المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر
فاطمة...
وهل الحرية تخلق..؟
اذا كان الانسان هو الموجود الوحيد الذي يشعر بانه حر،فانه كان ولم يزل الموجود الوحيد الذي لايكاد يكف عن تكذيب شهادة شعوره..لانه يدرك اكثر من اي موجود اخر مدى اتساع الهوة بين ذاته وكل ما هو خارج عن ذاته.
فهو في صراع دائم مع الطبيعة..والمجتمع،والماضي، ولم يسلم الله من صراعه هذا...!
اذا ليست المشكلة في الاكتساب والخلق..وانما مشكلة المشاكل لديه هي الحرية ذاتها..لانها في يقينه سر وجوده الذي هو في صميمه تارجح بين العدم والوجود.
وبنظرة سريعة الى تاريخ الحرية لوجدنا ان الخصم الحقيقي للحرية ليس هو مذهب الحتمية،بل هو في ظن الكثيرين المذهب القائل بالارادة المطلقة والحرية اللامتناهية..لان الحرية كانت ولم تزل تصطدم بعوائق كثيرة حتى استحالة الى قيمة..وهذه القيمة قد يظن البعض انها منحة قد جادت بها علينا الطبيعة ولكنها في الحقيقة كسب..لابد لنا من ان نعمل على احرازه.
لاننا وبعودة سريعة الى طريقة تفكيرنا نجد باننا كلما ضعف الوجود ومعانيه في ذواتنا نهيب بذلك للوراثة والقدر والبيئة وووو..
لتفسر هي ضعفنا وتبرر مظاهره..لكن عبثا نحاول ان نقتل روح الحرية في انفسنا او نلقي عن ظهورنا عبء المسؤلية..فقد كتب علينا ان نكون احرارا وكما يقول سارتر:حريتنا هي الشي الوحيد الذي ليس لنا الحرية في ان نتخلى عنه.
وهنا استحضر موقف قد ذكره الدكتور زكريا ابراهيم في كتابه مشكلة الحرية حيث يقول: وقف متهم يوما امام القاضي يدافع عن نفسه فقال:انني التمس البراءة،فقد وقعت تحت تاثير ميول وراثية خبيثة تنتفي معها كل المسؤلية..! وهنا رد القاضي:وانا ايضا التمس المعذرة في ادانتك،فانني لااملك سوى ان احكم بما لدي من قوانين.
دمت بخير ايتها الرائعة
محبتي لك
جوتيار