أظن أن الشباب والصغار بل والكبار الذين يعيشون في العشوائيات يشكلون جزءً من المشكلة... ولكن لايمكن إعتبارهم ابدا كل المشكلة
فهناك شباب الطبقة المتوسطة التي تآكلت وتهرأت .. ومما لاشك فيه أن الحكومات المتوالية تقودهم عمداً إلى الهاوية.
إذ يبدو أن أنظمة الحكم التي توالت علينا في مصر كان كل همها أن تضمن إستمرارها
ولذلك كان لابد من تغييب الشباب الذين هم عصب كل تغيير
كان لابد من إصابتهم بالإحباط
كان لابد من إفقادهم أي أمل
كان لابد من إشعارهم بالعجز وأنهم لايستطيعون التغيير
كان لابد من تسطيحهم فكريا واللعب على غرائزهم وشهواتهم
ولكي يتم هذا الأمر ينبغي أن يتم عبر عدة قنوات
أولا قناة التعليم ... الذي أعاد صياغة شخصية الجيل الحالي وبدأ ذلك بإغراقه في مشاكل التعليم ومناهج تعمدوا الحشو والتكرار فيها ولقنوا الشباب من خلالها أفكارا تغريبية تخريبية .. وكان من تبعات هذه القناة
الصراع على إجتياز الثانوية العامة
ثم الصراع على دخول كلية لائقة
ثم الصراع على البحث على فرصة عمل
ثم الصراع على الإستمرار .. والزواج .. والإنجاب
ثانيا قناة الإعلام والأفلام والسينما والقنوات الفضائية... والعري والفساد... ألخ
( ولاننسى أن الموضوع بدأ براقصة ساقطة رقصت بملابس خليعة أمام السينما التي تعرض فيلما لها فكانت البداية )
وتشمل قناة الإعلام الصحافة الموجهة والمثقفين الموجهين أصحاب المصالح
ثالثا تسيب أمني مقصود وهومايطلق عليه البعض الخلل الأمني ... والمقصود به ترك الحبل على الغارب لجرائم بعينها مثل المخدرات والبانجو والدعارة.... ألخ وفي ذات الوقت الإفراط في الأمن الرئاسي
وأنا أقول من واقع تجاربي أن هذا الخلل مقصود حتى أن الأمن يتفق مع كبار تجار المخدرات على كمية المخدرات التي يتم السماح بطرحها ... وزيادة هذه الكمية في الأعياد ... ودخول أنواع جديدة من المخدرات لمحدودي الدخل وسكان العشوائيات من صغار السن مثل سندوتشات المراهم وهذه الأنواع من إبتكار وترويج أجهزة أمنية حيث يتم ترويج الفكرة عن طريق المخبرين أو مايطلق عليهم المرشدين السريين
(كثير من ظباط المباحث يديرون تجارة المخدرات... وبعضهم يأخذ نسب مالية - إتاوات - من الداعرات )
رابعا القناة الإقتصادية وهي أغراق الشاب المصري ورب الأسرة بمشاكل مالية لاحصر لها حتى ينشغل بالبحث عن لقمة العيش ويضطر للعمل في أكثر من مكان
خامسا تقديم قدوة منحلة للشباب ... وإظهارها بمظهر البطل مثل بعض الفنانين الساقطين واللاعبين التافهين .. أما القدوة الحقيقية فيتم تشويه سمعته والتنكيل به بكل الطرق الممكنة
سادسا ضرب الحركة الإسلامية عن طريق التضييق الأمني والإعتقال وتفتيتها من الداخل .... وقد إستغلت الحكومات السذاجة السياسية لقادة الحركة الإسلامية كي يسهل لها ضرب الحركة من الجذور وتقليم الفروع
وقد ساعدت الحركات الإسلامية الفاعلة في هذا الأمر إذ إهتمت بالإنتخابات وهجرت العمل الإصلاحي الدعوي أو كادت .. وجعلته عملا هامشيا ... وفي حوار لي مع أحد قادة الحركة الإسلامية قال ( هذه مشكلة الحكومة .. فلماذا نحلها لها ... من مصلحتنا تفاقم الأمر حتى يثور الناس ... وقتها سنتسلم الحكم على الجاهز !! )
وهناك أشياء كثيرة أخرى أتركها لكم لعل أحدكم يضيف إلى ماقلت ...
وبذلك أصبح هذا الجيل ( إلا من رحم ربي ) جيلا سطحيا تافها غرائزيا جاهلا ليست لديه قدوة وليس عنده دين أو نخوة أو كرامة أو خلق
ومن نجى منهم من مهالك الحكومة فإنه يعاني من الإحباط واليأس ويعيش في خضم السلبية
نعم هناك الكثير من الشباب الذين ينتصرون للصلاح والإصلاح
إلا أنه أيضا هناك الكثير من الشباب الذين ينتصرون للفساد والإفساد