنسان : موقف

      • #5
        الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
        أديبة وفنانة

        تاريخ التسجيل : Nov 2006
        الدولة : jordan
        المشاركات : 1,378
        المواضيع : 91
        الردود : 1378
        المعدل اليومي : 0.22
        من مواضيعي

          افتراضي

          اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
          ثلج .. ثلج
          نص أستدعاني ... متلهفا ً
          لاواصل القراءة على مكث
          وها أنا أكررها وفي كل مرة أعقب فأرى تعقيبي لايليق
          قد أضع قريبا ً بعض رؤيتي ... علني أوفيه حقه ... هذا النص المدهش
          _________________________
          الأخ الأديب
          خليل حلاوجي
          مرحب بك دائما
          والحق أقول أن تعقيبك هذا منحني دفعة قوية من الشعور بأن القصة ما زالت جنسا أدبيا يحترم
          لأنني لا أحس أنها تستوفي حقها من حب القراء
          شكرا لك أيها الفاضل.

        • #6
          أديب
          تاريخ التسجيل : Apr 2006
          المشاركات : 9,079
          المواضيع : 101
          الردود : 9079
          المعدل اليومي : 1.38

          افتراضي

          حنان .....
          كلما اقرأ لك نصا..اجدك انت فيه اكثر من اي شخص اخر تودين الكتابة عنه...مع اني لم اعرفك الا من خلال الكلمة..لكن عندما تتوالى الكلمات..وعندما تساق هذه الكلمات نحو.. مسار لايناقض الاخر..بل يدعمه ويجعله اكثر امتدادا في الحياة وقبلها في الذات..فان الانسان الباحث في متاهات الحياة عن اتون الكلمة يدرك مسار الكلمة حتى وان كانت من غيره.
          كنت ولم ازل ارى ان كلماتك تثير في المقابل بعض القابليات الصوفية التي هي بلا شك راسخة في الطبيعة البشرية..؟
          قد تستغربين من كلماتي هذه..لكن يقال ان قوة الكحول راجعة الى قدرتها على اثارة القابليات الصوفية في الطبيعة البشرية...تلك القابليات التي تربطها بالارض حقائق ونقدات اوقات الصحو...وهذا ما اجده في كلماتك التي تلامس الذات الباطنة للانسان..فتثير فيه هذه القابليات التي تشير بلا شك الى ذلك المد من الطوفان الذي ينبثق من الدفء الداخلي والنشاط الحي اللذين تعتبرهما الكائنات البشرية اجمل حالات الحياة..بعكس ساعات الصحو التي تحمل هذا النشاط بكثير من المتطلبات والانطباعات الذاتية والافكار والامور المشكوك فيها.. اما كيف ابرهن على كلماتي هذه...فاليك اعيد بعض ما كتبتيه..( إلا أنها أقنعتني أن غرفة النوم تحتاج إلى الانسجام والتناغم لا للتباين والتضاد ، فاقتنعتُ بالحياد . وتسربت روحي إلى أوقات موغلة في الماضي ، مليئة بالأحداث.. كنا نتحلق حولها لتبتدع لنا أشكالا وهمية لحيوانات مختلفة بإسقاطات الضوء والظل على الجدار أحيانا وعلى صفحة ملاءة بيضاء أحيانا أخرى .
          كنت ما أزال أنظر للجدار فاستللت نظراتي من صلبه ، وكونت بكفيّ شكلا ، ثم أطلقت ضحكة كبيرة وأنا أرى حمارا يركض على الجدار . الآن .أغمضت عيني ّ ، وأرخيْت العنان لجموح الفكر يجتاز تضاريس الوعي إلى مفازات اللاوعي الممتدة ، ،التقاء السواد بالبياض ، هو لقاء دون امتزاج ولا تدرج ، لقاء يفصل بينهما فيه حاجز رقيق ، ستارة رمادية موردة . حكمة البوم ، نعم .. وصوت أنفاسي ، وخفق قلبي .. أيها المجنون !! أغلق الهاتف الأرضي وهيا !
          افتح الباب !! ).
          حنان...
          البوم..ذكرتني..بكتابات غادة السمان...حيث البوم عندها يجلب الحظ بعكس اغلب الكتاب الاخرين الذين يتشاءمون منه.
          تقبلي محبتي
          جوتيار

        • #7
          أديب وناقد
          تاريخ التسجيل : Dec 2005
          الدولة : بعلبك
          المشاركات : 1,043
          المواضيع : 80
          الردود : 1043
          المعدل اليومي : 0.16

          افتراضي

          الأخت العزيزة حنان الآغا
          أكبر دليل على أن نصك اجتذبني هو أنني شعرت بقشعريرة الثلج المتهاطل بانسيابية و حنان و كأنه يغزل للأرض ثوب الطهارة النقي
          بصدق أقول : أتحفينا بالمزيد
          دمت مبدعة

        • #8
          الصورة الرمزية وائل بن يوسف العريني قلم منتسب
          تاريخ التسجيل : Sep 2006
          المشاركات : 32
          المواضيع : 14
          الردود : 32
          المعدل اليومي : 0.00

          افتراضي

          نص مبدع وسرد رائع يجعلنا نقف لحظة في انبهار قبل أن نخط كلمة واحدة في تقريض هكذا إبداع

          إن كان ثمة ملحوظة في اسقاطات علم النفس التي أرى أنها أضرت شاعرية اللغة وقللت من بريقها

          ختاما أشكر الكاتبة واستنطقها المزيد
          تحيتي وعظيم تقديري
          نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

        • #9
          الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
          أديبة وفنانة

          تاريخ التسجيل : Nov 2006
          الدولة : jordan
          المشاركات : 1,378
          المواضيع : 91
          الردود : 1378
          المعدل اليومي : 0.22
          من مواضيعي

            افتراضي

            أخي جوتيار
            أيها الشارد في أفياء الحلم
            كلماتك هذه أخذتني فعلا
            ولا أظننا حين نكتب أو نرسم إلا أنفسنا كاتبون ومصورون
            ولو كان الحديث عن إنسان أو تراب أو طائر أو شباك عتيق
            نحن هناك موجودون دائما ، في كل من هذه العناصر
            أوافقك تماما. فذكرياتنا عن العناصر تلك هي نحن
            هذا ما أحسه وأقوله وصدقني دون تفلسف
            فلست من أتباع المدرسية في الفن بعامة
            أما البوم فهو بكل بساطة طائري الجميل تصميما إلهيا جميلا وفكرا وحدة رؤيا .. لقد عايشت صوته في أوقات طويلة قضيتها في قرية جبلية حرجية
            وأحببته ، رغم أنني قبل هذا كنت أحبه شكليا وجماليا فنحت له مجسمات عدة .
            هههه ولله في خلقه شؤون
            تحياتي لك جوتيار

          • #10
            أديب
            تاريخ التسجيل : Mar 2006
            الدولة : عمّان -- الأردن
            العمر : 38
            المشاركات : 1,119
            المواضيع : 37
            الردود : 1119
            المعدل اليومي : 0.17

            افتراضي

            الأديبة/ حنان الأغا...

            أولا دعيني لو تكرمتي أن أزِفَ إليكِ هطولاً مرحباً مغرداً، وكم انا سعيد بوجودكِ مهنا أيتها الأديبة..

            حنان الأغا...

            ثلجكِ ومطركِ هذا نسجَ لي شالاً قُزحياً، لأضعهُ مكان الستارة الرمادية التي أتعبتكِ من الرماد وكما قلتي نحنُ من الرماد.

            نصكِ هذا أتعبَ الأبجدية، فعطشت فبللت ريقها بغدير الأحرف فانتشت وإذ بها تغرد من جديد كعصفور الكنار..

            عظيم احترامي لكِ ولقلمكِ

            أنا
            حمزة محمد الهندي
            حين َتُمطِرُ بِغزَارَةٍ ... تَجتَاحُنِيْ ... تِلك َ' القَشْعَريرَةُ ' شَوْقا ً إليك ِ!!

          صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة