صوتك مزماري

يحيى السماوي
صوتكِ مزماري . . .
دجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي
فأغتسلتْ بالعطرِ أزهاري . .
صوتُكِ يا أنيستي
حَبْلٌ من النور
نشرت فوقه قميصَ أسراري . . .
وصفحةٌ ضوئيةٌ
كتبتُ في سطورها أَعَفَّ أشعاري . . .
وبُرْدَةٌ عشبيةٌ
تَدَثَّر القلبُ بها
فلم يَعُدْ يخافُ من بردٍ وإعصارِ . .
صوتُك صار ملمحاً مني
فما سمعتُهُ
إلا وأضْحَتْ غيمةً من ألقٍ داري
يُثْملني من دونما خطيئةٍ
فيسكرُ الصحو على نافذتي
يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري . . .
صوتك كان أوَّلَ الماشينَ
في جنازة اليأسِ الذي
أَثْكلَ مشواري . . .
وأوّلُ المسافرين بيْ إلى
ممالكِ الريحانِ والغارِ. . .
هَذَّبَني . . .
أقامَ جِسرَ أُلفةٍ بين فراشاتي
وبين الريحِ والنارِ . . .
زُخّي على مسامعي لحونك العذراءَ
كي تنبضَ أوتاري . . .
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً
متى إذن موعدُ إفطاري؟
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على تلَّةِ عمري ساهراً
مرتقباً
هلال وجهِكِ الذي لوَّنَ أفكاري . . .
بالماءِ والنارِ . .
عشرةُ أعوامٍ
وما مرَّ على بَريَّتي موسمُ أمطارِ . .
وها أنا
أحفر بالأضلاع وادي الشوقِ
علَّ صخرةً تزفُّ ليْ
بشارة النبعِ لأشجاري
♣♣♣

عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً
متى إذن موعدُ إفطاري؟

\\\


الساحر .... الشاعر

السماوي ... الباهر

تختصر الصور ليظل القارىْ في مشهدك يتأمل ، وربما عشرة أعوام لن تكفيه


هذا المقطع وحده يدعوني لأتحمل
روعة الصياغة


\

لساني لايكف عن الدعاء لك أخي المتألق

	ونحن نؤمن على دعاء أخينا خليل الذي نحسبه ممن يجيدون التعامل مع فن الشعر ، خاصة غذا جاد به السماوي العملاق . ونزيد الدعاء باندهاش مقترن بالتبجيل جراء فرط الإعجاب الذي لايفتأ ملازما لنا بعد كل كلمة يفتن فيها هذا الشاعر العظيم النبيل . ومبعث الاندهاش من أمرك - أيها العملاق الشعري - محرض صريح على متابعتك ، ودعوة معلنة إلى اليقين بأن هذه الأمة الكريمة فيها ما يبشر باستعادة ما نرجو أن يتخلل مفردات حياتنا من صدق وشفايفة ، واستشراف معالم الجمال في الحياة والفن على حد سواء ، ولإنصات بما يشبه الخشوع المقترن بالجلال لجمال الفن . وكأنما أراد الخير بالعربية لسانا ووطنا فهيأ لها أمثالك من الأفذاذ المعدودين ، ليسكبوا رحيق مجدها في نفوس أجيال تتحرق شوقا إلى تنسمها فكرا وفنا ، وتاريخا وواقعها ، وجعل هذه النسائم أنفاسا تتردد في الصدور ، وبصرا في العيون ، ونبضا في القلوب . أكرمك الله أيها العملاق ، وأجزل لك المثوبة ، وأمدك بفضله الذي لا يحد . ولك التقدير والعرفان . د. حسان الشناوي

ونحن نقف على شواطئ بحورك نرتقب منها الرائع
فتسعدنا قراءً نعتز بوجودك بيننا شاعرًا عملاقًا
دمت بخير وسعادة يارب
أختك
بنت البحر

أيها السَّماوي الساحر
أنالك الله مرادك
وحقق أحلامك
وروى أشجارك
دمت بروعةٍ وبهاء صائماً ساهراً
كي تنبض لنا أوتارك العذبة
فنشنف آذاننا بها والسلام

نترقب كل جديد هو لك
و كلما قرأنا كلما ازددنا قرباً من قلمك و فكرك لعله يوماً تصيبنا عدوى الشعر
دمت رائعا و أمدك الله بالعمر و الطاعة
أيها القلم العربي الأصيل
محبك د. جمال

هي قطعة مخملية باذخة الملمس من حيث اللغة والصورة.

وجدت هنا ما اعتدت منك من إثارة التركيب ، وافتقدت من قيثارة التأثير.

تقبل الود.



تحياتي

الشاعر يحيى السماوي ..

جميل ما نقرأ لك دائماً ..

وما هذه المعزوفة إلا ( سينما شعرية ) ..

نسرح معها في خيال واقعي ..

تحيتي

صوتكِ مزماري . . ..................... هكذا جاء العنوان الذي ساقني إلى هنا ... جاءني على فاقة كما يقال !!
دجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي ..................................... حزن كالأفعى قاتل يمتص النبض والحياة ..ويدجنه صوت مزمار.. عجبا ًياله من صوت نافذ كالرصاص وقعاً وكالسحر تأثيراً!!
فأغتسلتْ بالعطرِ أزهاري . .............................. أزهارٌ وتغتسل بعطر..... ترى كيف سيكون شذاها من بعد ؟؟
صوتُكِ يا أنيستي
حَبْلٌ من النور ................................................ص ورة تفتق الخيال المقحط المجدب ( جبل من نور )..... لا بل هو معروف (النور) فالتعريف له دلالته!!
نشرت فوقه قميصَ أسراري . . . ............................ شئ غير مألوف وهذا هو الابداع وإلا فكيف للأسرار أن تتشخص فأذا بها قطعة من الحرير ترف مبتلة ساطعة لكن بفعل النشر على جبل نوراني
وصفحةٌ ضوئيةٌ
كتبتُ في سطورها أَعَفَّ أشعاري . . ........ صوتٌ يبدو أنه أكثر من مزمار فهو هنا صفحة ضوئية ولك أيها القارئ الكريم أن تتصور كيف يكون الصوت صفحة ضوئية........ كلمة موجزة لكنها شاهقة الابداع
وبُرْدَةٌ عشبيةٌ ........................ يبدو أن الصوت هنا قد أخذ شكلا آخر هو الآن ربما خزامى من نجد
تَدَثَّر القلبُ بها
فلم يَعُدْ يخافُ من بردٍ وإعصارِ . . ................................... بردة من الخزامى لكأننا نشتم رائحتها وكله كان مجرد صوت................... ياالله فهو إذن صوتٌ دافئ تحن إليه المرافي وتسكن .
صوتُك صار ملمحاً مني ................. وهنا يأخذ شكلا آخر.. صوت له ملامح ويشبه شخصا آخر.. انتبه أيها المار من هنا..... قال هو يشبه شخصا آخر لاصوتا آخر !!
فما سمعتُهُ
إلا وأضْحَتْ غيمةً من ألقٍ داري ............... صوت تستجيب له الغيمات والمزون والرباب وباقي السحاب ومافي الكون والسماء!!
يُثْملني من دونما خطيئةٍ
فيسكرُ الصحو على نافذتي......................... صوت يَستفيق السكر ويُسكر الصحو هو وأين !! على نافذة شاعر لايعجز عن التعبير................ إنما يبدو أنه صوت ( ساحر )!!
يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري . . ................ شاعر مرتلٌ كيف يكون؟ يمتلكه الصوت فيزهر كالزهور والرياض والورود والزروع لكن في حقل ليس كأي حقل.................. حقلٌ قيثار!!
فيبدو الشاعر والصوت لكأنهما نغم على نغم !!
صوتك كان أوَّلَ الماشينَ
في جنازة اليأسِ الذي
أَثْكلَ مشواري . . .......................... ياالله مأأبره وماارأفه وما أرقه وماارحمه وأحنه من صوت !!
صوت هو أول المودعين والمشيعين لشقاء الشاعر وبؤسه!!
وأوّلُ المسافرين بيْ إلى.................... صوت شَيـَّع اليأس هناك وهنا سافرَ به إلى مملكة........ لابل ممالك من ماذا ؟
ممالكِ الريحانِ والغارِ. . .
هَذَّبَني . . .
أقامَ جِسرَ أُلفةٍ بين فراشاتي
وبين الريحِ والنارِ . . . صوت خارج عن العادة وقادر على التغيير والابدال والاحالة وله سلطانه وقوة تأثيره.......
وإلا فكيف يصنع للشاعر جسرا من الالفة بين الفراشات والريح والنار ولك أن تتخيل ذلك الجسر فضلا عن أن تتخيل صفة الفراشات وصفة الريح والنار!
زُخّي على مسامعي لحونك العذراءَ..................... صوت كالندى كالماء كالمطر وكل فنون الغيث الربيعي................ لكن لا !! ربما هو لحن من كل ذلك أو هو من كل ذلك لحنا
كي تنبضَ أوتاري . . ...................... وههنا أوتار تنبض بلحن من مطر أو مطر من لحن
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً
متى إذن موعدُ إفطاري؟ .................................. مقطوعة تغرق في العمق فتقها صوت ليس كأي صوت !!
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على تلَّةِ عمري ساهراً
مرتقباً
هلال وجهِكِ الذي لوَّنَ أفكاري . . .
بالماءِ والنارِ . .............................. وهذه مقطوعة أخرى ولك أن تتأمل أيها القارئ الكريم ماوراء الكلمات.. بل والكلمات تلة العمر . هلال الوجه . ولون الافكار
عشرةُ أعوامٍ
وما مرَّ على بَريَّتي موسمُ أمطارِ . .
وها أنا
أحفر بالأضلاع وادي الشوقِ
علَّ صخرةً تزفُّ ليْ
بشارة النبعِ لأشجاري
أتوقف أخيرا عند هذه الأخيرة لأني أريد الوقوف فالصمت في حرم الجمال جلال وجمال !!
عذرا أيها الشاعر الكبير إن تطفلت على نصوصك وقرأت منها مايلامس وتر الحس والشعور فرحت أهذي على هذه القطعة الشعرية العالية تقديرا لابداعك وثراء نصوصك حسا ولغة ومعنى وصورا وصياغة ومشاعرا وعواطف .....
تقبل مني أخلص التقدير والاحترام

شاعرنا سماوي المعاني

قصيدة بهية المحيا تستحوث على القارئ وتحتويه لأنه تستغرق حالاته ، أما ذاتيتها ، فتجعلنا أمام حالةتعبيرية لها من الخصوصية ما يجعلنا نقف متأملين مناصرين ، بقي أن أثني على آراء الأساتذة وأخص هذا التفتيش عن الجماليات الذي أجادت فيه وبه شاعرتنا : عطاف سالم والتي فتحت زهور القصيد بتساؤلات رقيقة محفزة ومثيرة وبرؤى لها قيمتها .

شاعرنا ،

لك المحبة والتقدير

مأمون