وهل في الشعرِ يا أمِّ ارحميني
تأثرا بقصيدة أخي د. جمال مرسي ( مللتُ الشعريا زهوى )
ــــــــــــــــــ
أتاني الشعرُ مقروحَ الجفونِ يدقُّ القلبَ بالدمعِ الثخينِ وقال: الآن يرميني صديقي بنقض العهد في زمنٍ ضنينِ وما أخلفتُ وعديَ ذات يومٍ ولو غُيِّبتُ في أعتى السجونِ صديقُك كان يأتيني شريداً فأمنحه من السحر المبينِ وأسقيه القوافي مترعاتٍ فيسكره عبيرُ الياسمينِ فيصنع من رقيق الحرف شعراً ويأخذه التعقلُ للجنونِ وثَمَّ يعود يرميني بهجرٍ ويسحقني بترجيع الأنينِ ومثلي مثلُه .. أعيت فؤادي بليل البعد نيرانُ الحنينِ فقلتُ : وما تريد الآن مني ؟ فقال : اذهبْ لصاحبِك الأمينِ وقل : لو أنّ بحرَ الشعر صخرٌ فمن يأتيك بالماءِ المعينِ؟ أليس الموجُ في مدٍّ وجزرٍ؟ ومدُّكَ ليس يعرض للسكونِ! ألم تضرب عصاك صخورَ أرضي ففجّر ربُّها أصفى العيونِ؟ إليه أبا كريمٍ إنّ شوقي يقطّعني .. فقلت على عيوني أبا رامي محملة عيوني يعاتبك القريضُ .. فليس هجراً قضاءُ العمر في طلب الثمينِ أتنوي الآن يا صاحِ اعتزالاً ؟ وهل في الشعر يا أمِّ ارحميني؟ هو الشعرُ الحياةُ بُعيدَ موتٍ يجاور حبلَه حبلُ الوتينِ هو السحر الحلالُ وأيّ سحرٍ! يزيلُ شكوكَ نفسكَ باليقينِ ويعذُبُ منه صادقُهُ بعيني وإن طربوا بأكذبِهِ لحينِ يناديكَ القصيدُ لنيلِ مجدٍ وأُغلقَ بابُ هذا المجد دوني فلن تسطيعَ بعدا يا صديقي وإن تحلفْ حنثت بذي اليمينِ يبادلك القريضُ هوىً ووجداً كأنّ الشعرَ من ماءٍ وطينِ