أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: آخر مقالين ......مع التحية !

  1. #1
    الصورة الرمزية ايمن اللبدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : -
    المشاركات : 363
    المواضيع : 57
    الردود : 363
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي آخر مقالين ......مع التحية !

    دولة الرئيس..في الصيف ضيَّعت اللبن !

    ما الذي يمنع أيا من صهاينة الكيان الصهيوني الآن من التباهي الصريح والإعلان المنتشي بزعم تحقيق الضربة النهائية القاضية وبيد فلسطينية أخيرا ضد الانتفاضة المستعصية سابقا على الموت بيدهم وبيد كل أدواتهم ورغم كلِّ ما مر وسبق من محاولات مسعورة لتحقيق هذا الهدف ؟

    لا شيء قطعا يمنعهم ويمكن لأيهم وبمن فيهم يعالون أو موفاز أو ديختر أو شارون نفسه أن يأخذوا الآن نفساً عميقا صعداء أو سفلاء لا يهم طالما تحقق الهدف المنشود وتم الإجهاز أخيرا على الانتفاضة الشهيدة مثلها مثل وقودها من الناس والحجارة كما من آمال وأماني عريضة علِّقت عليها طويلا كطريق مماثل لما انتهجته المقاومة الوطنية اللبنانية وأجبرت عقبها حكومة الكيان السابقة على الجري ليلا دون النظر وراء ولا انتظار خرائط طرق ولا غيرها وبالتالي الوصول إلى أول إنجاز عربي حقيقي مقاوم في القرن الجديد.

    الانتفاضة قتلت ووئدت قبل أن تحبو في منتصف عامها الثالث والتي بكل حسرة وأسف لم يعد ممكنا دفن الرأس بالرمال والإدعاء أنها لا زالت قائمة وحية وأن الحاصل المشخَّص تمنياً هو توقف هدنة لا أكثر أملته ظروف ما مع الاستطراد طبعا في الشرح والتعليل والتأويل النظري لا سيما على ضوء ما هو واقع محسوس ينفي ترف هذا الزعم ويقرّر وفاة الانتفاضة إكلينيكيا ولو بقيت جثتها قيد الدفن الرسمي لاحقا اللهم إلا أن تقوم بمعجزة جلجلة جديدة وهذا هو شعب المعجزات .

    وسواء أكانت تلك اليد الفلسطينية التي وجهت الضربة القاضية هي من دعاة العسكرة أو من دعاة السمسرة أو ممن بينهما في واقع الحال الذي يرتديه البينيون دوماً ولو اختلف هؤلاء البينيون في مستويات هذه الفئة البينية الوسيطة في نظرتهم لمواقفهم ولاجتهادهم ضمن أفق ما هو منال وممكن تسويته بين الممكن والآمال وهي المعزوفة الشهيرة التي يتقنون هذه الأيام العزف عليها طويلا دون ملل ولا كلل ، واستطرادا للتوصيف حول تلك اليد المحققة لهذه النتيجة سواء أطيبة كانت وترى فيم حاولت تفويتا لمؤامرة وتحقيقا لنقاط في سباق النقاط أو تلك التي كانت نيتها شيئا آخر مختلف عن هذا الظن الحسن ، وسواء أكان ذلك قد تم سراً أم كان قد مرَّ علانية ، وسيان إن كان ذلك بالتشاور مع المجموع أم كان حتى بتجاوز تقنية وآلية إتخاذ القرار الصائبة والسليمة وتم اعتباطا وعسفا من جيب خلفي فالنتيجة واحدة ألا وهي الضربة القاضية المتحققة ضد الانتفاضة .

    لن نجد فيم حاولته وسائل الإعلام الصهيونية من معزوفات مؤخرا عبر خلطها للأوراق وذلك فيم قيل أنه استبيان عن طريق الهاتف النقال قد أجرته هذه الوسائل وتحديدا هآرتس مع عدد من الأخوة الأسرى في المعتقلات ونشرت نتيجته إحدى صحف لندن العربية منقولا كما قيل مرة أخرى على لسان بعض الأخوة من أسرى الحرية في وصفهم بأن القرار بالهدنة إنما كان من المعتقلات أساسا ً وأن الأخ المناضل مروان البرغوثي قد اضطلع شخصيا بدور ما في تحقيق هذه الهدنة وهو ما أتمنى أن لا يكون قد تم فعلا لثقتي التامة بنوعية المناضل الذي يكونه مروان عبر حصيلة تجارب مشتركة سابقة معا وأن الأسرى يؤيدون محمود عباس مثلما يؤيدون ياسر عرفات ، لن نجد في هذه المعزوفة إلا محاولة خائبة من جديد لضرب عدة عصافير بحجر واحد كعادتها دائما .

    أما أول هذه العصافير السمينة فرفع الحرج عن حكومة عباس باعتبارها أنها مؤيدة عبر رئيسها مناصفة بالتمام والكمال كما هي القيادة الفلسطينية عبر رئيسها ياسر عرفات وإبراز اشتراك قائد ميداني فتحاوي فذ وأصيل هو المناضل الأخ مروان البرغوثي الذي نحسن الظن ببصيرته في قصّة الهدنة على اعتبار ما آلت إليه ، إن الرؤيا التي انطلق منها مروان لو حدثت هذه القصة كانت ستكون بالتأكيد مع التنسيق الكامل مع القيادة الفلسطينية وضمن أسس الحفاظ على زخم العملية بما يحفظ الحقوق ويصون وحدة العمل النضالي ويواجه الاستحقاقات بأداء غير مفرط كالذي حدث وليس كما حاولت هآرتس أو غيرها بالنيل من هذا المناضل وخاصة في أعين الحركيين من أخوته ورفاقه الرافضين حتى آخر لحظة قصة الهدنة وإن كنا نرى أنه كان من الخطأ إشراكه في هذه العملية أصلا لا سيما وهو أسير حتى لا يجري تاليا استثمار ذلك على النحو الحاصل مؤخرا عند البعض.

    وفي ذات الوقت بعد هذين العصفورين الثمينين المصابين بحجر هآرتس يكون العصفور السمين الثالث جالسا بشكل عام وبحزمة واحدة في عش قضية الأسرى الحساسة لكل فلسطيني وخاصة اليوم وقد بدأ إضرابهم في الأفق وتعالت أصوات الشارع عبر مسيراته في دفع هذه الأولوية إلى الإلحاحية وذلك عبر الدفع باتجاه جعل الهدف الآن ليس قصة الهدنة أو غير الهدنة طالما أن الذين فرضوها هم من يطالبون الآن بالإفراج عنهم وانتهت بذلك الانتفاضة بمجرد إطلاق سراحهم مع أن هذه المطالبة وهذا الإطلاق كان ولا زال جزءا رئيسيا وأساسيا من أي عملية هدنة وهكذا يجب أن تظل إضافة إلى بقية المفاصل الرئيسية مرحليا ومفصليا والتي تجاوزتها هآرتس تماما ولم تعن أصلا بالحديث عنها وبالتالي قتلتها تماما قبل إبراز عشها وكانت هي العصافير الأثمن المقتولة بحجر تحقيقات هآرتس .

    وعلى أي حال فهو ذات الذي ذهب إليه الصحفي الفلسطيني الأخ عبدالله عيسى في دنيا الوطن الغزية مستنتجا أن الانتفاضة ربما كانت لإعادة عدد من موظفي معبر رفح إلى مكانهم أو أيا من هذا القبيل على اعتبار أن هذا هو السقف الذي جرى ملامسته على أرض الواقع مع حركة لعدد من الآليات التي تحمل حملة بطاقات V.I.P التي أشار إليها أيضا الصحفي الفلسطيني الأخ عادل أبو هاشم في الحقائق اللندنية مستفسراً بحرقة من أين جاء هؤلاء وقطعا جاءوا من شقوق غير نظيفة في جرحنا الفلسطيني .
    هآرتس لم تكن تريد أن تقول عبر هذه المقابلات إلا شيئا واحدا في هذه المسألة بالتحديد وهو أن الانتفاضة توقفت بالهدنة ويمكن أن تنتهي الانتفاضة تماما وتصبح نسيا منسيا بمجرد إطلاق السراح لمن طلب هذه الهدنة وفرضها وطبعا مهدّت بذلك لعملية التصنيف الذي وضعته حكومة شارون فيمن يطلق سراحه وشروط هذا الإطلاق وفي معزل عن أي مطلب نضالي أو وطني آخر، أما أخطر المسائل في مسألة أسرى الحرية فهما قنبلتان من العيار الثقيل الأولى فيما تردد عن نقل الأسرى إلى سجون السلطة تطبيقا على ما تم في مسألة بيت لحم والرفيق سعادات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه وأخوته المناضلين الأنقياء في أريحا والثانية قنبلة الوزير المفتي دحلان بأن المطلوب الآن من الكيان تحديدا هو إطلاق من لم يفرج عنه سابقا إبان أوسلو.

    فتوى دحلان بحد ذاتها إن صحَّت أنها جاءت على هذا النحو فهي قبول لمبدأ التصنيف في موضوعة الأسرى بل هي مباشرة في التصنيف ولو من باب آخر ، فكيف يصح أن يتم الانزلاق إلى متاهات التصنيف ولو كان تصنيفا من قبل الحكومة في الوقت الذي يعلن الجميع فيه فصائل وحكومة عن رفض التصنيفات كمبدأ ؟ ودحلان هذا الذي كثرت فتاويه مؤخرا بعد أن عاجل بوش عند وصوله العقبة بسؤال مستقبليه عنه بصيغة " أين رجلنا ؟ " طلب مؤخرا أن تحوَّل إليه مرتبات الأمن الوطني ليقوم هو بدفعها مناولة وطبعا على ذمة المفتي فقد صدَّق نفسه مفتيا وشيخ طريقة طالما حوله الأزلام الذين أصابوا المجاهد محمد السمري وفشّوا غلهم فيه بعد أن عاد دحلان من اجتماعه التنسيقي مع موفاز بكثير من الصفعات على تأخّر جمع أسلحة الفصائل الفلسطينية وزج المناضلين في سجون السلطة وحكومة خارطة الطريق ، حماس كانت قطعا على درجة عالية من الوعي النضالي والوطني بتفويت الفرصة على المفتي دحلان حامل وصفة اختلاق الحرب الأهلية عبر هذا الفعل الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه جريمة مزدوجة من الطراز الأول لم تكلِّف حكومة السلطة نفسها عناء إصدار بيان اعتذار حوله .

    وبالحديث عن خارطة الطريق اللولبية يؤسفنا إعلام حكومة خارطة الطريق أن هذه الأخيرة لم تعد أيضا حيّة ولا نفس لها في جثَّة كومة الأوراق الملقاة مثلما غيرها من السابق عليها ويمكن بالتالي لحكومة الخارطة أن تنعاها للمريدين والمزمرين والمطبلين وتفتتح لها سجِّل العزاء ولو أنها قتيل غجر في دار مضر فلم يعد هناك لا خارطة طريق ولا طريق أصلا ولا ما يحزنون أو يحبرون وهكذا لحقت هذه بما سبق عليها من أول تنت وميتشيل وغيرها من قديم الحيل ومن جديدها وظلت مجرد بوابة اسمية استخدمت لعبور الهدنة نحو نحر الانتفاضة وإلحاق الطريق وخارطتها عمليا بمتحف الأسماء السابقة لا أكثر ولا أقل طالما أن لا رقابة ولا حرص عليها أصلا ولا رباعية أو خماسية ولا تنفيذ أي خطوة أخرى على الإطلاق كما أوضح الوزير المستقيل صائب عريقات لمن لم يسمع بعد هذا النعي .

    حقا قال الوزير الأمين عريقات لا يوجد أي خطوة لا عملية ولا حتى نظرية على الأرض تشي بأن هناك طريق أصلا سيسار عليه للوصول إلى معلم واحد جديد في غير صفة استجداء إعادة تموضع وتطويق مدينة جديدة واحدة فقط ذراً للرماد في العيون وتأخيراً في إعلان وفاة الخريطة وطريقها ، بل على العكس تماما لم يتورع وزير النقل الصهيوني أن يصرّح بأن وسيلة النقل يمكن أن تتوفر فقط لنقل الأسرى لإغراقهم في البحر الميت فقط وبعيدا عن جهله أو عدم جهله بملوحة هذا البحر وبالتالي استحالة الغرق فيه إلا طبعا بعد فتح القناة عليه من البحر الأحمر إن كان يخطط لإطلاقهم في هذا الموعد لتنفيذ ما يريد يتمنى وما ظنه الآخرون من جهل فيه .

    في ذات المنحى أيضا ما حضّر له يعلون في حديثه عن الحرب الشاملة المقبلة إن لم تنزع الأسلحة وتفكك الفصائل وكذا ما نقل عن تضاعف البؤر الاستيطانية وتأكيد شارون للمستوطنين وتعهده لهم بعدم تفكيك أي بؤرة مهما حدث ، ومثل ذلك تمنياتهم لعرفات بالموت العاجل وإطلاقهم لأبواقهم من نوعية بيرلسكوني في الدفع باتجاه الإجهاز على القيادة خاصة في غمرة أزمة الاستقالة وغمرة الملايين الهابطة من كونداليزا باتجاه حكومة عباس وهو ما لا زال قولا فقط ولكن ذلك حتى لم يمنع المفتي الجديد محمد دحلان على ذمة ما نقلته إحدى المواقع العربية في أمريكا من شراء بيت رشاد الشوا بمبلغ يفوق نصف مليون دولار وتهنئة يعلون له في الاجتماع الأخير لكشف المستور ، وباختصار فإذا كانت هذه تصريحات فهي لا تبتعد كثيرا عن الواقع المعاش والمستقبل الأسود إن بقيت الأمور على حالها رهنا بترنّح حكومة الخارطة المختفية والطريق المتبخرة .

    أما آخر فتاوى المفتي دحلان فهي مرةً أخرى وعبر المناورة التي لم تحقق بعد غرضها عبر الاستقالة في تحويل الأنظار باتجاه فتح ونقل الضغوط لها يخرج المفتي دحلان ليطالب بانتخابات حركية وباتهامات مبطنة للجنة فتح المركزية بأن تحفظاتها عليه إنما هي نابعة من أغراض شخصية ، في هذه أيضا وظَّف المفتي فتواه في جزئها الأول على قاعدة " قول حق أريد به باطل " إذ أن مطلب الانتخابات ليس حركيا على الإطلاق بل هو مطلب انقلابي لا أكثر حينما يعزل عن الممارسة الحركية التي بدأت عبر تفويض الأخ المناضل هاني الحسن بإعادة الهيكلية أولا إلى جسم التنظيم وتاليا بالتحضير لعقد المؤتمر الحركي السادس الذي يؤسس للإطار الحركي السياسي في هذه المرحلة وينتخب تاليا على أساسه المرجعيات الحركية الأصيلة من المجلس الثوري وحتى المركزية ، وغير ذلك تصبح دعوى انقلابية لا أكثر ولا أقل ولا أعلم متى كان هذا الدحلان حركيا ومن أين جاء وأضم صوتي لتساؤل الأخ أبو هاشم هنا ودون مواربة .

    وبعيداً عن فتاوى دحلان فقد استغربنا صمت وزير إعلام حكومة الخارطة أمام هذه القنابل المتتالية التي أصدرها منافسه الإعلامي الذي يبدو أنه قد أصبح وزيرا مفوضا بالمال والأمن والإعلام بما يجعل الحكومة في سلته وطبعا ليس بأي خدمة أخرى تمس المواطن الفلسطيني الذي هو مضطر أن يرى هذا الأخير يتحفه بفتاويه المجانية المتلاحقة والتي يتأكد يوما بعد يوم أنها تصدر عن أميّة مطلقة باستثناء بعض الفذلكات التي يمكن أن نلمح فيها مصادر أخرى غير ذاتية وليست إلا ترديدا لدرس محفوظ عن ظهر قلب .

    الآن تحقق على الأرض توقف العمل النضالي للفصائل بسلاسل الهدنة التي قبلتها بنفسها بل ويجري تمديد هذه السلاسل مخابرتيا وليس سياسيا مما يؤكد ما كانت تعنيه خارطة الطريق بداية على أي حال ، وشارون أصبح لديه الثقة بالسفر إلى واشنطن لتدارس الفصل القادم والذي فيه خطر كبير على حياة القائد أبي عمار هذه المرة وعلى غزة عبر الحرب التي لوَّح بها يعلون إلا أن ذلك يجب أولا أن يتم بعد تحقيق أحد أمرين أو كليهما معا ، الأول هو جمع أكبر عدد ممكن من أسلحة الفصائل وتقييد حركتها في مربعات جاهزة لتلقي الضربة القادمة والثاني هو افتعال نزاع داخلي دموي بين الفصائل وأجهزة أمن دحلان وهو العنوان العريض الذي سيبحثه شارون في واشنطن وسيأخذ تأييدا مطلقا خاصة وأن واشنطن هذه أصبحت في مصيدة الديموقراطيين الذين لن يضيِّعوا فرصة هذه الفضيحة الجديدة لتشليح صاحب خارطة الطريق كرسيه الضامن على حسب حسن ظن حكومة خارطة الطريق عندنا في الانتخابات المقبلة ، وفي أثناء ذلك فما هو مطلوب من حكومة الخارطة الميِّتة بأيدي مطلقيها هذه المرة وليس بأيدي معارضيها تنفيذ طلبات سداسية وتحكمات سداسية وإملاءات سداسية في ظل غياب الرباعية مما يجعلنا وبكل يقين نخاطب وزير حكومة الخارطة المستقيل والصامت منذ فترة دون تردد لم يعد مهما أمر الإستقالة ولا أمر الهدنة فقد تم المطلوب ولذا يا دولة الوزير الأول "في الصيّف ضيَّعت اللبن" .


    أيمن اللبدي
    13/7/2003

    ***********

    خطوة ولكن....

    ما تحقق من اجتماع أولي بمساهمة اللجنة الثلاثية الفلسطينية لا شك مستوجب لإشادة من باب تأكيد قدرة الفلسطينيين على تجاوز ما تحصَّل من عقبات أمامهم بأقدامهم لا بأقدام غيرهم وهو ما أشار إليه الأخ أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في مقابلته مع إحدى الفضائيات مؤخرا ونؤيده في ذلك تماما ، وحبذا لو كانت هذه اللجنة الثلاثية قد مارست عملها منذ وقت مبكّر بحيث عملت على تفويت فرصة نظهر بها مخدوشي المشهد وبمؤاخذة وعيب فاضح أمام وزير خارجية الاتحاد الروسي أثناء زيارته وقصة تغيّب الأخ محمود عباس الوزير الأول عن موعد بروتوكولي هام طالما نحن نتحدث هنا عن ممارسة حكومية وأداء حكومي .

    إلا أن ما تم هو ما تحصّل لاحقا وهذه نتيجة مشجعة على أي حال وتمثل خطوة سليمة في الاتجاه الصحيح خاصة وأن اللجنة التي ضمت إضافة إلى رئيس المجلس التشريعي كلا من الأخوة أكرم هنية وصائب عريقات قد عملت بثقة وبحزم في ذات الوقت مع كثير من المصارحة والشفافية وهذا ما أدى إلى نتيجتها الأولية الجيدة في إعادة تأكيد الحقيقة التي يجب الانطلاق منها أبتداء بغض النظر عن الاختلافات في مستوى الفكرة والمضمون وطريقة المعالجة ، فالحرد ممنوع والمناورة في مصالح الشعب الفلسطيني قاتلة وليست مجرد تكتيك سياسي وتصبح عندها من المحرمات مثلما الاقتتال الفلسطيني أو التلويح به ومثلما التخبط في الأولويات والأداء .

    الخطوة الأخرى المشجعة في أداء حكومة السيد محمود عباس جاءت عبر بيانها الرافض تماما لمحاولات شارون المسعورة في تجنيد حكومات أوروبا المترددة في حصار القيادة الفلسطينية تمهيدا لإنجاز مؤامرة شق الصف والإجهاز على حالة التقييم المتوقعة قريبا بجرها إلى مزيد من الأزمات بين الفلسطينيين ، والحكومات من أوروبا القديمة التي أشار إليها وزير خارجية الكيان الصهيوني سلفان شالوم لم تجبهم بعد لما يطلبون سواء أثناء زيارة شارون هذا أو عقب مؤتمر شالوم الصحفي مع أحد وزراء أوروبا الجديدة التشيكي المنسلخ عن تراثه القريب والمرتمي في الحضن الأمريكي الرطيب وقد استخدم شالوم هذا تعبير المستر رمسفيلد المهدد المبطن ببطانة مزدوجة مع ألمانيا وفرنسا مؤخرا وأضاف بذلك مفردة جديدة إلى القاموس الصهيوأمريكي الجديد وارث النواميس والشرائع الدولية أو هكذا يأملون.

    ويقيناً أن بيان الحكومة هو أداء سليم وعامل هام في تفويت الفرصة على شارون وزبانيته في تنفيذ ما يرمون إليه وهم واهمون على كل حال ، وكانت الخطوة اللافتة الأخرى هي التي جاءت من الوزير الأول عباس مباشرة في معرض تعقيبه حول خروقات الهدنة وبغض النظر عن رأينا في الهدنة وخارطة الطريق ، فقد أشاد عباس بأداء الفصائل واعتبره مشرفا ولكن الشيء الأهم هو إشارته إلى خروقات الهدنة من قبل الكيان وأن الحكومة تنظر لهذا بسخط شديد ولن تتهاون معه وهو ما فهمه معلق النشرة بأنه سخط من خروقات الهدنة الفلسطينية وقدمه على هذا الأساس غير الصحيح.

    حسنا في نظرنا إن أكبر خرق جاء في تجديد اعتقال الأخ المناضل مروان البرغوثي لمدة ستة شهور إضافية وهو حقيقة يمثل صفعة لبداية الصحوة عند حكومة السلطة وهو أكثر من تحدي ، وإذا كانت الأمور تسير باتجاه اجتماع جديد مع شارون بعد عودته من جولته التحريضية اللئيمة فإن هذا الاجتماع سيشكل بلا شك الفرصة الذهبية لحكومة عباس حتى توضح موقفها بجلاء وتضع النقاط الفلسطينية على الحروف المنثورة بدهاء شديد هنا وهناك.

    ولتكن أول الأولويات في اجتماع كهذا هو التأكيد على قضية الأسرى الحساسة والمطالبة بإطلاقهم جميعا وبجدول واضح زمني معقول دون مواربة ولا مناورات والإصرار على انسحاب قوات الاحتلال المعتدية من جميع المواقع التي دخلتها طالما أن الهدنة قائمة وقد تحققت تماما وبالالتزام المشرف الذي أشار إليه الوزير الأول في معرض تعقيبه السابق الإشارة إليه ، وإذا تمكنت حكومة عباس من تثبيت أقدامها على هذا المطلب الواضح فإنها ستجد دعما فوريا وقويا من كل الفصائل وكل القوى المناضلة لأنها تكون بذلك دخلت مرحلة نهوض سليمة ورغم مرة أخرى عدم ترحيبنا لا بالخارطة ولا بالهدنة ولكن طالما دخلناها من هذا الباب فلتكن على الأقل متناولة التناول الوطني المشرف أيضا‘ فان نجحت وأطلقت الأسرى فنعم ما به وإن انكشف الموقف الصهيوني لمن يريد دليلا إضافيا رغم أنه لم يبقي برقعا إلا وتبخر من على وجهه لكل صاحب نظر كما نتوقع ونعلم ، استوجب بعدها الموقف الواضح والمسؤول من الحكومة وللملأ أمام العالم كله..

    إن هكذا موقف لن يصبح قويا ولا متأتيا إلا إن سبقته تنسيقات ومشاورات فورية ومعمقة وعودة فورية أيضا عن أمر الحرد والاستقالات وتنشيط اجتماع المركزية والتنفيذية مع الحكومة فورا ووضع الأساس السليم لهذه المواجهة المقبلة ، وفي هذا لن يكون هناك من سبب يمنع مثل هذه الخطوة المطلوبة بشدة اللهم إلا مؤامرات المتربصين ومن وصفهم الأخ عباس زكي بالطحالب .

    هذه خطوة يا سيادة الوزير الأول ومطلوب ترجمتها من جديد وأيضا في ذات الوقت نأمل أن تكون القيادة الفلسطينية مستعدة تاليا لطمأنة الحكومة بأن المطلوب ليس رأسها وإلا لما كانت وإنما المطلوب هو منع ترنحها وإقامة صلبها وليس مجرد اللعب معها في الوقت الضائع وظني وثقتي أنها ستفعل ، فهل نرى الخطوات القادمة يا سيادة الوزير الأول ؟

    أيمن اللبدي
    15/7/2003
    إذا تصفَّحتَ ديوانيْ لتقرأني
    وجدت شعرَ المعالي َ جلَّ ديواني

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    الأخ أيمن اللبدي
    يعجبني طرحك للموضوع وسيسعدني لو عقبت على موضوع"قضية للنقاش" لانها ترتبط ارتباطا وثيقا بما طرحته يا اخي الكريم هنا
    وبارك الله فيك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي الحبيب أيمن:

    قرأتها منذ حين وقمنا بتثبيتها تقديراً وامتناناً لقلم مميز.

    أما الرأي في مقالتيك فدعني أقول لك بصراحة أنني ....




    أختلف معك في أغلب ما ورد.


    ولكن لنا في الاختلاف سعة وفيه المنفعة.



    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

المواضيع المتشابهه

  1. مَوْعُدٌ مَعَ السَّحابْ
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 28-10-2014, 10:27 AM
  2. معَ ابْنِ تيْميةَ في سجن القلعة..
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 01:23 PM
  3. إِلَى حَازِمِ غَزَّةَ مَعَ التَّحِيَّة
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 11:16 PM
  4. تقرير حول أُمسية أشبال ملتقى رابطة الواحة الثقافية معَ التسجيل
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-03-2006, 09:40 AM