|
يا قبضةً من أَتُونِ القهْرِ قهَّارة |
كَأنَّها جَمَرَاتُ الصَّبْرِ موَّارةْ |
يا قبضةً من لهيب الحزنِ في وطنٍ |
مُحاصَرٍ بوجُوهِ الخِزْيِ غدَّارةْ |
يا قبضةً من أَكُفِّ الفجرِ قد حشدتْ |
عزيمة النور والإيمانِ جبّارةْ |
فلتصفعي وجْهَ هذا القهرِ سيدتي |
ولتصفعي أوجهًا بالخزْيِ خَوَّارة! |
فِداك كلُّ جُيوشٍ الذلِّ في وطني |
قد زخرفوها بألوانٍ وأُسْوارةْ! |
وأين منكِ جيوشُ العربِ قاطبةً |
هل لم تزالي جُيوشَ العُرْبِ جرَّارةْ؟ |
هل لم يزلْ قائدٌ يمْضي بجحْفلِهِ؟! |
هلْ لمْ يزلْ طائرٌ يسْعَى بطيَّارةْ؟! |
حتى الإدانة صارَ الخزيُ يمنعهمْ |
مِنْها وكيْفَ تُدينُ القِطَّةَ الفارةْ؟! |
هذي الجيوشُ لـ"يوم الزينة"انحشرتْ |
وحمَّلوها بهِ دُفًّا وزُمَّارة! |
يا قبضةَ الحقِّ والإصْرارِ معذرةً |
لقدْ نسينا حقوقَ الجارِ والجارةْ؟ |
وقد نسينا أيا أختي كرامتنا |
تسرَّبتْ نخوةٌ في الأرضِ مُنهارة! |
ماعاد بأسٌ لنا ، بل ريحنا ذهبتْ |
وقد رضينا بأن نُضْحي كنظَّارة |
وهل ستجدي عيونُ الشعرِ سيدتي |
تنهال منها سيول الدَّمْعِ مِدرارة؟! |
يا أختَ "أسماءَ" هاكِ اليومَ رايتَنا |
فأنتِ أوْلى بها في الرَّوْعِ والغارة! |
من بيت حانونَ بين النَّارِ قد صعدتْ |
في كلِّ ركنٍ جحيمًا بثَّ أشراره! |
تهبُّ شمسٌ بوجْهِ الليلِ واثقةٌ |
تفجَّرتْ في صُدورِ الفجْرِ هدَّارة |
تسْعى فتجرِفُ ليلَ العار تدْحَرُهُ |
على الرِّمالِ ، فترميهِ وأوْزارَه |
حماكِ ربِّي وحيَّا قبضةً شرعتْ |
تشقُّ درب المُنى ، تشتقُّ أنوارَه |
تروي ثرانا به في كلِّ ناحيةٍ |
تُفَجِّرُ القهرَ تخزيهِ وأَسْوارَهْ! |
وبثَّ فيها بفضلٍ منه قوته |
يا مريمَ الحقِّ هُزِّي اليومَ أشجارَه! |