أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: دراسة دون أوراق ... حُلمٌ بلا شهادة ~ في زمن الاضطهاد

  1. #1
    الصورة الرمزية شاطئ سلام عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : ............................................
    العمر : 41
    المشاركات : 478
    المواضيع : 49
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي دراسة دون أوراق ... حُلمٌ بلا شهادة ~ في زمن الاضطهاد

    دراسة دون أوراق ... حُلمٌ بلا شهادة ~ في زمن الاضطهاد
    حمدتُ الله كثيرا أني لم أولد منذ زمن بعيد ، وأتمنى ألاَّ أُكمل دورتي في الحياة فيكفي عيش التمني على ماء الحسرات، طفولة لم تكتمل بعدْ وفرحة لم تُعلن الرضا على مواطن الابتسامات، وطفرة عمرية صارخة دون إنذار بِمَعْدن الشباب ، يليها مسميات لا تخلُ من شوائب الاضطهاد الروحي العنيف ، ولدتُ أنا وولد معي وأخوتي الثمانية سيف الإعدام البطيء بحوافه الماسية التي لا تهاب النضوب، مؤلم ذلك الحدث عندما نستعير الابتسامة من أفواه الجرائد التي تحمل البؤس لنا ضربات جزاء ساخرة تتجدد بمعدل الساعات ، يليها رحلة يأس جديدة ويأتي بعدها البيان ، لا ينكر أحد مدى الفرحة التي يعيشها في أول عام دراسي مهما كان مستواه، أحكي أنا بالنيابة عني وعن كل تلك الأرواح التي عاشت تحت مُسمى " الـ....... " ، أظن الكثير هنا يجهلها أو لم يسمع بها بعد، رغم حروفها الأربع فهي تحمل بكل طيَّةِ حرف اسمٌ كاملٌ من منابع الدمار النفسي المميت ، فيها ظُلمٌ وتفريق ، فيها قهر وإذلال ، وفروعها الباقية لا تُعد ولا تُحصى ، لكن كل الأمور يُهان جدا مسايرتها إلا طريق العلم عندما تُسدُّ أبوابه ، ففي عمر الطفولة الحالمة قضيت سنتين دراسيتين في مرحلة الابتدائية وكانت شبه مستقرة ، بعدها بدأ ناقوس تهجير الأنفس في الخفقان ، لقد عُزِلنا في حيٍّ يفتقر للتربة الندية غير أشواك الإساءة والصخور القاسية، فوضى وأخبار متضاربة ، لم تعد هذه السنة كما كانت عليه السنين السابقة ، قفزنا من إطار الطابع المدرسي إلى محيط آخر بعيدا عن الكتب والواجبات المدرسية ، نترقب آخر الأخبار التي تحيط هذه الفئة بشتى جوانبها ، أعددنا دراسة جديدة لم يجرؤ التاريخ حتى على نفضِ غبار أنينها ، كان المسموح لنا بالثانوية العامة لا غيرها، هذا أمر مكتوب وسُبق تنفيذه ، مما يجعل العقل يسير في نطاق مغلق بعيدا عن فضاء المعرفة، ويأسٍ مرسوم بريشة القهر، واقع يمكن لمسه لكن جعلوا منه أحلام شفافة يصعب حتى السرحان بها، رغم ذلك أرى الكثير من روَّاد جيلي يملكون أملاً هز الجبال سبعا وسبعا، عن نفسي أنا كنت أحلم بأن أدخل عالم الطب وأمارس الإنسانية لأبعد الحدود لكن تناقَصَ هذا الحلم لأًنْ أبلغ حلم آخر لكن أقل بكثير فأحببت بذلك التمريض لكن أيضا الطرق مسدودة، لا محالة، انتهت الثانوية بسلام وفرحة نجاح لم تكتمل لنهاية مدروسة من قبل ولادتي بعقود، كنت ساعة الخبر أساند أمي في أحد أعمال البيت ،جاء أخي فرحا يزف بشرى نجاحي وبنسبة ميسورة ليست بالعالية ، التفتُ إليه وضحكت بقهر وماذا بعد النجاح ، أوَ ليست آخر سنين العمر سيرا وأعيد بعدها ترتيب كتبي إلى حيث أدراجها ، حُلمٌ قد دفنته منذ بزوغ ذلك الميلاد المعدوم ، ها هم سبقوني وبلَّغوني تلك البشرى أيضا، وهذا ما أثار الألم في نفسي هو التفكير بحالهم مرورا برحلة القهر المتدفق على ناصيتي الآمال الكاذبة التي يحركها غافلو القلب والضمير، بدأت بعدها صباح جديد خالي من صفير اللوم ، كنت أصحو مع أول منادي للفجر كما تعودت على منوال مدرستي المتغربة، جمعت كل كتبي في صندوق كبير ربما احتاجها أحد أخوتي عندما يبلغ اليأس كأختهم الكبرى ، أبدأ نهاري بتقليب جريدة الصباح على جمار الأماني المترملة ، ... أوه هذه قُبِلت بالكلية التي طالما حلمت بها ؛ لكن نسبتها أقل مني بكثير؛ أممممممم سأرى ما هي متطلباتهم ؛ قرأت النقطة الأولى في أعلى البند ، آه فهمت ؛ لسنا نحن المقصودين ،قلبت الثانية والثالثة وحتى الأخيرة،بقيت أتأمل الأسماء إلى أن رفعت رأسي للسماء،بدأ ناقوس الحلم بالخفقان، رأيت نفسي بالمكان الذي تمنيت ،أريد أن أبلغ مرادي كما أردت وأتخرج بسن صغيرة وأخوض بعدها دوري في الحياة ،... دون أن أدرك قلَّبتُ صفحات حُلمي سريعا في فجر أزرق لكن سرعان ما أحاطتني دموع الحسرات مياهٌ تجرى إلى أراضي قحلها،وإذا بأبي قادما : دعِ الأمر لله ابنتي ، فلستِ أكثر حظا ممن سبقكِ ، إنها أقدار، ..."الله كريم"، قضيت بعدها ستة سنوات في أرجاء مدينتي، كلما أتت سنة تباطأت نفسي لهفة للتعلم، فقدت الكثير من كتبي التي كنت أحملها بين طيَّات غرفتي ، فالسنين كفيلة بالضياع لأمثالي، كنت أقضي أيامي صامتة بعينان دامعتان تتأملان الوجود بشتى الزوايا ، أرسم الحياة في عيني جميلة أحاول فيها أن أعطي كل روح حقها دون تفريق بل أناديهم باسمٌ واحد .. أيها الناس، آه، مؤلم أن أنتزع من شريط عمري سنين طوال تمنيت أن أوظفها طلبا لأعلى منافذ العلم تجولا في شهاداتي الذائبة على شواطئ رحلتي، لكنه القانون المقلوب،وأيدينا مكبلة،... الأن أشتم رائحة دراسة محلقة هناك في مأوى ليس بالبعيد من هنا، لكن شرايين قلبي لم تعد بمقدرة على تحَمُّل حروف من كتب أخرى أتت بعدما رحل قطار لهفتي وشباب طلبي ، نسيت كتاب التاريخ وأنا من خلقه من دمي فلي به نصيب كبير، أما القواعد فلم أعد أذكر أنها مرت بقيثار حصتي رغم تفوقي فيها، لا أتذكر إلا اسمي الذي أشك بأنه ملكي أحيانا ، جمعت كل أوراقي المتشتتة محاولةً أن أغتنم شيء يثبت صحة انتسابي لهذه البلدة دون رقم يبرز بصماتي المختنقة، إنها جامعة من روح عربية ليس كسابقاتها ، فلا داعي لأصل وفصل ولا حتى انتهاءٍ لشهادة، قد دخلتها مجبورة ليس برضائي ، لم أحمل فرحة قبولي إلا بمباركات صارخة ترتدي دثار اللامبالاة ، دخلتها وأنا آية من اليأس ، أحاول فيها أن أبني لي سورة من الأمل وأحرق كاحل الأيام الماضية ، أريد أن أنسى مظالم قريتي وأبني بوابتي كما تمنيت وأجعل منها مدائن للأحلام الصادقة تفسيرا لرؤياي المتعذبة، ... أوه واجبات أخرى لكن بنطاق أكبر مما اعتدت عليه من قبل، قضيت سنة بعدها وتركت البقية لغيري لم أعد أطيق هذه الدراسة لم تكن ما كنت أهواه وأطمح إليه، ... شرود روحي لأبعد الحدود ، ابتعدت قليلا عن الواقع المر وخضت أطيافاً شفافة بحثا عن فارس الأحلام القادم من الضباب ، أتأمله في السماء بين النجوم وعلى جبين القمر، أرسمه في حنايا الوجود وأتخيله من أي القرى سيكون، لكن سرعان ما انقطع شريط الحلم وتناثرت ألوانه لتبرز قوس البداية من جديد ، مازلنا نعيش على محطة الأخبار وقنوات الاتصال ، أختي الرابعة وحظ موفق في لحظة تدفق الدم في عروقنا الميتة من قلم رقَّ قلبه على أحضان لطماء الفرحة والألوان، فتحت تلك الديار أبوابها لاستقبال ضحايا دمارها الذي امتد عمرة بعد تلك الكارثة بستة عشر حولا ، سعيت أنا ومن سبقني من الأحلام الساردة إلى حيث ورقة البيان ، لكنه العمر ياقلبي وبقايا رفات شهادات زيَّفتها السنين لِطَمس سعي بات ذكره مستحيلا في غيابات النجوم ، عنوسة روحية سارية المفعول مدى الساعات ويأس تام بقافية الشرود، وتفعيلاتٌ جديدة لم يشهدها حتى عصر الشِّعر الحجري، ومع ذلك لم يبقَ الباب مفتوحا كما عهده الحراس بمدائن السفور، بل أعلنوا كلمتهم من أعلى منابر قصور سلطتهم، وجعلو من قلوبنا حجارة شُرِّع رجمها حتى الميعاد، قُفل باب الدخول وأعدّوا منافذا للخروج ظناً منهم بارتكاب خطيئة لا يُجزون من وراءها أجراً أبداً ، لقد عادوا لأدراج قوائم شروطهم اللا رحمانية وحرقوا تلك العهود المائية، وتبقى الإجابة تحوم في قُعر أحافير أغرقتها تآويل السنين المتلعثمة بوحا سفيها من أطلال الجمود ، الكل يسأل عن آخر الأخبار بكل لهفة لمعرفة آخر نقطة من حبر التبعثر، لكن لا إجابة ....، ويبقى الحال ما هو عليه،شرود روحي طويل الأمد ، سفر صارخ لما بعد السماء ، انتحارات متتالية ، تباريق شاخصة ، شموع متكاسلة ، وأعياد باكية لذكرى ميتة لم تتم أسبوعها الأول بفراش مولدها الذي وئدت عليه لتنزف دماء ملونة من شدة العذاب وتعدد الأسقام ، .... ، اتصال هاتفي قارع لمجاديف السرد المتسلسل لبلاغ كاذب عن دراسة مرتبكة من فوضى المقاعد التي فقدت أصحابها ، مواعيد زائفة تتقن ضرب الأجراس عند انتهاء محاضرة الدكاترة ، أوراق أضاعت طريق مستنداتها وأصرت على التحليق في طبقات السماء رابطة أطرافها بالقدر الذي أعده الله تعالى لروح شربت الألم ولعقت مُرَّه على عتبات السنين ومازالوا ينادونها بالصغيرة ، لقد كبر القلب وامتلئ هموم ليضخ القهر ويخفق الصبر المجبور، سأكمل نصي بنقاط سوداء حتى يتسنى لي التنفس وتأتيني الأيام بما كنت أتمناه وأرجوه ، ومهما تعاظمت بنا الآلام والأوجاع فهناك بالناصية الأخرى من فقد الكثير و الكثير، اللهم أسألك الرضا والصبر والعفو العافية ، اللهم فرج كرب المكروبين ، وألهمنا جنتك التي هي مرادنا ، ربما غدا أو بعد غد سيأتي البيان ، .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......... .
    تحياتي لسيد قلبي شكرا له ، من بعث الحب لي أودية وأغرقني في أنهار الود وحنينه ، هنيئا له أينما كان وكنا
    أشكرك كثيرا يا باعث الأمل لي بعد انقطاع شريانه من نجوى هتافاتي التائهة،
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أشكرك محمد الحريرينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    .................................................. ...........
    وللحديث بقية بعد بزوغ حقيقية مدفونة
    ***
    تحياتي
    شاطئ سلام

  2. #2
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    سانتظر البقية مررت سريعا
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  3. #3
    الصورة الرمزية شاطئ سلام عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : ............................................
    العمر : 41
    المشاركات : 478
    المواضيع : 49
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح مشاهدة المشاركة
    سانتظر البقية مررت سريعا
    أهلا بك يا صباح
    شروق ساطع لأبعد الحدود
    دمت مشرقا
    تحياتي
    شاطئ سلام

  4. #4
  5. #5
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    شاطئ سلام .......

    ماذا أقول وأنا أفهم ما بين السطور، أفهم معنى كل كلمة سطرتها آلامك هنا ، أعرف معنى أن لا أكون .
    شاطئ سلام ..
    أصمت في محراب حزنك ، لني لا أملك الحل .

    سأنتظر البقيه .

    لك ودي ........
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي


    شاطئ سلام..
    ليس الانسان..شكلا ثابتا غير متغير..انه..تجربة وانتقال ،انه لاشيء اكثر من جسر ضيق خطر بين الطبيعة والروح،ان المصير الكامن فيه يدفعه الى الروح والى الله،اما حنينه الكامن ايضا فانه يعود به الى الطبيعة.

    محبتي وتقديري
    جوتيار

  7. #7
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    الدولة : بين السطور و وسط الكلمات
    المشاركات : 1,313
    المواضيع : 94
    الردود : 1313
    المعدل اليومي : 0.20

    افتراضي

    وسط هذا الألم المغروس في عنق الروح .. رأيت نزيف الأمل يسيل دمه على أحزان الأيام ...

    التي قد أخذت كثيرا من آهات الجروح .. أختاه .. لا أدري قرأت سطورك بقلب فاتح عينيه

    يتأمل كل كلمة و ما يتبعها من كلمات ، فشعرت روحي بمرارة هذا الألم ... و كأنك قد كتبت شيئا

    أتجاهله و أتناساه ...

    لك سلامي

    و أمنياتي لك بسعادة التي لا تفارقك لا دنيه و لا آخرة ...

    تقبلي مروري ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    حلا رفيقة الدمعة الحزينة

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : عمّان -- الأردن
    العمر : 38
    المشاركات : 1,119
    المواضيع : 37
    الردود : 1119
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    شاطئ السلام....

    البشر معادن، لنكن نحنُ من معدن واحد ألا وهو سمو الأخلاق، هل نستطيع؟؟
    لندع التمني يأخذ منا حيز اللامحدود

    تحيتي

    حمزة
    حين َتُمطِرُ بِغزَارَةٍ ... تَجتَاحُنِيْ ... تِلك َ' القَشْعَريرَةُ ' شَوْقا ً إليك ِ!!

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاطئ سلام مشاهدة المشاركة
    دراسة دون أوراق ... حُلمٌ بلا شهادة ~ في زمن الاضطهاد
    حمدتُ الله كثيرا أني لم أولد منذ زمن بعيد ، وأتمنى ألاَّ أُكمل دورتي في الحياة فيكفي عيش التمني على ماء الحسرات، طفولة لم تكتمل بعدْ وفرحة لم تُعلن الرضا على مواطن الابتسامات، وطفرة عمرية صارخة دون إنذار بِمَعْدن الشباب ، يليها مسميات لا تخلُ من شوائب الاضطهاد الروحي العنيف ، ولدتُ أنا وولد معي وأخوتي الثمانية سيف الإعدام البطيء بحوافه الماسية التي لا تهاب النضوب، مؤلم ذلك الحدث عندما نستعير الابتسامة من أفواه الجرائد التي تحمل البؤس لنا ضربات جزاء ساخرة تتجدد بمعدل الساعات ، يليها رحلة يأس جديدة ويأتي بعدها البيان ، لا ينكر أحد مدى الفرحة التي يعيشها في أول عام دراسي مهما كان مستواه، أحكي أنا بالنيابة عني وعن كل تلك الأرواح التي عاشت تحت مُسمى " الـ....... " ، أظن الكثير هنا يجهلها أو لم يسمع بها بعد، رغم حروفها الأربع فهي تحمل بكل طيَّةِ حرف اسمٌ كاملٌ من منابع الدمار النفسي المميت ، فيها ظُلمٌ وتفريق ، فيها قهر وإذلال ، وفروعها الباقية لا تُعد ولا تُحصى ، لكن كل الأمور يُهان جدا مسايرتها إلا طريق العلم عندما تُسدُّ أبوابه ، ففي عمر الطفولة الحالمة قضيت سنتين دراسيتين في مرحلة الابتدائية وكانت شبه مستقرة ، بعدها بدأ ناقوس تهجير الأنفس في الخفقان ، لقد عُزِلنا في حيٍّ يفتقر للتربة الندية غير أشواك الإساءة والصخور القاسية، فوضى وأخبار متضاربة ، لم تعد هذه السنة كما كانت عليه السنين السابقة ، قفزنا من إطار الطابع المدرسي إلى محيط آخر بعيدا عن الكتب والواجبات المدرسية ، نترقب آخر الأخبار التي تحيط هذه الفئة بشتى جوانبها ، أعددنا دراسة جديدة لم يجرؤ التاريخ حتى على نفضِ غبار أنينها ، كان المسموح لنا بالثانوية العامة لا غيرها، هذا أمر مكتوب وسُبق تنفيذه ، مما يجعل العقل يسير في نطاق مغلق بعيدا عن فضاء المعرفة، ويأسٍ مرسوم بريشة القهر، واقع يمكن لمسه لكن جعلوا منه أحلام شفافة يصعب حتى السرحان بها، رغم ذلك أرى الكثير من روَّاد جيلي يملكون أملاً هز الجبال سبعا وسبعا، عن نفسي أنا كنت أحلم بأن أدخل عالم الطب وأمارس الإنسانية لأبعد الحدود لكن تناقَصَ هذا الحلم لأًنْ أبلغ حلم آخر لكن أقل بكثير فأحببت بذلك التمريض لكن أيضا الطرق مسدودة، لا محالة، انتهت الثانوية بسلام وفرحة نجاح لم تكتمل لنهاية مدروسة من قبل ولادتي بعقود، كنت ساعة الخبر أساند أمي في أحد أعمال البيت ،جاء أخي فرحا يزف بشرى نجاحي وبنسبة ميسورة ليست بالعالية ، التفتُ إليه وضحكت بقهر وماذا بعد النجاح ، أوَ ليست آخر سنين العمر سيرا وأعيد بعدها ترتيب كتبي إلى حيث أدراجها ، حُلمٌ قد دفنته منذ بزوغ ذلك الميلاد المعدوم ، ها هم سبقوني وبلَّغوني تلك البشرى أيضا، وهذا ما أثار الألم في نفسي هو التفكير بحالهم مرورا برحلة القهر المتدفق على ناصيتي الآمال الكاذبة التي يحركها غافلو القلب والضمير، بدأت بعدها صباح جديد خالي من صفير اللوم ، كنت أصحو مع أول منادي للفجر كما تعودت على منوال مدرستي المتغربة، جمعت كل كتبي في صندوق كبير ربما احتاجها أحد أخوتي عندما يبلغ اليأس كأختهم الكبرى ، أبدأ نهاري بتقليب جريدة الصباح على جمار الأماني المترملة ، ... أوه هذه قُبِلت بالكلية التي طالما حلمت بها ؛ لكن نسبتها أقل مني بكثير؛ أممممممم سأرى ما هي متطلباتهم ؛ قرأت النقطة الأولى في أعلى البند ، آه فهمت ؛ لسنا نحن المقصودين ،قلبت الثانية والثالثة وحتى الأخيرة،بقيت أتأمل الأسماء إلى أن رفعت رأسي للسماء،بدأ ناقوس الحلم بالخفقان، رأيت نفسي بالمكان الذي تمنيت ،أريد أن أبلغ مرادي كما أردت وأتخرج بسن صغيرة وأخوض بعدها دوري في الحياة ،... دون أن أدرك قلَّبتُ صفحات حُلمي سريعا في فجر أزرق لكن سرعان ما أحاطتني دموع الحسرات مياهٌ تجرى إلى أراضي قحلها،وإذا بأبي قادما : دعِ الأمر لله ابنتي ، فلستِ أكثر حظا ممن سبقكِ ، إنها أقدار، ..."الله كريم"، قضيت بعدها ستة سنوات في أرجاء مدينتي، كلما أتت سنة تباطأت نفسي لهفة للتعلم، فقدت الكثير من كتبي التي كنت أحملها بين طيَّات غرفتي ، فالسنين كفيلة بالضياع لأمثالي، كنت أقضي أيامي صامتة بعينان دامعتان تتأملان الوجود بشتى الزوايا ، أرسم الحياة في عيني جميلة أحاول فيها أن أعطي كل روح حقها دون تفريق بل أناديهم باسمٌ واحد .. أيها الناس، آه، مؤلم أن أنتزع من شريط عمري سنين طوال تمنيت أن أوظفها طلبا لأعلى منافذ العلم تجولا في شهاداتي الذائبة على شواطئ رحلتي، لكنه القانون المقلوب،وأيدينا مكبلة،... الأن أشتم رائحة دراسة محلقة هناك في مأوى ليس بالبعيد من هنا، لكن شرايين قلبي لم تعد بمقدرة على تحَمُّل حروف من كتب أخرى أتت بعدما رحل قطار لهفتي وشباب طلبي ، نسيت كتاب التاريخ وأنا من خلقه من دمي فلي به نصيب كبير، أما القواعد فلم أعد أذكر أنها مرت بقيثار حصتي رغم تفوقي فيها، لا أتذكر إلا اسمي الذي أشك بأنه ملكي أحيانا ، جمعت كل أوراقي المتشتتة محاولةً أن أغتنم شيء يثبت صحة انتسابي لهذه البلدة دون رقم يبرز بصماتي المختنقة، إنها جامعة من روح عربية ليس كسابقاتها ، فلا داعي لأصل وفصل ولا حتى انتهاءٍ لشهادة، قد دخلتها مجبورة ليس برضائي ، لم أحمل فرحة قبولي إلا بمباركات صارخة ترتدي دثار اللامبالاة ، دخلتها وأنا آية من اليأس ، أحاول فيها أن أبني لي سورة من الأمل وأحرق كاحل الأيام الماضية ، أريد أن أنسى مظالم قريتي وأبني بوابتي كما تمنيت وأجعل منها مدائن للأحلام الصادقة تفسيرا لرؤياي المتعذبة، ... أوه واجبات أخرى لكن بنطاق أكبر مما اعتدت عليه من قبل، قضيت سنة بعدها وتركت البقية لغيري لم أعد أطيق هذه الدراسة لم تكن ما كنت أهواه وأطمح إليه، ... شرود روحي لأبعد الحدود ، ابتعدت قليلا عن الواقع المر وخضت أطيافاً شفافة بحثا عن فارس الأحلام القادم من الضباب ، أتأمله في السماء بين النجوم وعلى جبين القمر، أرسمه في حنايا الوجود وأتخيله من أي القرى سيكون، لكن سرعان ما انقطع شريط الحلم وتناثرت ألوانه لتبرز قوس البداية من جديد ، مازلنا نعيش على محطة الأخبار وقنوات الاتصال ، أختي الرابعة وحظ موفق في لحظة تدفق الدم في عروقنا الميتة من قلم رقَّ قلبه على أحضان لطماء الفرحة والألوان، فتحت تلك الديار أبوابها لاستقبال ضحايا دمارها الذي امتد عمرة بعد تلك الكارثة بستة عشر حولا ، سعيت أنا ومن سبقني من الأحلام الساردة إلى حيث ورقة البيان ، لكنه العمر ياقلبي وبقايا رفات شهادات زيَّفتها السنين لِطَمس سعي بات ذكره مستحيلا في غيابات النجوم ، عنوسة روحية سارية المفعول مدى الساعات ويأس تام بقافية الشرود، وتفعيلاتٌ جديدة لم يشهدها حتى عصر الشِّعر الحجري، ومع ذلك لم يبقَ الباب مفتوحا كما عهده الحراس بمدائن السفور، بل أعلنوا كلمتهم من أعلى منابر قصور سلطتهم، وجعلو من قلوبنا حجارة شُرِّع رجمها حتى الميعاد، قُفل باب الدخول وأعدّوا منافذا للخروج ظناً منهم بارتكاب خطيئة لا يُجزون من وراءها أجراً أبداً ، لقد عادوا لأدراج قوائم شروطهم اللا رحمانية وحرقوا تلك العهود المائية، وتبقى الإجابة تحوم في قُعر أحافير أغرقتها تآويل السنين المتلعثمة بوحا سفيها من أطلال الجمود ، الكل يسأل عن آخر الأخبار بكل لهفة لمعرفة آخر نقطة من حبر التبعثر، لكن لا إجابة ....، ويبقى الحال ما هو عليه،شرود روحي طويل الأمد ، سفر صارخ لما بعد السماء ، انتحارات متتالية ، تباريق شاخصة ، شموع متكاسلة ، وأعياد باكية لذكرى ميتة لم تتم أسبوعها الأول بفراش مولدها الذي وئدت عليه لتنزف دماء ملونة من شدة العذاب وتعدد الأسقام ، .... ، اتصال هاتفي قارع لمجاديف السرد المتسلسل لبلاغ كاذب عن دراسة مرتبكة من فوضى المقاعد التي فقدت أصحابها ، مواعيد زائفة تتقن ضرب الأجراس عند انتهاء محاضرة الدكاترة ، أوراق أضاعت طريق مستنداتها وأصرت على التحليق في طبقات السماء رابطة أطرافها بالقدر الذي أعده الله تعالى لروح شربت الألم ولعقت مُرَّه على عتبات السنين ومازالوا ينادونها بالصغيرة ، لقد كبر القلب وامتلئ هموم ليضخ القهر ويخفق الصبر المجبور، سأكمل نصي بنقاط سوداء حتى يتسنى لي التنفس وتأتيني الأيام بما كنت أتمناه وأرجوه ، ومهما تعاظمت بنا الآلام والأوجاع فهناك بالناصية الأخرى من فقد الكثير و الكثير، اللهم أسألك الرضا والصبر والعفو العافية ، اللهم فرج كرب المكروبين ، وألهمنا جنتك التي هي مرادنا ، ربما غدا أو بعد غد سيأتي البيان ، .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......... .
    تحياتي لسيد قلبي شكرا له ، من بعث الحب لي أودية وأغرقني في أنهار الود وحنينه ، هنيئا له أينما كان وكنا
    أشكرك كثيرا يا باعث الأمل لي بعد انقطاع شريانه من نجوى هتافاتي التائهة،
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أشكرك محمد الحريرينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    .................................................. ...........
    وللحديث بقية بعد بزوغ حقيقية مدفونة
    ***
    تحياتي
    شاطئ سلام
    الموضوع يحتاج لقراءات عديدة ، وكلما أوغل الفكر بين حروفه وجد أمورا تشعل الراس شيبا ، وتفجر العيون سيلا من جمرات الشجن ، وترى الحقيقة مصلوبة على أخشاب القهر ، لا ترحم ، ولا تجد إلا بصيص أمل يشع في نهاية نفق أماني تجمدت عليها أنات طفولة ، وأنامل أحزان ، كلما هب نسيم من وراء تلال الحاضر مر صقيع على سواحل الواقع ليقهر زهورا أنتجتها الأرض من رحم الانتظار .
    ولكن هل يبقى الإنسان مربوط اليقين بآمال طالما ترنحت تحت سياط العذاب ؟
    أم يكون الإنسان يحمل هوية الفكر ، ويمشي في طريق يصنعه بنفسه من بقايا ضنك ، ونتف ألم يجبلها بمأساة شعب ، تمرد عليه القمر فبات لا يرى إلا حلوك رؤى ؟
    لا .... لا يغلب الفكر َ محال ، وما المستحيل إلا من صتع المرء يتذمر منه ، ويلقي عليه تبعات يستطيع الأمل حل عقدة ظلامها .
    اشكرك شاطئ سلام
    سنرى ما بقي من كلمات تنسج من سريرة نقية
    ظلمت
    ولكن بعد ليل
    سوف يأتي بالنهار
    فجر قلب
    منه أوتار التمني
    مهجة الصدق تصار
    مهجة
    فيها سلام
    وتواشيح انتصار
    ــــــــــــــــــــــ
    تحياتي لك
    وباقة من الود
    لاجئ أدبي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. حلم داخل حلم
    بواسطة عبدالله علي باسودان في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-12-2015, 02:31 PM
  2. بلا حياءٍ .. بلا خوفٍ .. بلا ضمير
    بواسطة عدي أيمن أبو عيشة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-04-2012, 04:42 PM
  3. طلاب آخر زمن، لأ ونظار آخر زمن!
    بواسطة ماجدة ماجد صبّاح في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-10-2007, 09:28 PM
  4. بلا أشارات ضوئية / حلم
    بواسطة مينا عبد الله في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 15-05-2006, 02:37 PM
  5. بلا أشارات ضوئية / حلم
    بواسطة مينا عبد الله في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 16-03-2006, 06:52 PM